أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - ٱلدين وٱلدولة















المزيد.....

ٱلدين وٱلدولة


سمير إبراهيم خليل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2468 - 2008 / 11 / 17 - 08:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تسمّى ٱلسلطة "دولة" إذا كان قيامها يستند إلى ميثاق بين جميع فئات ٱلمجتمع يوكّدون بقبولهم له أنّه دينهم ٱلذى سيخضعون له فى عيشهم. وفى هذا ٱلدين ٱلاجتماعىّ بيان لا لبس فيه أنّ عمل ٱلسلطة مُوكَل إليها لفترة محدّدة من جميع فئات ٱلمجتمع من دون ٱستثنآء لأىِّ فئة منه مهما قلّ عددها. وأنّ توكيلها محدّد فى توجيه سلطتها لما يدفعه ٱلمجتمع من ماله فى خزينتهآ إلى زيادة علم أفراده وتطورهم ٱلمستمرّ وإلى منافعهم وتمتعهم وإلى علوّ شأنهم وأمنهم. وأنّ عمل ٱلسلطة يتوزّع على فريقين. فريق تُوكَل إليه مواقع ٱلمسجد وأفعال ٱلسجود للميثاق (مقرّ ٱلسلطة التنفيذية وأفعالها). وفريق تُوكَل إليه مواقع ٱلجامع وأعمال ٱلركوع للميثاق (مقرّ ٱلسلطة ٱلتشريعية وصناعة تشريع يوافق ٱلميثاق) وأعمال ٱلرقيب ٱلحسيب على ٱلفريق ٱلأول منعا من تحوّله إلى سلطة مستبدّة تبذّر وتسرق ٱلمال ٱلاجتماعىّ. وأنّ أفراد جميع ٱلفئات ٱلاجتماعيّة ٱلرّاشدين هم ٱلذين يختارون أشخاص سلطة ٱلدولة إلى مواقع مسجدها وإلى مواقع جامعها فى كلّ فترة محددة فى ٱلميثاق. وأنّ لكلِّ فرد راشد من ٱلمجتمع ومؤهل بخبرةٍ وعلمٍ ٱلحقّ فى تمثيل مجتمعه فىۤ أىِّ موقع من مواقع ٱلسلطتين.
فسلطة ٱلدولة هى ٱلتى تقوم على ميثاق مشترك بين جميع فئات ٱلمجتمع. وقيامها لا يكون إلا تداولا وبوسيلة ٱلإعلان عن منهاج ٱلطالبين للتوكيل بمواقع سلطتها من أبنآء مجتمعهم يعلنون فيه سجودهم وركوعهم للميثاق ووقوفهم على ٱلحياد وٱلتوسط بين فئات ٱلمجتمع جميعها.
وترى سلطة ٱلدولة فى ميثاق مجتمعها (دينه) أنّ مجتمعها سوآء ءكان من فئة قومية واحدة أو من فئات قومية متعددة ومختلفة ٱلِّسان وٱلمفاهيم فلكلٍّ من هذه ٱلفئات حقها فى ٱلتواصل بلسانها ومفاهيمها فلا تعتدى على حقّ فئة منها فى ٱستعمال لسانها ومفاهيمها لا بشرع ولا بسلوك. وأنّ لكلِّ فرد راشد من ٱلفئات يُعلن سجوده وركوعه للميثاق حقّ ٱلتمثيل للمجتمع فى مواقع ٱلسلطة جميعها.
وترى سلطة ٱلدولة فى ميثاق مجتمعها (دينه) أنّ ما تكوّن ويتكوّن من مفاهيم عن دين ٱللّه لدى ٱلفرد هو حقّ له وحده وفيه مسئوليته ٱلشخصيّة عن حياته ٱلأخرة ولا علاقة للسلطة بما يعلنه من مفاهيم عن دين ٱللّه ولا بٱلانتقال من طآئفة إلىٰۤ أخرى ولا بٱنفصاله عن جميع ٱلطوآئف.
