أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - وجيهة الحويدر - هو وسفرائها!














المزيد.....

هو وسفرائها!


وجيهة الحويدر

الحوار المتمدن-العدد: 2444 - 2008 / 10 / 24 - 09:21
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


استيقظ في صباح اليوم التالي بعدما رحلت عنه تاركة ورائها سفرائها. لم يكن ليعلم انه سيجدهم في كل الزوايا منتهكين حقه في المكان. كأنهم بقوا ليحيكوا خطة ضده، خطة محبوكة بدقة فائقة.. بأجندة واضحة ورسالة تحمل طابع حب شديد اللهجة مكتوبة كالتالي: لك ان تختار، مع حبيبتك عشق يبعث حياة في الموتى، بدونها حياة موت لا ينفع فيها حتى سحر سيدنا عيسى..
اعترته خشية مما يجري في غرفته..سفرائها يجوبون الهواء، ويباركون الأجواء بأنفاسها. تعويذاتهم كست الحيطان، وتزاحمت على اطراف النافذة..

جميعهم كانوا يحثونه على مواصلة علاقة عشق بلا خطوط حمراء مع حبيبته المجنونة. لم يكن ليدرك مدى تأثيرهم عليه، وشدة الحجة التي يمتلكونها..

سفرائها كثيرون، يكادون يحتلون الغرفة، وهو هناك مستلقياً وحده على سرير بارد بصقيع يعشش في قلبه..كأنها حين رحلت اخذت دفء المكان معها..

التفت حوله واذا بوحشة عجيبة تلوك مساحات منه، وتلفظ على الزوايا آلام الوحدة..

خذلته اشيائه كلها .. حتى اغطية سريره صارت تجتر شريط ممارسة حب مع عشيقة اتته من آخر الزمان، بلمسات شبقية من "افروديت" ، وبحكمة من عشتار، وسكينة من اللات المقدسة..



الكرسي ..الطاولة ..يتأهوان بصوت تلك العشيقة.. والتلفاز رسم على شاشته تقاسيمها! جهاز الكمبيوتر مع مفاتيحه يتربعون سطح المكتب .. تكاد اثار اناملها تعيد مداعبتهم بمسحة انثوية ناعمة ..



هواء طلق يخترق الأمكنة..كلهم صاروا لها.. كل الاشياء! هل بالفعل ان القلاع تؤتى من الداخل ..؟؟ لا يدري..لكنه مدرك تماما ان قلعته تخلت عنه، فلم يقف اي ممن يعرفونه في الساحة معه..



لحظة مرّت عليه بسكون ليلة شتاء قارس، حملت بين طياتها رائحة غدر مبيـّت..ومن حيث لا يدري داهمته رائحة عطرها، تحرشت به .. ولجت داخل كل عضو فيه...جردته منه...ثم نبشت بغنج شهرزاد الساحر في الذاكرة، فأثارت شجون لم تكن لتهدأ سوى لتندلق منه مرة اخرى بكل سخاء..الى ان ارتسمت تقاسيم لبوادر هزيمة على وجهه..

"لانجري" لها نسيته ..هل هو حصان طروادة؟؟ هل لباسها الداخلي سيحسم لها معركة لم تخضها..؟؟ عجيب جدا امر "اللانجري" ذاك.. صارخ بلونه.. احمر ناصع، يتسم بشيمة ملكات منسيات من عهود قديمة. لباسها يحرضه، يصر على اثارته وتلبية طلبه..كصبغة شفاه مرسومة على افواه نساء الهوى.. "اللانجري" يناصر عشيقته ببسالة.. ويجزم ان مد جسور حب تلك المرأة الفاتنة يجعله رجل اكثر جذابية ووسامة..


استحوذ عليه منظر "اللانجري" وهو موضوع برقة على الكرسي المقابل لسريره.. يستجديه بمسحة القديسين والصالحين ان لا يكف عن التحديق به.. وكأنه ما زال يكتنز جسد حبيبته المحمومة..اي مجون هذ؟ واي فسق يجتاحه؟؟

حاول النهوض من السرير، لكن آثار حبيبته الساحرة تكاد تكون منقوشة على الفراش.. تصر بعنف على البقاء في مكانه! مجنونته استعبدته بغيابها..لا تقبل ان تسمع بكلمة "لا" حين تضاجع عبدها.. تشبه سيدة قريشية ثرية صارمة اتته من عصر الجاهلية.
اسدلت الشمس الانثى اشعتها على الزوايا ..فحط النهار حمله..وبلغة سلام الرجال الشجعان تساءل: هل يا ترى يولي امره لحبيبة لأنها احتلت المكان؟ حيث قضى معها وقت عجزت الساعة عن ضبطه.. ها هو ذا يعاشر طيفها.. كخليفة عباسيي شبقي متيم، اهدى مملكته لجاريته الجميلة كتعبير لحبه لها...

ارتعش وانتابته نشوى في آن..ادرك فجأة ما يحدث له، بعد ان شعر ان جسده هو الآخر اصبح حليفاً لتلك الحبيبة المغادرة .. وقلبه وشيء من كله تواطؤا مع سفرائها..لوهلة احسَّ بكامل ظواهر الهزيمة ..لذلك أمر ما تبقى معه من انصار ان يكفوا عن مقاومة سفراء حبيبته الشبقية، وان يسلموا امرهم لها.. كما فعل جده آدم مع رفيقته حواء ..




#وجيهة_الحويدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اذا الغربيات قادرات على رفع اصواتهن لكن لبعضهن البعض!
- لو كان التعدد شريعة إلهية لأعطي للنساء!
- انهم يعدمون الاطفال!
- النور محبة!
- اين لي بوطن في هذا الشرق؟؟
- فكأنما احيا الناس جميعاً!
- الوصايا العربية العشر
- وماذا عن الظلم الواقع على الرجل السعودي؟؟
- استغفلونا ونحن صغارُ..(2)
- المرأة السعودية و-مأساة ابليس-!
- استغفلونا ونحن صغارٌ...(1)
- رثاء لضحايا الصين وبورما
- -رجولة- مأزومة في عالم يتجه لفضاء -انثوي- رحب!
- حياة الحيوانات اكثر أهمية من حياة نساء الشرق الأوسط الكبير
- أخبار...ليست كالأخبار!
- في غرفة التحقيق
- نرجو السماح لنا بحق الشرعي لقيادة السيارة في بلادنا
- اعلموا ...2
- اعلموا...(1)
- سيناريو عن قاتل -بنازير بوتو-


المزيد.....




- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...
- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...
- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - وجيهة الحويدر - هو وسفرائها!