أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حميد خنجي - قراءة نظرية للأزمة المالية















المزيد.....

قراءة نظرية للأزمة المالية


حميد خنجي

الحوار المتمدن-العدد: 2454 - 2008 / 11 / 3 - 09:08
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


رأيٌ حولَ قرضِ التأميناتِ للممتلكات

جرى في الفترة الأخيرة أمرٌ استفزّ غالبية مواطني مملكة البحرين الفتيّة، شعر فيه كل مواطن عامل مؤمن عليه بالغبن والحسرة! ففي وضح النهار وعلى مرأى من الجميع وفي تحدٍ صارخٍ، بلغةٍ أشبه بـ"كسر العظم".. بل" كسر ظهر" المواطن المؤمن عليه لغرض وضعه أمام الأمر الواقع، دون الرجوع إلى أصحاب الشأن الحقيقي في هذا المال العام، الذي تعود ملكيته للأغلبية الساحقة من المواطنين المشكلين آلاف مؤلفة من المتقاعدين وورثة المرحومين من الأرامل واليتامى، بجانب العاملين المساهمين شهرياً في هذه الشركة التعاونية العامة والشراكة الوطنية الأكبر في البلد. قلنا في وضح الظُّهيرة ( أَشْكَرَه والعين تَرَى) جرى إقرار تحويل تسهيلات مالية تُقدّر بمبلغ مائة مليون دولار من ذخيرة القوى العاملة الوطنية واحتياطاتهم المستقبلية، كجزءٍ(خُمس) من مجموعة قروض(سنديكيت قرض) بلغت 500 مليون دولار. حُوّلت المائة مليون دولار مباشرة إلى شركة الممتلكات القابضة بفائدة منخفضة جداً(رمزية) وبدون أي تعهد أو ضمان من قبل الدولة! قاد وشارك في العملية بنك البحرين الوطني بالإضافة إلى مشاركة مجموعة من البنوك أهمهم: المؤسسة العربية المصرفية/بنك البحرين والكويت/البنك البحريني السعودي/ فرع بنك الكويت الوطني/بنك السلام / بيت التمويل الكويتي/ بنك طوكيو ميتسوبيشي .والأخير هو البنك الأجنبي الوحيد، ساهم بمبلغ أقل من مساهمة هيئة التأمينات الاجتماعية!



جاء القرار بأغلبية أعضاء مجلس إدارة هيئة التأمينات الاجتماعية المُعَيَّنة /المُفَوَّضة ؛ بقوة الثلثين الضامنين ممثلي الحكومة والقطاع الخاص ضد الثلث الأضعف ممثلي عمال وموظفي البحرين ، الأمر الذي يعكس بوضوح التركيبة العتيقة / غير الديمقراطية ،التي لا تتماشى مع التطورات الايجابية والإصلاحات المشهودة في بلدنا منذ حلول الألفية الثالثة ، بدا فيه القرار المذكور فوقيّ / غير مؤسساتيّ ، في بلدٍ يفتخر أن يكون من عائلة الديمقراطيات الناشئة في عالم اليوم ، حيث من المفترض أن يكون الإحساس بالأمانة (المالية أساسا) والحفاظ على المال العام ، ناهيك عن ذخيرة المؤمن عليه ، جوهر تجربتنا الديمقراطية ومن صلب أولوية الأولويات في سبيل أن تسلك بلدنا سكة السلامة والأمن الاجتماعي



والمضحك المبكي أن قرار القرض هذا قد جرى تسويقه كصفقة استثمارية تعود بالفائدة على رأس المال، أي انه استثمارٌ وليس قرضاً. فبعيداً عن الجدل البيزنطي ما إذا كان قرضاً أو استثماراَ ، وان نتكلم بلغة الاستثمار الاقتصادي نتفق معكم أيها السادة أن القرضَ شكلٌ رئيسٌ من أشكال الاستثمار ولكن يا سادة إلا تتفقون مع الرأي الآخر/الصائب من أن " الهيئة " ليست جهة أو مصرف للقروض(حسب لوائحها الداخلية)، هذا أولاً . ثم .. كم عدد القروض السابقة التي شُطبت بجرّة قلم في السنوات السابقة؟ وبعد ذلك .. كيف تُهب قروض(استثمارية) بلا ضمانات حقيقية؟ وأيضا .. من الذي يحق له أخذ قرار خطير كهذا والتصرف في مالٍ ليس له؟.. الأسئلة المؤلمة تطول وتطول كأيامنا الحالكات.. ولا ندري إن كانت الأيام القادمة ستكون أجمل!