فٱلدولة هى سلطة دين ٱلمجتمع كلّه ويجرى تداول مواقعها بوسيلة ٱلانتخاب. وٱلمثل عليها هو فى كلِّ سلطة ميثاقيّة ديمقراطية. ومثلها ٱلأعلى هو فى سلطة دولة ٱلمدينة.
وتسمّى ٱلسلطة "طاغوتا" إذا كان قيامها لا يستند إلى ميثاق مشترك بين جميع فئات ٱلمجتمع ولا يجرى ٱختيار لأشخاصها ولا يحدث تداول لمواقعها. وهى وإن كان لها ميثاقها ٱلخاصّ (دينها) فهو ميثاق طاغوت لا ركوع فيه. يستند على تأييد طآئفة واحدة أو طبقة واحدة أو جماعة قوميّة واحدة أو حزب واحد من دون ٱلفئات ٱلأخرى. بل تكره ٱلجميع بٱلخضوع له وتبطش بمن يتمرّد عليه.
ومن سلطة ٱلطاغوت طاغوت ٱلطآئفة ٱلواحدة وهى ٱلتى تقوم بما لديها من مفاهيم ظنٍّ عن دين ٱللّه. وبظنّها تصنع ميثاقها ٱلخاص (دينها) وتكره أبنآء مجتمعها فيه. ويُظهر ظنّهآ أنّ ٱللّه جعل لجسمها "كتابا - جينومًا" يختلف عن "جينوم" بقية فئات ٱلمجتمع. وأنّه جعل لنفسها منهاجًا يجعل إيمانها بٱللّه ودينه موكّدًا وموثوقًا ويجعلها وحدها ٱلمؤمنة بٱللّه من دون ٱلناس. ويأتى تشريعها وفق مفاهيم ظنّها فتطغى على فئات ٱلمجتمع ٱلأخرى وتظلمها.
هذه ٱلسلطة ٱلطاغية بدينها ٱلظّنىّ لا تكون إلا سلطة جاهلين متطرفة. وٱلمثل على هذه ٱلسلطة هو فى كلِّ سلطة تزعم تمثيلها لطآئفة كٱلمسيحية وٱليهوديّة وٱلإسلامية وغيرها.
ومن سلطة ٱلطاغوت طاغوت ٱلفئة ٱلواحدة (طبقة أو قوم أو حزب واحد). فهى ٱلتى تقوم بما لديها من مفاهيم ظنيّة عن علوِّ فئتها وحقِّها فى ٱلسلطة من دون غيرها من فئات ٱلمجتمع ٱلأخرى. وبظنّها تصنع لنفسها ميثاقا (دينًا) تُكره فيه فئات مجتمعها. وكثيرا ما تزعم هذه ٱلسلطة لمفاهيمها علما وترى فيه أنّ دين ٱللّه مفهوم جاهلين يعيق تطور ٱلناس وعلمهم فتنكره وتمنع ٱلتفكير فيه وتمنع نشره وٱلحوار فيه.
وتشريع هذه ٱلسلطة يأتى وفق مفاهيم ظنّها وتطرفها ٱلذى يبيّن جهلها بٱلحقِّ ودينه. وٱلمثل عليها فى كلِّ سلطة طبقيّة وقوميّة.

ٱلدين عآمّة أو ٱلناموس The law (القانون فى اللغة الفصحى) هو أشراط قيام أىّ بنآء. وفى مجتمع ٱلناس هو ميثاقه (دينه). وفى ٱلتكوين كلّه هو دين ٱلرّبِّ. وفىۤ إدراك وعلم ٱلناس للحقِّ هو دين ٱللّه.
