أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد سمير عبد السلام - السينما .. فن الأشباح














المزيد.....

السينما .. فن الأشباح


محمد سمير عبد السلام

الحوار المتمدن-العدد: 2373 - 2008 / 8 / 14 - 10:25
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بقلم جاك دريدا
أولا : مقدمة الترجمة :
الحديث الذي نقدمه هنا للمفكر الفرنسي جاك دريدا هو جزء من فيلم بريطاني بعنوان " رقصة الشبح " Ghost Dance للمخرج كين ماكمولين ، و هو يبحث علاقة الفن السينمائي بأفكار دريدا حول الطيف ، أو الشبح .
إن الشبح عند دريدا هو انفلات التكوين من حدوده الأولى ، و معرفته الكاملة بذاته ، و بالآخر ، و قدرته على مساءلة الصوت ، و المركز من خلال اختراقاته المتكررة لهما دون بداية أو نهاية .
الطيف هنا حضور لا يسعى للاكتمال أبدا ، و لكنه يقاوم النهايات ؛ فقد قام دريدا في كتابات أخرى باستدعاء الأرشيف الفرويدي ، و أطياف ماركس ، و أطياف رولان بارت ، و زهرة جان جنيه ، و غيرها .
و يلتحم الطيف بفكرة الخروج عند دريدا ؛ فهو خارج الموت ، و الحياة ، و الروح ، و الجسد ، و النص ، و ما وراء النص ، و الأنا و الآخر ، كما يؤكد أن السينما تحرضه على الخروج ، و الأداء خارج المعرفة عن طريق الأصوات المختلطة ، و الصور المستبدلة التي تنبع من منطقة تشبه الفراغ الإبداعي ؛ لثرائها بالأخيلة ، و الأطياف المستقبلية .
لا يمكننا القبض على الشبح أو تحديده هنا ، فهو ينفلت من المادة ، أو هو نفسه انفلات المادة ، كما أنه يعيد تمثيلها باستمرار .
يقول دريدا في كتابه " أطياف ماركس " :
" الطيف هو دمج متناقض . و إن الصيرورة جسما لتعد شكلا ظاهريا و جسديا للنفس . و إنه ليبقى بالأحرى شيئا تصعب تسميته ؛ إنه ليس روحا ، و لا جسدا ، و مع ذلك فهو الواحد و الآخر . ذلك لأن اللحم ، و الظواهرية ، هي التي تعطي إلى النفس ظهورها الطيفي ، و لكنها تختفي مباشرة في الظهور ، في مجيء العائد نفسه ، أو في عودة الطيف .. و هذا الكائن الغائب ، أو المختفي لم يعد يصدر عن المعرفة ، و إنه على الأقل أكثر مما نعتقد معرفته باسم المعرفة " ( راجع – دريدا – أطياف ماركس – ترجمة منذر عياشي – مركز الإنماء الحضاري بحلب 1995 ص 28 و ص 29 ) .
هكذا يكون الشبح أقرب للأداء الملتبس المجرد ، و في الوقت نفسه فإنه يقوم بتمثيل الوعي مع إقصائه في آن .
و يسير حديث جاك دريدا في اتجاهي التعزيم لاستحضار الطيف من فن السينما ، و الأدب ، و الذات ، و التاريخ ، و التحليل النفسي ، و كذلك أولية الحدوث ، و الأداء ؛ مما يؤكد أن أصوات الآخر / الاستعاري الذي يستحضره دريدا ستزداد انتشارا في السينما ، و ستنتقل بالضرورة – في صمت – إلى مجالات أخرى من المعرفة ، و إلى مفكرين ، و أشخاص آخرين دون نهاية .
محمد سمير عبد السلام
ثانيا : السينما فن الأشباح
حديث : جاك دريدا
ترجمة : محمد سمير عبد السلام – مصر
في البداية أنت تسألين شبحا حول اعتقاده في وجود الأشباح ، و الشبح هنا هو أنا منذ أن دعيت لتمثيل نفسي في فيلم مرتجل تقريبا .
أشعر في هذه الحالة بأن الشبح يتحدث عني بدقة بدلا من تمثيل نفسي بدون معرفتها .
إنني أترك الشبح يتحدث باطنيا عن أعمالي ، أو يلعب دوري الذي قد يكون أكثر طرافة .
إن السينما هي فن الأشباح ، و معترك الأخيلة ؛ و هذا هو ما أعتقده عنها ؛ فهي حين تتخلى عن الضجر ، تصير الفن الذي يسمح للأشباح بالعودة ، و الظهور ، مثلما نفعل نحن الآن .
أنا إذا شبح ، و لكنني أصدق أنني أتحدث بصوتي الخاص ، و هو كذلك بدقة ؛ لأنني أصدق أنه صوتي الذي سمحت له أن يكون مأخوذا بواسطة صوت آخر ؛ ليس مجرد أي صوت ، و لكنه صوت أطيافي الخاصة ؛ و هكذا توجد الأشباح ، و هي التي ستجيبك دائما ، و ربما ستكون مستعدة لامتلاك الكل . هذا ما يبدو لي .
ينبغي أن يحدث نوع من التبادل بين فن السينما في أصالته الكبيرة غير المنظمة ، و التحليل النفسي ؛ فالسينما حين تضاف للتحليل النفسي ، تصبح علما للأشباح .
أنت تعلمين أن فرويد كان يجب أن يقتسم حياته كلها مع الأشباح . الآن يعد التليفون طيفا . حسنا ، لقد كان صوتا طيفيا لشخص ما لا أعرفه ، و قد أخبرني حكاية قديمة عن شخص وصل من أمريكا ، كما ذكر أنه يعرف أحد أصدقائي .
إن ما قاله كافكا حول الرسائل المتبادلة ، أو الخطابات ينطبق أيضا على الاتصال الهاتفي.
و أعتقد أن التطورات الحديثة في التكنولوجيا ، و وسائل الاتصال ، ستورث في النهاية حقبة للأشباح ، بدلا من الإقلال منها كما يفعل أي تفكير علمي ، أو تكنولوجي .
هذه الحقبة تمثل جزءا من عصر قديم ، و تكنولوجيا بدائية ، و لكنها أيضا تبدو كولادة يقينية ، حيث أعتقد أن الأشباح جزء من المستقبل .
إن التكنولوجيا الحديثة للصور ؛ مثل التصوير السينمائي ، و وسائل الاتصالات تعزز من قوة الأشباح ؛ كي تلازمنا .
لقد تمنيت في الحقيقة تحريض الأشباح ؛ للخروج ، و ربما نبع هذا الطلب منا جميعا .
إنها الفرصة لاستدعاء الأشباح ؛ مثل :
شبح ماركس ، و شبح فرويد ، و شبح كافكا ، و شبح أمريكا ، حتى فيما يخصك أنت أيضا .
لقد قابلتك – فقط – هذا الصباح ، و الآن أراك معدة للاختراق بواسطة كل أشكال الأطياف ، و حول ما إذا كنت أعتقد بوجود الأشباح أم لا ، أقول إنها تحيا .
****
حديث جاك دريدا منشور على الرابط :
http://www.youtube.com/watch?v=0nmu3uwqzbI

