أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - استغلاليون لموجة














المزيد.....

استغلاليون لموجة


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 2423 - 2008 / 10 / 3 - 10:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دهشتُ من ممثل عربي كان شاباً واعداً في أفلام يوسف شاهين وقد ظهر في محطة فضائية من هذه المحطات التي ظهرت كالعشب الضاري فوق عقول العرب المتصحرة، ظهر بلحية ليعلم بالإسلام وهو يخطئ في لغته العربية ولا يعرف تاريخ العرب والمسلمين، ويتصدى لقضايا كبرى خطيرة!


هذا زمانٌ امتلأت فيه المدنُ العربية بالمسحوقين والسحرة، الأولون يبحثون عن بصيص ضوء ينجيهم من قسوة الأسعار المرتفعة ولعنة الأجور الهابطة وكوارث السكن والصحة والتعليم والبيئة، في ظل حكومات اللصوص الكبار المدعمين بأعظم تكنولوجيا غربية في استلال الأموال وتعمية الأبصار. والآخرون من السحرة انتهزوا زمان الجنون والعولمة وتخريف الجامعات العربية ليظهر كلُ واحدٍ منهم بالمنجي من الضلال. وفئة المثقفين الانتهازيين الذين يميلون مع الموجة ويستثمرونها هم دائماً في الموقع نفسه، لا يتأخرون ولا يتقدمون، يوظفون الموجة السياسية لمصلحتهم، أناسٌ لا هوية لهم، ولا أخلاق، بل هي المصلحة الذاتية، (إملأ جيوبي أكن معك).


والدول والحركات حين تكون استغلالية تعتمد عليهم، فهم الحربة التي توجه للمناضلين وللعاملين، وهم الأدوات التي تكون الآلات الحكومية لتدوس الناس، وترفعُ الفوائضَ المالية الكبيرة لمن بيدهم الأمر، فهم بوم الكوارث في الأنظمة، وطيور الخرابات، فلا يتجمعون إلا وصار أي وطن خرابة، وتحولت أي دولة إلى أطلال.
والحكامُ يفرحون بهذا البوم، ويسعدون كلما كثرت أسرابهُ، وهو ليس سوى إشارة على انتهاء عهدهم، لو يعلمون القراءة العميقة. والحكام الحكماء يقولون غري يا صفراء ويا حمراء، يقصدون بها الفضة والذهب، ويردون على كل طاغية صغير يقول إن الناس لا تقومهم سوى العصا، بقول عمر بن عبدالعزيز (كذبت بل يقومهم العدل). وتجد أكثر هذا في الشامتين في اليسار وسقوطه، الذين تحولوا بين ليلة وضحاها إلى خدم ومؤمنين شديدي الإيمان، يريدون أن يخدعونا، وهم الذين باعوا أنفسهم لمن يدفع ولمن يرفعهم بوصة واحدة على قامات الفقراء، وعلى المثقفين المناضلين الشرفاء، يريدون تصوير ذواتهم بأنهم مناضلون الآن من أجل الإسلام، حين ارتفعت أسعار النفط والأرز والشعير. وكان الرجلُ يديمُ إجازاته في تايلند والفلبين ثم صار إماماً يؤم المصلين، ويدعو لزوال الالحاد والكفر المبين، وصار الناس يستشيرونه ونسوا وقتاً كانوا يرجمونه. وهذه الموجة الدينية المليئة بالخزعبلات والخرافات والريالات والدولارات مؤقتة لأنها ليست مليئة بالعقلانية والمبادئ المحمدية النضالية العظيمة، وتستغلها الحكوماتُ الفاشلة في كل أمم المسلمين لخداع المسلمين، فإذا هي لم تحفرْ في نظم الاستغلال والحكم المطلق وتعزلها عن فضائنا السياسي فهي شرٌ وليست خيراً، والعاقبة للمتقين. وهؤلاء المثقفون الكثيرون الكثيفون الانتهازيون علامة شر وهوان، ومن نجا منهم مضى في سُبل الجهاد لا سبل الانحناء، وهم يستعينون بكل المخزن العتيق لإرث الاستبداد، معلين الطائفة، فصاروا في منزلة (الكفر) بالشعوب وهم لا يشعرون، وهم أحياناً معاصرون يستعينون بآلة الغرب الثقافية لدوس بذور النضال في ثقافة الشرق، تكرسهم مناهجُ جامعاتٍ لا تجمع سوى الغث وغياب العقل والموقف العربي الإسلامي والإنساني النضالي، ثم تجدهم منتفخين بما جلبوه من بضاعة خارجية زعموا أنها من إنتاجهم فالقابضون على الجمر الشعبي قلةٌ ممتحنة في عيشها البسيط يمسكون الخيوط الرقيقة للمقاومة، وبوصلتهم أن يغوصوا بين الناس، صانعي التخلف وزواله، وهذا جدلٌ عسيرٌ فهمه على من أدمن الخرافات الشرقية والغربية.