أما ٱلسبب فى تعدد مفاهيم ٱلناس فى دين ٱللّه فهو جدليته (رحمٰن وشيطٰن – مخلّقٍ وغير مخلّق) ومنها جدلية منهاج أنفسهم (فجور وتقوى). فٱلناس لا يدركون من دين ٱلرّبِّ أمرا من دون نظر وعلم بهذه ٱلجدلية فى ٱلحقِّ ذاته. وهم لا يعلمون بدين ٱللّه من دون عقل لما علموا به من دين ٱلرّبِّ مع ما علموا به من دين ٱللّه ٱلمبيّن لهم فى كتابه. فمنهم ٱلذى يرى فى دين ٱللّه ما فهمه سلفه فلا ينظر فى دين ٱلرّبِّ ولا يعلم ولا يعقل مع دين ٱللّه فيتبع سلفه ولا يبدل من فهمه قولا لأنّه لا يستطيعه. وهذا ينسى نفسه وينسى مسئوليته ٱلشخصيّة عمّا ينظر فيه ويدركه ويعلم به ويفهمه فى حاضره. وهو لا يرى فى دين ٱللّه إلا ما تراه طآئفته ٱلتى تُملى عليه مفاهيم ٱلسلف عن دين ٱللّه وتُهيمن على تعليمه وعلى توجيه سلوكه فتجعله يتميز فى لباس جسمه وينعزل فى سكنه حتى ولو كان يعيش فى مهجر. فيقسو قلبه ويمتنع عليه ٱلتفكير خارج دآئرة مفاهيم طآئفته وينساق مع قطيع أنعام تسوقه سلطة يغلب عليها كهنوت مجنون.
ومن ٱلناس ٱلذى ينظر فى ٱلحقِّ (مجتمع أو تكوين) ويعلم مما فيه ٱلكثير عن دين ٱلرّبِّ. لكنّه لا ينظر فى كتاب ٱللّه ولا يعلم بدينه. ومع ذلك فهو يقول فى دين ٱللّه رأيه ويرى فيه تخريصا فى ٱلتفكير وفى ٱلقول. ويقوم رأيه وقوله على ما يقوله ويكتبه ويعمله أتباع ٱلطوآئف عن دين ٱللّه (وهى ٱلتى تعمى عن ٱلحقِّ ودينه وعن جدليته) فيكون حكمه على ٱلدين بطرفىّ جدليته هو حكم جاهل بٱلدين.
وٱلمثل عليه فيما قاله "كارل ماركس" أنّ "الدين أفيون الشعوب". وهو ٱلذى يتبع منهاج ٱلجدلية ٱلهيجيلية وقال قوله هذا من دون ٱتباع لمنهاج جدلىّ. فقد كان قوله يستند إلى ٱلحال ٱلذى هى عليه طوآئف ٱلدين من إدراك لدين ٱللّه. وغفل عن كتاب ٱللّه وعن ٱلعقل بين قوله وقول ٱلناظر فى دين ٱلتكوين. كما غفل عن قول "ٱسحق نيوتن" ٱلذى نظر فى ٱلتكوين وقال فى دين ٱلرّبِّ قولا مختلفا: "أنَّ الإنسجام الدقيق للكون يبدو من تدبير العناية الإلهية".
ومن ٱلناس مَن ينظر فى كتاب ٱللّه ويفكّر فى قوله. وينظر فى دين ٱلتكوين أو ينظر فى قول ٱلناظرين ويعلم بدين ٱلرّبِّ. وهو بعد ذلك يعقل بين ٱلقولين فيرىٰۤ أنّ كتاب ٱللّه ما هو إلا بيان ينير دين ٱلرّبِّ substantive law. فيعلم أنّ ٱلدين عآمّة هو أشراط تحكم حركة تكوين وهلاك أشيآء ٱلحقِّ وتحكم ٱلعلم بها. ويظهر له بعلمه من تلك ٱلأشراط فعلُها وأثرُه فيعلم أنّ حركة ٱلتكوين بين ٱلولادة وٱلهلاك وٱلموت محكومة بتلك ٱلأشراط كما ظهر من قول "نيوتن".