تقديم و ترجمة : محمد سمير عبد السلام – مصر



#محمد_سمير_عبد_السلام (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأخيلة المجردة للجسد .. قراءة في الطريق إلى روما ل شريفة ال ...
- عن الفوتوغرافيا
- الرغبة في تخييل العالم .. قراءة في قارورة صمغ ل فاطمة ناعوت
- القوة الخلاقة للرعب و التمرد في كتابة هنري ميلر
- سحر توفيق تستعيد الرجل بلغة أنثوية
- هارولد بلوم .. و إعادة إنتاج الأثر الشعري
- تجدد الثقافة الشعبية
- تعدد الدلالات و الأصوات .. قراءة في اخلص لبحرك لمسعود شومان
- السياق الجمالي للعقاب .. قراءة في أقلب الإسكندرية على أجنابه ...
- الآلية .. و العمل الإبداعي
- إعادة اكتشاف روح الأشياء .. قراءة في بريق لا يحتمل لسمر نور
- الصيرورة الإبداعية للزمن .. قراءة في فوق الحياة قليلا ل .. س ...
- الشخصية في تحول .. قراءة في عمرة الدار ل .. هويدا صالح
- العابرون ، و تبدل حالات الوعي
- وعي طيفي مثل وهج الموت .. قراءة في عادات سيئة ل جمانة حداد
- براءة الجسد ، و مخاوفه .. قراءة في كوب شاي بالحليب ل محمد جب ...
- ظلال تتجاوز صمت الأشياء .. قراءة في سوف تحيا من بعدي لبسام ح ...
- خوف الكتابة
- التكوين الحدسي للمكان .. قراءة في قصص دوريس ليسنج
- ما بعد الحداثة في ديوان شطح الغياب للشاعر مهدى بندق


المزيد.....




- فيديو منسوب لمشاهد دمار في إسرائيل جراء الصواريخ الإيرانية.. ...
- بين هدنة مؤقتة وبداية تحول استراتيجي.. ماذا بعد وقف إطلاق ال ...
- شاهد.. غوارديولا يداعب الكرة مع لاعبي السيتي على الشاطئ
- أبو عبيدة: جثث العدو ستصبح حدثا دائما ما لم يتوقف العدوان
- لماذا تتجه طهران لمنع الوكالة الدولية لتفتيش منشآتها؟
- كاتب روسي يدعو موسكو للتحرك دبلوماسيا من موقع قوة
- موقع تركي: القبة الفولاذية باتت ضرورة ملحة لتركيا
- طهران تستعيد نبضها الهادئ بعد صخب الحرب
- وول ستريت وأسباب تعجُّل ترامب لوقف الحرب
- لماذا نشرت اليونان سفنا حربية قبالة السواحل الليبية؟


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد سمير عبد السلام - السينما .. فن الأشباح