أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حبيب تومي - يوم تلألأت سماء صوريا بكوكبة الشهداء الكلدان














المزيد.....

يوم تلألأت سماء صوريا بكوكبة الشهداء الكلدان


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 2409 - 2008 / 9 / 19 - 03:15
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


صوريا .. القرية العراقية الهادئة الجميلة الجاثمة على المثلث الحدودي بين سوريا وتركيا والعراق ، غنية بأراضيها الزراعية الواسعة الخصبة ، وتشتهر بمحصولي الحنطة والشعير ، اضافة الى المنتوجات الأخرى كالرز والسمسم والبقول والخضراوات المختلفة . وفي الصباحات الباكرة تدب الحياة في القرية ويستجيب اهلها لصياح الديكة في غرة الفجر ، والعصافير المغردة تشدو وترقص مرحة بين الأغصان ، والراعي ينهض مبكراً مطلقاً العنان لأغنامه وهي تسرح بين الروابي والوهاد العميقة وقرب منابع المياه ، إنها سمفونية يومية تتكرر الحانها مع إشراقات الصباح ، ومع ساعات الأصيل حينما تتداعى شمس الغروب نحو خدرها خلف ذرى الجبال العالية .
يوم الأحد من دون ايام الأسبوع تختلف رتابته إنه يوم الراحة وعطلة للجميع ويوم تبادل الزيارات ولكنه قبل كل ذلك هو يوم الذهاب الى الكنيسة . الحياة اعتيادية لا شئ يعكر صفوها ورتابتها ، لكن هنالك حدثاً كان وقع يوم امس السبت الموافق 15 / 9 / 1969 حيث كانت قوة من الجيش قوامها اربعة سيارات عسكرية في طريقها الى فيشخابور عندما انفجر لغم تحت إحدى السيارات ، ويشير الأستاذ مسعود البارزاني الى الحادث في كتابه الموسوم : البارزاني والحركة التحررية الكردية ج3 ص216 فيقول :
في اليوم المذكور كان قد انفجر لغم تحت سيارة عسكرية بالقرب من القرية ( صوريا ) وقتل جراء ذلك بعض الجنود من بينهم مسؤول بعثي .. وفي اليوم التالي الذي اعقب الأنفجار أي يوم الأحد المصادف 16 / 9 / 1969 تقدم فوج من الجيش من قرية صوريا ولم يكن لأهاليها العزل البسطاء فكرة او صلة قريبة او بعيدة باللغم ولم يبدر منهم أي عمل ضد النظام ، كما لم تكن لهم اية فكرة عما سيحل بهم فقد توجه مختار القرية مع الكاهن لاستقبال الجيش ليواجها رشقة من الرصاص قضت عليهما .
بأمر من الملازم عبد الكريم محمد الجحيشي قتل من هذه القرية بدم بارد تسعة وثلاثون من الفتيات والأطفال والنساء والرجال فضلاً عن حوالي اربعين جريحاً .
ما يروى عن هذه المأساة ان القس حنا قاشا حينما انتهى من إقامة القداس توجه مع لفيف من أهل القرية الى بيت المختار ، والى هذه الدار قدم لفيف من الجنود المدججين بالسلاح وساقوا كل من كان في بيت المختار الى مزرعة صغيرة ، وفي الطريق كان القس يحث الأهالي الى عدم الهروب إذ ان المسالة هي مجرد تفاهم مع الضابط وسيعودون الى بيوتهم ، ولم يفكر القس بأن الأمور ستصل الى تلك التخوم المأساوية ، إذ كيف يجري قتل الأبرياء من قبل مسؤول في الجيش دون إجراء أي تحقيق في المسالة ، ومن هنا كان القس يتكلم بذهنية إنسان يعطي للعدالة والقانون حقهما ، لكن الحقد الديني والقومي والرغبة في الأنتقام كانت اقوى من كل القوانين الوضعية والدينية .
اثناء تجمع الأهالي في البستان عكف الضابط عبد الكريم محمد الجحيشي على اعداد غدارته الكلاشنكوف للرمي عليهم بصورة عشوائية ، وهو يعلم جيداً ان هؤلاء الناس ابرياء لا ناقة لهم ولا جمل بما حدث ، وفي هذه الأثناء وهو يستعجل للرمي قفزت ليلى بنت خمو عليه وتشابكت معه لانتشال الغدارة فسارعها من مسدسه ورماها برصاصة فصرعها في الحال . ويقول يونان هرمز في كتابه الموسوم أيامي في ثورة كردستان ص 86 ـ 87 يقول :
بدأ يحصدهم حصداً ويستبدل مخزن إطلاقاته بعد إفراغه عليهم بمخزن جديد فسقط القتلى ونجا آخرون من الذين سقطوا تحت الجثث ثم أشعلوا النيران في سياج البستان لكي لا ينج أحد من الصرعى او الجرحى وتعالت الصراخات وسط آهات وأنين .
نعم كانت مأساة إنسانية دون وازع من الضمير ودون عقاب لمن ارتكب هذه الجريمة ، هذا إن لم يكن هؤلاء القتلة قد نالوا انواط الشجاعة بسبب فعلتهم الدنيئة هذه .
يمضي يونان هرمز الى القول :
صرعت راحيل زوجة منصور يوسف وسقطت جثة هامدة وهي تحمي رضيعها بجسدها !
وصرع شقيقي الشاب كوريال هرمز وكان قد وصل لتوه من زاخو لمتابعة معاملته لدخول الجامعة في بغداد .
صرع القس حنا قاشا راعي كنيسة افزروك .
وصرع معه الشماس اوراها وابنه جوزيف وابنته وارينه .
وصرع عمي خمو المختار وزوجته كاترينا وابنته ليلى ( البطلة ) .
وصرع عمي موسى الرجل الهادئ كادر القرية للحزب ( الديمقراطي الكردستاني ) .
وصرع أخي الأصغر الصبي نجيب بن هرمز .
وصرعت يونو مع طفليها الصغيرين .
وصرعت شوني زوجة شابو بازنا وابنها امجد وابنتها جميلة .
وصرع الطفل ناجي بن كيوركيس ...
وصرع السيدة امينة زوجة اوسماني فيرو مع ابنتيها .. وقمري وشيرو ...
ويمضي الكاتب يونان هرمز الى القول :
انه إمعاناً في تضليل الرأي العام نعت صحف النظام بوفاة الكاهن الفاضل حنا قاشا بنوبة قلبية ، مدعية ان الخبر جاء للنشر من بطريركية بابل للكلدان ..
لقد تحمل شعبنا الكلداني على مدى عقود وقرون الظلم والطغيان ، والى اليوم لا زال شعبنا يقدم المزيد من الشهداء ويفيد السيد حمزة كامل الناطق الرسمي باسم وزارة حقوق الأنسان العراقية :
ان خسائر المسيحيين من الشهداء منذ 2003 كان 174 قتيلاً منهم 107 من الكلــدان و33 السريان الأرثوذكس و 24 من السريان الكاثوليك و 4 من الآشوريين . لقد سقت دماء شعبنا من الكلدان والسريان والآشوريين ارض الوطن . ولنقف اليوم احتراماً وإجلالاً لهذه المناسبة المهيبة في تاريخ شعبنا الكلداني .