محاولة للبحث عن سببٍ مقنعٍ لإصرار الحكومة على تمرير هذا القرض ، فإننا لا نجد أي تبرير منطقيّ ، خاصة انه كان بإمكان الحكومة من إعطاء ضمانات أكيدة وواضحة مقابل القرض المذكور.. لعل التفسير الوحيد الذي يجول في أذهان المواطن هو الاستمرارية في النمط السابق وفرضه سيكولوجياً على الثقافة المجتمعية لقبوله كأمر واقع ، لتتحول إلى تقليد من الصعب اختراقه ، بهدف أن تظل أموال الناس في "الهيئة" كالسابق أسوة ببقرة حلوب للباحثين عن سيولة - سهلة المنال- في أي وقت يشاؤون . انه في الواقع مؤشرٌ خطيرٌ من حيث انه تجاوزٌ لمواد الدستور البحريني والقوانين الضابطة للعملية الاستثمارية والإدارية. بل يشكل ثقبا مرئياً في مسيرة تجربتنا الديمقراطية الوليدة ويمثل نهجاً واضحاً في الاستمرارية بالسياسات السابقة فيما يتعلق بهذه المسالة الأكثر أهمية في مجتمعنا ألا وهو ضرورة الحفاظ على هذه الأمانة العامة المرهونة في ضمائر ورقاب المعنيّين. في السابق كان يجري الاستفادة من هذه الخزينة الاحتياطية كسيولة تحت تصرف المتنفذين الأقوياء، بلا حسيب أو رقيب ، حيث كان الوضع السياسي يسمح بضرب القيم الديمقراطية والمؤسساتية عرض الحائط.. نعتقد أو يبدو لنا أننا نعيش الآن في بلدِ المؤسسات والقانون، ولم يعد في مجتمعنا الديمقراطي الناشئ، في هذا العهد الجديد، مقبولاً من أن تكون الهيئة والصندوق بمثابةِ خزينةٍ تحت تصرف الأقوياء



نعتقد أن الخلل ليس في الأشخاص المسؤولين / المحترمين ولا حتى بسبب أن وزير المالية بحكم منصبه - حسب اللوائح- هو رئيس مجلس الإدارة في المؤسستين (على أهمية هذين العاملين).. بل المشكلة تكمن في المعايير والقوانين الضابطة ، التي شاخت وتحتاج إلى تغيير، بالإضافة إلى عدم كفاءة الكادر التخصّصيّ المعنيّ لاستثمار هذا المال العام ، الذي يجب أن يكون –استثمارياً- في أيادِ أمهر وأخلص الأخصائيين حتى تُدر على أصحابها بأفضل النتائج الربحية المرجوة بعيداً عن إستراتيجية المقامرة والمضاربة . . وكما يفيدنا السجل فقد زاد حجم الاستثمار مقترباً من ربع بليون دينار في السنة الماضية مقارنة بـ180 مليون تقريبا في سنة 2006 أي بزيادة 44 مليون دينار. ولكن جرى الاستثمار –للأسف- في السوقين الأساسين؛ الأمريكي والأوروبي بالرغم من المؤشرات السلبية لهذين السوقين في السنوات القريبة الماضية ، وعدم الأخذ بعين الاعتبار أهمية الأسواق والمحافظ الاستثمارية البديلة والواعدة والأكثر أمنا في الأسواق الشرقية ، والانطلاق من فلسفة ؛ عدم وضع كل البيض في سلة واحدة . والآن كل تلك الأخطاء الماضية والهدر سيدفع ثمنه المواطن المؤمن عليه- قبل غيره- ثم القطاع التجاري وحتى الحكومة . هل من المعقول أن المؤمن عليه، الذي يدفع هو وموظِفه شهرياً مبلغاً محترماً(زادت النسبة تباعاً) لمدة 20 إلى 25 سنة مع عمره الافتراضي المتدني – نسبيا- سيتسبّب بهذا العجز "الاكتشواري" المزعوم ، مما يستدعي زيادة في اشتراك المؤمن عليه(حسب رأي الخبراء القيمين على الصندوقين/التقاعد والتأمينات) بُغية تقليل حجم العجز "الاكتشواري" البالغ في نهاية 2007 ثلاثة ونصف مليار دينار تقريبا . ولم يجد هؤلاء "الفطاحل" مخرجاً آخراً غير سلك درب "استغلال المواطن" أي رفع الاشتراك الذي قد يصل إلى 33% بالنسبة للصندوق و21% بالنسبة للتأمينات !



