نعم لتظاهرة غزة.....اذا كانت مع السلطة والسيادة والشرعية

خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 2360 - 2008 / 8 / 1 - 04:40
المحور: القضية الفلسطينية
    

لا يزال الفلسطينيون يناضلون في سبيل التحرر والاستقلال والسيادة والشرعية , ولا زالو يقدمون في سبيل ذلك التضحيات وصامدون رغم معاناتهم القاسية والشديدة والمزمنة . ولو سالنا انفسنا لماذا يناضل الفلسطينيون ويتحملون هذه المعاناة , لكان الجواب من اجل كرامتهم الانسانية وحقهم في التكافؤ مع باقي المجتمعات الانسانية , لكن الفلسطينيون لا يناضلون من اجل مثاليات ليس لها تجسيد مادي في الواقع , بل العكس هو الصحيح هم يناضلون من اجل تجسيد مادي لكرامتهم وحريتهم الانسانيتين وصورة التجسيد المادي لهذا هي الوطن المستقل والدولة في صورة نظام ومؤسسات وطنية تعبر عن كرامة وحرية الذات الانسانية الفلسطينية , وتمنع اي مساس بها من الاطراف الخارجية ومن العابثين من الداخل ايضا في نفس الوقت
ابتديء هذا التقديم لتحية التظاهرة التي انطلقت في غزة اليوم بمبادرة من الجبهتين الديموقراطية والشعبية وحزب الشعب الفلسطيني والتي هدفت الى رفض تفجيرات الشاطيء في غزة اولا وهذا لا خلاف ولا اختلاف فيه وعليه , فهو عمل تخريبي مقصود يخدم اجندة سياسية تخريبية معادية شعارها الاعلى التخريب الى ان يتم افشال المشروع الوطني الفلسطيني والغاء تجسده المادي في الواقع ونقصد تحديدا السلطة الوطنية الفلسطينية التي تشكل خطوة على طريق اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة , وبعيدا عن المهاترات الاخلاقية التي تجمع ولا ترى هامش المسافة بين السلطة كمؤسسة اعتبارية معبرة عن الحق الفلسطيني في الاستقلال والسيادة وبين الاشخاص المسيطرين على السلطة والماخوذ على سلوكهم نود ان نلفت انتباه الرافضين للاستقلال والسيادة والشرعية الفلسطينية ان هناك مسافة بين المؤسسة ومن يشغل المنصب بها , وان عمى الالوان وحده هو مصيبة من لا يرى الفارق بينهما
لذلك لم يكن من حق المبادرين ( الجبهتين وحزب الشعب ) ان يساوو بين السلوك الامني لحركة حماس باعتبارها مؤسسة انفصالية يقع سلوكها في مسار حركة الهجوم على الاستقلال والشرعية الفلسطينية , استرشادا بخطها النظري الديني الذي لا يرى للفلسطينيين من حق في فلسطين سوى حق الانتفاع لان ( صحابة رسول الله ص) اجتهدوا ان فلسطين وقفا اسلاميا وبين خط السلطة الوطنية الفلسطينية الذي يرى ان فلسطين هي حق قومي كامل للفلسطينيين انفسهم لا يحق لاحد من خارج فلسطين اتخاذ القرار بشانهما ( الارض والشعب ) فكيف للجبهتين وحزب الشعب بحكمتهما السياسية ان لا ترى فارق السلوك مابين نتئج واتجاه حركة حماس كحركة انفصالية وسلوك السلطة الوطنية الفلسطينية ونتيجته التي ترسخ الاستقرار والسلم الاجتماعي بين الفلسطينيين , اليست حركة حماس هي نفسها الانفصالية الرافضة لشرعية السلطة ان كانت في قطاع غزة او الضفة الغربية , ام ان الجبهتين وحزب الشعب لا تلحظ فارق بين مؤسستين احداهما المؤسسة الوطنية والاخرى مؤسسة للاوطنية ولا ترى فارقا بين سلوك هذه وتلك اهي دعوة للسلطة الوطنية الفلسطينية رمز السيادة والشرعية لاحناء راسها امام الانفصاليين وتقديم التنازلات لها والافساح في المجال امامها ان تكرر مرة اخرى في الضفة الغربية ما حصل بقطاع غزة والانتهاء الى رهن القرار الفلسطيني لرؤية العاصمة السورية كما برتهن قرار حركة حماس
نعم لتحريك الجماهير لاستعادة الشرعية في قطاع غزة والقضاء اولا على الخط الانفصالي اللاوطني وتاليا على فساد اشخاص والف لا لتعمية الجماهير وتحريكها ضد السلطة الوطنية الفلسطينية , اما الفاسدين فاغتالوهم وريحونا ولست ادري لماذا اغتالو الشرفاء ووقفو عند اللذين يصفونهم بالفساد , لكنه استغباء الجماهير فالدحلان وقريع ........الخ هم بالنسية لحركة حماس مسمار جحا الذي يتحججون به لتنفيذ الاجندة السياسية الخارجية
اما السادة الدحلان وقريع........الخ ورغم انني لا اجد في الثراء والعمل التجاري تهمة خيانة وطنية كما يدعي البعض فهم سوف يبقون بالنسبة لهم العنزة الطايرة , وللاسف فان انتهازية مدعي اليسارية والشيوعية تصطف بانتظام مع النسق الظلامي وتغني اغانيه التي اصبحت كما يبدو اكثر ثورية من اناشيدهم نفسها

#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل