أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم مرشد السلوم - لويس بونويل .. السينما والسيريالية














المزيد.....

لويس بونويل .. السينما والسيريالية


كاظم مرشد السلوم

الحوار المتمدن-العدد: 2407 - 2008 / 9 / 17 - 05:46
المحور: الادب والفن
    


صورتان يقع بينهما الزمن الفكري والفني الهائل الذي جسد فيه المخرج الاسباني (لويس بونويل) رحلته السيريالية الفكرية والسينمائية احدى هاتين الصورتين بدأت مسيرته الفنية السينمائية، فيما كانت الثانية بمثابة الاعلان الاخير لنهاية هذه المسيرة. الاولى كانت لمشهد تشريح فظيع في بداية فيلمه الشهير (كلب اندلسي) عام ( 1929 ) حيث تمتد يد تحمل شفرة حلاقة وتقطع عينا بشرية، اما الصورة الثانية فكانت في نهاية فيلمه ( هذا الغرض الغماض للغربة ) عام ( 1977) وهو اخر افلامه وكانت يد امرأة تعالج بعناية تمزقا في قطعة قماش حريرية ملطخة بالدماء، وهي اخر لقطة صورها (بونويل) في حياته وبين جرح العين البشرية الفضيع والجرح المغلق تكمن تلك المرحلة الفنية والفكرية التي امتدت لخمسين عاما.