باتت الحاجة الملحّة تستدعي تغييراً كبيراً في تركيبة ميزان القوى في مجلس إدارتيّ التأمينات والصندوق وسرعة توحيدهما وسنّ تشريعات جديدة عصرية تلاءم سمعة مملكة البحرين الجديدة ، بشكل يكون فيه واضحاً وجود غالبية في مجلس الإدارة تمثل أصحاب الشأن ؛ ممثلي المتقاعدين أولاً ، أي الأغلبية الصامتة غير المنضوية تحت مظلة أية نقابة. ومندوبي اتحاد العمال (ممثلي القوى العاملة الحالية) بالإضافة إلى ممثلي مصالح طرفيّ المعادلة؛ القطاع الخاص فيما يتعلق بالتأمينات والطرف الحكومي بالنسبة للصندوق. هذا بالطبع في حاجة لتغيير التشريعات الحالية المنظّمة لهذا الجسم المالي الحيويّ ، بغية شرعنة وشرعية التصرف القانوني السليم في صندوق الادّخار الوطني العام هذا، بشكل شفّاف وبمعايير ديمقراطية دقيقة.. ولا ندري-بالطبع- إن كان بالإمكان الوصول إلى المأمول والمرتجى عبر الجهة التشريعية المعنيّة وهي المجلس الوطني بغرفتيه، المشهود والمشغول بالصراعات والخلافات وسياسة الدوران حول نفسه والغرق في المسائل الإجرائية والانتقال من ملف لآخر(خاصة مجلس النواب)! إن أصحاب "الحلال" في المؤسستين وخاصة التأمينات (موضوعنا هنا) وقوى المجتمع المدني معنيّون بهذا الأمر الحيويّ المهم. ولذلك فان الناس تتوقع وتأمل التدخل المباشر والحاسم لأصحاب القرار لتعديل هذا الوضع الغريب.



#حميد_خنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة نظرية للازمة المالية
- ملاحظات اولية حول الزلزال المالي
- مفارقةٌ بين مُعَمّمٍ عصريٍّ ومدنيٍّ نصِّيٍّ
- أكرانيا في مفترق الطرق
- روسيا والعرب بعد حرب القوقاز الأخيرة
- جذور التوتر الحالي
- خمسة أيام هزت العالم.. وستظل تداعياتها تترى !!
- طبيعة دور القوى السياسية في البحرين
- دور العمال والموظفين المأمول في الحراك السياسي في مملكة البح ...
- نصرٌ عمّاليٌّ تاريخيٌّ على شركة -بتلكو- العتيدة !!
- الصّفقة
- اشكالية الاغتراب المعاصر
- الاتفاقية الامريكية العراقية .. معضلة وشرّ لابد منه
- الى اين تسير عربة الوحدة الأوروبية ؟
- الصفعة الايرلندية
- أهداف و آفاق تيارات -الاسلام السياسي- المعاصرة
- ملاحظات اولية حول ظاهرة -الاسلام السياسي- المعاصرة
- في لبنانْ .. كلُّ حزبٍ بما لَدَيهم فَرِِحونْ !!
- كادت أن تفعلها -أسِيل-.. لكنها لُجِمَتْ ب-كعبِ أخِيل-
- عندما تَطْعِن - المقاومة- اللبنانية ظهرَها !!


المزيد.....




- مصادر توضح لـCNN تفاصيل مقترح -حماس- بشأن اتفاق وقف إطلاق ال ...
- داخلية الكويت تعتقل مقيما من الجنسية المصرية وتُمهد لإبعاده. ...
- معركة -خليج الخنازير-.. -شكرا على الغزو-!
- الحرب في غزة| قصف متواصل على القطاع واقتحامات في الضفة وترقّ ...
- فيديو فاضح لمغربية وسعودي يثير الغضب في المملكة.. والأمن يتد ...
- -إجا يكحلها عماها-.. بايدن يشيد بدولة غير موجودة لدعمها أوك ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي استهدف عدة مناطق في غزة (فيديو+صور) ...
- بقيمة 12 مليون دولار.. كوريا الجنوبية تعتزم تقديم مساعدات إن ...
- اكتشفوا مسار الشعلة الأولمبية لألعاب باريس 2024 عبر ربوع الم ...
- ترامب يواجه محاكمة جنائية للمرة الأولى في التاريخ لرئيس أمير ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حميد خنجي - قراءة نظرية للأزمة المالية