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة الديمقراطية الآشورية معنية بتقديم توضيح او اعتذار
- القوش بعد ان ولّى زمن ( اللنكَات )
- الأيزيدية شعب أصيل يهاجر بعيداً ودلخواس يصارع من أجل البقاء
- وترفضون الحكم الحكم الذاتي لشعبنا . إنها حقاً ضحالة سياسية
- القوش وعنكاوا التباين في مواكبة الزمن
- أضواء على المجلس الشعبي .. والحركة لديمقراطية الآشورية
- نواقيس خطر الهجرة تقرع عالياً تنذر بنهاية شعب أصيل
- حكومة المالكي والحكم الذاتي لشعبنا وتمثيله في البرلمان
- القوش ما احلى الرجوع اليكِ
- محاولة لمقاربة اقليم كردستان وسنغافورة
- شعبنا ضحية تصادم وتضارب مصالح احزابنا القومية
- مصائر الحكم الذاتي لشعبنا وغياب الصوت الكلداني
- التيار الصدري .. هل يقدم الشكر لامريكا ام يحاربها ؟
- وشعبنا الكلداني يصرخ وينادي .. أين حقي ؟
- طروحات الأخ ابرم شبيرا والقوش ومأساة الآثوريين عام 1933 ( 2 ...
- هويتنا الكلدانية .. لماذا تُغضب الاشقاء ؟
- ومتى تشرّع حكومة المالكي السؤال المزعج : من أين لك هذا ؟
- القوش والسيد كنا وثقافة الزمن الماضي
- هل من إشكالية في وجود علاقة بين اسرائيل واقليم كردستان ؟
- على الأقليات الغير مسلمة ان تدافع عن وجودها في العراق


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حبيب تومي - يوم تلألأت سماء صوريا بكوكبة الشهداء الكلدان