أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - انتخابات الرئاسة الأميركية وطريق الخداع!














المزيد.....

انتخابات الرئاسة الأميركية وطريق الخداع!


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 2391 - 2008 / 9 / 1 - 08:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كشف ثقافة الخداع من جانب بعض من روّج لها، يعكس الانهيار الأخلاقي للإدارة، خصوصاً إذا ما عرفنا أن الرئيس بوش يختار مساعديه من الدائرة الضيقة ومن الموالين له شخصياً، كما أنه في الوقت نفسه يعكس حجم الأخطاء الجسيمة لسياساته، التي لم يعد السكوت عنها ممكناً حتى في الأوساط المقرّبة منه.
بعد صدور كتاب سكوت ماكليلان «ماذا حدث... أسرار من داخل البيت الأبيض في عهد الرئيس بوش وثقافة الخداع في واشنطن»، استعاد كثيرون الهواجس والظنون التي صاحبت فترة تولّي الرئيس الأميركي مهامه في البيت الأبيض، التي توشك على الانتهاء بعد مرور دورتين انتخابيتين (8 سنوات)، لاسيما أن الكاتب هو الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض خلال الفترة من عام 2003 حتى عام 2006.
شهدت هذه الفترة الحرب على العراق واحتلاله من دون ترخيص دولي، رغم أن واشنطن قادت تحالفاً دولياً وسعت بعد الاحتلال فعلياً الى الحصول على قرار دولي لشرعنة الاحتلال، حيث صدر القرار 1483 بعد أن عجزت واشنطن عن الحصول على تفويض من الأمم المتحدة قبل الحرب، لاسيما بعد صدور القرار 1441 عام 2002 الذي إن كان قد أمهل العراق، لكن من الناحية الفعلية كان مقدمة للحرب، التي عارضتها دول كثيرة من حلفاء الولايات المتحدة أو لم تشارك فيها، كما هي ألمانيا وفرنسا وكندا وبلجيكا وغيرها.
وقد سعى ماكليلان الى أن يغسل يديه مما جرى في العراق، فوجّه انتقاداته الى إدارة الرئيس بوش، الأمر الذي اعتبره بعضهم خيانة صريحة للمسؤولية، بل ذهب آخرون إلى أبعد من ذلك حين اعتبر الكاتب مصاباً باضطراب عقلي في رد فعل قوي من جانب الإدارة.
وحسب المعلومات التي رافقت صدور الكتاب، فإن ماكليلان البالغ من العمر 40 عاماً، كان قد عمل بإخلاص مع رئيسه وفي فريق حاكم لولاية فلوريدا السابق، لم يظهر عليه أي تذمر، كما لم يبدِ أي نقد تجاه إدارة الرئيس جورج بوش، لاسيما أنها تعرضت لانتقادات حادة منذ عام 2003.
عرض ماكليلان بعض الحقائق التي أصبحت معروفة منها: أن الحرب على العراق كانت بعيدة عن الحقيقة، لاسيما بشأن أسلحة الدمار الشامل التي زعمت واشنطن أن العراق يمتلكها، وكذلك العلاقة مع تنظيم القاعدة والإرهاب الدولي حيث يتم نفيها لاحقاً.
وإذا كانت هذه الحقائق معروفة فإن كشف ثقافة الخداع من جانب بعض من روّج لها، يعكس الانهيار الأخلاقي للإدارة، خصوصاً إذا ما عرفنا أن الرئيس بوش يختار مساعديه من الدائرة الضيقة ومن الموالين له شخصياً، كما أنه في الوقت نفسه يعكس حجم الأخطاء الجسيمة لسياساته، التي لم يعد السكوت عنها ممكناً حتى في الأوساط المقرّبة منه، وهو ما عكسه عدد الاستقالات التي قام بها كبار مساعديه.
لعل القارئ يستذكر كتاب والد ماكليلان المحامي المشهور بار ماكليلان في ولاية تكساس الذي كتب: كيف اغتال الرئيس جونسون، الرئيس كيندي، وذلك تحت عنوان «الدم والمال والسلطة». وقد برر ماكليلان بقاءه في خدمة إدارة الرئيس بوش هذه الفترة كلها وسكوته عن الأخطاء الكبيرة، بأنه كان يؤمن به، وهو واثق من نزاهته وسلامة مواقفه وصحة أحكامه، لكن هذه الآمال سقطت إلى الحضيض، على حد تعبيره!
إن صدور كتاب ماكليلان في هذا الوقت بالذات كان له تأثير سلبي على المرشح الجمهوري ماكين، لاسيما بعد وصول شعبية الرئيس بوش إلى مستوى متدن جداً لم يحصل أن وصل اليها رئيس للولايات المتحدة، الأمر الذي كان من رأي 54 من أعضاء الكونغرس أنه بحاجة إلى مساءلة وعزل، لكنه بسبب تخوّفهم من مجيء نائبه ديك تشيني الصقر الأكثر شراسة والعراب الرئيسي لسياسة الرئيس بوش، لاسيما الحرب على العراق، يمنعهم من التقدم بطلب عزل الرئيس بوش خصوصا بعد افتضاح سياسة الخداع وأساليب المراوغة التي اتبعها والمغامرات التي قادها والتي عرّضت سمعة الولايات المتحدة إلى الكثير من الاهتزاز.
وإذا كان ماكين قد حاول الظهور بعدم الحماسة لسياسة بوش بشأن العراق وإيران بقوله: إن كل شيء تم بشكل صحيح، لكنه كان سيفعل العديد من الأمور على نحو مختلف، فإن كتاب ماكليلان: «ثقافة الخداع» قد يدفع المرشح الجمهوري ماكين الى تغيير بعض أطروحاته، خصوصا على صعيد السياسة الخارجية وفي مواجهة منافسه الديمقراطي أوباما.
*