أما مَن لا ينظر من ٱلناس فى دين ٱلرّبِّ فتتكوّن لديه عن دين ٱللّه مفاهيم شيطٍ عن ٱلحقِّ يفعل فى تكوينها ٱلطرف ٱلجدلىّ "شيطان" وهو ٱلسهو وٱلنسيان لطرفى جدلية ٱلتكوين "رحمان شيطان". وهذا ما يجتمع عليه أكثر ٱلناس من مفاهيم وما يصنعون لأنفسهم من طوآئف متناحرة لا ترى طرف ٱلجدلية ٱلأخر فتكفّر بعضها وتتحارب فى ٱلدين وهى تجهله.
ٱلتفريق بين دين ٱلحقِّ (دين ٱلرّبِّ ودين ٱللّه) ٱلذى يقوم على جدلية زوجية تناقضية وبين مفاهيم ٱلناس ٱلمتطرفين عن ٱلدين عآمّة هو ما يحتاجه ٱلعاملون على مفهوم ٱلفصل بين ٱلدين وٱلدولة أو مفهوم ٱلوصل بينهما. فما حدث ويحدث من حروب فى مجتمعات ٱلناس كان وما زال سببه ٱلجدل ٱلعنيف ٱلجارى بين مفاهيم ٱلناس عن دين ٱللّه ٱلذى يفعل به ٱلطرف "شيطان" فىٰۤ إشعال ٱلحرب بين ٱلناس بطلب فريق منهم لأن تكون ٱلسلطة فى ٱلمجتمع له وحده من دون ٱلطرف "رحمان".
أما ما يقضى به دين ٱلرّبِّ ودين ٱللّه لعيش ٱلناس فى مجتمع فهو "سلطة دولة مدينة" لهم تقف بقيامها على ٱلصراط ٱلمستقيم بين طرفى ٱلجدلية فلا تنحاز لطرف ضد أخر وتمنع ٱلحرب بينهما وتفتح ٱلسبيل بينهما للحوار وٱلتفاهم وٱلإدراك أنّ وجودهما لا فصل فيه بينهما كما يبيّن كتاب ٱللّه:
"إنَّ ٱلَّذين ءَامنُوا وٱلذين هادوا وٱلصَّٰبئين وٱلنّصٰرى وٱلمجوس وٱلَّذين أشركوۤا إنَّ ٱللَّهَ يفصل بينهم يوم ٱلقيٰمة إنَّ ٱللَّه على كلِّ شىءٍ شهيد" 17 ٱلحج.
فٱلدين عآمّة أشراط جدلية فى ٱلتكوين وجدلية فى ٱلأفكار وجدلية فى ٱلمفاهيم. ولا يقوم دين ٱلحقِّ علىٰۤ إكراه لطرف من طرفيه ومثله فى قيام سلطة دولته هو "سلطة ٱلمدينة".
لقد سبق وعرضت موقفى وفهمى لمفهوم فصل ٱلدين عن ٱلدولة فى مقال "فصل ٱلدولة عن ٱلدين" وفى مقال "ٱلعلمانية مفهوم يحرف ٱلإدراك ويلغو فيه!". وما زلت أرىۤ أن ما يجب فصله عن سلطة ٱلدولة هو دين ٱلطرف ٱلواحد سوآء ءكان دين طآئفة أو دين طبقة أو دين جماعة قوميّة أو دين حزب واحد. وفصل هذا ٱلدين ٱلأعمى وٱلمتطرف عن سلطة ٱلدولة لا يكون من دون ميثاق (دين) بين جميع فئات ٱلمجتمع. وبه يكون قيام سلطة ٱلدولة قياما على ٱلصراط ٱلمستقيم بين ٱلفئات جميعها. فٱلحق يتوزّع بين جدلية "رحمٰن شيطٰن" (إنّ ٱلشيطٰن كان للرّحمٰن عصيًّا). فعندما تقوم سلطة ٱلدولة على ميثاق بين ناس يختلفون فى ٱلمفاهيم ويتوزعون على طرفى ٱلجدلية وتكون سلطة ٱلدولة على بعد واحد منهما تكون هذه ٱلسلطة قد ٱتخذت لنفسها موقع ٱلصراط ٱلمستقيم بين ٱلطرفين. وهى بتشريعها تركع للميثاق ٱلذى يبيّن حقوق جميع ٱلأفراد من ٱلطرفين بما فى ذلك حرية كلٍّ مِّنهم فيما يؤمن به ويعلن عنه وحريته فى ٱلانتقال من موقع إلىۤ أخر.
