أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - سحقاً للقتلة والجبناء














المزيد.....

سحقاً للقتلة والجبناء


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2419 - 2008 / 9 / 29 - 08:00
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لم يكن تفجير دمشق الذي وقع أمس، عملاً من أعمال البطولة، ولا يشكل أي نوع من الاختراق حسب ما تذاكى الأذكياء، ولا ينطوي على أية حرفية، البتة، حتى بمقاييس الأعمال الإرهابية التي "تحترم" نفسها والتي يقوم بها إرهابيون "محترمون" يحترمون الإرهاب ويحترمون أنفسهم، فحتى في صناعة الإرهاب، هناك، وكل العذر، "إرهابيون محترمون"، وإرهابيون سفلة ساديون ورعاع أوغاد ابتلانا الله بهم على الدوام. فلقد كان تفجير دمشق عملية بداشية في منتهى الصبيانية والجبن والخوف، فالمدنيون والنساء والأطفال لم يكونوا يوماً أهدافاً دسمة حتى لأحط وأسفل العصابات، ولم يكن هذا العمل الآثم الجبان، بالتوصيف النهائي، سوى عملاً من أعمال والخسة والنذالة والعار لخفافيش الظلام التي لا تعمل إلا في العتمة، وشيمتها الطعن والغدر بالطفولة والأمومة والأبرياء.

وتمثل هذه العملية، في جانبها الآخر، ذروة الفشل وخيبة الأمل التي يعيشها من راهن على تغيير جذري في سوريا، والذي انتقل من مواجهة النظام في الساحات الدبلوماسية والسياسية والمحافل الدولية، وحتى "القضائية" التي عول إليها كثيراً، إلى ساحات الدم التي هي ساحات للجبناء والفاشلين والمجرمين الساقطين الأوغاد لأنها تطال الأبرياء والآمنين من الأطفال والنساء، ولا تحقق في ذات الوقت أي هدف سياسي أو معنوي منها. وفي العلم الجنائي، وحين حدوث أية جريمة يضع المحققون قائمة بأسماء المستفيدين من أية جريمة، ومن هو صاحب المصلحة في وقوع تلك الجريمة؟ ومن هنا، لا يصعب البتة لأي متابع عادي وبسيط لأحداث المنطقة وتطوراتها أن يضع قائمة بأسماء الدول والشخصيات والتيارات التي لها مصلحة أن تتورط في أعمال تنطوي على هذه الدرجة الوضيعة والبشعة من الدناءة والصفاقة والإجرام كهذه، ولها مصلحة في هز صورة دمشق أمام المجتمع الدولي الذي بدأ يعود إليها، مستغفراً ومعتذراً، وحداناً، وزرافات، وجماعات.

واللافت في النظر تلك التعليقات والكلام الذي صدر من جهات بعينها، والتي فيها شيء من التشفي والشماتة والسوداوية والغل الدفين الذي لا يخرج إلا من نفوس عليلة مريضة عصابية ومأزومة أصابها الإحباط تفرح لألام الناس، وتتندر بما يصيبهم من كوارث وويلات. لكن نفس تلك الأقلام والأصوات، وحين كانت بلادها تتجرع من نفس كأس الدم والإرهاب الأعمي هذا، لم نجد أي سوري شريف وبار، إلا ووقف معهم وقفة الرجولة والفروسية والإخاء والإباء، وما هكذا يكون رد الجميل، على أية حال. ولكنا نأسف أشد الأسف لتلك الأصوات السورية الفوضوية اللامسؤولة النشاز، التي لم تكن على مستوى المسؤولية والحدث في التعاطي مع هذا الفعل الآثم الجبان، حين أدلت بدلوها تعليقاً، وتحليلاً على فعل دنيء وخاسئ رذيل وهو بكل تأكيد من فعل أشرار وجبناء، وإن ذاك التذاكي، والتشاطر والطيران في الأوهام والخيالات والذهاب والانجرار بعيداً غلواً وتطرفاً وتزييفاً، ما هو، والله، من فعل الرجال الأباة الثقاة.

