أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كاظم الحسن - جدل الرغبة والواقع














المزيد.....

جدل الرغبة والواقع


كاظم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2405 - 2008 / 9 / 15 - 09:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الاعتراف بالخطأ او المرض او الفساد المالي والاداري بداية العلاج كما يقول الاطباء بالنسبة للمرض وهي قاعدة شائعة لان الانسان لا يستطيع مسك الاشياء إلا من خلال تشخيصها والاعتراف بها.وقد تكون مشكلة العرب الكبرى او كما يحلو (للقومجية) تسميتها بالمركزية قد اسهمت بتهميش القضايا الاخرى وهي في غاية الاهمية لشعوب الارض قاطبة، مثل الديمقراطية، حقوق الانسان، تداول السلطة.ولنا بتجربة الاتحاد السوفييتي السابقة، خير شاهد، الذي انهار بعد اكثر من سبعين عاما من تجربة الحكم السلطوي، نتيجة مركزية التسلح واهماله للتنمية البشرية والاقتصادية، وربما ان مقولة بوريس يلتسن الرئيس الروسي السابق الذي اشرف على احتضار الاتحاد السوفييتي ذات مغزى بهذا الصدد، ما فائدة ارتياد الاتحاد السوفييتي سطح القمر، اذ كان المواطن يقف في الطابور وهو ينتظر الحصول على المواد الغذائية الأساسية
الساسة العرب تعاملوا باهمال لدولة ذات اعتراف عالمي بها وكأنها غير موجودة، فكيف بمحاربة عدو، الذهن لا يعترف به! ولست هنا بصدد الدفاع عن اسرائيل او المرض او الفساد المالي والاداري ولكن مغزى القول هو التعامل مع الاشياء بواقعية وليس من خلال الرغبة والأمنية، فالعالم واقع بالدرجة الاولى وله احكامه القاسية علينا شئنا ام أبينا صحيح ان الرغبة والأمنية تجملان الصورة وتحيلانها الى عالم الخيال وتأخذنا الدهشة بعض الوقت ولكن سرعان ما تذهب السكرة لتحل الفكرة وما اوجعها
درجنا على اعتبار اننا الأمة الأفضل وتاريخنا لا يضاهيه اي تاريخ اخر في العالم حسب رغبتنا، وحتى حين نجد اشياء جميلة او اكتشافات علمية مرتبطة بالعصر الصناعي حصرا ننسبها الى تاريخنا او كما يقولون هذه بضاعتنا ردت إلينا او في طريقها الى الرد وكأن الغاية المفاضلة او المفاخرة بين الذات والاخر وليس ايجاد الطريق السليم في زحمة الطريق ووحشة المتاهة التي نعيش تداعياتها الأليمة.ولذا فان المقولة الشائعة عن محمد عبده ما زالت ترن في الاسماع وهي (وجدت الاسلام في بلاد الافرنج ولم اجد المسلمين) ولقد فهمت بطريقة (بضاعتنا...) والأمر ليس بهذا التبسيط، اوروبا لم تلمس طريقها التاريخي إلا من خلال الروح المدنية واحترامها للأديان، اي انها خرجت من الماضي الى افق المستقبل ولو كان سيرها من خلال الدين لبقيت في اتون الحرب الصليبية وتداعياتها وما سكن المسلمون بلاد الافرنج وهم يتمتعون بحياة لا نظير لها في بلادهم من حيث الرعاية والخدمات والشعور بالانسانية.
الواقع مر ولا يمكن احتماله بسهولة، ومن جراء ذلك تقودنا الرغبة الى الاعتقاد بان الانسان مركز الكون، وكان اعتقاده بأن الارض كذلك، فان نظرية كوبرنيكوس، قد فندتها إلا ان تخيله او يقينه بانه خليفة الله على الارض او خليفة الصراع الطبقي او الليبرالي كما يعتقد فوكوياما، لقادنا هذا الصراع الدموي الى الهاوية.
طالما انا الافضل فعليك ان تخضع لمشيئتي وانا بذلك ابحث عن مصلحتك التي لا تراها ومن ثم يصبح قتلك او فناؤك من خلال الحرب هو مسألة او واجب إلهي كما يعتقد ابن لادن.
انها حرب او صراع من اجل المركز، مغلفة بشعارات دينية او يسارية او ليبرالية انها تجعل الانسان يميل الى الهيمنة وقد يكون العنف الكامن في داخله هو الذي يدفعه الى ارتداء الاقنعة من اجل التمويه على غاياته.
الرأسمالية المتوحشة التي يسميها البعض( هي في حقيقتها) الانسان المتوحش، فلقد تعاملت معه كما هو وليس كما يحب او يتنمى او يرغب، هذا هو الانسان، يعشق الملكية ويميل الى الانانية وينزع الى فرض نفوذه على الاخرين ويجنح الى الحرب وليس السلم، ولم يتوقف عن الحروب إلا من خلال شعوره بالدمار الشامل لو استخدم الاسلحة الفتاكة.
يقودنا ذلك الى ان الحرية المطلقة مفسدة وانها سوف تدمر الحياة برمتها، وكذلك السلطة المطلقة مفسدة، وعليه فان العدالة لا يمكن ان تتوفر في الاشخاص بل في المؤسسات وان انقاذ الشعوب يأتي من داخلها وليس من خارج التاريخ، فلم تتوفر العدالة في كل عهود او عصور البشرية، وقد يكون العدد الكبير من الانبياء الذين بعثوا الى الارض دليلاً على ان العدالة قضية شائكة وليس بالهين اشاعتها بين الأمم او الناس.



#كاظم_الحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البيت بيتك
- اغلال الخوف بين عنف السلطان وتقاليد الاستبداد الاجتماعية
- عيد وطني.. مؤجل
- لماذا الخوف من الحرية؟
- الشخصانية ونظام المؤسسات
- العنف بين القانون والسياسة
- الدكتاتور خبازا


المزيد.....




- الضربات الأمريكية على إيران تثير مخاوف في دول الخليج من الان ...
- الولايات المتحدة غيّرت مسار المواجهة - كيف سترد إيران؟
- خاص يورونيوز: إسرائيل ترفض تقرير الاتحاد الأوروبي حول غزة وت ...
- خبير إسرائيلي: تل أبيب لا تريد التصعيد والكرة في الملعب الإي ...
- هل فشلت -أم القنابل- في تدمير -درة تاج- برنامج إيران النووي؟ ...
- أحداث تاريخية هزت العالم بالأسبوع الرابع من يونيو
- الرأسمالية نظام -غير ديمقراطي- يستنزف جنوب العالم ليرفّه عن ...
- هل يطلب المرشد الإيراني وقف إطلاق النار مع إسرائيل؟
- كيف نُفذت الضربة الأميركية على إيران؟ وما الأسلحة المستخدمة؟ ...
- كيف يرد الحوثيون بعد هجمات واشنطن على إيران؟


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كاظم الحسن - جدل الرغبة والواقع