لقد بيّن كتاب ٱللّه "ٱلقرءان" أنّ دين ٱلرّبِّ يقوم على جدلية ٱلمخلَّقِ وغير ٱلمخلَّق. وٱلمخلَّق هو ٱلطرف "رحمان The absolute Matrix". وغير ٱلمخلّق هو ٱلطرف "شيطانThe absolute disorder ". وهذه ٱلجدلية ٱلتكوينيّة لها فعلها ٱلمشترك فى نفس ٱلبشر بفعل ٱتصال جدلية "فجور تقوى" فى منهاج ٱلنفس بخطٍّ مستقيم هو ٱلصراط ٱلمستقيم بينهما. فجهل ٱلبشر وشيطه عن ٱلحقِّ ودينه يفعل به ٱلطرف "شيطان" فينسى ويفجر. وعلم ٱلبشر وتذكّره لأشراط دين ٱلحقّ ٱلجدليّة يفعل بها ٱلطرف "رحمان" فيذكر ويتقى. فٱلذى يعلم بٱتصال ٱلطرفين وٱمتناع ٱلفصل بينهما يعمل على قيام سلطة دولة لا تفصل فى تشريعها بين ٱلطرفين وتهتدى بقول ٱلقرءان:
"قل يٰأيُّها ٱلكٰفرون(1) لاۤ أعبد ما تعبدون(2) ولاۤ أنتم عٰبدون ماۤ أعبد(3) ولاۤ أنا عابد مَّا عبدتم(4) ولاۤ أنتم عٰبدون ماۤ أعبد(5) لكم دينُكم ولىَ دينِ(6)" ٱلكافرون.
فما يصنعه ٱلناس كميثاق عيشٍ لهم هو دينهم على ٱختلاف مفاهيمهم ٱلطآئفيّة ومفاهيمهم ٱلقومية ومفاهيمهم ٱلطبقية ومفاهيمهم ٱلحزبية ومفاهيمهم ٱلنفعيّة وهو ما يمثل عندهم مفهوم "ٱلدين" لعيشهم ٱلمشترك. وهو ما يجعل تشريع عيشهم يضيّق على ٱلجهل ويمنع ٱلتطرف.
لقد ورد فى "ٱلصحيفة" (ميثاق سلطة دولة ٱلمدينة ٱلمنوّرة) أنّ "للمسلمين دينهم ولليهود دينهم". وهذان ٱلاسمان واحد منهما "ٱليهود" هو ٱلذى يحتل طرفىّ جدلية مجتمع ٱلمدينة (مالكين وأجرآء). وكلاهما طرفا جدلية مفاهيم ٱلناس عن ٱلدين فىۤ أىِّ مجتمع. أما ٱلمسلم فهو ٱلذىٰۤ يسلم وجهه للذى فطر ٱلسّمٰوٰت وٱلأرض حنيفا وما كان من ٱلمشركين. وهو ٱلذى لا يلتفت إلى خلف ولا يقفُ ما ليس له به علم فيسير فى ٱلأرض ينظر ويعلم ويقرأ ويعقل فيعلم بطرفىّ ٱلجدليّة. ويعلم أنّ ٱلناس فى كلِّ مجتمع يتوزعون بين أكثريّة يهود يحتلون طرفىّ ٱلجدلية ٱلاجتماعيّة وهم ٱلذين يشيطون فى دين ٱللّه لغو وتخريص جاهلين يعمون عن طرف ٱلجدلية ٱلأخر فيتطرفون. وأنّ ٱلذين يبصرون طرفىّ ٱلجدليّة قليلون وهم ٱلذين يعقلون فيعلمون بدين ٱلرّبِّ وبدين ٱللّه فيتبعون دين ٱلحقِّ نظرًا وعلمًا وعقلا ويحرّضون ٱلناس على صناعة ميثاق لمجتمعهم تقوم سلطته على موقع ٱلصراط ٱلمستقيم. فإن قامت سلطة فى مجتمع من فئة "ٱليهود ٱلماكين أو ٱليهود ٱلأجرآء" تكون سلطة عميآء متطرفة تنكب عن ٱلصراط ٱلمستقيم. وإن قامت وفق مفاهيم ٱلمسلمين تقوم مبصرة وتبقى على ٱلصراط ٱلمستقيم وتؤسس ميثاقًا يحكم تشريع عيش ٱلناس فى ٱلحياة ٱلدنيا ولا تُكره أحدا على ما يتعلق بٱلحياة ٱلأخرة. وهى ذات ٱلمفاهيم ٱلتى تبيّنها ٱلكلمة ٱلأوروبيّة "سيكيولاريزم secularism" (العلمانية فى تحويل اللغة الفصحى).
