أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - فلاح علي - النصيرات الشيوعيات العراقيات تأريخ نضالي مجيد ومثالاً حياً لنضال المرأة ضد الدكتاتورية















المزيد.....

النصيرات الشيوعيات العراقيات تأريخ نضالي مجيد ومثالاً حياً لنضال المرأة ضد الدكتاتورية


فلاح علي

الحوار المتمدن-العدد: 2469 - 2008 / 11 / 18 - 10:01
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


أن تجربة النصيرات الشيوعيات في صفوف قوات أنصار الحزب الشيوعي العراقي إنها ظاهرة نادرة تستحق أكثر من وقفة ليس لغرض التأمل فيها وإنما لدراستها ونشر دلالاتها ودروسها ومعانيها ليتعرف أكثرأبناء شعبنا ورموزه الثقافية والفكرية ومناضلاته ومناضلية من مختلف القوى السياسية والأجيال الجديدة الشابة على هذه التجربة الغنية التي تشكل تأريخاً مجيداً ومشرقاً لنضال المرأة العراقية في صفوف قوات أنصار الحزب الشيوعي العراقي للخلاص من الدكتاتورية ومن أجل الحرية والتحرر والديمقراطية وبناء دولة القانون وإقامة النظام الديمقراطي التعددي الفيدرالي .

في هذه المقالة لاأتحدث عن قضايا نظرية أوإمور يتم تناولها عن بعد وإحياناً يكون التناول بهذه الطريقة قاصر أو مشوه يعتمد على السماع والنقل الغير دقيق . وإنما أتحدث عن معايشة لعدة سنوات في صفوف أنصار قوات الحزب الشيوعي العراقي وكشاهد حي على تلك المآثر النادرة المثال التي خطتها تلكن المناضلات البطلات اللواتي إنخرطن في الكفاح المسلح الذي تبناة الحزب الشيوعي العراقي في أواخر السبعينات من القرن الماضي كأسلوب نضالي فرضته تلك الظروف للخلاص من الدكتاتورية ومن شرورها التي جلبت للشعب والوطن المآسي والدمار والحروب والحصار والأحتلال .



الكفاح المسلح أحد أشكال النضال التي إعتمدها الحزب في عام 1979 ضد الدكتاتورية فهو لم يكن نزهه عابرة أو رغبه أو عاطفة وإنما وعي وممارسة عملية يتجلى فيهاالثبات الفكري وقوة الأرادة وصدق الأنتماء ونكران الذات وتضحية وفداء فهو قناعة بالفكر والخط السياسي الذي إنتهجه الحزب وبهذا فقد أكد الشيوعيون العراقيون أن عضوية الحزب تعمد بالدماء وبالنضال الصعب وتحمل الصعاب والمخاطر . لهذا فقد إنخرط في قوات الأنصار رفيقات ورفاق أشداء وكانوا في عمر الزهور وكثير منهم يحمل الشهادات العلمية العالية ومؤهلات مهنية متنوعة, تركوا وظائفهم وصفوف الدراسة وإلتحقوا مع حزبهم لخوض أصعب أشكال النضال وهوالكفاح المسلح .