وصلت خلالها شهرة (بونويل) الفنية اوساط النقد الاوروبية بوصفه من كبار المخرجين، وكانوا يضعونه في مصاف كل من (ايزنشتاين) و (ستابلف) و (فلليني) ويصفونه بغزارة الانتاج، حيث اخرج اثنين وعشرين فيلما في الخمسين عاما التي قضاها في العمل السينمائي. ويعده الناقدان ( بولين كايل و بنيولب هيليان ) هتشكوك السيريالية.
لقد رأى (بونويل) في السريالية حركة ثورية وشعرية واخلاقية ويقول: (كنا جمعيا نساند مفهوما معينا للثورة، وبرغم ان السرياليين لا يعدون انفسهم ارهابيين الا انهم كانوا يحاربون باصرار مجتمعا يحتقرونه. لم تكن البنادق هي السلاح الرئيسي بالطبع دائما كانت التعرية، والتعرية عاملا قويا في عملية الاكتشاف فهي تستطيع ان تفضح الجرائم الاجتماعية مثل استغلال الانسان لاخيه الانسان والامبريالية والاستعمار وكل الدعائم السرية والكريهة للنظام الذي ينبغي تدميره) ويضيف: ( ان الغاية من السريالية لم تكن خلق حركة ادبية او فنية او حتى فلسفية، وانما كانت غايتها تفجير النظام الاجتماعي ككل وتغيير الحياة ذاتها) لذلك لم يكن اتجاه (بونويل) الى الحركة السريالية ناتجا عن اسباب ثورية او نفسية حسب، وانما جذبته الجوانب الاخلاقية للحركة، ولقد سعى (بونويل) الى نقل هذا الاتجاه الى العمل الفني السينمائي في فيلم (كلب اندلسي) الذي لا يوجد فيه لا كلب ولا اندلسي والذي سعىفيه كل من (بونويل ) و ( سلفادور دالي ) الى صدمة المجتمع وتعريته، فهو هجوم على النقاد وهجوم على البرجوازية على الرغمن من ان والدة بونويل البرجوزية هي التي مولت الفيلم.
كان الفيلم يهدف الى ان ينقل للمشاهد بعضا من المعتقدات الاساسية من الحركة السريالية، ومنها القوة الهائلة للرغبة. يقول (بونويل) ( التزمنا انا ودالي بقاعدة ثابتة في اثناء الانتاج وهي اننا لن نقبل اية افكار او صور يمكنها ان تثير تفسيرا عقلانيا والا نقدم تلك الصورة التي فاجأتنا دون ان نحاول تقديم الاسباب ) ولم يستخدم (بونويل) الاساليب التقنية مثل العدسات التي تشوه الصورة وتعديل البؤرة والصورة المكبرة لكي يعطي انطباعا بالحلم، بل كان يستخدم الصدمة التي تسببها غرابة الصورة ذاتها للوصول الى الشعور بالالم والهلوسة.
كانت الطريقة السريالية تعتمد على التناقض الموجود داخل الصورة الواقعية نفسها ومع ذلك كانت افلامه لمن يلاحظها تحليليا دائما قصيرة تقوم على بنية درامية عامة، كما لو كانت المصادفة قد اسهمت في تنظيم العمل البنائي فيها. كانت فكرة فيلم (كلب اندلسي) قد تولدت لدى (دالي) بعد حلم رآه عن النمل ليخرجه (بونويل) في فترة قصيرة ومعجزة في هذا الفيلم فقال (بونويل) كل ما سيقوله بعد ذلك طوال حياته السينمائية حتى ساد رأي، بعد ان اطلق بونويل هذه الدفعة البركانية الممتلئة بالثورة والجنون انه سيجد نفسه مجبرا على ان يلتزم الصمت لكنه استمر في العمل السينمائي السريالي بالاشتراك دائما مع
(سلفادور دالي). لكن بعد ذلك قل تعاونه مع (دالي) عندما اتجه الاخير الى الرسم فقرر (بونويل) العودة الى اسبانيا لينخرط مع الثوار في الحرب الاهلية الاسبانية. ولكن هذه لم تكن النهاية، ففي عام (1950) يظهر فجأة في مهرجان " كان " ليلقى هناك قنبلة تفجرت بعنف وضجة تشبه الضجة التي اثارها قبل اثنتي عشر عاما فيلمه الشيق " كلب اندلسي" هذه القنبلة هي فيلم مكسيكي اسمه " لوس اولفيداروس" او " رحمة بهم " ليعود به الى السريالية الاولى ذاتها، التي وصلت اليها افلامه السابقة وليعلن للجميع ان النبتة السحرية الصغيرة قد اضحت شجرة سامقة وليستمر في ابداعه الفني ليملأ عالم السينما افلاما رائعة وليحصد العديد من الجوائز السينمائية فقد حصل على جائزة افضل اخراج عن فيلمه " المنيسيون " كان 1951 وجائزة النقاد كافضل فيلم طليعي مهرجان كان 1952 عن فيلمه صعودا للسماء وجائزة مهرجان كان الكبرى 1959 عن فيلمه " نازاريين " وجائزة جماعة كتاب السينما (مهرجان كان 1962) والاسد الفضي عن فيلمه (سهبان المعمودي) مهرجان فينيسيا 1967 والذي اثار ضجة واسعة في الاوساط الفنية لجرأة الطرح ليعود ويحصل على اوسكار افضل فيلم اجنبي عن فيمله " سحر البرجوازية الخفي " 1972، ولينهي حياته السينمائية بلقطة اخيرة ليد امرأة تروف بعناية قطعة قماش ملطخة بالدماء معلنا انهاء حياته الاخراجية السينمائية في فيلم " هذا الشيء الغامض للرغبة" ليبقى حيا في ذاكرة السينما العالمية وذاكرة السريالية الفكرية والفنية.




#كاظم_مرشد_السلوم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوسف شاهين... سينما السيرة الذاتية
- المشاهد العربي والمسلسلات المدبلجة
- كورنيش الاعظمية
- قبول استقالة وزراء التوافق والفرصة لانهاء نظام المحاصصة
- ألأيزيديه .. الكارثة والنسيان المتعمد
- الحوار المتمدن الاهمية الدائمة
- الايزيديين.. أجندة القتل والتهجير
- المادة 140 والضغط الكردي على حكومة المالكي
- الحزب الشيوعي العراقي والقائمة العراقية
- منتخب الكرة الوطني.. منتخب العراق السياسي
- النوم على سطح بغدادي!!!!


المزيد.....




- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم مرشد السلوم - لويس بونويل .. السينما والسيريالية