أزهار الصفا
الحوار المتمدن-العدد: 2465 - 2008 / 11 / 14 - 03:00
المحور:
الادب والفن
وقفوا أعلى قمة جبل المكبر , وتعلقت نظراتهم بالأحياء السكنية , المضيئة ليل المنطقة بنورها: همام العابد ,من جبل النار, ادريس , من خليل الرحمن , ومنتصر عبد النبي , من رام الله. جمعتهم الغاية نفسها , و طارت بهم من شتى بقاع الضفة الغربية , إلى نقطة النهاية ...
تآزرت أفكارهم , وانطلقت تربط الماضي والحاضر , لتنسج لمستقبلهم استمرارية شهباء مضيئة , لحياة طال السير في دروبها , سبح فكر ادريس إلى سنوات طفولته المبكرة , عندما دوى صوت الرصاص بمسمعه , قبل أن يؤذن بها . ومر بسني طفولته الأولى , عندما كان يتلقى الصفعات من جنود الاحتلال إثر القاءه الحجارة عليهم , قبل أن يضربه أحد والديه لذنب اقترفه. تلك الطفولة التي ماعاش منها يوما الاّ وقتلته صرخات الإحتلال في صباه . حتى تكدست تصرفاتهم في قلبه غضبا , تشعل عنفوانه ثورة وتلهب ضميره الفتي . حتى بدأ يعتاش على رشق جنود الإحتلال بالحجارة , ويشرب من نهر حقده عليهم , وهو لا يزال صغيرا ... هذا الحقد ,الذي تفجر عندما داهم أحد المستوطنين في مدينة الخليل منزله , وقتل والده , واختطفه وهو مايزال في الخامسة من عمره ... ودون أن يحرك ضميره ساكنا, حرق قلب والدته , بتبنيه له رغما عنها , وتحويل لحظة سلبه ميلادا لطفل يحمل ديانة يهودي , وعصبة متطرف يميني , يشدها بملامح وجهه العربية , الأصيلة. إلى أن جاء اليوم الذي تعرف به ,على همام ومنتصر, في باحات المسجد الأقصى تاشريف.اللذين نسجت لهما الصدفة لقاءهما الأول ؛ في رحاب رحلة مدرسية , التقيا من خلالها بادريس ,و بالرغم من غموضه والتفافه بالأسرار حول نفسه , قبلا صداقته وأصبحا أصدقاء طفولة و هوية.
بدأ ادريس يتهرب من منزل آرني , خاطفه . ويخرج من المنزل , بغطاء حجج مزيفة , مفادها : رحلات كشفية إلى مستوطنات مزروعة بقوة النار في أراضي الضفة الغربية , وحقيقتها ذهابه مع همام إلى مدينة نابلس , سيدة الشموخ و العزة . ومكوثه عنده ,أيام متواصلة , دون أن يبحث عنه آرني ,لثقته بما زرع في قلبه من كره للعرب , والإسلام , والمسلمين ... بينما كان ادريس يرافق همام أينما ذهب , ويعلمه عادات المسلمين , وتقاليدهم... وفي أحد الأيام إصطحبه معه إلى المسجد . وقف ادريس بقامته المتمكنة من الجدية ,يرقب المصلين:كيف يصطفون لأداء الصلاة . وارتعش إحساسه , عندما تذكر نفسه وهو صغيرا, حيث كان ينزرع -بجانب والده الحقيقي – للصلاة . وعاد إلى حاضره , وتذكر كيف بدأ آرني يجرعه كأس الكره للإسلام والتحول لليهودية . وكيف حفر في قلبه حب القتل .
نظر صوب همام وقال :
_ أنا يهودي من أصل مسلم .
ارتعب فكر همام لماسمع . وجرد قلبه حسام الشجاعة , لتحمل ما قد يحصل له لو كان كلام ادريس صحيحا . ثم قال :
_ ماذا تعني ؟؟
غرس ادريس عيونه بالأرض مجيبا :
_ أنا أحب الإسلام والمسلمين , ولكنني تعلمت بالمدرسة , أن أحتقرهم , وأنظر إليهم بعين الدونية , وإن استطعت أن أزرع بينهم الموت والقتل , لاأُأخر.
تصلبت الدماء في عروق همام ,واستاءت ملامحه لما سمع, نظر إلى إدريس , نظرة ملؤها الشؤم . وقبل أن يتكلم أكمل ادريس:
_ أنا اسمي : آد ... و اسم عائلتي : ريس ... , وأسكن الخليل ,ولكنني لم أولد بين قطعان المستوطنين , ولم يكن اسمي آد , بل كان اسمي ماجد , ولي أب عربي قتله آرني , و اغتصب وجودي بين أحضانه الدافئة , لأكون ولدا له , ووريثا لأرض ليست بأرضه , وقضية فشلت قبل أن يسيروا في دروبها ,بُعيد ميلادها المأزوم , المحاط بالمخاوف .
