فرات إسبر
الحوار المتمدن-العدد: 2436 - 2008 / 10 / 16 - 03:20
المحور:
الادب والفن
ماذا نقول عن المرأة في المنفى ؟
اي حصان تمتطيه أيامها؟
واي رصاص يطلق بين ساقيها ؟
عاش المنفى... مات المنفى .. هكذا تتوالى الطلقات .
اقدام تسير إلى المنفى، بوجهين ، وجه أختاره الله ، وآخر أختارته الغريبة .
أي حصان جسور يعيدها إلى تلك التلال ؟ إلى الهضاب المنسية تحت قباب الله؟ للهجر اسباب وعلة. وكل شئ بقضاء .
هو الوجه الكريم، الذي منحنا حياة ليست كريمة . الجغرافيا كانت ضيقة علينا .
لا مساحات في خيام البدو .
المنفية في الأبد ، لا أرض لها، ولا وجه . تتقاسمها جهات، لا تعرفها .
في رأسها تدور الحروب .تقيمُ عليهم الحّد، تقاتلهم .
في عمق الجرح ينبت وجهان للغريبة . لا اوسمة للنساء . دائما يُمنحٌ الحديٌد للرجال . سلام عليهن النساء ، يغادرن مرتين في فم الجرح . جرح الغياب. وجرح اللاعودة .
لا هوية لي ، انا بحجم المساحة التي خلقت بها. يدان فار غتان .
المسافة بين نفسي ومنفاي واحدة . لقد كان المنفى القربٌ القريب، و البعدٌ البعيد. أمراةٌ خاوية اليدين من الاحلام . جسد هشمته الهشاشة..
لم يكن لي بيت ولا شمس . لم يكن لي غير اسباب الهجر .!!
بلا ملامح، كنتٌ ،كأمراة خرجت لتوها من حرب ضروس . في الهزيمة انتصار آخر . كنت أبحث عن الغياب الذي لا يعرفه أحد . كنتُ في الوجع الذ ي لا يعرفه أحد .
هكذا كان وجهي، صورة الغائبة. مختلفةٌ وغريبةٌ ، لا أحد يقرأها كما يجب أن ُتقرأ.
حروف ابجدية، تاهت ملامحها في أوجه متعددة . تذوب عناصرها وتتفاعل كالكيمياء في أجساد متعددة . بقدر ما هي عنصر خالق ، بقدر ماهي عنصر غائب.!
منفاي زهرة .. في بستان المنفى .. زهرة بالوان متعددة أختلط فيها الجناس والطباق
ظهر فيها وجهي، وبدا الشرخ كبيرا بيني وبين أهلي . لا ملامح لي هناك .لي سرير اسمه النسيان.
لا أثر للفراشة في الخزائن . لا صور على الجدران. هكذا المؤنث لا يؤنث ، هكذا لا يعول عليه. خالفوا جدهم ، فبقدر القرب منه ، بقدر البعد عنه، متساوون . !!
في وردة الحنين اخبئ اشواقي. اعصر الندى كأسا على شرفات المغيب، ارشفها حريقا وشوقا وسما زعافا .
أحيانا و في ذروة الحنين إليها، ابكي منها، وابكي عليها ,الومها ،
فهي نهري ،وأنا ضفتاه، ولا لقا ءبيننا .
#فرات_إسبر (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