ايها الرجال المسلمون فكوا الاشتباك بين الشرف والجنس

نورا محمد

الحوار المتمدن-العدد: 2440 - 2008 / 10 / 20 - 06:49
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    

منذ بدايات العصور الانسانيه الاولى داب الرجل الاول البدائى على محاوله السيطره على سلوك الانثى الجنسى .وكان الرجل يخرح الى الصيد ويترك انثاه طوال اليوم داخل الكهف بمفردها او مع اطفالها وكان همه الاول منعها من ممارسه الحب مع اى رجل غيره اثناء غيابه
واستخدم الرجل منذ ذلك الوقت فكره وجود الاله او القوه العليا القادره المنتقمه الجباره التى تعذب بالنار وتعاقب على الافعال التى لا تعجب الرجل تحدبدا
واستطاع اقناع المراه انها ان مارست الحب مع رجل غيره فانها حتما ستحرق بالنار وتلقى فى جهنم جزاء وفاقا لها على استمتاعها بالحب مع غيره
وكان السبب الاساسى فى هذا الوقت اقتصاديا بحتا لان السبب الاول فى السيطره على سلوك المراه الجنسى هو تحديد والد الجنين ومعرفه نسبه لاسباب تتعلق بالملكيه والثروه والميراث
وقد تغير الوضع الان مع تقدم التكنولوجيا والتطور الحضارى والعلمى الانسانى
فليس عقلانيا ان تتحكم فى حياتنا الان المعتقدات والافكار والمحظورات التى كانت تحكم الانسان البدائى الاول
اما هو فقد اباح لنفسه تعدد الزوجات ومعاشره عدد لانهائى من الجوارى
اما فى الجنه فمن حقه معاشره عدد لا نهائى من الحور العين
وظلت هذه الافكار الذكوريه الظالمه للمراه مترسبه عبر احقاب متتاليه من العصور الانسانيه .حتى جاءت الاديان فارستها ورسختها وجعلت منها شريعه ودينا فاصبح ظلم ا لمراه امرا اليها وشرعا ودينا واوامر من عند الله
وترسخت فى ذهن الرجل المسلم ان شرفه ليس فى داخله وانما هو خارج شخصه وهو يتمثل تحديدا فى السلوك الجنسى للنساء فى عائلته
واصبحت اعضاء النساء المسلمات الجنسيه مرتبطه ارتباطا وثيقا بالشرف وهى تستخدم فى الاهانه والتحقير والشتم
فاذا حدثت مشاجره بين رجال قان الطريقه المثلى للاهانه ان كل رجل يهدد الاخر انه سيمارس الجنس مع ا مه او شقيقته او ابنته
كما ان الشتم والاهانه يكون باعضاء النساء الجنسيه
واطرح سؤالا عقلانيا
لماذا لا اذكر اعضاء الرجال التناسليه فى عائلتى عندما اتشاجر مع امراه مثلى؟
وانا اناشد الرجال العرب المسلمين ان يراجعوا افكارهم ويغيروا توجهانهم الفكريه والنفسيه وان يفصلوا بين شرفهم الذى يتمثل اساسا فى داخل شخصهم وليس فى السلوك الجنسى للنساء فى عائلاتهم
واريد ان اسال سؤالا عقلانيا
ما المانع ان يمارس المحبين الحب اذا كانوا لن يتسببوا فى ايذاء اى شخص واخذوا الاحتياطات اللازمه لمنع الحمل وتجنب الامراض الجنسيه المعديه؟
لقد منع الدين ممارسه الحب وسماها زنا للاسباب السابقه ولقد تغيرت هذه الاسباب بتغير الزمن وتقدم العلم
ولقد تخلص الرجال الغربيون من هذه الافكار السلبيه بشان الشرف والجنس
وقد سمى الغرب ممارسه الحب باجمل واحب الاسماء
اما فى المجتمع المسلم العربى فاننا تطلق عليها ابشع الكلمات واسوئها مما تقشعر معه بدن الانسان السوى
فنصف الفعل الجنسى بالقذاره رغم ان ممارسه الحب ابعد ما تكون عن القذاره
ومن الظلم ان نصم هذا الفعل الرائع الممتع يهذه الصفه الظالمه لمجرد انه ينتج عنها بعض السوائل والافرازات التى تسبب لنا بعض المضايقه
والسبب فى كل هذا الكم من الظلم وسوء الفهم والتقدير هو تحريم الدين للفعل الجنسى وتسميته بالفاظ سيئه سلبيه ينفر منها الحس السليم
واصبحت هذه الافكار السلبيه الظالمه معتقدات وعادات وفكر جمعى عام للمجتمع المسلم كله
ان الفعل الجنسى فعل تلقائى بسيط وهو يمثل اروع متعه على وجه الارض اذا ازلنا ما حوله من تعقيدات وافكار ظالمه
وقد سماه الاسلام زنا وفاحشه وكبيره وكلها الفاظ سلبيه ظالمه يجب ان نتتخلص من تاثيرها النفسى السلبى علينا
وانا اقول
ان هى الا اسماء سميتموها ويمكن ان نغيرها
وبدلا ان نقول زنا نقول ممارسه الحب
وبدلا من قذاره نقول نظافه