هدأت نفسية همام , بعد ثورة أعصابه , وقال :
_ وأنت ؟؟ مارأيك بذلك ؟؟
_ صحيح أن النتيجة عندي واحدة , فأنا إن كنت اسرائيليا , أو كنت فلسطينيا : أعيش في وطني الأصلي , ولكنني أحن للإسلام , وأشعر بأني ولدت لأكون مسلما.
أدرك همام من كلامه , أنه يقف أمام شاب خارت قواه بين الأفكار والمعتقدات الملتفة بالخطأ والتناقض . و أنه يعاني من صراعات كثيرة داخله ,بين الحقيقة التي ترغب نفسه بالبقاء عليها ... وبين الزيف لواقع يكره أن يلقى فيه قلبه... واقع صهيوني شرس , لذلك , قرر وبلا تردد أن يتجنب الحديث معه بالسياسة . وقال له :
_إن كنت تحب أناأعلمك الصلاة وقرآءة القرآن , وأنت بنفسك تختار أي طريق تسلك !.
ثقة ممزوجة ببريق أمل , حطت رحالها فوق نفسية همام , بأن الإسلام و من كل بد سوف يجلي قلب ادريس , من أوهامه الزائفة , وأحقاد قد تكون مكدسة في قلبه , عن العرب الفلسطينيين .
باشر همام بتعليم ادريس , تعاليم غابت عن ذهنه سنوات طوال , ولكن طيف غيومها ,ما غاب عن إحساسه المرهف تجاهها , لحظة واحدة ... فمسامات خلاياه كلها , تسبح لخالقه .
بعد فترة وجيزة : غدا ادريس شخصا ينتمي للإسلام بكل جوارحه , ولايشوب هذا الإنتماء شائبة تذكر. ونسج لنفسه , رداءه المزيف الذي أحاكه آرني لطفلا نظر إليه بعين الأمل , بأن يكون ولدا مطيعا قبل سنوات ... "رداء اليهودي المتشدد" عائدا به إلى الخليل , حيث يقطن مع آرني . وأصبح يؤدي الصلاة , ويقرأ القرآن خلسة عنه .
في أحد أيام شباط الباردة .حيث كانت الشمس , تلتحف السماء الهادئة , وتفترش الغيمات الرمادية الممتلئة بالأمطار, لتطل علينا بأسياطها الذهبية الخجولة , التي تتكسر بين حبات المطر التي كانت تدق الأبواب بقوة , قدم منتصر إلى منزل ادريس , الذي صُعِق بزيارته , كما تفاجئ آرني , لشعوره بأن الشاب أمامه , يحمل الملامح العربية الخالصة . لذلك , قرر التحدث معه , لمعرفة أصله , الاّ أن ذكاء ادريس وسرعة بديهته , قادتا عيناه ليخططف بهما منتصر, ويدخلان إلى غرفته ... تمسمر فضول آرني أمام باب الغرفة , محاولا استراق السمع , لبعض مايتحادثان به , الاّ أنه لم يجمع من باقات المهامسة الدائرة بينهما , سوى عدة كلمات , نسجت له جملة غامضة . مفادها : "... غدا الوعد المنتظر ..."
غلب التعب فكر آرني بأن ادريس : الولد الذي اختطفه ,غصبا, من بين أحضان والديه , وقتل أباه أمام عينيه . لن يكون يوما سوى عربيا , يرتبط بالعربية وأهلها برباط خفي متين ... ولا يخفف عنه وجع احساسه , سوى تذكره لما زرعه بداخل ادريس من مبادئ عديدة , أنجبت له الكره والعداء للفلسطينيين , ومنها, أثمرت تطرفه ضدهم , وقبوله للتطوع بجيش الدفاع الإسرائيلي . هز آرني رأسه تيقنا , وبذاته قال :
_" من الإستحالة أن يرغب ادريس , بمعاشرة أناسا ,شرب من دمائهم صغيرا, وحارب قضيتهم صبيا, وحاول القضاء عليها شابا."
وانطلق إلى أعماله ... في حين انطلق ادريس ومعه منتصر , إلى قمة جبل المكبر حيث ينتظرهم همام.
تقدم منتصر كما ادريس نحو همام ومدا أيديهما اليه , فقال :
_ أأنتم مستعدون ؟؟
أجاب منتصر والثقة تغرز أوتادها في كلامه :
_ إن شاء الله .