الغوصُ بين الناس وتحويلهم أداة تغيير علامة فارقة، تؤسس نفسها في الفلسفة والكتابة إنتاجاً لوعي غير مستورد يبني دلالاته على تغيير حياة العرب من دون كاتلوج جاهز، ويكشف أبنية الاستغلال منذ فرعون ذي الأوتاد حتى فرعون ذي الآبار، وذي الأوغاد الثقافيين الكثيرين. حين يولدُ مثقفٌ بهذا الشكل يُوضع في سَبت في نهر دافق يتوجه نحو قصر فرعون لينهي عهده. بهذا تكلمت التوراة والقرآن والإنجيل والبيان. تعددتْ الألفاظُ والموتُ واحد.


(قد أفلح من زكاها) وليس من سرقها وركب موجتها وسرق فقراءها، وبنى لنفسه قصوراً وفللاً من أضلاعها. لا يستطيعون خداع المسلمين، لأنهم عرفوا كثيراً من اللصوص بعدد الغبار في صحاراهم وبقدر الجوع في بطون أطفالهم، وبقدر الثوار الذين ماتوا شهداء في أرضهم أو تحولوا إلى حكامٍ ظالمين على أعناقهم، وبعدد أبيات الشعر التي فجروها في كفاحهم وغزواتهم وطربهم حتى زادت على عدد النجوم والأفلاك. فلا يتصور الواهمون أنهم فلتات في التاريخ، وأنهم مخادعون لم يجد الزمانُ بمثلهم، فهم مجردُ غبارٍ وفقاقيع يضيعون حيواتهم فيما لا يحفر عميقاً في الأرض ويصير مع ذهاب الصولجان والهيلمان إلى مخلفات توضع في المزابل. وهم شبعوا من التخريف فلديهم جبال حاشدة منها، منذ فرعون ذي السحرة، فما أفادته سحرته ولا ثعابينه ولا كنوزه، ومضى غارقاً في بحر الظلمات.


وقلْ أشهد إنني من المكافحين البسطاء غير الضالين بالنقود والخرافات والطوائف.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجيشُ الروسي يعودُ للواجهة
- مصير البشير ومصير السودان
- مصطلح (اللارأسمالية)
- مأزق السياسات المذهبية
- العمال بين اتجاهات حادة متضاربة
- مشروع تاريخي !
- الوطنيون أقدر على خدمة الشعب
- العمال والانتخابات
- عامل الخمسينيات قائداً
- دساتير هشة
- اليمين المتطرف بحاجة إلى اليمين المتطرف
- الناشطة الإيرانية والجزيرة
- الوضع العربي الراهن
- تنوير هادي العلوي
- الاحتجاجات مهمة ولكن...
- تفسخ رأسمالية الدولة
- البرجوازية القديمة وغياب الليبرالية
- وحدة اليسار في البحرين


المزيد.....




- ارتبط بتشبيه أطلقه محمد بن سلمان.. ما قد لا تعلمه عن جبل طوي ...
- خلف ترامب.. رد فعل ماركو روبيو على ما قاله الرئيس لإعلامية ي ...
- الضغوط تتصاعد لإنهاء الحرب في غزة.. ديرمر يزور واشنطن الأسبو ...
- ماذا نعرف عن مشروع قانون ترامب -الكبير والجميل- الذي يُثير ج ...
- بينيت يدعو نتنياهو للاستقالة.. إدارته للبلاد -كارثية-
- سوريا.. -جملة- مطبوعة على أكياس تهريب مخدرات مضبوطة تشعل ضجة ...
- نتنياهو يأمل في استعادة شعبيته بعد التصعيد مع إيران، فإلى ما ...
- اقتحامات وتفجيرات.. الاحتلال يواصل اعتداءاته على الضفة الغرب ...
- مأساة في نهر النيل.. مصرع 4 أشخاص غرقا إثر انقلاب مركبهم
- زلزال بقوة 5.5 درجة يهز باكستان


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - استغلاليون لموجة