أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اطياف رشيد - جماليات نص البانتوميم مسرحية (ايها الطائر ..مكانك الفضاء)نموذجا














المزيد.....

جماليات نص البانتوميم مسرحية (ايها الطائر ..مكانك الفضاء)نموذجا


اطياف رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2475 - 2008 / 11 / 24 - 08:39
المحور: الادب والفن
    



من بين كل الأنواع الادبيه التي تثير لدى القارئ ،ولدي بشكل خاص ، لذة الاكتشاف وخوض مغامرة التخيل ، هو النص المسرحي لابتعاده عن السرد ولقابليته الفائقة في تحفيز المخيلة .فهناك فسحه ، وبالحقيقة فسحه واسعة ليلعب الخيال دوره في إنتاج علامات وبناء تشكيل مواز يتأسس على ما يصدر من الحوار من علامات وإيحاءات وبعض ما يجود به المؤلف من إضافات هنا أو هناك .وإذا كان الحال كذلك مع نص يمتلك أداته في التوصيل /الحوار فكيف بنص صامت لا يوفر سوى لمحات ، نص يقبض فيه الصمت على الزمن بشده .
النص المسرحي الصامت لا يتوفر في اغلب الأحيان ألا على رسم صوره تمهد لبنائها على خشبة المسرح . أنها مجموعه من العلامات التي تمكن المخرج ، وبالتالي الممثل ، من تجسيدها بالتعبير الجسدي بمصاحبة مفردات أخرى كالموسيقى والديكور والزي وأصوات أخرى غير الموسيقى في بعض الأحيان . ذلك كله يتشكل كنقاط داله او كإشارات مختصره على الورق .
فهل يمكن اعتبار هذا المخطط نصا أدبيا يمكن قراءته
وبالتالي دراسته وفق المنظور الجمالي ؟ ومنها عناصر الجمال تلك ؟
وفي النموذج الذي اخترناه وهو ( أيها الطائر ... مكانك الفضاء ) لمحسن الشيخ * تأتي العلامات سلسة وتوفر قدرا كبيرا من التأمل .
النص
.........
( أصوات طيور ..
ثم ينفرد صوت عصفور " لثوان " / .. تكشف الإضاءة عن رجل متشح بوشاح اسود يجلس على دكة خشبية في متنزه / .. يزداد صوت العصفور ارتفاعا وتفردا / الرجل يرفع رأسه تدريجيا ثم ينظر الى الأعلى / يكتشف الطائر / الرجل وجه خال من التعابير / لكن حين يقع نظره على العصفور تنفرج أساريره /.. الرجل يداعب العصفور بنظراته الحزينة ويتبعه بنظرة هنا وهناك كلما اقترب العصفور من الأرض يطرده الرجل بعيدا ثم يفرح كثيرا لطيرانه في الفضاء / يزيح عن كتفه الوشاح الأسود / ويتابع بشغف العصفور / كل هذا وهو جالس على دكته العصفور يقترب من الأرض .
الرجل يومئ له ان يبتعد ، العصفور يقترب أكثر من الأرض ، الرجل ينهره بشده العصفور يهبط على الأرض ، سحابة من الحزن تلون وجه الرجل .. يرتدي وشاحه الأسود ويمضي حزينا .. ظلام . )*
لقد بنى الشيخ ثلاث مستويات علاميه :
المستوى الصوتي _ الذي مثله (أصوات طيور ) ( صوت العصفور منفردا )
المستوى النفسي والعاطفي _رجل بوجه دون تعابير ، تنفرج أساريره ، يحزن ، يفرح ، يحزن ، يحزن
المستوى الحركي _ يرفع رأسه ، يزيح الوشاح ، يومئ ، ينهر يرتدي الوشاح ، يمضي .
ان كل مستوى من هذه المستويات هو علامة أساسيه مهدت للعلامة التي بعدها بالظهور والانكشاف . فالمستوى الصوتي اظهر العلامة ألصوتيه ممهدة وكاشفه لما يتلوها (أضاءه )حيث الرجل جالس على الدكه ، لتتفتح لنا العلامة ألنفسيه في المستوى الثاني والدالة على الوحدة والهم الذي يرزح تحته الرجل ( الوشاح) . هناك وحشه مؤلمه وضغط ما بل رغبة ما تجيش عميقا . مما حفز العلامة الحركية في المستوى الثالث للظهور حيث وصف للحركة وكشف عن ( مغزاها العاطفي ، خاصيتها ألمميزه والمقررة للدور ) كما يعبر توما شفسكي .حيث الشعور بالفرح لطيران العصفور وانطلاقه تمثل في أوضح صوره في ( يزيح الوشاح) .
ان هذه المستويات تكشف لنا عن واحده من اهم العناصر الجمالية وهي الاختزال والتكثيف في رسم ألصوره وتصوير الفعل حيث ( ان الدراما الصامتة ( بوصفها نصا ) ترتكز أساسا على وصف الفعل الدرامي ) في أكثر إشكالها اختزالا . ويركز أيضا محسن الشيخ على مجموعه من المفردات من خلال تكرارها ك ( الرجل ، الأسود ) فانه بالا مكان أن يذكر فقط يزيح يداعب يومئ فبعد الاضاءه صار واضحا وجوده المنفرد على ألخشبه / الورق وكذلك التركيز على مفردة الوشاح الأسود الذي تبين لنا لونه في البداية . التركيز هنا على إنسانيه تطمح للحرية والانطلاق . ويضفي هذا التركيز تنويعا يزيد من جمالية النص وبذلك يتفوق نص البانتوميم في وصف ألصوره على الحوار في النص المسرحي من خلال رسم منظومة الفعل تمكننا من التوصل إلى مظهر علامي دينامي يشكل لنا تصورنا الجمالي التصوري أو التخيلي والمعرفي في آن . فان قدرة النص على إثارة الاسئله عبر العلامات تمضي بنا من منطقه لأخرى ومن فتح لأخر عبر بوابات الصمت .

اطياف رشيد



#اطياف_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شجره/ اله
- ريموت كنترول
- مزاج سئ
- شتاء ....
- هذيان كالمطر
- الصورة ونقيضها ..قراءة في نص الدرس ليونسكو


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اطياف رشيد - جماليات نص البانتوميم مسرحية (ايها الطائر ..مكانك الفضاء)نموذجا