أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ياسر العدل - الباشا . . مليونير














المزيد.....

الباشا . . مليونير


ياسر العدل

الحوار المتمدن-العدد: 2375 - 2008 / 8 / 16 - 08:18
المحور: كتابات ساخرة
    


المليون جنيه مبلغ كبير جدا، يكفى كثيرا من الفقراء للتوقف عن العمل المنتج ويرفعوا أيديهم إلى السماء كى تمطر عليهم من فضل كريم، ويكفى بعض الأغنياء للتوقف عن العمل المنتج ويخفضوا أيديهم إلى الأرض بما حملت من فضل موصول.

المليون جنيه عندى أكبر من المئة جنيه بكثير، يأتى بجهد وعقل مع صبر طويل، ويكفى لشراء خمسة كيلو لحمة وثلاثة كيلو موز وعلبتين من المياه الغازية وبعض الملابس الداخلية وكيلو كنافة بالقشدة وطاقية حمراء، هكذا جلست بأفكارى الاقتصادية فى صالون أدبى ننتظر حضور رجل أعمال مليونير مصرى.

فى الوقت المرسوم دخل المليونير، رجل عادى يلبس بذلة عليها رباط عنق وتحتها هدوم كثيرة، يداه لا تحمل كنافة أو لحمة وقال: سلام عليكم أيها الحلوين، فقلنا: أهلا يا باشا.

حكاية الباشا أنه نشأ فى أسرة لموظف حكومى متوسطة الحال، خلال مرحلة الدراسة الثانوية ادخر بضع مئات من الجنيهات مقابل خدمات مدرسية أداها لزملائه التلاميذ ( سبحان الله)، وخلال مرحلة الدراسة الجامعية ادخر بضعة ألاف من الجنيهات مقابل خدمات جامعية أداها لزملائه الطلاب (فضل من الله)، وبعد تخرجه حصل على فرصة عمل فى بلاد النفط ( توجيه من الله)، وفى خلال عشر سنوات ادخر أكثر من عشرة ملايين جنيه مصرى (نعمة من الله)، وعاد الباشا إلى أرض مصر المحروسة حاجا ومليونيرا كبيرا يشارك فى توجيه الرأى العام (بركة دعاء الوالدين).

على مدى ساعتين حاول المليونير ترويج فكرته فى المحاسبة على الثروة، يا أخى: لا تسألن عن السبب إذا أعطى الكريم بما وهب، الملايين تتراكم بخلطة من الصدف ودعاء الوالدين ومصاحبة الأولياء وأهل السلطان وتقديم تبرعات وكشوف بركة.

هكذا ظهرت صورة بعض أثريائنا، إنهم تجار حروب ومنتهزو فرص يتاجرون بالأوضاع القائمة، يمارسون احتكارا هنا وتعمية فكرية هناك، يكرهون الشفافية ولا يتبعون أساليب علمية حضارية لتحقيق المنافع الاقتصادية والاجتماعية لمواردنا القومية.

مع انهيار الطبقة الوسطى تنهار قيمة العلم ويتزاحم بعض المثقفين على الفتات، هكذا حين أنهى المليونير حديثه تزاحم بعضهم يبوسه ويحضنه قاصدا حجز مكان فى كشوف البركة.



#ياسر_العدل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أولها صحافة
- مرشح حكومى
- تسابيح ثورية
- بلطيم .. القوقعة
- الطريقة .. بَلٌبص
- نصائح سكانية
- فتاوى سكانية
- مقامك يا مكرم عبيد
- حين يصبح الغباء إرهابا
- بلاغ .. عن كتاباتى
- الدمايطة الجدد
- دعوة للثقافة 00 بشروط
- دعوة للثقافة ... بشروط
- أنا عاوز أتجٌوًز
- إنهم يأكلون سذاجة
- أولاد العم تاج
- رجل غراب ..وخُف جمل
- أنا شاهد وكنت يقظا
- بعض الكتبة مزعجون .. وأنا أيضا
- بعض الكتبة مزعجون


المزيد.....




- حماس تنفي نيتها إلقاء السلاح وتصف زيارة المبعوث الأميركي بأن ...
- صدر حديثا ؛ إشراقات في اللغة والتراث والأدب ، للباحث والأديب ...
- العثور على جثمان عم الفنانة أنغام داخل شقته بعد أيام من وفات ...
- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...
- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ياسر العدل - الباشا . . مليونير