أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كاظم حبيب - هل من معالجات جادة لوقف الإرهاب والقتل والتخريب في العراقي؟















المزيد.....

هل من معالجات جادة لوقف الإرهاب والقتل والتخريب في العراقي؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 742 - 2004 / 2 / 12 - 07:11
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تسعى القوى المناهضة للشعب العراقي ومصالحه الأساسية وحريته وللحياة الديمقراطية, التي تسعى القوى الديمقراطية إلى إقامتها في العراق, إلى إشاعة الفوضى والموت والخراب في كل مكان تستطيع الوصول إليه. فهي ,كما يبدو, تنتقل من مكان إلى آخر في جميع أنحاء العراق بحرية كبيرة دون قيود حاملة معها كل مرة مئات الكيلوغرامات من المتفجرات القاتلة في سيارات مفخخة يقودها بعض الانتحاريين أو أحزمة ديناميت تشد على بطون أولئك الذين فقدوا كل ذمة وضمير ويسعون إلى دخول الجنة التي وعدهم بها أسيادهم الذين يفوقونهم خسة وعدوانية وحقداً على الشعب العراقي ليقتلوا من بنات وأبناء هذا الشعب عدداً متزايداً وليعلنوا بأنهم حققوا في كل مرة طعنة في ظهر الشعب وأمنه واستقراره. لقد فعلوا ذلك في بغداد والبصرة والنجف وكربلاء والناصرية وأربيل والسليمانية وكركوك والموصل والإسكندرية والمحمودية وغيرها من المدن العراقية. إن القوى السياسية الإرهابية المنفذة لهذه العمليات الانتحارية لا تحمل في قلوبها وعقولها سوى الحقد والكراهية والشراسة العدوانية على الإنسان العراقي. كما أن تلك القوى التي تؤيدها وترى في عملياتها "أعمال مقاومة بطولية" موجهة لإنقاذ الشعب العراقي من الشيطان الكبير, من الولايات المتحدة الأمريكية, لا تختلف عنها كثيراً إن واصلت تأييدها وتشجيعها لها وواصلت تسميتها بالمقاومة!
وهذه المجموعات المؤيدة لقتل الأبرياء والاستمرار بتدمير البلاد المدمرة أصلاً لا تريد أن تدرك بأن أعمالها لا تمت إلى المشاعر والأهداف القومية والإسلامية بأية صلة فعلية, كما أنها لا تقود إلا إلى استمرار بقاء سلطة وقوات الاحتلال في العراق. إن هؤلاء الناس فقدوا البوصلة التي ترشدهم صوب الطريق السليم لحماية الشعب العراقي ومساعدته للخلاص من الاحتلال, وبالتالي فهي تسقط, شاءت ذلك أم أبت, في أحضان أولئك القتلة والمجرمين وتصبح جزءاً منها وتتحمل مسؤولية ما يجري في العراق, تماماً كما يتحملها الجناة والقوى المحركة لها داخل وخارج الحدود.
لن توقف هذه العمليات الإرهابية نضال الشعب العراقي وسعيه لبناء وطنه الحر والديمقراطي والتمتع بممارسة حقوق الإنسان والأمل بالخلاص وإلى الأبد من الاستبداد والقهر والعدوان والحرب, لن توقف تطلع هذا الشعب صوب العدالة الاجتماعية وتحقيق السعادة للأجيال القادمة, ولكنها ستؤثر بطبيعة الحال سلباً على سرعة هذه الحركة وتحميلّ الشعب ضحايا بشرية وخسائر مادية إضافية, وكأن ما تحملَّه الشعب من نظام صدام والنظم المماثلة له خلال العقود الأربعة المنصرمة لم تكن كافية.
إن على تلك القوى القومية العربية التي تسند الإرهاب الجاري في العراق باسم القومية وباسم المقاومة الشعبية أن تكف حقاً عن هذه الادعاءات وعن هذا التهويش المذل وتلك العنجهية الفارغة التي أفقتنا الكثير حتى من ذلك النصف الذي كان متبقياً للشعب الفلسطيني من حصته في فلسطين, إذ لم يبق له سوى 22 % من ألأرض الفلسطينية. وحتى على هذه النسبة القليلة توجد العشرات من المستوطنات اليهودية. على هذه المجموعات من القوى القومية أن تعي بأنها ترتكب ليس فقط أخطاء فادحة بحق الشعب العراقي, بل تشجع على ارتكاب جرائم بشعة بحق هذا الشعب, وليس أدل على ذلك من الجرائم التي ارتكبت أخيراً في أربيل والسليمانية وفي الإسكندرية وبغداد في شهر شباط الذي نحن فيه.