أرجو ممَّن يتلو مقالى هذآ أن يتلو مقالى "أهمية عقل ٱلنظرية ٱلعلمية مع ٱلقرءان" حتى يكون ما عرضته من مفاهيم عن ٱلسلطة وٱلدولة وعن ٱلدين مبيّنا سبيلى فى صناعة مفاهيمى عنها. وأرجو منه أن لا يرى فى طلبى هذا ثقلا عليه. فأنا شخص يعيش فى مجتمع للناس أكثرهم يهود وله مفاهيمه ومسئوليته ويسعى لعيش مشترك معهم لا تفصل سلطته بين طرفىّ جدليّة ٱلتكوين وجدلية ٱلمفاهيم. فما يقوله ويكتبه كلّ منَّا من مفاهيم هى وسيلته فى ٱلحوار من أجل صناعة ميثاق وسلطة دولة تقوم على ٱلصراط ٱلمستقيم فلا تنحاز لطرف من أطراف ٱلحوار. فما كتبته فى ٱلمقال من مفاهيم محدود بعنانه ولا يكفى لبيان فهمى ٱلذى سقته فى ٱلمقال. وهذا ما جعلنىۤ أطلب تلاوة مقال أخر.



#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَن هم ٱلذين يَعلُونَ فى ٱلأرض ولا يُمسَخُونَ؟
- ٱلتعليم ٱلدينىّ يبعد ٱلناس عن سبيل ٱ ...
- جآئزة نوبل يستحقّها ٱلناظر فى ٱلدين!
- شرعُ ٱللّه وصيّة لعيش ديمقراطىّ
- ٱبنىۤ ءادم (تعقيب على مقال -حقّ ٱلحياة..-)
- ٱلقتل بزعم ٱلشرف هو قتل لنفسٍ بغير نفسٍ
- مصيبة؟!! عطّلت موقع -الإنسان هو الحلّ-
- ٱلحياة حقّ أول من حقوق ٱلإنسان فى جميع ٱلأ ...
- -إسرآءيل- شخص ودولة
- ٱلكفر حال وموقف أكثريّة قوم ٱلرّسول!!
- مَن هو ٱلذى يُقتل فى سبيلِ ٱللّه؟
- هل ٱلإسلام هو ٱلحلّ؟
- ٱلإسلاميّون وٱلديمقراطية!!
- قانون ٱلطوارئ شرع كافرين يُعتدى به على حقوق ٱلنا ...
- وديعة محمّد!!
- قول ٱلعالِم وقول ٱلكاهِن
- دليل ومفهوم ٱسم ٱللّه
- ٱنفطار وتأثير كلمة ٱلقول
- هل ستزول دولة إسرآءيل؟!!
- هُوَ وهِىَ- ذكر وأنثى- بكّة ومكّة


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - ٱلدين وٱلدولة