لم أكن مبالغاً إذا قلت أن الرفيقات النصيرات الشيوعيات لقد أبدين مقدرة عالية في تحمل الصعاب وما أكثرها من قساوة الطبيعة والمناخ وكثرة الثلوج والسير الطويل في الليل والسهر والجوع والتعب والمواجهات العسكرية وخوض المعارك فكن يتحلين بالشجاعة النادرة والصبر ونكران الذات والتضحية وإستشهدالعديد منهن سواء في مواجهات عسكرية غير متكافئة أو في مهام نضالية حيث إستشهدت الرفيقة أحلام والرفيقة موناليزا كما إستشهدت النصيرات البطلات الرفيقات أم ذكرى وأم لينا حيث كلفهم الحزب بمهام في عمق الوطن . وهناك أسماء من النصيرات تركن أثراً كبيراً في أوساط الجماهير الكوردية وفي المناطق التي عملن فيها ومن هذه الأسماء التي أصبحت مفخرة للشيوعيين العراقيين وأذكر على سبيل المثال الدكتورة أم هندرين التي قدمت من موسكو مع بنتها نداوي الذي لا يتجاوز عمرها آنذاك عن الخمس سنوات وعاشت مع والدتها ووالدها تلك التجربة القاسية لقد عرفت جماهير قرى منطقة زيوة والعمادية الدكتورة أم هندرين وقد أنقذت الكثير من حالات مرضية خطرة أو حالات عسر الولادة وكان يزورها الكثير من بنات وأبناء القرى طلباً للدواء . ولن ينسى أنصار قاطع بهدينان كيف إنها أنقذت ومعها رفيقها الدكتور أبو تضامن حياة النصير دولفان عندما أصيب بطلقات مميته في ساقة عندما كان مشاركاً في العملية العسكرية في ديرالوك وعندما طلبت الرفيقة من الأنصار التبرع بالدم لأنقاذ حياة الرفيق دولفان لقد تزاحم الكثيرللتبرع بالدم لأنقاذ حياة رفيقهم وقد تطابق معه دم الرفيق منذر فكانت أسعد لحظات انسانية عاشها الرفيق منذر عندما تبرع بدمه وأنقذ حياة رفيقة ( بلا شك أن سعادة الشيوعيين تتميز بطابعها النضالي والأنساني ) وفي منطقة بارزان في أربيل كانت تتحدث جماهير القرى عن براعة النصيره الرفيقة الدكتورة ساهره التي أنقذت حياة الكثير وقدمت للجماهير الأدوية والعلاجات في الوقت الذي أغلقت فيه الدكتاتورية المراكز الصحية في المناطق التي يسيطر عليها الأنصار فكانت محط إعتزاز وتقدير جماهير القرى . وهناك نصيرات قضين قرابة العشر سنوات في الكفاح المسلح من يسمع بأسمائهن ينحني لهن إجلالاً وإحتراماً إنهن مفخرة ورموز نضالية يحتذى بها . منهن النصيرة الرفيقة أم نصار وكانت مع زوجها الرفيق أبو نصار والرفيقة منى زوجة الرفيق أبو آذار وهي بنت القائد الشيوعي الأنصاري البطل الرفيق توما توماس ووالدتها والرفيقة أم بدر وزوجها الرفيق أبو بدر وسميرة وزوجها وليلى رش ومعها زوجها وسمروزوجها الرفيق أبو نسرين وشهلة وزوجها الرفيق أبو علي والدكتورة سعاد ومعها شقيقها منار التي عرفت بنشاطها السياسي والتثقيفي للنساء في القرى الكوردستانية المجاورة للقاطع والرفيقة أم علي الذي كان معها ولديها وزوجها والنصيرات البطلات الرفيقات أم أسيل ورفيق دربها الرفيق أبو داود وأم رافد وزوجها الرفيق أبو رياض وبهار وزوجها الرفيق أبو الطيب وأم ثائر في سوران وكان معها ولديها وزوجها والنصيرة فاتن (أم محمود ) في سوران مع زوجها والمئات من المناضلات.

وفي أول سرية عملت بها كانت معنى نصيرة بطلة إسمها تانيا وزوجها الرفيق ملازم رياض لقد كانت مثالاً للشجاعة والأقدام وقد كلفها مكتب السرية بمهام عسكرية كثيرة وكانت محط تقدير وإعتزاز النسوة في القرى وكن يتحدثن عنها في المناطق التي تتواجد فيها السرية وعن جرأتها وكنا يتمنين حمل السلاح مثلها وهناك بطلات في الفوج هن في ذاكرة الأنصار وقدمن الكثير للحركة الأنصارية بعضهن أصبحن أسماء لامعة في القرى وفي الحركة الجماهيرية النسائية في منطقة عمل الفوج أمثال النصيرة الرفيقةالبطلة أم عصام ومعها زوجها الرفيق أبو نصير الذي إستشهد في عام 1993 والنصيرة الرفيقة أم أمجد ومعها زوجها الرفيق أبو أمجد والنصيرات البطلات الرفيقة بلقيس ومعها زوجها الرفيق سميروالرفيقة زينة ومعها زوجها الرفيق أبو عماد والرفيقة نادية ومعها زوجها الرفيق ملازم آزاد والرفيقة كنار وزوجها الدكتور باسل الذي كان بحق دكتور جوال ويزوره العشرات من أبناء القرى لعيادته طلباً للدواء والعلاج وهناك أسماء في الأنصار أصبحت وجوه جماهيرية أمثال الرفيق الشهيد الدكتور عادل لقد بكت علية جماهير القرى عندما إستشهد هذا الرفيق البطل لقد أنقذ حياة العديد من الأطفال والنساء والرجال .والشهيد أمين الذي عرفته جماهير دشت الموصل بطلاً والشهيد أبو نصير آمر سرية والشهيد أبو نصير آمر الفوج والشهيد أبو ماجد كانوا وجوه لامعه يفتخر بها كل شيوعي وهي محط إعتزاز وتقدير جماهير القرى والدشت .



