أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسر المندلاوي - السياسة الإيرانية، ثنائية الحاضر والماضي














المزيد.....

السياسة الإيرانية، ثنائية الحاضر والماضي


ياسر المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2392 - 2008 / 9 / 2 - 03:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تستأثر السياسة الإيرانية بإهتمام الكثيرين في المحيطين العربي والإسلامي، وكذا على المستوى الدولي. ومبعث هذا الإهتمام مزيج من العوامل السياسية الإستراتيجية، الدينية المذهبية، التأريخية والقومية. وحيث إن التناقض سمة ملازمة لهذه العوامل إفرادا وإجتماعا، فإن إتجاهات الرأي متناقضة، بل ومتصارعة أحيانا. وفي ضوء متابعتنا للآراء السائدة، يمكننا القول بأن القراءات التي تعنى بالسياسة الإيرانية في المحيط العربي تتمحور في ثلاثة إتجاهات:
• إتجاه مناويء يستحضر الخلاف المذهبي ويدمغ كل تحرك إيراني بالطائفية المثيرة للإرتياب من سعي مفترض لإقامة الهلال الشيعي في المنطقة العربية إنطلاقا من مقدمات النفوذ الإيراني في كل من العراق وسوريا ولبنان وفلسطين.
• وآخر، مناويء هو ايضا، يستدعي تأريخ العلاقات القومية بين الفرس والعرب والأتراك ليستنتج بأن السياسات الإيرانية محكومة بالنزعة القومية الفارسية التي نقلت التشيع من إنتمائه العلوي إلى الصفوية المعادية للعرب.
• وثالث مماليء للسياسة الإيرانية ومخاصم بها، إما لإعتبارات دينية- مذهبية أو لإعتبارات سياسية مستوحاة من مفردات الصراع العربي الإسرائيلي في تجاوز مشهود لمحددات التباين المذهبي لصالح الخطاب الإيراني الذي يلامس حدود الخطاب القومي العربي في رفضه للهيمنة الغربية والصهيونية.
إن القراءات الثلاث تشترك في إهمالها لراهنية السياسة الإيرانية في تعبيرها عن المصالح السياسية والإقتصادية-الإجتماعية للدولة القومية ودور مختلف العوامل في تشكيل آليات خدمة لمصالح راهنة تستقوي بما هو مذهبي لتجاوز العائق السياسي، وبالسياسي لتجاوز العائق المذهبي، وبهما معا أو منفردا لتجاوز العائق القومي. ولا يجوز لنا، في هذا الموضع، التجانس مع منطلقات قراءة تقوم على تجزأة آليات خدمة المصالح إلى وحدات مكتفية بذاتها وساعية لذاتها بعد جعلها في مقام مصلحة فاتها زمن التحقق فأمسكت بتلابيب الحاضر بمقبوس من الماضي الذي يجهد أن يكون حاضرا. كما لا يجوز لنا الإنغماس في مناكفة ملموسيات السياسة الإيرانية والإطمئنان، بعامل التشارك المذهبي، إلى خطاب هدفه تجييش المتمذهبين في روافد تصب في بحر المصالح القومية للدولة الإيرانية، مثلما لا ينبغي الركون إلى خطاب سياسي يحاكي الخطاب القومي والإسلاموي بينما في حقيقته يهدف إلى إعادة تشكيل الخارطة السياسة والمذهبية للمنطقة العربية وفق مقتضيات المصلحة الإيرانية لا وفق مقتضيات مصلحة المذهب في الإنتشار بما هو مذهب، ناهيك عن مقتضيات المصلحة القومية والدينية للعرب والمسلمين. والحال، إننا لا ننكر على القراءات الثلاث إعتمادها العناصر البنائية في السياسة الإيرانية، وإنما نأخذ عليها أولا: تجريدها هذه العناصر من مجموعة العلاقات الداخلية الراهنة للبنية السياسية والإقتصادية-الإجتماعية للدولة والمجتمع في إيران. وثانيا: جعلها العناصرماهيّات منعزلة بعضها عن بعض لها خاصية الحركة الزمكانية والثبات الجوهري. وثالثا: إنتقائيتها في إنتخاب العنصر المقرر للسياسة الإيرانية وتغليب عنصر على آخر بوحي الإنتماء السياسي والقومي والمذهبي عوضا عن المفاعيل الواقعية الملموسة. ورابعا: إنكارها العناصر الراهنة لتبرير سيادة الماضي كما في القراءتين الأولى والثانية، أو إنكارها العناصر السالفة لتنزيه السياسة الإيرانية من شوائب الماضي كما في القراءة الثالثة.
إن بعض مفردات الماضي الإيراني في العهد الصفوي مثلا، لا يمكنه أن يكون متواجدا في راهنية السياسة الإيرانية بشروط ذاك العهد، صفة ووظيفة، وإنما بشروط الحاضر وإستحقاقاته المتباينة في النوع مع إستحقاقات الماضي. وبالتالي فإن القول بإرتهان السياسة الإيرانية إلى الماضي الصفوي في الأهداف والوسائل، ينطوي على قدر كبير من الإستخفاف بالشرط التأريخي في تحليل الوقائع والأحداث لصالح نزعة براغماتية سياسية تنشغل بالمكاسب الآنية دون المستقبلية، وتعتمد الأهواء والرغبات والعواطف والمصالح الفئوية الضيقة، بدل إشغال الفكر في إنتاج معرفة حقيقية تعين على فهم إتجاهات السياسة الإيرانية وكيفية التعاطي معها بما ينسجم واهداف شعوب المنطقة في التطور السياسي والتقدم الإجتماعي. وفي المقابل، فإن الخطاب السياسي الراديكالي الذي تعتمده جمهورية إيران الإسلامية لا يجعلنا في موضع التوافق مع القول بأن حاضر إيران يجبّ ما قبله بمراد القطيعة لا النفي، على الأقل في ظل التجاذبات بين القوى الإجتماعية في إيران ما بعد الثورة، حيث تمارس الإصوليتان الدينية والقومية تأثيرا بيّنا على مجمل الأوضاع. وحقيقة أن الأصولية الدينية والقومية تنتمي إلى حاضر إيران لا تعني، بأي حال من الأحوال، غيابا كليا لعناصر الماضي عن اللوحة الإصولية المعاصرة، وإنما تعني قدرة الحاضر، ولإسباب سياسية وإقتصادية وإجتماعية راهنة، على الإستخدام الوظيفي لعناصر من الماضي بعد إخضاعها لمنظومة الحاضر.



#ياسر_المندلاوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كركوك ومهنة إستدراج المخاوف
- العقدة الذكورية في نص مرح البقاعي
- الرّمز والتّرْميز في الإنتخابات المحلية
- الله وأمريكا وأحزاب العراق
- العامل الديني وأثره في الحركات الكردية...(6)
- العامل الديني وأثره في الحركات الكردية...(5)
- العامل الديني وأثره في الحركات الكردية...(4)
- العامل الديني وأثره في الحركات الكردية...(3)
- العامل الديني وأثره في الحركات الكردية...(2)
- العامل الديني وأثره في الحركات الكردية... (1)
- أزمة المأزوم في ما ليس له لزوم
- العراق وأزمة الهويات المستحدثة
- الأزمة العراقية والخيارات الصعبة
- سوق الزبون
- الديموقراطية و الإشكال القومي و الأقلياتي في العراق
- الوطنية العراقية .. العقل والعاطفة
- الحزب الشبوعي العراقي.... سياسات بحاجة إلى تدقيق
- ثالوث الأقانيم في عراق الأقاليم
- الحزب الشيوعي العراقي بين التجديد والتأبيد
- شياطين الله.......3


المزيد.....




- -الأسبوع القادم سيكون حاسمًا جدًا-.. أبرز ما قاله ترامب عن إ ...
- هل اغتيال خامنئي عامل حاسم لكي تربح إسرائيل الحرب؟
- لجنة الإسكان بالبرلمان توافق على زيادة الإيجار القديم بنسبة ...
- مصر تكرم أشهر أطبائها في التاريخ بإطلاق اسمه على محور وكوبري ...
- -تسنيم-: مقتل 7 أشخاص في قصف إسرائيلي استهدف سيارتين مدنيتين ...
- بوتين يلتقي رئيس إندونيسيا في محادثات رسمية غدا الخميس
- مصر تحذر: المنطقة ستبقى على حافة النار بسبب فلسطين ما لم تحل ...
- بقلوب مكلومة.. غزة تودّع أبناءها الذين قضوا في طوابير الجوع ...
- هل تستطيع إيران إغلاق مضيق هرمز وكيف سيؤثر ذلك على العالم؟
- في حال اغتيال خامنئي.. ما هي حظوظ ابنه مجتبى في خلافته؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسر المندلاوي - السياسة الإيرانية، ثنائية الحاضر والماضي