أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - قضايا الشرق الأوسط المتفجرة.. هل من حل سحري في الأفق ؟















المزيد.....

قضايا الشرق الأوسط المتفجرة.. هل من حل سحري في الأفق ؟


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 2398 - 2008 / 9 / 8 - 09:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



طرحت على راس جدول أعمال حكومة اسرائيل يوم الأحد ( 08 – 09 - 07 ) موضوع "الاخلاء والتعويض" ، والقصد ، اخلاء المستوطنين اليهود من الأراضي الفلسطينية المحتلة ( الضفة الغربية ) وتعويضهم . وكان رئيس الحكومة اولمرت قد قال في بداية جلسة الحكومة : " من اللائق ان نستعد لإخلاء يهودا والسامرة " – أي اخلاء الضفة الغربية .
لم يفاجئني هذا التصريح . إن المتتبع لمجرى العملية السياسية العامة في الشرق الأوسط ، يرى دلائل تشير الى دفع نحو ايجاد حلول تعيد الهدوء النسبي للشرق الأوسط .
هناك قضايا أكثر خطورة تشغل بال دول العالم قاطبة . ابقاء التوتر في الشرق الأوسط بات مؤشرا دوليا للمزيد من القلاقل والارهاب . وللمزيد من المتاعب والرعب لدول العالم المختلفة ، بما فيها اسرائيل ، رغم كل التصريحات العنترية ، ويكفي للإشارة على ذلك تصريح ضابط اسرائيلي حذر من عدم استعداد الجيش لإمكانية مواجهة عسكرية مقبلة. وانا أعتقد ان ما يجري هو تغيير استراتيجي ليس لصالح اسرائيل ، من أهم ظواهر هذا التغيير عدم امكانية حسم أي حرب جديدة في الشرق الأوسط .. وأساسا بين اسرائيل وجاراتها العربيات . ومن المهازل ان هذا التغيير سيسجل عسكريا لحساب حزب الله.
ليس صدفة عقد المؤتمر الرباعي في سوريا بإشتراك أطراف تلعب أدوارا هامة في المفاوضات السورية الاسرائيلية . تصريحات الرئيس السوري الأخيرة مثيرة بقدر ما هي مفاجئة. وفيها تضارب معين . هل هو مقصود للتمويه على ما يجري وراء الكواليس ؟ المهم بات الأسد يرى امكانيات جادة للسلام . قال ان : " المفاوضات غير المباشرة فتحت الباب للسلام ". وقال أيضا : " المفاوضات مع اسرائيل تقرب السلام بين الدولتين". وكان الرئيس السوري قد أعلن أيضا ان : " سوريا نقلت لإسرائيل مسودة لإتفاق سلام" . وقال : " ان السلام ممكن خلال نصف سنة".
من جهة أخرى سمعنا وزير الدفاع الاسرائيلي يدلي بتصريح ، لقناة الجزيرة .. في نفس الإتجاه السياسي ، حول المسار الاسرائيلي الفلسطيني ، قال : " ان شرق القدس قد تكون عاصمة فلسطين".وأوضح ان الحديث عن أحياء عربية وقرى عربية تابعة لمدينة القدس . وهذا يذكرني باقتراح الرئيس الأمريكي السابق كلينتون في كامب ديفد بين الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ورئيس الحكومة الاسرائيلية في وقته ايهود براك ( وزير الدفاع اليوم ) ، حين اقترح كلينتون ما هو عربي للفلسطينيين وما هو يهودي لإسرائيل.
ويبدو ان الطلب السوري الأساسي بمشاركة الولايات المتحدة في المفاوضات قد ظهرت ملامح الإستجابة له. اذ نشرت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية ، ان الولايات المتحدة ستشارك عن طريق مراقب في المفاوضات السورية الاسرائيلية التي تجري بمبادرة فرنسا والرئيس ساركوزي شخصيا. وكانت سوريا تصر على مشاركة الأمريكيين ، من رؤيتها انه لا ضمانة لأي إتفاق لا تشارك فيه الولايات المتحدة. وقد تكون سوريا بذلك أنجزت مطلبا سياسيا تصر عليه في سياستها التفاوضية مع اسرائيل ، وهو عودة أمريكا التي تعتبرب مؤتمنة على تعهد رئيس الحكومة الاسرائيلي الأسبق يتسحاق رابين ، حول الانسحاب الكامل تقريبا من الجولان، ما عدا بضع عشرات من الأمتار تبقي سوريا بعيدة عن مياه بحيرة طبريا ، مما يجعل الحديث عن فرص اتفاق سوري اسرائيلي طرحا له فرص كبيرة .
ان ما يجري ، تشيرملامحه الى فض بؤر النزاع بمجملها في الشرق الأوسط . المهمة ليست سهلة ، ان عدم ايجاد حل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين سيبقي الأبواب مشرعة أمام انفجارات جديدة في الشرق الأوسط. والطلب الفلسطيني كان واضحا : " ايجاد حل للمشكلة " من الواضح للكثيرين ، ان طرح عودة اللاجئين الى بلداتهم التي هجرو منها عام 1948 لم يعد الا مدخلا للمفاوضات . الموضوع المركزي سيكون ايجاد حلول انسانية داخل مناطق الدولة الفلسطينية العتيدة ، والموضوع ليس فك مخيمات اللاجئين في الدول العربية ونقلها الى الدولة الفلسطينية ، انما ايجاد حلول اقتصادية وسكنية وتأهيل وتعويضات وجمع شمل بحدود معينة ، وكل حل لا يعطي الأجوبة للواقع الاقتصادي وتطوير المرافق الاقتصادية والشبكات الخدماتية في دولة فلسطينية قادمة ، لن يجد أمامه الا تجدد الصراع واتساعه بمقاييس أكثر اتساعا وعنفا مما عرفناه حتى اليوم ..
تبقى ايران وتابعها اللبناني حزب الله . حتى اليوم تصريحات قادة النظام السوري تشير الى رفض فك الترابط مع حزب الله أو ايران، ولكننا نعلم ، ان المطلب السوري الأساسي يتعلق باعادة الجولان المحتل ، والجبهة العسكرية التي يفضلها السوريين في الضغط على اسرائيل ، هي الجبهة اللبنانية عبر الدور العسكري لحزب الله . بعد الجولان ينتهي دور حزب الله . وربما ينتهي الدور الايراني بمفهومه الاستراتيجي بالنسبة لسوريا في واقعها اليوم .
من المهم ان نؤكد ان سوريا لا يمكن ان تتخلى عن الدعم الايراني ، ودور حزب الله ، ما دامت الحلول المطروحة لم تتحول الى اتفاق واضح يعيد لسوريا كامل سيطرتها على الجولان السوري .ومشاركة تركيا في الوساطة ، لها أهمية عظمى للدول الثلاث ، اسرائيل وتركيا وسوريا، حيث يجري الحديث عن مد خط مياه من الأراضي التركية نحو اسرائيل عبر الأراضي السورية والجولان ، وسوريا لها مصلحة في مشروع من هذا النوع ، يفتح امامها حل مشكلة المياه في سوريا أيضا ، حيت يتحكم الأتراك بمصادر المياه التي تدخل الأراضي السورية. وليس سرا القول ان الحروب القادمة في الشرق الأوسط أو غيره ، قد تكون المياه هي المسبب الرئيسي لها.
فرنسا ، واوروبا عامة ، يقلقها استمرار الوضع المتوتر في الشرق الأوسط ، فشل المشروع الأمريكي في العراق ، يفتح أبوابا عقلانية أكثر ، خاصة مع تزايد خطر الارهاب الدولي الذي تغذى وانتشى بالتورط الأمريكي في العراق.
من جهة أخرى ، أمريكا تفقد دورها بصفتها شرطي العالم ، بعد الضربة التي وجهتها روسيا لجورجيا ، القاعدة الأمريكية في المفاهيم السياسية والأمنية أيضا ، بات من الصعب على الولايات المتحدة أن تتصرف كدولة شرطة دولية. روسيا تستعيد دورها الدولي . روسيا لها مصالح كونية تضررت بالهجوم الأمريكي على العراق ، وبإنفراد أمريكا في السيطرة والقرار، والتهديد لايران كما يبدو يشكل خطرا على مصالح روسية استراتيجية .
ان الرؤية ان روسيا تستعيد دور الاتحاد السوفييتي ، هو من باب التشبيه فقط ، روسيا دولة مختلفة تماما عن النظام السوفييتي ومصالحه الدولية والسياسية ، روسيا مصالحها قد تتصادم مع دول مختلفة ، تماما كما تتصادم مصالح أمريكا مع العديد من دول العالم .
القلق الذي يساور أوروربا من حريق جديد ضخم في الشرق الأوسط ، يجعلها تندفع بقوة في محاولة لإيجاد مخرج ، ، آمل لا يكون مجرد تسكين أوجاع ، أو إطفاء حرائق منعا لإنتشارها الأوسع . لأن الواقع المأزوم لن يمهل المتفائلين طويلا ، وسرعان ما سنرى ، اذا تعثرت المفاوضات السورية الاسرائيلية والفلسطينية الاسرائيلية ، نارا قد يكلف اشتعالها ثمنا مؤلما يمتد خارج مساحة الشرق الأوسط ، وهذا يعرفة ويعيشه كل المشاركين في الجهود لإخراج الشرق الأوسط من تاريخه الدموي الطويل ...

نبيل عودة – كاتب ، ناقد واعلامي – الناصرة
[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لفتة هامة لتكريم الأديب والمناضل الكبير حنا ابراهيم
- احبسوا انفاسكم : وزير العلوم والثقافة والرياضة هدد بالاستقال ...
- الفنون أنتجت روائع والسياسة أنتجت مسوخا
- قصيدة لم يكتبها محمود درويش
- محمود درويش كما عرفته
- حين صار عدد -المفكرين- أكبر من عدد الحمير !!
- بهاء بكري - مغن جديد في اوركسترا مفلسة
- من بدع الجاهلين !!
- قانون سحب المواطنة .. عقاب جماعي للعرب في اسرائيل !!
- لا تزايدوا على المطران شقور
- حتى يجيء عصر التنوير
- مهرجان للحضارة .. مهرجان للمستقبل !!
- بروفيسور كلثوم عودة من الناصرة الى سانت بطرسبورغ
- العجوز والفوطة !!
- اورفيوس- تبني جمهورية للموسيقى في الناصرة
- المفاوضات السورية الاسرائيلية – حقيبة واحدة اسمها الشرق الأو ...
- من ينقذ الناصرة ؟!
- من واقع الجماهير العربية في اسرائيل
- بأي لغة عربية نكتب؟!
- كفى اغتصابا لأوطاننا!!


المزيد.....




- جامعة بجنوب أفريقيا تطلق مشروعا لحماية وحيد القرن من الصيد ا ...
- توترات بين الأطراف المسلّحة بإقليم تيغراي الإثيوبي
- ما دلالات تصاعد الأحداث المتزامن في السويداء والشمال السوري؟ ...
- نقاط انتظار المساعدات.. كمائن قتل للمجوعين في غزة
- قادة أجهزة أمنيون سابقون بإسرائيل: إنجازاتنا محدودة وحرب غزة ...
- يوميات اللبنانيين مع المسيّرات الإسرائيلية بين التعود والإنك ...
- هل بدأت إسرائيل علنا تقسيم -الأقصى- مكانيا؟ وكيف يمكن ردعها؟ ...
- إدارة ترامب توقف خطط تطوير مشاريع طاقة الرياح البحرية
- تفاصيل لعبة واشنطن وإسرائيل مع حزب الله
- عاجل | وزيرة الخارجية الأسترالية: يجب أن تنتهي معاناة المدني ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - قضايا الشرق الأوسط المتفجرة.. هل من حل سحري في الأفق ؟