فقال ادريس :
_ إذن, الآن نبدأ مشوارنا!
وقاد سيارته متجها بها نحو أحياء القدس الغربية . وهناك, حيث كان الحق يرزح تحت جنح الظلام, ينتظر أناس من ظلمته يخرجوه : نزل منتصر من السيارة وودع ادريس قائلا:
_ نجتمع مع الحق , يوم الحق.
وقبل أن يعود ادريس إلى الخليل, أنزلته من سيارته رعشة ملأت جسده , وقادته للتقدم نحو باحات ليل الأقصى الشريف , وبدأ يتكلم مخاطبا القبة , بصوت لا يكاد يسمع من الخارج , ودوى صداه أعماق ادريس من الداخل , قائلا:
_" يأسرونك ويضربون حول عنقك القيد, وماعرفوا يوما بأنك أسرت قلوبنا , بزنازين أملك المنتظرالغد , كخيّال يقدم على خيله, ويصل إلى قيدك قبل الموعد المنتظر... موعد حدده الغرباء لذبح قدسيتك , وسلخ عروبتك , ولكنهم تناسوا أن دماءك , عظامك , لحمك , جسمك وجلدك , كلها عربية أصيلة. تبتسم بألم لصبح يلوح لك من بعيد ... يشاركك الألم , وتوجعه القضبان الملفة حول الحق . يحيط بخصر أنفاسك الحرّى لمقدمه , ويقبل صمودك الناري في وجه قاتله, وقاتلك , وقاتلي .يهتف باسم حريتك القادمة ... و بحق وجودك المحتوم ..لتقفي بجانبه , تصدان رياح الغدر العشوائية... وتغتالان أفكار العدوانية الصهيونية ... أما سألو المارين العابرين بأرضك عن الوعيد؟؟ أو ماسألوهم عن الحق الذي ملأ جوفك صمودا..."
استنشق هواء القدس بعمق , محاولا جمع ذرات حريتها من هواءها, والإحتفاظ بها في جوفه ... ثم عاد لمدينة الخليل , وفي طريقه ؛ بقي يتذكر بعيون دامعة , ونفس مصغية بصمت , صندوق ماضيه . يقلب صفحاته ,ويشاهد مافاته فيه .ومرعلى ذاكرته نسيم مسك مغطى بغيوم الطيب ,ورائحه الأمومة التي حرم منها صغيرا... رائحة أمه ,التي ما غاب طيف قلبها الدافئ الحنون , لحظة عن مخيلته ... أوقف سيارته برهة , وتعلقت عيناه على ساعة تأكل من حرية معصمه , وقال:
_ هذا الوقت المناسب .
وترجل منسيارته ,مارا بين البيوت في الأحياء العربية من المدينة , تتعثر خطاه بين تعرجات وعورة الطرقات الترابية ,التي قادته إلى بيت ناء وحيد كما ساكنيه, وبين توتر قلبه وسرعة نبضاته , نبتت الشجاعة عند ادريس ليطرق الباب بصلابة كفه .
أرعب صوت الباب المرأة النائمة بخوف صامت داخل المنزل , وأيقظ الرعب قلبها الحزين , نظرت إلى الساعة التي شارفت على الإقتراب من الرابعة صباحا,بعيون تغرورق بالنعاس ... واستوطن الإستغراب روحها . من يكون الطارق؟؟ و ماذا يريد في هذا الوقت؟؟. قادتها قدماها نحو الباب, وسألت شفتاها:
_ من في الخارج ؟
تجمدت الدماء في عروق ادريس , وبكى صوته الحزين قائلا:
_ أنا...
زار الصمت لسانها , وتصلبت قدماها في مكانها , وارتعش قلبها, لإحساس بلأن الشخص بالخارج يعنيها ... وأصبحت رهينة القلق عيونها , عندما فتحت الباب , ورأت شابا يقف عند أعتاب العشرينات عمره. يرمقها وسط العتمة القاتمة بنظرات تغرق بالحنين . ممتلئة بالفرح الساكن الصمت . أما ادريس ... فما رأى سوى ذكرى مغبشة همشها الزمان , ولكنها بدأت تتضح أمام مرئى عينيه ,في نفس المكان وبعد خمسة عشر عاما, من الفرقة القسرية , بينه وبين المكان الذي رضع فيه حب الوطن والهوية , واخلاصه لهما .. المكان الذي اغتال والده , و غرّب والدته وحطم قلبها . وأضاعه بين أشواك اليهود ومعتقداتهم الزائفة سنوات , كي ينهل من طعم القتل والإرهاب مايشاء , ويعود بهذه المبادئ . ولكن , إلى أين ؟؟ ... إلى هنا , عاد يستنشق طعم الذكرى .
