حول ابليس و الملائكة مع خميس العدوي و ابن قرناس

أنيس محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 2457 - 2008 / 11 / 6 - 03:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

في موقع ( منتدى العقلانيين العرب ) فُتح حوار مفتوح مع الكاتبان المحترمان خميس العدوي وإبن قرناس بعنوان (حول ابليس و الملائكة مع خميس العدوي و ابن قرناس ) في ما يخص كتابيهما واللذان يتعرضان فيه إلى رؤيتهما الشخصية حول الملائكة والجن والفرق بينهما, وسأنشر في حلقتي هذه ردنا على الأستاذ خميس العدوي وفي الحلقة التالية بإذن الله, سأنشر لكم حوارنا مع الأستاذ أبن قرناس.

أخي الأستاذ خميس العدوي
تقول مشكورا واصفا الملائكة:
(هل تتغيّر أشكالهم؟.
نعم لقوله تعالى: ((فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً)) مريم:17.

هل يمكن أن يراهم الناس؟.
نعم؛ ولكن لا نستطيع أن نقول بأن أحداً رءاهم إلا من نص عليه القرآن كمريم: ((فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً)) مريم:17.) انتهى

فأقول متواضعا:
أتفق معكم أخي الكريم في ما ذهبتم إليه من إن روح الله أن تظهر بأي صورة يريدها الله جل جلاله, مع تحفظي للآيات أعلاه والتي أوردتموها أعلاه من كون سيدتنا مريم أم عيسى ( عليهما السلام ) قد رأت وحي الله حينها, من واقع إن روح الله كانت تكلم مريم العذراء أم عيسى من وراء حجاب (فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَاباً ) ( فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً )... بمعنى آخر إن أم عيسى لم ترى وحي الله والذي تصور لها أو تهيأ لها أو تمثل لها في صورة بشر يكلمها من وراء حجاب ( ساتر أو مانع يمنع الرؤية تماما ) برأيي الشخصي لم تره سيدتنا مريم أم عيسى ( عليهما السلام ).
وأرجوا عودتكم الكريمة إلى دراستنا بعنوان ( الإعجازات الربانية الأربعة في خلق الإنسان ) على الرابط:
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=1590

أما من يسميهم الله بضيوف الرحمن من الملائكة المُنزلين من السماء إلى الأرض:
عن طريق ضيوف الرحمن من الملائكة (أكثر من ملك من الملائكة) إلى الأرض:
قوله تعالى:
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ {24}
إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَاماً قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ {25}
فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ {26}
فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ {27}
فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ {28}
فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ {29}
قَالُوا كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ {30} الذاريات
وقوله تعالى:
وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إبْراَهِيمَ {51}
‏إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاماً قَالَ إِنَّا مِنكُمْ وَجِلُونَ {52}
قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ {53}
قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ {54}
قَالُواْ بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ {55}
قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ {56}
قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ {57}
قَالُواْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ {58} الحجر
وقوله تعالى:
فَلَمَّا جَاء آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ {61}قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ {62}
قَالُواْ بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمْتَرُونَ {63}وَأَتَيْنَاكَ بَالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ {64}
فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ {65}
وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاء مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ {66} الحجر

وهنا نجد إن المُرسلين من الملائكة إلى الأرض هم عدة ملائكة (أكثر من واحد) سماهم الله (بضيوف الرحمن في الأرض) ويأتون بالبشرى للمؤمنين وكما نجد بوضوح في الآيات أعلاه وكيف إن الملائكة تخاطبوا وجها لوجه وهم يتكلمون لكل من أنبيائنا إبراهيم ولوط ( عليهما السلام ).. أو مكلفين من ربهم الله جل جلاله إلى عباد الله الصالحين من الرسُل والأنبياء (صلوات الله عليهم).. ليقوموا بتوصيل رسالة وأوامر ربهم الأعلى بالتكليف، والقائمة على الطاعة لأوامر الله جل جلاله والتوحيد (بالإسلام)... أن أنذروا أنه لا إله إلا الله.. فإياه فاتقون.
ولقوله تعالى:
يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ {2} النحل

وأرجوا عودتكم الكريمة إلى دراستنا بعنوان ( الفرق بين الصلاة وإقام الصلاة في القرآن الكريم ) على الرابط:
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=1577

وقولكم الكريم في وصفكم للملائكة:
( أما أوصافهم الخلقية؟.
هم أولو أجنحة: ((الْحَمْدُ للهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) فاطر:1.
ولكن ما هي هذه الأجنحة؟.
لا نستطيع أن نحدد ذلك، لأن الجناح يختلف بحسب كل كائن، ونحن لم نر الملائكة حتى نتصور أجنحتها، وقد يأتي الجناح بدلالة معنوية كما في قوله تعالى: ((وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ )) الاسراء:24.) انتهى

فأقول متواضعا:
أولا أتفق معكم تماما أخي الكريم إن الجناح يختلف بحسب كل كائن, فقط شدتني عبارتكم الكريمة أعلاه ( وقد يأتي الجناح بدلالة معنوية كما في قوله تعالى: ((وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ )) الاسراء:24.) ) انتهى

ووصفكم في الآية الكريمة ان الجناح هنا أتى بدلالة معنوية وقد أتفق فيها معكم مع تأكيدي على إن وصف الجناح للإنسان هو وصف كما في الآية القرآنية يصف عمليا يدي الإنسان ( اليد اليمنى واليد اليسرى ),
ولقوله تعالى:
وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ( 93 )الأنعام

وأمر الله جل جلاله واضح تماما بألا نرفع أجنحتنا ( أيدينا ) في أثناء كلامنا مع والدينا خضوعا وطاعة (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ), فهي بالإضافة إلى دلالتها المعنوية فهي تكون فعلية عملية مادية كذلك ولضرورة تقديرنا العميق للوالدين ( إحدهما أو كلاهما ) وعلى إستحياء وأدب وإحترام وتقدير وخنوع دونما حاجة لنهرهما أو أن نشطط عليهما وأجنحتنا ( أيدينا ) مرفوعة بوجوههم, وجناح الإنسان ( يديه ) لا يستطيع من خلاله الطيران, بينما في مخلوقات أخرى لله جل جلاله تستطيع أن تطير من خلال أجنحتها وبحسب كل كائن.
على الرابط:
http://www.arab-rationalists.com/forums/showthread.php?t=381

فقط أحببت المداخلة معكم ولإثراء حواركم الطيب, وتقبلوا تقديري

#أنيس_محمد_صالح (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل