أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالمنعم الاعسم - نهاية مدير عام














المزيد.....

نهاية مدير عام


عبدالمنعم الاعسم

الحوار المتمدن-العدد: 2419 - 2008 / 9 / 29 - 07:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تدحرج الحظ السعيد (او العاثر كما سيظهر) لصاحبي وصديقي القديم (مجيد..) ليصبح عام 2004 موظفا كبيرا (مدير عام) في وزارة خدمية، وقد نال المنصب بصفة نادرة احتفظ بها في هذا الزمن العراقي (اليس عجيبا؟) هي الاستقامة والحيادية والنزاهة، وعُرف بصفحاته البيضاء وسيرته المهنية المتوازنة ورجاحة قراراته وسلوكه، وحُسن علاقاته مع رؤسائه ومرؤوسيه على حد سواء.
وصل صاحبي الى منصبه في ظروف مشجعة ومتاحة (وربما اسطورية) هي ان المرفق الحكومي الذي يديره لا تتزاحم عليه المحاصصة المستنفرة، ولا تحسده العين المالحة، ولا تشتهيه العتاوي الجشعة، إذ يحتفظ بميزانية مالية محددة، غير قابلة للانتفاخ والفيضان، ولا تدخلها خطوط "الصفقات" عابرة الحدود والقارات، وليس لديها نثرية "مفتوحة" على الحبربشية والحمايات والاسماء الموهومة، وان الفواتير والشؤون المالية لا تمر من بابه، ولا تسلم عليه، ولا تستنجد به في حال انحرفت الى اليمين او الشمال.
وفوق ذلك اتخذ (مجيد) عهدا على نفسه ان لا يدس يده او انفه او لسانه في شؤون الاحزاب والطوائف والقوميات والقبائل والمناطق والزعامات، وبقي على مسافة محسوبة من السياسة، يقيسها بوجدان نظيف، ويد عفيفة، وروح وطنية نقية مثل دمع العين، كما اقسم اغلض الايمان ان يترك الوظيفة والمنصب في اليوم الذي يُجبر على تعيين شخص لاعتبارات لا تمت للكفاءة بصلة، او على تعيين آخر في وظيفة هلامية(من وظائف هذه الايام) لكنه بالمقابل يتعامل بسخاء وانسانية مع اولئك الذين يتعرضون الى الاذى والتنكيل والاعتداء الارهابي والمسلح، من غير خوف من القانون او قواعد الوظيفة.
وعندما التقيته قبل شهور همس صاحبي في اذني بين الضحك والمرارة قائلا: "الدائرة تضيق من حولي" كيف؟ قال : إنهم اجروا تغييرات في طبيعة المرفق وفتحوا منه ثقبا الى مجرى النهب برفع ابواب الميزانية، وثقوبا اخرى الى مجاري الصرف الصحي المرتبطة بما يسمونه "مشاريع الاعمار" قلت له : لماذا لم تستقل او تحيل نفسك على التقاعد؟، قال : أخجل من نفسي ان اهرب كما يهرب المشتبه بهم والمطعون بنزاهتهم بعد ان يبلغ ثراؤهم حد التخمة ويصير على كل لسان ، ومن مجرى الحديث عرفت ان وظيفة صاحبي صارت مرغوبة من الحلقة الشيطانية التي تنتشر باسم الولاء لمراكز النفوذ، وان صاحبي في موقف حرج، فلا هو منهم، ولا هو يريد ان يجاريهم.
بالامس جاءني الخبر الذي كنت اتوقعه: لقد ابعدوني بقرار من فوق من دون سبب معلن غير السبب الذي تعرفه، ان لا اشتري الوظيفة بالولاء.. ولك ان تعرف كم انا حزين لاني لم اسمع نصيحتك باستباق الاقالة بالاستقالة.. انها الانتخابات يا صاحبي.. مجيد.
انها الانتخابات يا اصحابي.
ــــــــــــــــ
كلام مفيد:
"المفلس يجتاز السوق مسرعا" .
مثل تركي



#عبدالمنعم_الاعسم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايتها الكلمة الساحرة..
- احوال الصحافة في العراق
- كامل شياع وحموضة المثقفين العرب
- كوميديا.. .. هذا ما يجري بالضبط
- كركوك.. شهادة في الازمة والخلفيات
- في جدلية التوافق السياسي
- ما لم يقله رواندوزي .. في الاخطاء السياسية الكردية
- قطيع بلحى.. ودشاديش قصيرة
- الايزيديون.. رسالة الى العالم
- سياسة.. وراء طبول الحرب الدينية
- آخر القوميين الوحوش
- حركة- في مهب الريح
- 11سبتمبر.. نعي العقل
- العَلم والسيادة.. بهدوء
- بشرى الخليل..رواية رثة
- الزعيق لا يصنع سياسة
- اليسار العالمي.. مأزق خيار رد الفعل
- دموع السنيورة
- المندائيون والسلام الاهلي
- الخطاب الطائفي..من اين؟ الى اين؟


المزيد.....




- الناس يرتدون قمصان النوم في كل مكان ما عدا السرير!
- ترامب عن ملفات جيفري إبستين: لا أريد إصابة أشخاص غير مذنبين ...
- أنقاض رومانية اعتُقد أنّها لكنيسة قديمة.. لكنّ الأدلّة تروي ...
- فيديو لمطاردة جنونية لرجل يقود شاحنة قمامة في شوارع مدينة أم ...
- ترامب يقيل مفوضة مكتب إحصاءات العمل بعد تراجع توقعات نمو الو ...
- مأساة في الساحل الشرقي للولايات المتحدة: فيضانات مفاجئة تودي ...
- ما هي اتفاقية خور عبد الله التي تلقي بظلالها على العلاقات ال ...
- من يقف وراء التخريب في شبكة السكك الحديدية الألمانية؟
- كابوس يلاحق المسلمين في بريطانيا.. ما الذي يجري؟
- حاكم إقليم دارفور يحذر من خطر تقسيم السودان


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالمنعم الاعسم - نهاية مدير عام