يصعب على الإنسان أن يتوقع أن يعيد هؤلاء حساباتهم ويدركوا بأن الشعب العراقي ليس إلى جانب الاحتلال ويريد النضال من أجل الخلاص منه بأسرع وقت ممكن, ولكن لا يتم جلاء القوات الأجنبية بالطريقة التي تمارسها قوى الردة والعدوان والإرهاب الدموي باسم القومية والإسلام وكلاهما منها براء. إن اعتبار الساحة العراقية مركز صراع وحرب دموية ضد الولايات المتحدة الأمريكية لا يقود أحداً إلى النصر الذي يتوقعه, بل سيقود إلى خسائر فادحة في صفوف الشعب العراقي وإلى كره لتلك القوى التي تشجع وتدعم الإرهاب باسم المقاومة الشعبية للاحتلال. إن الشعب العراقي هو الذي يختار ويحدد طريق النضال من الاحتلال وليس عبر قوى إجرامية قادمة من وراء الحدود ومتعاونة مع فلول النظام الدموي المخلوع في العراق. لا يمكن لهذه القوى العدوانية أن تصدر وتمرر هذه الكميات من المتفجرات من وراء الحدود, فهي تستفيد من الكميات الكبيرة من المتفجرات والأسلحة التي خبأها أعوان صدام حسين قبل سقوط النظام بفترة غير قصيرة والتي يجري تحضيرها من قبل فلول صدام للقوى القادمة من وراء الحدود والراغبة في دخول الجنة التي وعدهم بها أولئك الإرهابيون الكبار الذين يوجهون ويمولون هذه العمليات الإرهابية من وراء وداخل الحدود.
ولكن ماذا عن القوى التي تعارض هذه الإعمال الإجرامية بحق الشعب العراقي. إنها حتى الآن لم تمارس المطلوب منها في مواجهة هذه العمليات, سواء من خلال حماية المواطنين أو ملاحقة هذه القوى بطريقة أكثر تنظيماً وأكثر حيوية ومسؤولية. إن الصيغة الوحيدة للوصول إلى هؤلاء المجرمين هو التعاون الحقيقي والتام مع الشعب العراقي, مع الناس الذين يتعرضون يومياً إلى الموت أو الجروح والتعويق, إنهم الضمانة الفعلية للكشف عن هؤلاء. إن الضربات الموجهة إلى مقرات الأحزاب السياسية ومراكز التجنيد التطوعي ومراكز الشرطة وغيرها يفترض أن تجد طريقة مناسبة لحمايتها ويفترض منع التجمع الواسع فيها ووضع آليات أخرى لإيصال طلبات التجنيد إلى الدوائر المسؤولة بدلاً من هذا التجمع الكبير للناس ومن ثم وقوعهم في مصيدة الحاقدين.
إن الإشكالية المباشرة والكبيرة التي تواجه المجتمع العراقي تبرز في مسألة تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد ومنع المجرمين من الحصول على فرص مناسبة ومساعدات كثيرة من أجل قتل الناس الأبرياء وتخريب البلاد وتعطيل إعادة إعمارها وإبقاء التوترات السياسية والاجتماعية ومنع توفير فرص عمل جديدة للعاطلين عن العمل.
إن القوى التخريبية الفاعلة في الداخل تجد التأييد من بعض العناصر التي تحالفت في فترات مختلفة مع صدام حسين والتي تجد أنها فقدت بإسقاط نظامه واعتقاله خسارة كبيرة لها ولتطلعاتها وأحلامها, وهي التي تحالو اليوم وبشتى الطرق الإساءة إلى الشعب العراقي وإلى عدد كبير من المناضلين العراقيين بتوجيه التهم السخيفة والبائسة بحق هؤلاء الناس لتغيير دفة النقاش. فبدلاً من التركيز على ما كان يعانيه الشعب العراقي في ظل نظام صدام حسين وما ينبغي أن ينهض على أنقاضه حالياً, يحاولون الإساءة للناس الأبرياء وبلغة هزيلة وافتراءات لا يصدقونها أنفسهم ولكنهم يتبعون النموذج الهتلري في الإعلام حين سجل لأتباعه المقولة التالي:
"افتروا ثم افتروا ثم افتروا لعل بعض افتراءاتكم تعلق بأذهان الناس", ولكن قال العرب أيضاً "حدث العاقل بما لا يعقل, فأن صدَّقَ فلا عقل له". وكانت الندوة الأخيرة التي عقدتها شبكة الأخبار العربية بتاريخ 8/2/2004 خير تجسيد لما تحاوله بعض العناصر في إقناع الآخرين بوجود عناصر عراقية شريفة تعمل لصالح الولايات المتحدة مقابل أجر مالي حقير. ولكن خاب فأل هؤلاء ورد السهم إلى نحورهم حين اضطر الرجل الذي حدثوه وأقنعوه بكل تلك الأباطيل إلى الاعتذار العلني عن القذف العام الذي تورط فيه.  
إن مهمتنا منع أعداء الشعب من فلول صدام حسين وأتباع الإسلاميين السياسيين المتطرفين والإرهابيين وتلك الجماعات المتصيدة في الماء العكر من إشعال الفتن المذهبية وتنشيط الطائفية المقيتة والعنصرية العدوانية, من الإساءة إلى المناضلين العراقيين أياً كانت اتجاهاتهم الفكرية والسياسية ومواقعهم ومواقفهم. فخير للجميع أن يتم كل ذلك بالحوار الديمقراطي والموضوعي الرصين الذي يسمح بتبادل وجهات النظر والاغتناء المتبادل بدلاً من المهاترات, والحقائق ستجد طريقها إلى النور والمحاكم قادرة على أثبات صواب أو خطأ مختلف الادعاءات. والأمل معقود على الشعب في إفشال تلك المخططات العدوانية أياً كانت الجهة التي تقف وراء كل ذلك.

برلين في 11/2/2004         كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل العراق ... إلى أين؟
- احتجاجي الشديد لما قام به السيد الدكتور محمد المسفر
- عشر موضوعات للحوار حول واقع الأحزاب السياسية والحياة السياسي ...
- رسائل تعزية
- مقترحات لعقد ندوة حول واقع ومشكلات المرأة العراقية الراهنة ف ...
- الرفاق والأصدقاء الأعزاء في الحزب الشيوعي العراقي
- حوار مع السيد مقتدى الصدر حول بعض تصريحاته السياسية! - الحلق ...
- الحزب الشيوعي العراق والأحدث الجارية في العراق!
- حوار مع السيد مقتدى الصدر حول بعض تصريحاته السياسية! - الحلق ...
- اقتراح
- حوار مع السيد مقتدى الصدر حول بعض تصريحاته السياسية!
- من يقف وراء اضطهاد بنات وأبناء الشعب من المسيحيين في البصرة ...
- العراق والمسالة الكردية!
- أول الظلم حجر ثم ينهمر الصخر على رؤوس النساء والمجتمع بأسره!
- حوار مع الدكتور خير الدين حسيب عن -مصير الأمة في ميزان عراق ...
- رياح التغيير الديمقراطي آتية لا ريب فيها ..., فما الدور الذي ...
- لست مناهضاًً للولايات المتحدة الأمريكية بأي حال, ولكن ....!
- القوميون العراقيون العرب والأوضاع الجديدة في البلاد!
- بعض إشكاليات المرحلة الجديدة في العراق
- الآفاق المحتملة لتحالف الأحزاب والقوى الديمقراطية في عراق ال ...


المزيد.....




- صراخ ومحاولات هرب.. شاهد لحظة اندلاع معركة بأسلحة نارية وسط ...
- -رؤية السعودية 2030 ليست وجهة نهائية-.. أبرز ما قاله محمد بن ...
- ساويرس يُعلق على وصف رئيس مصري راحل بـ-الساذج-: حسن النية أل ...
- هل ينجح العراق في إنجاز طريق التنمية بعد سنوات من التعثر؟
- الحرب على غزة| وفد حماس يعود من القاهرة إلى الدوحة للتباحث ب ...
- نور وماء.. مهرجان بريكسن في منطقة جبال الألب يسلط الضوء على ...
- الحوثي يعلن استهداف سفينتين ومدمرتين أميركيتين في البحر الأح ...
- السودان: واشنطن تدعو الإمارات ودولا أخرى لوقف الدعم عن طرفي ...
- Lenovo تطلق حاسبا متطورا يعمل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي
- رؤية للمستقبل البعيد للأرض


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كاظم حبيب - هل من معالجات جادة لوقف الإرهاب والقتل والتخريب في العراقي؟