وينتاب المرء، وهو يرى حجم الألم والمعاناة، وتوزع الضحايا بين أطفال ونساء وشيوخ أبرياء لا ذنب، ولا ناقة لا جمل لهم في أي صراع، وقادتهم الأقدار التعسة وحدها إلى التواجد صدفة في هذا المكان، مشاعر متناقضة تتراوح بين السخط والاشمئزاز وإدانة كل من له يد في أعمال من هذه القبيل لا هدف لها سوى نشر الموت، وزهق الأرواح، وسفك الدماء، ولن تحقق أية غاية مرجوة منها، وهذه الأسلحة القديمة والصدئة، والتي جربت في غير زمان ومكان، فقدت صلاحيتها، ولم تجن سوى الخيبة المريرة، ولم تجلب سوى الشؤم واللعنة والعار على أصحابها، وكل من يدفعهم، ويقف خلفهم، وكائناً ما كان من. وهي بنفس الوقت مدعاة لأخذ مزيد من الحيطة والحذر، وعدم الركون لأي واقع، وأي إنجاز، والنوم في عسله. فالقتلة، والسفلة، والجبناء لا ينامون، وشيمتهم الغدر والانقضاض على الآمنين في أية لحظة قد تغفل فيها العيون الأمينة عنهم وعن شرورهم وحماقاتهم.

ونرفع من هنا كل التعازي القلبية وبقلوب مكلومة محزونة إلى كل أب، وأم، وأخ، وأخت، وكل بيت سوري بسيط ومستور وشريف سقط منه شهيد أو جريح فداء لسورية الأبية العظيمة، فهذه هي الضريبة الغالية والتي لا تقدر بثمن، التي لا بد من دفعها ليبقى الوطن عزيزاً وشامخاً، ومصوناً من السفلة والقتلة والجبناء، وكان لهؤلاء الشهداء والجرحى شرف دفعها نيابة عن كل سوري وفداء لوحدة وأمن وتراب سورية العزيزة على قلب كل وطني سوري.

والعيون السورية البريئة، وقلوبها الخافقة ترنو اليوم، وأكثر من أي يوم مضى، إلى أبطال سوريا وشرفائها وأبنائها البررة الأوفياء النجباء، للتصدي لكل أولئك الأنذال والسفلة والقتلة الجبناء الأشرار البغاة العصاة الزناة، وبكل ما أوتوا من عزيمة وقوة ونخوة واقتدار، وحب كبير لسورية الأرض والعراقة والتاريخ، وعسى تبقى سورية، وكما عهدناها على مر الأيام، أرضاً للخير والمحبة والتسامح والتعايش والجمال حرة وعزيزة وغالية وعصية على الأعداء، وبعيدة عن كل أذى وضرر وإيلام.

وسحقاً للقتلة والمجرمين الأشقياء الجبناء.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرضاوي وهشاشة الفكر الديني
- السّعُوديّة أولاً!!!
- حروب الشيوخ الكارتونية
- لا لأي تدخل سوري في لبنان
- عقلانية العرب: عبد الرزاق عيد أنموذجاً
- تصريحات جنبلاط وإعلان دمشق للتغيير الديمغرافي
- لماذا صوم رمضان فقط؟
- مهند ونور، وهشام وسوزان
- 11/9 جديدة: اللهم شماتة
- المعارضة السورية وسياسة التضليل
- هل يكرهوننا حقاً؟
- هل انتهت مغامرة خدام؟
- لماذا سيخافون من الإسلام والمسلمين؟
- الحقيقة وطلاب الحقيقة في سوريا
- لبنان الكرامة والشعب العنيد: عذراً فيروز ومعذرة
- العرب وغربة الأولمبياد
- مذهب زغْلول النجّار
- موريتانيا: عودة حليمة لعاداتها القديمة
- الهروب إلى إسرائيل
- قراصنة الخلف الطالح


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - سحقاً للقتلة والجبناء