أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اطياف رشيد - ريموت كنترول














المزيد.....

ريموت كنترول


اطياف رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2467 - 2008 / 11 / 16 - 05:48
المحور: الادب والفن
    



هكذا ....
كانت تتقلب القنوات إمام عيني ، فتختلط في رأسي مقاطع من الأفلام تتلوها أجزاء من برامج منوعه وإخبار او إعلانات .
وهكذا .. كانت كل لحظه تحمل معها اغتيالا لشغفي لمتابعة فيلما متكاملا .
كان أبي يمسك بالريموت كنترول مقلبا البرامج ومتقلبا معها ،وهذا جزء من طقس يومي ، وكان هذا الوضع مقلقا جدا لدرجة إن أمي كانت تمل وتذهب إلى النوم مبكرا . وأبقى أنا أتلهف لأن يستقر أبي على برنامج ما أو فيلم يمكننا متابعته حتى النهاية ولو لمرة واحده دون إن يغير القناة للحظات ثم يعود .
أنا اعلم لماذا يفعل ذلك ، نعم .. افهم جيدا ما لا يريدني أن أشاهده ، ما لا يجب أن تشاهده فتاة في عمر المراهقة ، وربما بل أكيد حتى لو لم تكن بهذا العمر .لكنه لا يفعل هذا بحضور أخوتي الذكور ، حينما كنت أتصنع النوم إمام التلفاز ، وكثيرا ما كنت افعل ذلك فأتمكن من مشاهدة الفيلم ، أي فيلم يشاهدونه أجنبيا أو عربيا ،بصورة كاملة . بت اعرف بعدها لماذا يحول أبي القنوات ، فذلك عندما يكون هناك مشهدا حميميا ورومانسيا .
لهذا أيضا كان جهاز الريموت كنترول يتنقل بين ايدي ابي
واخي الأكبر.
وفي احد أيام مجزرة الأفلام أليوميه لمحت إعلانا على شاشة التلفاز عن فيلم بعنوان شكسبير عاشقا بعد ساعة من هذا البرنامج الذي يتابعه ابي . وما اعلمه عن شكسبير لا يتعدى قراءتي لمسرحية هاملت وبعض المعلومات عن كونه شاعرا إنكليزيا عظيما .بدأت الرغبة تتآكلني لمشاهدته ولكن كيف ؟ هل سيسمح لي إذا اقترحت عليهم مشاهدته بدلا من الفيلم الأبيض والأسود المعاد للمرة الإلف أو احد أفلام الكاوبوي التي يعشقها أخي الأكبر ، قطع أفكاري هذه طرقا على الباب وكان ذاك احد أصدقاء ابي الذين كثيرا ما يدعونه للمسامرة في مقهى أو عند احد نواصي المحلات ألقريبه .عندها مر في خاطري أمل لذيذ ، رجاء وتوسل للمطلق والغيب كله ، تمنيت حد الجنون أن يضع ابي الريموت كنترول لدى أمي فهي سوف تذهب إلى النوم سريعا وعندها سوف أتمكن من مشاهدة الفيلم ، وبدأت هذه الأمنية تضرب في راسي بشده ، سوف يضع الريموت لدى أمي أكيدا لأن أخي الاكبر كان خارج المنزل أيضا.، وما هي إلا لحظات ، لحظات فقط هي التي تفصلني عن الفيلم .. عن فيلم كامل ... لحظات مرت وانا أتطلع إلى ذلك الكمال بشغف كبير ، وهاهو ابي يرتدي ملابسه ويهم بالخروج ،لكنه توقف عند الباب قليلا وقال لأخي الصغير الذي يبلغ ثماني سنوات
_ خذ الريموت يا زيد ، وانتبه .

2008/9/9



#اطياف_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مزاج سئ
- شتاء ....
- هذيان كالمطر
- الصورة ونقيضها ..قراءة في نص الدرس ليونسكو


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اطياف رشيد - ريموت كنترول