أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - كفى اغتصابا لأوطاننا!!














المزيد.....

كفى اغتصابا لأوطاننا!!


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 2276 - 2008 / 5 / 9 - 11:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قلبنا على لبنان . لم يغرنا المنتصر الألهي . ولن يغرنا المبشر المخبول بالمهدي في طهران . كم تبدو هذه الساعات مصيرية .. ليس للبنان فقط ، انما للمصير العربي الوطني . لمصير النهضة العربية التنويرية .
ما اراه هودفع لبنان الى كارثة ... ولكن الكارثيين يقربون نهايتهم أيضا . تماما مثلما كان انتصار حماس ( الدمقراطي ) كارثة للشعب الفلسطيني ، فأن انقلاب حماس ( الأصولي )هو كارثة لحماس نفسها.
هل حقا تختلف المفاهيم بين الأصوليات ، باختلاف مساحات عقائدها ومساحات نشاطاتها الجغرافية ؟
هل من أصولية دينية تملك عقلا يسمح لها برؤية الواقع بدون أوهام الانتصارات التي لم تحقق غير الدمار للوطن والشعب ، لا فرق بين لبناني أو فلسطيني أو سعودي أو عراقي أو ما شئتم ؟
كم أرثي لأولئك الواهمين ، الأشبه بالمتسولين السياسيين ، أحزابا وأفرادا ، القابعين على هامش انتصارات الاهية وهمية ، يبنون على حساباتها مستقبلا مبنيا على شعوذات مدمرة.
وكم يبدو واقعنا قريبا من الانتحار الذاتي لبعض فئاته ، التي من المفترض ان تكون على رأس المواجهين للخزعبلات الانتصارية ، التي لم تجر على لبنان وغير لبنان ، الا الدماء والدموع ولن تحقق مستقبلا الا كوارث قد تجعل الصحوة مهزلة حين تفقد مبرراتها وضرورتها. وعودة الوعي هلوسة حين لا يعود للوعي مساحة للفعل .
لا لست انهزاميا كما اتهمني بعض قليلي العقل . ولست مبايعا للقوة الغاشمة لاسرائيل ، ضد ابناء قومي في غزة أولبنان.ولكني عندما أرى مليار عربي ومسلم عاجزين عن انقاذ شعبي الفلسطيني ، وحماية حقوقه المشروعة الأولية ، باقامة وطنه القومي على أقل من نصف أرضه التاريخية ، فلا تتوقعوا مني أن احلق مع منتصرين كارثيين واهمين بان العتمة أضحت على قدر يد الحرامي.
أعطوا للشعب اللبناني أن يبني مستقبله ، هذا أفضل مليون مرة من أنتصار الاهي سيجر الدمار على وطن الدمقراطية العربية ومنارة المستقبل العربي – لبنان ، اذا كنا نحلم حقا بمستقبل لهذه الشعوب المنكوبة بقيادات وهمية الاهية ، من راس سدة الحكم حتى الحضيض .
لست انهزاميا يا واهمين بنصر الاهي يعقبه فتح روما واسبانيا . لست انهزاميا يا أبطال الكوارث ، في زمن لم يعد لنا فيه بفضلكم ، وفضل انتصاراتكم ، غير الاستجداء لوطن ، لأقل من نصف وطن . واكاد أكون على يقين ان نصركم القادم سيجعل لبنان أيضا يبكي وطنا فلسطينيا !!
اناشد كل ضمير حي ان انقذوا لبنان من مصير فلسطين .. انقذوا مهد الحضارة العربية ، اذا كنتم تطمحون الى مستقبل حضاري . انقذوا مهد المستقبل العربي ، اذا بقي في قلوبكم حس لمعنى الوطن ، انقذوا مهد التنوير العربي السابق والقادم ، اذا كنتم غيورين على مستقبل هذه الشعوب التي أخرجها حكامها ومنتصريها الألهيين من التاريخ.
ما يخيفني هذا القدر من الوهم .. هذا القدر من الضياع ، هذا الفقدان للقيم والمبادئ ، واختلاط العقل "العلمي" بالعقل الغيبي. وفقدان البوصلة الفكرية ...
ما اتمناه ان أسمع صرخة عربية مدوية : كفى ... قف !!
مسؤولية انقاذ لبنان ستصبح مسؤولية دولية اذا لم يتحرك العرب ، وتلك قد تجر علينا ما لا نرضاه . ولكن لا بد مما ليس منه بد !!
حقا يثلج صدري القرار الشجاع والمسؤول للحكومة اللبنانية . قرار منع مصادرة شرعية لبنان ومصير شعبه .
هذا القرار يجب دعمه بكل الوسائل ، التي تروق بأعين الوطنيين ، أو لا تروق بأعينهم لحساسيات لم يعد لها قيمة ، لأن ما يطرح هو شرعية ومستقبل لبنان ، بكل ما يحمله لبنان من قيم حضارية ودمقراطية وعقلانية تبشر بمستقبل يعيد الشعوب العربية الى الركب الانساني من منفاها الطويل.
المهمة الحاسمة الآن : انقاذ لبنان !!
انقاذ لبنان هو بداية لانقاذ حق الشعب الفلسطيني في وطن قومي دمقراطي ، وانقاذ للعراق .. وانقاذ للشعوب العربية في جميع أوطاننا المغتصبة اغتصابا أبشع من اغتصاب فلسطين!!
كفى لتخريب لبنان ، كفى لتخريب العراق . كفى لتخريب فلسطين . كفى لتخريب الأوطان العربية . أبقوا شيئا لأيام بيضاء قد تجيء أبكر مما نحلم .

نبيل عودة – كاتب واعلامي فلسطيني – الناصرة
[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعلام كمصدر للتاريخ
- هل تشكل الخدمة المدنية خطرا على الهوية القومية ؟
- المتشاطر ...
- مجتمعنا ، بتراجعه مدنيا ، يتراجع ثقافيا أيضا
- زوبعة جديدة بالطريق
- انتصار .. ولو على خازوق !!
- هذا النصر شر من هزيمة...
- نادر ابو تامر يرصد عالم الصغار ويملأه اثراء
- قطار منطلق بلا هدف ويطلق الصفير الحاد ..
- في اسباب الركود والخلل الثقافي
- لننصف النساء في مجتمعنا أولا ...
- الأطرش والأعمى على مسرح الأحزاب
- زمان السلاطين... أو عودة الى زمان الترللي !!
- ملك طائفة جديد .. قريبا في بيروت!!
- هواجس ثقافية في وداع العام 2007
- تأييد المواطنين العرب الجارف للخدمة المدنية يذهل المعارضين
- غياب النقد..غياب الثقافة وغياب الفكر!!
- الهوية القومية .. بعيدا عن التعصب قريبا من الانتماء الانساني
- الهوية القومية أو سياسة الهويات – الواقع الاسرائيلي نموذجا
- عاجل وملح وغير قابل للتأجيل: دولة فلسطين المستقلة


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - كفى اغتصابا لأوطاننا!!