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراما العدالة في السودان والثمن المقبول!
- الخداع.. قبل العاصفة وبعدها!
- في كيانية حركة المواطنة ودلالاتها!
- المعادلة الطردية... الدولار والنفط!
- المواطنة الإلكترونية!
- المعاهدة الأمريكية - العراقية.. هل اقتربت ساعة الصفر؟
- اللاجئون وأوروبا: بين «مزدوجين»!
- السودان ومحنة العدالة الدولية
- أوهام التنمية العربية
- شبح الانسحاب الأميركي من العراق!
- شارل مالك الكبير ولبنان الصغير
- بوش وحصاد الشرق الأوسط!
- في دلالات الحوار الكندي - الإسلامي: فكرة الهوية والخصوصية!
- المنفى والهوية والحنين إلى الأوطان
- جيفارا والحلم الغامض
- التويجري الكبير والحقيقة الخرساء
- النمو الاقتصادي والتنمية الإنسانية: تأصيل المفاهيم!
- قمّة روما والأمن الغذائي
- المعاهدة العراقية-الأميركية: هل التاريخ مراوغ؟
- ماذا بعد وثيقة الإعلام العربية؟!


المزيد.....




- مرح ومحبوب.. قابلوا -داكي- أحد -أكثر البطاريق شعبية في العال ...
- مطابخ غزة تحذر من نفاد الطعام خلال أيام بعد شهرين من الحصار ...
- أكبر لوحة قماشية في العالم... فتى نيجيري مصاب بالتوحد يدخل م ...
- معاناة الصحافيين في غزة: بين نيران الحرب وواجب نقل الحقيقة
- تصنيف حزب البديل الألماني -يمينيًا متطرفا- - الأسباب والعواق ...
- عناصر تزيد من دهون البطن مع التقدم في العمر .. ثلاث طرق للوق ...
- مسؤول استخباراتي أمريكي سابق: إدارة بايدن أعطت كييف السلاح ل ...
- إصابات جراء هجوم مسيرات أوكرانية على نوفوروسيسك جنوب روسيا
- بوليانسكي: العلاقات التجارية الروسية الأمريكية تراجعت إلى مس ...
- مقتل 6 أشخاص وإصابة العشرات بسبب التدافع في مهرجان ديني غرب ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - انتخابات الرئاسة الأميركية وطريق الخداع!