أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - حول الموضوعات والمعزوفات والبلديات














المزيد.....

حول الموضوعات والمعزوفات والبلديات


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 740 - 2004 / 2 / 10 - 06:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


   لطالما كانت المسافة بين التنظير، والواقع الموضوعي، تمثّل الهوة التي تتدحرج إلى قاعها الأحزاب، والبرامج، والأحلام ..وهذا الأمر كان على ا لدوام إشكالية مزمنة واجهت جميع المهتمين بالشأن العام فلم يجد أحدٌ مهرباً منها .ولقد فشلت أحزاب المعارضة السورية حتى اليوم، في محاولاتها لجسر الهوة التي تفصلها عن الناس، من حيث أنهم مادة خطابها السياسي.. ومادة برامجهم التي يشتغلون عليها ..وقد اعترف البعض بهذا الفشل ، لكن من دون البحث عن أفق يفسح المجال لتفاعل إيجابي مع الجسم الاجتماعي. .وهكذا ..لا تزال مسألة تلمّس تفاصيل حياة الناس ،والتأسيس عليها ، هي المعبر الوحيد لمن يريد مواجهة الإشكالية التي تتأتى من المسافة الفاصلة بين التنظير والواقع .. والدخول من هذا المعبر يعتبر شرط لازم لحقيقة تواجد أي حزب بله فعاّليته ..وبدلاً من محاولة الولوج من هذا المعبر ،لا تزال تلك الأحزاب تهدر الوقت في التفاصيل الأيديولوجية والسياسية ، وإذا علمنا محدودية وسائلها الإعلامية، وعدم قدرتها على استثمارها أتاحته تكنولوجيا الاتصالات ،مكتفية بأشباه مطبوعات يشرف عليها أقل الكوادر كفاءة ولكن أكثرهم موثوقية ..؛( تماماً كما يحصل في التركيبة الإعلامية للسلطة )،يمكن للمراقب معرفة الحالة البائسة لتلك الأحزاب ؛ هذه الأحزاب التي تجد نفسها دائما في خندق النظام حين يتعلق الأمر بمساومته مع الولايات المتحدة الأمريكية أو غيرها.. وذلك لأنها لاتعرف كيف تستثمر بجدارة موضوعة جدل الداخل والخارج.. الأمر الذي وظفّته السلطة لمصلحتها بامتياز. وهي نفسها التي تنشغل سنوات في الجدل حول اسم الحزب، وهل من الواجب تغييره أم إبقائه ..؟ و أيضاً لأن مفهوم الوطن ما زال ملتبساً عندها، ويؤكّد ذلك إعجابها المتزايد بسياسة النظام الوطنية ،و متخوفةً على الدوام من تهمة اللاوطنية التي يتصيدها بها النظام بجدارة يحسد عليها ،كما هي تحسد على وطنيتها هذه المبنية على مفاهيم فقدت صلاحيتها منذ أمد .؛واختصاراً لمزيد من الحقائق المؤسفة التي يمكن إيرادها، نوِّجه دعوة مخلصة، وجدّية لتلك الأحزاب،التي تنوي خوض غمار عقد مؤتمراتها، لكي تتوجه أولاً إلى بلديات المدن السورية ،تقصّدنا البلديات لسهولة المسألة، فتعسكر في كواليسها، وتكتب الموضوعات التمهيدية التي عليها وحدها يمكن البناء والتأسيس ، وبهذا الشكل تخرج موضوعات من الناس وعنهم في الوقت نفسه ..!، وليس من المؤتمر إلى الحزب في دائرة مغلقة كما هو حاصل حتى اليوم..! فالبلديات في سورية تعتبر متاحف حيّة لكلِّ ألوان الفساد وأشكاله ، وفيها يمكن تلمَّس ركائز التخّلف ، والعمى البصري ،والعقلي ..وفيها يتواجد على مدار العام آلاف المواطنين من مختلف الشرائح الاجتماعية.. ثمَّ إنها تحظى برعاية العائلات  ، و الأجهزة المختلفة .. ومن هناك، ومن الأمكنة الخدميبة المشابهة، يمكن أن تصاغ برامج سياسية ،حيّة، تفسح لأصحابها إمكانية العودة الفاعلة إلى الناس ،وبالمقابل عودة الناس إلى السياسة والعمل السياسي ..كما بإمكانها أن تتفحص هناك–واقع البشر المعذبين في كلِّ ما يتعلق بشؤون حياتهم ، حقيقة معزوفات السلطة المتتالية عن : الإصلاح الاقتصادي ،و الإصلاح الإداري ،..!وكل أنواع الإصلاحات باستثناء الإصلاح الأسّ الذي يختصر كل ما عداه أقصد : الإصلاح السياسي ،الذي يطالب به الجميع والذي نرى أنه ضربٌ من الخيال إذا ما تعلق الأمر بنظامٍ شموليٍ، وكلّها معزوفات ناجمة عن المتغيرات السياسية  في محاولة للتكيف معها
 تجسيداً لمقولة الاستمرارية التي أشهرها النظام فور بدء المرحلة التي أعقبت رحيل الأسد الأب، وما المواجهة القمعية للمتحدثين عن المرحلة التي تعلن السلطة عن اصلاح ما اعتراها من عيوب،  إلا تأكيداً ملموساً على ما ندعيه..!والذي نود قوله أيضاً: إن الجميع  راهن لأكثر من سنتين على النوايا وهو خطأٌ سياسيٌ لا يغتفر ، ونفس المراهنة، أقدم عليها كتابٌ سياسيون مميزون حتى إن أحد أهّم الكتاب المحترفين نشر مقالته منذ فترة تحت عنوان[الاصلاح لم يمت] في حين كان الإصلاح قد شبع موتاً في نظر غالبية الناس الذين سخروا بعفِّويتهم المعتادة من تلك المعزوفات بعد أيام معدودات..! 
  إنّ ما هو أكثر أهمية من الموضوعات، هو أن تقَّدم كافة الأحزاب خلال مؤتمراتها القادمة ، دروساً في الممارسة الديموقراطية فتجدد دماء قياداتها ، وتؤجل إقرار أية موضوعات برنامجيه مستنفرةً كوادرها بالكامل ،كأعضاء في مؤتمر مفتوح ،عليهم واجب صياغة تفاصيل الحياة الاجتماعية، والمعيشية ، كمساهمات تبرر وجودهم في أحزاب سياسية ،لا بل تبرر بقائهم في هذه الأحزاب لا بل تبرر بقاء مثل هذه الأحزاب بالأساس . ..؟
إنَّ الوقت يمرُّ بسرعة ولم يعد هناك متسعٌ لمزيدٍ من الجدل الذي لا يجد الناس ما يشدَّهم إليه، وما يفعله الكثيرون اليوم، لا يعدو كونه استمرارٌ في استهلاك الرصيد المشرِّف المتراكم سابقاً وراء القضبان، وكل الخوف أن تذهب تلك التضحيات أدراج الرياح ..! 

9/ 2/2004

 



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقدمة في علم الفساد
- معارضات العرائض والحزب القائد
- بشار الأسد رئيساً
- المفتي المغوار وشيوخ القطاع العام


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون عزمهم فرض -حصار جوي- على إسرائيل
- الأردن.. إحباط محاولة تسلل وتهريب كميات كبيرة من المواد المخ ...
- ترامب يقول إنه لا يسعى للترشح لولاية رئاسية ثالثة
- بوتين يؤكد.. نملك كل ما يلزم لتحقيق هدفنا
- انفجار الوضع في السويداء مجددا.. اشتباكات وقصف بـ-الهاون- (ف ...
- رومانيا.. سيميون يتصدر الانتخابات الرئاسية بعد فرز 90% من ال ...
- لـ-أطفال غزة-.. وصية الراحل فرنسيس الأخيرة (صور)
- الأردن.. إحباط محاولة تسلل وتهريب كميات كبيرة من المواد المخ ...
- الحوثيون يخطرون منظمة الطيران الدولي والاتحاد الدولي للنقل ا ...
- مسيرة الفوج الخالد تجوب شوارع بيروت


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - حول الموضوعات والمعزوفات والبلديات