هل يطلق اغتيال اوباما شرارة الحرب الاهلية الامريكية ؟

فيليب عطية

الحوار المتمدن-العدد: 2456 - 2008 / 11 / 5 - 08:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

غريبة !! لم يبق غير يوم او يومين كي نعرف من الذي سيتربع علي عرش البيت الابيض ، ونتكلم نحن عن الاغتيال والصدامة والندامة فيما يقال انها قلعة الحرية والديمقراطية علي ظهر البسيطة ، ولكن لماذا نضحك علي أنفسنا ؟ كل استطلاعات الرأي الامريكية ، والرأي العام في كينيا ...الاب الشرعي لاوباما ، وحتي قناة الجزيرة المعبرة عن رأي العرب الاحناف قد رشحت أوباما للفوز بالرئاسة وسيفوز لانه يواجه ديكا روميا قد هده الدهر بحيث يجد صعوبة في التقاط انفاسه كما أن لعنة بوش الصغير تطارده فهذا المتلاف قد اغرق امريكا في المستنقع الافغاني والعراقي ثم تراجع ببلادة وغباء عن مجابهة ايران بحجة أن الاقتصاد الامريكي لايسمح ، فأغرقه الاقتصاد ذاته في أزمة مالية طاحنة عصفت ومازالت تعصف بأمريكا وحلفاء امريكا والعالم كله ، وهكذا سيخرج الصبي المتلاف من كرسي الرئاسة تشيعه اللعنات ، ومن ذا الذي سيطاوعه قلبه كي يضع بوش السمين بدلا من بوش المسكين ؟ كل الظروف اذن تعمل لصالح أوباما وهكذا سيفوز ،ويفوز ، ولكن هل سينعم بدخول البيت الابيض ليكون اول ملون يتربع علي كرسي الرئاسة ؟
دعونا نعرف الحقائق ولانضحك علي أنفسنا .. امريكا الشارع وصالات الديسكو وغرف الخطابة العنترية تختلف تماما عن امريكا البيوت والفيلات والنفسيات والتيارات اليمنية الفاشية التي تتحرك عند اللزوم وتضرب ضربتها المميتة ...صحيح أن محاولتين لاغتيال اوباما حدثت خلال فترة ترشحه ، وتلك في حد ذاتها ظاهرة لم تحدث خلال التاريخ الامريكي كله لكن اغتيال الرؤساء علي قفا من يشيل .. من ماكنلي الي كيندي ، فكيف يمكن أن يحدث هذا ؟
المواطن الامريكي البسيط علي استعداد لمن يعده بالتغيير ، والكلمة في حد ذاتها فضفاضة وتنذر بالكثير ، وعلي استعداد لأن يضع يده في يد من يعده ببنس واحد سواء بتخفيض الضرائب أو مصروفات التعليم ...الخ ، وعلي استعداد لان يفدي بدمه من يعده بعودة ابنائه من مستنقعات افغانستان والعراق ، لكن للتيارات اليمينية الفاشية حسابات أخري : ماذا سيفعل هذا الصبي الملون في مواجهة مد ديني فاشي يمتد من باكستان حتي المغرب وتحاول ايران وبعض الدول الاخري تطويعه لمصلحتها ؟
وماذا سيفعل هذا الصبي الملون في مواجهة دولة تريد ان ينظر لها الجميع كدولة عظمي بالذوق او بالعافية ،ومازالت تكدس الاسلحة والصواريخ ؟
وماذا سيفعل هذا الصبي الملون اذا فعلت اسرائيل فعلتها فهاجمت المفاعلات النووية الايرانية وامطرتها ايران بوابل من القذائف ؟ اسيطير الي طهران ليطلب من آيات الله العفو والسماح ...ام سيطلب من الامريكيين ان يصلوا الي رب السماء ويطلبوا العفو والمغفرة ؟
واي خليج هذا الذي قال الصبي الملون انه سيجعل امريكا في غني عن بتروله خلال عشر سنوات ؟ يبدو ان فكرة الصبي الملون عن السياسات والاستراتيجيات لاتتجاوز مرحلة هات وخذ !
كثيرة هي القضايا التي سيجد الصبي الملون نفسه غارقا فيها ، وان لم يفعل كما فعل اسلافه لن ينجو من تهمة الخيانة والعمالة ، وعندما تكون تلك التهمة علي جبهة ملون فسوف تدك السماوات الارض ، وعلي ايه كل ده ؟ عملية شبيهة بعملية كيندي التي هشموا فيها رأسه كفيلة بحل المشكلة ، وان لزم الامر فشاحنة محملة بالمتفجرات تقتحم البيت الابيض وتطهره من انفاس ملون ! وسوف نقول ان هذا عمل ارهابي
لكن في اعتقادي أن اغتيال أوباما لن يمر مر الكرام كما كان اغتيال كيندي ، ففي ظل أزمة اقتصادية طاحنة رفعت اعداد العاطلين بالاضافة الي العاطلين اصلا من الزنوج والملونين سيدفع كل طرف الي اشهار سلاحه .....وياداهية دقي !!

#فيليب_عطية (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل