أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2004 يوم المرأة العالمي - النهج الديمقراطي العمالي - الماركسية ونظرية التنظيم النسائي















المزيد.....

الماركسية ونظرية التنظيم النسائي


النهج الديمقراطي العمالي

الحوار المتمدن-العدد: 767 - 2004 / 3 / 8 - 06:32
المحور: ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2004 يوم المرأة العالمي
    


إن التصورات التنظيمية للعمل النسائي بما هي مبادئ عامة وإجراءات تنظيمية تحكمها أساسا مرجعية النهج الديموقراطي وقاعدته النظرية: الماركسية. وتنضاف إلى هذه القاعدة تجارب الحركة الشيوعية العالمية وخبرات الحركة النسائية الاشتراكية العالمية وثورات الشعوب ضد الاستعمار والإمبريالية.
أ – التصورات العامة:
ترسم هذه المبادئ المنطلقات النظرية والأهداف العامة التي يرتكز عليها منظورنا الاشتراكي لتحرر المرأة. وتتحدد بما يلي:
- إعطاؤنا الأولوية للصراع الطبقي في نظرتنا للقضية النسائية باعتبارها جزءا من القضية الاجتماعية العامة. فتحرر النساء والنضال من أجل انعتاقهن جزء من النضال الذي تخوضه الطبقة العاملة والكادحون (رجال ونساء). فهو كذلك،يندرج ضمن الوحدة الطبقية لكل المستغلين والمضطهدين المرتكزة على وحدة الهدف: تحقيق الاشتراكية وبناء المجتمع الشيوعي.
- انطلاقنا من الأطروحة الماركسية التي ترى أن اضطهاد النساء تاريخيا، قد تم عن طريق نفس القوى والعلاقات الاجتماعية التي ولدت اضطهاد طبقة من طرف طبقة أخرى، وعرق من طرف عرق آخر، وأمة من طرف أمة أخرى. وهذه القوى والعلاقات تتمثل في المجتمع الطبقي ومؤسساته: الملكية الخاصة، العائلة الأبوية، الدولة. وبالنسبة لنا فإن الرأسمالية باعتبارها مرحلة عليا في تطور المجتمع الطبقي، قائمة على الاستغلال الاقتصادي والاضطهاد الجنسي، هي المسؤولة أساسا عن الانحدار الذي تعيشه المرأة في عصرنا.
- اعتبارنا النساء يشكلن جنسا مضطهدا لأسباب اجتماعية، طبقية وتاريخية سبق ذكرها. وبناء عليه، نرفض التفسيرات الخاطئة التي تعتبر أن سبب دونية المرأة يعود إما إلى عوامل بيولوجية تارة أو إلى النظام البطريركي تارة أخرى. إن هذه الأطروحات الخاطئة لا تدرك أن الأمومة في المشاعة البدائية كانت "وظيفة اجتماعية" وهي بذلك لم تعق المرأة التي كانت تحتل موقعا رفيعا داخل العشيرة المشاعية. أما اختزال السبب في نظام الباطرياركا دون غيره، يتغافل حقيقة تاريخية،هي أن الباطرياركا كتكوين اجتماعي لازم المجتمعات الطبقية منذ نشأتها إلى الآن. فهو إحدى مؤسسات المجتمع الطبقي. وليس اقل خطأ الأطروحة النسوانية التي ترى أن النساء يشكلن طبقة. هاته الأطروحة الأخيرة تفتقد إلى أي أساس مادي في تحديدها الطبقي رغم ادعاء بعض دعاتها انتماءهن إلى الماركسية. فبماذا تعرف الطبقات؟: "نسمي الطبقات الاجتماعية مجموعة كبيرة من الناس تتميز ب:
- أ - المكانة التي تحتلها في نظام الإنتاج الاجتماعي محدد تاريخيا.
- ب - بعلاقاتها (في أغلب الأحيان محددة ومكرسة بالقوانين) اتجاه وسائل الإنتاج.
- ج - بدورها في التنظيم الاجتماعي للعمل وبالتالي بأهمية نصيبها من الثورة الاجتماعية التي تتوفر عليها والطريقة التي تحصل عليها.
- د - الطبقات هي مجموعة من الناس بإمكان طرف منها أن يتملك عمل الطرف الآخر. وذلك نتيجة المكانة المختلفة التي يحتلها داخل بنية محددة للاقتصاد الاجتماعي". المبادرة الكبرى مجلد 29 ص 425 لينين.
- إدراكنا أن الرأسمالية كنمط إنتاج تاريخي، لما أقحم المرأة في العمل الشخصي المأجور، قد خلق أحد شروط تحررها.
وانطلاقا من منظورنا الاشتراكي،فمساهمة المرأة في العمل والتحرر من الاستغلال الرأسمالي هما المرحلتان الأساسيتان لتحرر المرأة. "إن وضع المرأة مرتبط بشكل لا انفصام فيه باعتبارها إنسان وعضو في المجتمع بالملكية الخاصة لوسائل الإنتاج. هنا الفارق بيننا وبين حركة النساء البرجوازية. هذا هو أساس طرح المسألة النسائية كجزء من المسألة الاجتماعية العمالية، ومن ثمة ربطها بالنضال البروليتاري الطبقي وبالثورة". لينين بصدد تحرر المرأة.
من هنا نرى أن الطرح الماركسي لتحرر المرأة يناقض النزعات الفردانية البرجوازية الصغيرة التي ترى أن تحرر النساء هو تحرر كل امرأة على حدة. فلا تحرر للمرأة بدون انتصار الاشتراكية ولا اشتراكية بدون مساهمة فعلية للمرأة.
- تأكيدنا لحق المرأة في العمل. "ذلك أن مساهمة المرأة في العمل المأجور هو نقطة انطلاق وشرط التحرر السياسي والقانوني والجنسي للمرأة. إن العمل يعطي المرأة ثقة في النضال ضد الرأسمالية ويوفر لها القدرة على مقاومة الاضطهاد الذي تتعرض له داخل الأسرة وداخل المجتمع فضلا عن أنه يمنحها إمكانية الاستقلال المادي عن الرجل. وضدا على التمييز الذي تتعرض له المرأة في العمل ودفاعا عن خصوصيتها كامرأة، يجب أن تحظى مطالب النساء بالمساواة في الأجور، ومن أجل حماية العمل النسوي،ورعاية الأمومة بكل دعمنا.
- اعتبارنا لثورات النساء فصيلا أصيلا وهاما من فصائل الثورة العالمية للشعوب. ففي سنة 1868 كتب ماركس يقول: "إن كل من يعرف شيئا من التاريخ يعرف إن من المستحيل حدوث تحولات اجتماعية كبيرة دون حركة نسائية".
لقد أثبت التاريخ صحة هذه المقولة من خلال الأمثلة الساطعة للثورات البرجوازية في القرنين 18 و 19 وللثورات البروليتارية والاشتراكية (كومونة باريس 1871، ثورة أكتوبر 1917) وثورات التحرر الوطني في القارات الثلاث (إفريقيا، أمريكا اللاثينية، آسيا) مثال الثورة الجزائرية والثورة الفيتنامية والثورة الكوبية والثورة الفلسطينية وغيرها من ثورات القرن العشرين. وإذا كانت لكل ثورة مميزاتها وخصائصها الطبقية والتاريخية،تحكم نظرتها إلى المرأة، ورغم أن النساء قد حققن بعض المكتسبات في هاته الحالة أو تلك، خاصة في الثورات الاشتراكية لعصرنا، فإنه إما بسبب نظرة طبقية ذكورية للمرأة أو بغياب تصور استراتيجي لتحرر المرأة في المجتمع الاشتراكي، فقد كانت النساء الخاسرات الأكبر بعد "الانتصار".  فعلينا إذن أن نتعلم من دروس وخبرات النضال النسائي وتوفير الرؤيا الاستراتيجية والأدوات التنظيمية الكفيلة بتحصين مكتسبات النساء خلال سيرورة النضال الثوري من أجل الاشتراكية والمجتمع اللاطبقي.
- احتكامنا لنظرة جدلية - تاريخية لتحرر النساء كجزء أصيل من الثورة الاجتماعية الكبرى التي نادت بها الماركسية. إن هذا التحرر لن يسير في خط مستقيم بل لابد من أن يمر من منعرجات وينتظم في فترات ومراحل المد والجزر الكبرى حتى تحقيق الهدف الأسمى: تحرير جيش النساء من الاضطهاد المزدوج.
إن الشروط الموضوعية والذاتية قد تشكل كوابح أو قد تكون ملائمة لتقدم النضال النسائي، لكن في كل الأحوال فإن تحرر النساء يجب أن يكون من صنع النساء أنفسهن باعتبارهن جنسا مضطهدا. وعلى النساء أن يستوعبن دروس البناء الاشتراكي ويبنين من الآن أدوات تنظيمهن الذاتي. إن تحقيق التحرر النسائي سيرورة طويلة ومتواصلة تمر بالضرورة بمراحل وتستدعي باستمرار القيام "بثورة داخل الثورة" سواء داخل التنظيم السياسي أو في المجتمع بعد "انتصار" الثورة.
- إن الطرح الاشتراكي لتحرر المرأة يقر بدور النساء في نضالهن الخاص باعتبارهن جنسا مضطهدا. وهو بذلك يناقض ذلك المنطق التبسيطي الداعي إلى اندماج حركتهن بالحركة العامة للطبقة العاملة. لقد فندت تجربة النضال النسائي الاشتراكي خطأ هذا الطرح الذي يترك الحركة النسائية العمالية طعمة صائغة في يد الحركات النسوانية البرجوازية وفكرها البرجوازي.
لكن هذه الخصوصية تستدعي منا بعض التوضيحات:
- إن الحركة النسائية التي نسعى إلى بنائها هي حركة جماهيرية تمثل جزءا عضويا من حركة الجماهير الكادحة. "بدون النساء، لايمكن أن تكون حركة جماهيرية حقيقية" لينين.
- إن اعتبارنا إياها حركة جماهيرية لا يعني حصرا ضمها فقط للعاملات أو الكادحات بل كل المستغلات والمضطهدات وكل ضحايا الرأسمالية.
- إن الطرح الماركسي ينبني على القواعد التالية:
·       اعتبار وحدة الخط الإيديولوجي والسياسي والتنظيم الحزبي.
·       بناء استراتيجية التحرر النسائي انطلاقا من وحدة الهدف (الاشتراكية) التي تستدعي وحدة طبقية لكل المستغلين والمضطهدين أي أولوية النضال المشترك والتضامن الطبقي بين كل الكادحين والكادحات وبين المضطهدين والمضطهدات.
- لاحاجة إذن لبناء تنظيمات نسائية منفصلة، كما روجت لذلك أطروحات النساء طبقة. إن هذا الطرح لاأساس له، لأن النساء الاشتراكيات هن عضوات في التنظيم الحزبي بنفس الحقوق والواجبات التي للذكور، ومنها واجب الذكور العمل في الميدان النسائي.
- لكن لابد للتنظيم الحزبي من خلق إطارات (لجان، مجموعات عمل...) مهمتها الخاصة ربط النساء بالتنظيم الحزبي عبر القيام بعمل منهجي وسط النساء من خلال إيقاظ وعيهن ودفعهن إلى النضال ضد واقع الاستغلال والاضطهاد.
ولأجل ذلك لابد من إيجاد أشكال تنظيمية ودعائية خاصة بالعمل النسائي.
-         عند صياغة البرنامج المطلبي، لابد من استخراج دائم للمطالب التي لها راهنية والانتقال من التركيز على هذا المطلب إلى مطلب لآخر حسب الظرفية الملموسة دون إغفال في أية لحظة المصالح المشتركة للطبقة العاملة وعموم الكادحين. فكل مناوشة أو تعبئة منا يقول لينين ستدفع التيارات الأخرى إما أن تكون معنا أو تكشف عن أقنعتها الحقيقية.
ب – مبادئ موجهة للعمل النسائي:
- اعتمادا على النظرة أعلاه، هنا مبادئ موجهة لابد من مراعاتها في العمل الحزبي والجماهيري:
* الانطلاق من المساواة التامة حقوقا وواجبات بين الجنسين داخل المنظمات: التنظيم السياسي، النقابة، الجمعيات الخ...
·       إشراك المرأة في كل أشكال النضال المخاض من طرف البروليتاريا والكادحين والجماهير الشعبية.
·       خلق أجهزة خاصة للعمل بين النساء ذات ارتباط بكل هيآت الحزب من اللجان القيادية المركزية إلى اللجان المحلية. مع اعتبار العمل النسائي من مهام التنظيم السياسي برمته (ذكور وإناث وليس الإناث فقط).
·       اعتماد النظرة إلى الأمومة باعتبارها وظيفة اجتماعية والنضال من أجل فرض حماية المرأة بوصفها أما.
·       اعتماد أسلوب تحريض ودعاية انطلاقا من الوضع الخاص للنساء، أسلوب قوامه مبدأ "التحريض والدعاية بالعمل" وليس بالنقاش فقط والانطلاق من الممارسة العملية إلى المعرفة النظرية للفكر الاشتراكي.



#النهج_الديمقراطي_العمالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان في ذكرى 24 يناير
- تقرير عن حفل تخليد ذكرى الشهداء: سعيدة المنبهي، عمر بن جلون، ...
- شرعنة التسريح الجماعي للعمال بصوديا في ظل التوافق النقابي ال ...
- بــــــيـــــــــان
- من معانقة أحلام الثورة.. إلى النضال الديمقراطي
- تجمع اليسار الديمقراطي في إحياء ذكرى إستشهاد جبيهة، زروال وا ...
- بيان
- عبد الله الحريف الكاتب الوطني للنهج الديمقراطي في استجواب له ...
- بيان ندوة النهج الديمقراطي حول الأمازيغية
- بلاغ صحفي
- لنواصل النضال من أجل قانون للشغل ديمقراطي وتصحيح أوضاع الحرك ...
- بيان - اللجنة المحلية بين مكونات اليسار
- دعوة
- اطلقو سراح الحسين بالفقيه وعبد الاله شفيشفو
- بعد 40 سنة من التزوير ونهب الملك الجماعي: أية مصداقية للانتخ ...
- بيـــان حول زيارة وزير خارجية الكيان الصهيوني إلى المغرب
- لنقاطع الانتخابات الجماعية ليوم 12 شتنبر 2003
- كرونولوجـيا الحركة الماركسية اللينينية
- لننضال جميعا من أجل إطلاق سراح المناضل التقدمي محمد حسني بلع ...
- حول التجدر وسط الطبقة العاملة والأحياء الشعبية


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- الموقف الإسلامي من المرأة بين الاجتهادات المغلوطة والأنانية ... / جمعة الحلفي
- بدون المرأة لن تكون الثورة وبدون الثورة لن تتحرر المرأة / جبهة التحرر الشعبي الثوري - تركيا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2004 يوم المرأة العالمي - النهج الديمقراطي العمالي - الماركسية ونظرية التنظيم النسائي