اقترب ادريس من المرأة الماثلة أمامه , التي بدى أن الهم قد أعارها عمرا أكبر من عمرها , وحزنا لا تقوى على حمله , وقال لها:
_ دعواتك أبقينني كما أنا . بل وزدنني تمسكا بوطني السليب .
كلمات أزالت سنوات الغربة والضياع من ذاكرة المرأة , التي ردت على كلامه بلسان يتعثر بين موجات الفرح والإستغراب :
_ ماجد؟؟!
أمك يدها و قبلها قائلا :
_ أجل عدت لأنتقم من جميع من تلذذوا بفرقتنا وتعذيب أشواقنا , دون رحمة أوشفقة .. والآن بقي لدي مشوار واحد.
ثم أضاف مع نفسه قائلا :
_" إما أن أعود سالما إليك , وإما أن ألتقي مع والدي في الحياة الثانية".
حضنته والدته و بدأت تستنشق رائحته التي لم تغب عن أنفها لحظة واحدة , ودموع الفرح المجبول بلإنتصار تنهمر على خده حتى تذكره بأن له موعدا مع آرني .
عاد إلى بيت آرني و بصبر فاقد للصبر , جلس ينتظر خبرا من التلفاز ,... فاقت الشمس عليه ولا زال ينتظر الخبر ... و قَدِمَ الخبر ... : تم تفجير مطعم يقتظ بالمستوطنين وسط القدس الغربية...
كوى الفرح فؤاد ادريس .. ودخل عليه آرني ليراه يرتدي غطاء سعادة نادرة , لم تظهر على ملامحه منذ زمن . استغرب لفرح ولده غير المبرر , ولكنه لم يسأله عن سبب تلك السعادة التي تزين وجهه وقال له :
_ أنا ذاهب إلى العمل ...
وخرج من المنزل ... في حين نهض ادريس ليتوضأ ويصلي الصبح , في الوقت الذي تذكر فيه آرني أنه نسي محفظته بالمنزل وعاد لإحضارها... مر من أمام غرفة لدريس , فوجده راكعا يؤدي مناسك صلاة المسلمين ... ذًهِل لما رأى واتجه صوب غرفته ,لإحضار مسدسه و عاد ليزرعه في رأس ادريس قائلا:
_انهض .
نهض ادريس من مكانه بعد أن أنهى صلاته , وقال:
_ الرجل يربي الجدي حتى يكبر ثم يذبحه . وأنت ؟؟ تريد أن تفعل بي ذلك؟؟
أجابه ولا زال المسدس في رأسه :
_ أراك تصلي صلاة المسلمين !
ضحك ادريس وباستهتار قال:
_ أنا ولدت مسلما ! فما الغريب في ذلك ؟؟
صفعت قوة الجملة كرامة آرني , وثار غضبه قائلا :
_ و أنا أريدك بحق ابنا لي .
ثم أزال المسدس عن رأسه مكملا:
_ وأنا أعتبرك أعز من ولد .وأنا ربيتك لتمنحني حياة نابضة بالحياة...
قال ادريس مع نفسه مقاطعا كلام آرني :
_"ربيتني لآخذ بثأر والدي منك ."
وخرج من المنزل متظاهرا بالإنزاج , بعد أن قطع أسلاك الهاتف . وأغلق الباب من الخارج , وأبقى المفتاح به موضوعا. في حين جلس آرني على السرير , يفكر بخطأ صنيعه ... فما كان عليه ليخطف حمل وضيع يسمح له عمره بعدم النسيان , ويعرفه على حياة جديدة ملؤها الشراسة و الإفترس ...
رفع رأسه على المرآة يرقب ملامح هزيمته, فإذا بنظره يلتصق بحقل كلمات , بذرها ادريس بأحمر الشفاه على المرآة , كلمات تقطر سما , وانتقاما...:
" آرني ريس , أنا لي عندك حق وهو: أنك كبّرتني حتى غدوتُ شابا , ولك عندي واجب وهو: أن آخذ بثأر "سليم ناجي" ..."والدي " منك . فالبيت مليء بالمتفجرات , و لأنني مديون لك بإبقائي على قيد الحياة , خجلت نفسي أن تقتلك بإرادتها , و إرتأت من المتفجرات الموقوتة معينا لها... فهنيئا لك الموت قبل الموت ."
وفي هذه الأثناء كان ادريس يقف بجانب والدته , ويحلق بنظره صوب بيت آرني ويقول:
_ انظري هناك ... سيحترق من حرق قلبك .
#أزهار_الصفا (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