فكان الأنصار والنصيرات يحضون بأحترام وتقدير القرى التي يتواجدون فيها فأصبحت العلاقة قوية وطيدة حيث قاتل الأنصار لأيام عدة دفاعاً عن بعض القرى التي تعرضت لهجمات عسكرية وقدموا الشهداء من أجل الحفاظ على أرواح وممتلكات أهل القرى التي تعرضت للهجمات إضافة للدور الأنساني في المجال الصحي الذي قامت به الطبيبات والأطباء الأنصار . فكانت جماهير القرى في تفاعل مع سرايا الحزب الشيوعي العراقي وتشعر بالأمان عندما تتواجد المفارز في مناطقها فتهيأت أرضيه مناسبة للنشاط السياسي بين بنات وأبناء القرى وتكونت الركائز بما فيها الركائز المسلحة في أوساط الجماهير , وقد حققت حركة الأنصار نجاحات كبيرة في إعادة تنظيمات الحزب وبدأت تهيئ مستلزمات تعريق الكفاح المسلح ولمس النظام الدكتاتوري تعاظم نشاط قوات أنصار الحزب الشيوعي العراقي حيث أصبح الدخول إلى بعض المدن والأقضية والقصبات في كوردستان أمراً سهلاً ووصلت إشارات من العديد من العسكرين في بعض المواقع وقادة الجحوش بالتعاون مقابل عدم توجيه هجمات عسكرية عليهم . أن حركة الأنصار الشيوعية قد أعادت الحياة للحزب بعد الهجمة الشرسة التي تعرض لها في عام 1978 ومكنت الحزب من إستعادة نشاطة ودوره السياسي وحضورة الفاعل في الأحداث والتطورات وكان في مقدمة ذلك الحضور إضافة لقيادة الحزب آنذاك ومعها الجمهره الواسعة من النصيرات البطلات التي خصتهن هذه المقالة والتي تم ذكر بعض الأسماء وهناك أسماء كثيرة ليس بصدد ذكرها . ومعهن أولئك الرفاق الشباب الأنصار الشجعان الذين تصل أعدادهم إلى عدة آلاف ومعهم أبطال العمل السري والرفاق الناشطين السياسين في الخارج .

فأنصب حقد النظام الدكتاتوري عليهم ولخوفه من تعاظم نشاط قوات الأنصار فوجه ضربتين كيمياويتين الأولى في حزيران عام 1987 والثانية في آب/ 1988 ولكن لن يتمكن من النيل من إرادة الأنصار ودورهم وتأريخهم وستبقى حركة الأنصار تجربة حية تشكل صفحة مشرقة لنضال الشيوعين العراقيين .



ولا توجد قوى أو شخوص على الأرض تستطيع النيل من هذا التأريخ المشرق الذي سيخلدة الشعب وستكون هذه التجربة في ذاكرة الأجيال القادمة التي خاض غمارها مناضلات ومناضلين أشداء من أعضاء حزب فهد وسلام عادل. أما الذين يحاولون النيل من الأنصار ويشوهوا نضالهم سواء عن قصد أو عن غباء فأنهم ناقصي فكر وسياسة ووعي وتجربة وقد يكون لهم تأريخ مشوه وبلا شك إنهم أقزام مهما طال بهم العمر الزمني لأنهم يتجاهلون دور المرأة في النضال السياسي والأجتماعي وفي بناء الوطن ودورها في قيادة الدولة من خلال المشاركة في مؤسساتها وإنهم يسيئوا لنفسهم ولن يتمكنوا من النيل من الأخت والأم والزوجة والأنسانة المناضلة .



#فلاح_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مزيداً من التضامن مع عمال العراق ودعم نضالاتهم لأجل تلبية مط ...
- رؤية حول التوجه لبناء قطب يساري ديمقراطي في العراق
- رؤية حول التوجه لبناء قطب يساري ديمقراطي فاعل ومبادر ومؤثر ف ...
- هل الدين الأسلامي بحاجة إلى أحزاب الأسلام السياسي
- 11/سبتمبر 2001 وما بعده
- النخب المهيمنة ما بين تنافر المواقف وسياسة الحمق
- قوى اليسار والديمقراطية وإنتخابات مجالس المحافظات
- المفاوضات العراقية الأميركية والتوازن المفقود
- رؤية حول ملامح التجديد في اليسار العراقي الحزب الشيوعي نموذج ...
- قوى اليسار والديمقراطية ودورها المرتقب
- يساريون وديمقراطيون بوصلتهم مصالح الشعب والوطن
- هل سيتوقف التدخل الإيراني في الشأن العراقي
- رؤية نقدية حول المادة الثانية في الدستور العراقي (2-2)
- رؤية نقدية للمادة الثانيه في الدستور العراقي (1-2 )
- العلمانية الديمقراطية ومشاريع الأسلام السياسي
- المشروع الوطني الديمقراطي للحزب الشيوعي العراقي هو مشروع واق ...
- القوى اليسارية والديمقراطية العراقية دورها وتأثيرها الجماهير ...
- رسالة للسيد هوشيار زيباري وزير الخارجية المحترم
- الفيدرالية كخيار ديمقراطي لحل القضية القومية في العراق - ماب ...


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - فلاح علي - النصيرات الشيوعيات العراقيات تأريخ نضالي مجيد ومثالاً حياً لنضال المرأة ضد الدكتاتورية