وبدلا من كبيره وفاحشه نقول رائعه وممتعه
والدليل على ان ممارسه الجنس بسيطه وتلقائيه وتخلو من التعقيد والضغط انه عندما يتكلم اصحاب الحرف المهنيه مثل النجار او الكهربائى فانه يذكر ببساطه شديده خاليه من الخجل والتعقيد ان هذا دكر وانه يحتاج الى نتايه
او انك تحتاج لشراء دكر او نتايه
اذا تخلصنا من الافكار السلبيه عن الجنس يتختفى جرائم الشرف وسيكون المجتمع اكثر سعاده واكثر استرخاء وسيختقى الاحتقان والتوتر والكتبت الجنسى والتعاسه التى سببها الحرمان وستقل جرائم التحرش والاغتصاب
وبدلا من ان توجه طاقاتنا فى التخويف والترهيب والتحذير من الجنس فاننا نوجه طاقتنا فى التحكم فى الحمل غير المرغوب فيه ومقاومه الامراض المنقوله جنسيا
ايها الرجال المسلمون
اعرف ان ما اطلبه صعبا جدا على انفسكم
ان تسمحوا لابنتكم ان تدخل الى حجرتها بصحبه صديقها
وان تسمحوا لابنكم المراهق ان يصحب صديقته الى غرفه نومه
ولكن فكروا فى عذاب الحرمان لهؤلاء المراهقين المحرومين المعذبن التعساء
الذين يتحكم فيهم ويعذبهم فكر بال متخلف
ارجو ان تكافحوا حتى تتخلصوا من مشاعر الغيره السلبيه على النساء فى عائلاتكم
وتتخلصوا بما يسمى بالدم العربى الحامى فانها مشاعر سلبيه متخلفه
اجمعوا ارادتكم وستنجحون
صدقونى لقد سبقكم الى هذا التسامح والتحضر كثير من الرجال المسلمين المحترمين
فكوا الاشتباك بين الجنس والاحترام
وبين الجنس والشرف
وبين الجنس والطهاره
وبين الجنس والعفه
وتخلصوا من المصطلحات السلبيه مثل الرجل الشرقى وسى السيد وغيرها من المصطلحات التى لا تعبر الا على الذكوريه المقينه لا نجنى من ورائها الا المصائب
وستختقى بالتالى ماساه الختان وما تعانيه النساء من تشويه وذبح لاعضائها التناسليه
وتخلصوا من الازدواجيه التى تمارسونها عندما تمارسون الحب بحريه خارج المنزل ولكن ترتكبون جرائم الشرف داخل بيوتكم
وهذا ليس دفاعا عن الاباحيه الجنسيه غير المقننه وانما هو دفاع عن حق المحبين فى ممارسه الحب بدون ارهاب او خوف او تهديد بعقاب او عذاب وبدون اضطرار لاخفاء واستخفاء واستحياء وبدون خوف من اهانه او جرح للكرامه والاحترام
والاسلام اقر وقنن الاباحيه الجنسيه ولكن اعطاها للرجل فقط وتحت مسميات كثيره مثل تعدد الزوجات ومللك اليمين والتسرى بالجوارى وزواج المسيار وعند الشيعه زواج المتعه وهكذا اباح للرجل تعدد العلاقات الزوجيه بلا حد ااقصى بلا نهايه وتحت غطاء شرعى الهى وحرم المراه من نفس الحق
ومن اسباب ارتباط الفعل الجنسى فى المفهوم العربى الاسلامى بالقذاره والنجاسه والمهانه وعدم الاحترام واستخدامه فى الاذلال وجرح الكرامه هو الامر الاسلامى بالاغتسال بعد ممارسه الجنس واعتبار ان من يمارس الحب يعتبر فى حاله غير طاهره وهو يعتبرنجسا ولا يستطيع ممارسه اى شعيره دينيه حتى يغتسل ويتطهر
وفى جميع انحاء العالم المتحضر يقرون ولا يجرئون فى مناقشه حق الانسان فى ممارسه الحب الامن ما دام لا يضر الغير ويمكن تجنب ما ينتج عنه من سلبيات وهم يسمونه باجمل الاسماء وارقاها واحسنها ويسمون العمليه الجتنسيه بممارسه الحب وهو اسم جميل يعبر فعلا عما يتم فى هذه العمليه البيولوجيه
اما فى المجتمعات العربيه وبتاثير الدين والتراث والعقل الجمعى والثقافه المتجمده والتربيه فى الصغر فان ممارسه الحب يطلق عليها العديد من المسميات السلبيه فهى زنا وفاحشه وكبيره و السيده التى تمارس الحب دون غطاء شرعى فهى قذره ومومس ودائره على حل شعرها والفاظ اخرى رديئه يعف اللسان عن ذكرها
ايها الرجال المسلمون
ايتها النساء المسلمات
ايها الشبات والشابات والفتيان والفتيات
تخلصوا من الافكار والالفاظ السلبيه عن الحب
مارسوا الحب كلما احتجتم لذلك
فهو حق مشروع اصيل لكم
وهو حاجه انسانيه بيولوجيه ملحه
لا تتركوا اى كائن او سلطه على وجه الارض تحرمكم منه باسم الدين او الفضيله او الطهاره

#نورا_محمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل