أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - الوجه الآخر للديمقراطية الغربية















المزيد.....

الوجه الآخر للديمقراطية الغربية


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2392 - 2008 / 9 / 2 - 05:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الصعب لوم ملايين الناس من نساء ورجال في العالم الثالث، بخاصة العالم الإسلامي، لتحررهم من وهم الديمقراطية الغربية. فقبل سنوات قليلة، كان الكثيرون في العالم العربي يتصورون أن "الطريقة الأمريكية" ستعزز قوة الجماهير وتساعد على بناء مجتمع يؤسس للحرية والعدل. وهذه التطورات ستولد، في الواقع، الازدهار الاقتصادي.
وعلى أي حال، اكتشف هؤلاء الناس عاجلاً سذاجة تصورهم وتعرضهم للخديعة عندما لاحظوا حقيقة الديمقراطية المطبقة "من الناحية العملية" في أفغانستان، العراق، غوانتنامو، وطبعاً فلسطين.
الغالب حصول تفاوت اجتماعي ثنائي فاضح بين ما يدعيه قادة الغرب بشأن الديمقراطية وحقوق الإنسان من جهة، وبين الأفعال الفاضحة من سلوكيات وسياسات، متجسدة في التبشير بالقيم الإنسانية، وفي نفس الوقت ممارسة الفعل المعاكس لها، والتي خدمت فقط تعميق تحرر الناس من وهم "الديمقراطية."
في خطابه التدشيني الثاني بمناسبة تجديد ولايته، أكّد بوش على الأهمية المركزية لـ "الديمقراطية" في سياسة إدارته الخارجية: "إنه سياسة الولايات المتحدة العمل على دعم الحركات والمؤسسات الديمقراطية في كل دولة وثقافة، مع هدف أخير بإنهاء الأنظمة الاستبدادية في عالمنا."
في الواقع، شاهدنا جميعاً، على أي حال، أنه بدلاً من دعم الديمقراطية ومكافحة الاستبداد، فعل بوش العكس تماماً بمحاربته للديمقراطية وتشجيع الاستبداد في أجزاء عديدة من العالم، بخاصة العالم العربي. هناك بلدان عربية عديدة تُعتبر حليفة (أو على الأصح دُميّة) للولايات المتحدة، تصاعدت فيها جرائم عنف السلطة تجاه حقوق الإنسان والحريات المدنية مقارنة بفترة ما قبل بداية عهد بوش.
أصبح التعذيب في هذه البلدان منتشراً على نحو واسع، وتعمقت فنونه وأساليبه بدفع وإشراف الأمريكان أنفسهم. هذا علاوة على فضائح الخطف والتحقيق والتعذيب rendition بمشاركة أنظمة عربية مع المخابرات الأمريكية. ولتنتهي هذه الأنظمة إلى مجرد سلطات بوليسية قمعية، حيث يواجه المواطنون، حتى عند مطالبتهم بقدر معتدل من الحقوق المدنية والحرية: الاضطهاد، السجن، التعذيب و/أو طردهم من أعمالهم.
في بعض هذه البلدان، فإن آلافاً من الناس اقتيدوا كالنعاج ووضعوا في سجون جماعية mass prisons بغية منعهم من المشاركة أو الترشيح في الانتخابات البرلمانية المحلية. وهذه الأفعال تحققت في حين تستمر "الديمقراطيات" الغربية في ثرثرتها بشأن الديمقراطية وحقوق الإنسان.
بالنسبة إلى فلسطين المحتلة، بلغت صرخات بوش النفاقية بشأن الديمقراطية "السماء السابعة" العام 2006. وهكذا مارس شعب فلسطين حقّه في انتخاباته البرلمانية ووفق طلبات رجل البيت الأبيض. ولكن عندما انتخب حزباً سياسياً لم يُحبذه بوش (و) شارون- مجرم الحرب- فقد فتحا أبواب جهنم على هذا الشعب الذي أصبح خاضعاً لحصار قاس غير مسبوق منذ حصار جنود هتلر ليهود وارسو Ghetto Warsaw العام 1943.
وعندما تعرض أطفال غزة للمجاعة والقتل الجماعي، كما هو مستمر حتى هذه اللحظة، كان رد فعل إدارة بوش بصوت سكرتيرته للخارجية (رايس)- الكذابة وعديمة الأخلاق- unethical & lying- أن قدّمت التهنئة لوزيرة خارجية إسرائيل (ليفني)- المتماثلة لها في الجريمة- على "النجاح الملحوظ" للحصار، قائلة: إن الحصار أخذ "يؤثر بشكل فعال" ونحن سعداء بهذه النتيجة.
لكن رايس، بكل المقاييس، لا تساوي شيئاً بالمقارنة مع مادلين اولبرايت سكرتيرة الخارجية في عهد كلنتون، فعندما سُئِلَتْ كيف تُفكّر بمقتل مليون عراقي جرّاء المقاطعة التي كانت تقودها الولايات المتحدة ضد العراق في التسعينات.. أجابت بخبث ودون اكتراث: "إذا كانت الحصيلة جيدة لأمريكا، فإنه استحقاق مقبول."
جيد، من المتصور أن هتلر وأمثاله وكافة مرتكبي المجازر الجماعية، سابقاً وحاضراً، كانوا سيقولون نفس الكلام لتبرير جرائمهم ضد البشرية.
نعم، تصوّر الكثيرون من الناس أن الديمقراطية الغربية كانت أخلاقية تتجسّد فيها القيم الإنسانية والعدل، لكن الواقع كشف أنها في الغالب لا أخلاقية، ليست فاضلة، بعيدة عن العدل، لا إنسانية.
أسأل المدنيين الأفغان ممن أُبيدتْ علائلاتهم ودُمِّرتْ بيوتهم بالقصف الغربي الوحشي لقراهم. أسألهم، كيف يُفكرون بشأن الديمقراطية الأمريكية؟ أسأل العراقيين، حيث تعرضت بلادهم لقصف وتدمير أعادتها إلى القرون الوسطى. أسألهم، هل أن وضعهم حالياً أفضل مما كان في عهد النظام العراقي السابق؟ أسأل الفلسطينيين، إذ يموت أطفالهم بسبب المرض والأوبئة لأن "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط" منعت عنهم الدواء والرعاية الطبية.. أسألهم جميعاً وسيخبرونك بالحقيقة!!
طبعاً، ليس بوش بالوغد الوحيد في الساحة. أغلب "ديمقراطيات" أوربا الغربية لعبت أدواراً مخجلة في حروب الإبادة الجماعية بحق فلسطين، العراق، وأفغانستان. وهي جميعها، مع استثناءات قليلة، ساهمت في هذه الجرائم باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان.
شاهدنا مؤخراً، كيف أن قادة: ألمانيا، إيطاليا، فرنسا، وبريطانيا، والولايات المتحدة، تعانقوا مع قادة إسرائيل- صنو النازية- بمناسبة مرور 60 عاماً على إنشائها، الدويلة التي تُجسّد في كل وجودها جرائم ضد الإنسانية.
وعلى نحو مماثل، شاهدنا مؤخراً كيف أن رئيس وزراء بريطانيا- براون- وصف استئصال شعب فلسطين من دياره ووطنه وإقامة نظام إرهابي على أنقاضه باعتبارها "الحدث الأعظم في القرن العشرين." هذا هو قائد البلد الذي مكّن الصهاينة من اغتصاب فلسطين ونفي شعبه الأصيل إلى الأركان الأربعة في العالم.. وبعد كل هذا الاضطهاد الضخم، لا زال القادة البريطانيون بكل مفاسدهم، يتحدثون عن القيم الإنسانية ويعلنون أننا "إرهابيون" لأننا نقاوم مُعذبينا ولأننا نُريد أن نكون أحراراً.
حالياً، "الديمقراطيات" الغربية مشغولة برعاية "الديمقراطية وحقوق الإنسان" في فلسطين المحتلة، ولكن من خلال تمويل أجهزة قمع السلطة لاختطاف وإبعاد الناشطين وتعذيبهم وحتى قتلهم، ومعاملة الصحفيين وأساتذة الجامعات معاملة سيئة من قبل الكوادر الأمنية المتخلفة ممن يفعلون أي شيء من أجل حصولهم على بضع مئات من الدولارات مع نهاية كل شهر.
هذه هي في الواقع "الديمقراطية" التي تم تصديرها إلينا، حيث تحاول الغرب بالتنسيق مع إسرائيل إحناء رؤوسنا من خلالها.
جيد، آسف يا هذا.. ديمقراطيتكم تقتلنا.. لا نُريد أي جزء منها!!
(وتعليقاً ختامياً: من الجهل بنظرية الديمقراطية والتحول الديمقراطي اعتبار الغرب بلداناً ديمقراطية.. كيف يمكن أن تعيش الديمقراطية في ظل الإمبريالية- الاستغلال المحلي والنهب الخارجي- سوى في صورتها الملفقة المطروحة في سياق التنافر بين القول والفعل للحفاظ على مطامعها: الاستغلال والنهب!!؟؟)
مممممممممممممممممممممممـ
The other face of western democracy,(Khaled Amayreh), uruknet.info, August 30, 2008.



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق على حافة أزمات جاهزة للانفجار*
- المقامرة الأمريكية- الإيرانية في العراق.. مآلها الفشل
- صواريخ ورياء ودروس من التاريخ: الطالبان يقتربون من حصار كابو ...
- غيوم ضربات نووية.. تلوح في أفق مستقبل البشرية
- المهاجرون العراقيون في السويد يواجهون مصيراً مجهولاً
- سيد بوش: هل تسمع الناس وهم يضحكون عليك؟
- العراق: فشل الطلاب كما هو حال الفشل في البلاد
- أطفال العراق سيتحملون الكلفة الحقيقية للحرب
- أطفال اليورانيوم المنضب وفلسفة هيباكوشا
- إسرائيل جاهزة للهجوم على إيران
- الهزيمة في العراق*
- مسألة توظيف المصطلحات: لا أحد يسخر من -إعلامي بغداد- بعد الآ ...
- وجهة نظر: هل النفط وراء مذكرة اعتقال الرئيس السوداني؟
- العراق الجديد.. اضطهاد المرأة
- التضخم في الخليج والارتباط بالدولار
- استمرار تدهور الظروف الحياتية للمشردين واللاجئين العراقيين
- الفلوجة تنتظر هجوماً آخر!
- السلاح الأكثر فعالية ضد القوات الأمريكية
- عودة العنف للانبار بعد أشهر من الهدوء النسبي
- عهر الإمبريالية العالمية


المزيد.....




- البحرين.. جملة قالها الشيخ ناصر أمام بوتين وردة فعل الأخير ت ...
- مردخاي فعنونو: كيف عرف العالِم سر الترسانة النووية الإسرائيل ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي: أخرنا إمكانية امتلاك إيران لسلاح ن ...
- إسرائيل تضرب وسط إيران.. قصف مبنى في قم وانفجارات في أصفهان ...
- -تمويل بغباء-.. ترامب يكشف سرا عن سد النهضة
- سفن وصواريخ.. كيف تساعد أميركا إسرائيل في صد هجمات إيران؟
- -شالداغ-.. خطة إسرائيل البديلة للتعامل مع منشأة -فوردو-
- إسرائيل تعلن اغتيال قائد لواء المسيّرات الثاني بالحرس الثوري ...
- عراقجي لشبكة إن بي سي: خيار التفاوض أو الحرب متروك للأميركيي ...
- الجامعة العربية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران وتدعو للتهد ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - الوجه الآخر للديمقراطية الغربية