أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان الدراجي - قيلولة النصر














المزيد.....

قيلولة النصر


عدنان الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 2358 - 2008 / 7 / 30 - 09:49
المحور: الادب والفن
    


تساءلت طويلا ماذا لو انتعل دماغي وأنام بإزاء أسرة أهل الكهف, قصدت بعيري الأجرب وسألته أليس الأجدى حرق دواويني وبيع نبالي للبقال, سرح الجمل بعيدا بعد الشمس عن حظيرة همي, علمت بعدئذ أن بعيري لم يسمعني فقد اختبأ في حبة رمل خوفا من طيش الخنجر.
نشرت خارطتي المرسومة على رمضاء منسية وسلكت درب التبان أتعقب سراب الأحلام الأولى, كدت اخطف أجمل زهرة في طرف الكون الشرقي لولا تعثر أقدامي بحرف ساكن فسقطت على نطع الجلاد, أفزعني حقا شخير الجلاد المسكين الذي يعمل طول الليل وبعض من ساعات العصر ليشيد صرح الأمجاد بجماجم وعظام مارقة, طلبوا أن اسجد للجلاد, للمغوار حامي حياض الأرض المسلوبة والحبلى سفاحا, البطل الكافل للشرف المخروق بذبابة سيفه.
ولخور متأصل في كل عروقي لم أحضَ بهذا الشرف السامق, وهنا لعب الحظ لعبة (روليت) روسية إذ كان الجلاد ثملا لا يقوى على رفع ذراعه فأسقط في يده وعجز عن قطف اليانع من جسدي, فأطلق سراحي بعفو عام وكانت مكرمة مشهودة.
كان علي أن أغدو كرعية سيدنا الجلاد, لا شغل لهم غير التسبيح بحمده والتقديس منذ انبلاج الفجر حتى صياح الديك, لكن مسبحتي قد ضاعت ولساني المحبوس لم يطلق بعد, لعنت خناجره وقيوده وهربت على ظهر أول قصيدة سانحة لأمخر بحور الشعر بعيدا عن جنة سيادته الجوفاء.
ومن هناك أشار إلي نخل الكوفة وأحاط بأجنحة أحلامي يلهو, ولمَ لا يلهو؟ وقد ألقى مرساته ونسيها في رحم الأرض, يتطلع قدما نحو الشمس, لا يستلقي أبدا, يغمزني حيث يراني ويعيب انحناءة ظهري ورقصي الأخرق على إيقاعات سهوب الجدب.
كنت أتضور صدأ لأريج النهرين, حلقت خلال غمامة أشواقي وأذبت حشرجتي بقطرات دموع الأرصفة الثكلى, ثم خطفت حلم الجني النائم في عرش سمو الجلاد ولما أزل التهم الوهج المتلألأ من أطلال هجر.
في أسواق الغربة بحثت طويلا عن قافية تروي عطشي للمتنبي وعن بائية أبي تمام, لكن لم أرى حرفا واحدا إذ سُحبت جميع قوافي الشعر العربي من أسواق الجملة والمفرد وعلمت أنها ستحرق بإشراف فريق صحي وقيل كذلك أن حواسيبا عملاقة عطبت بعد ملامسة أحدها نموذج قافية أثناء الفحص الروتيني, وكرد فعل فوري منعت صنوف الشجب والتنديد والاستنكار بأمر صادر عن قيادة شرطة ديمونه.
ويقال أن محكمة العدل الدولية تلقت شكوى من مجهول ولسوف تدان الذائقة العربية حسب المصدر الذي رفض إخفاء هويته وأردف أن حكما بالسجن سينفذ بحق حروف العلة في وادي السيليكون وفي خبر عاجل ذكروا أن آلات لكشف قوافينا وصلت لبعض مطارات العالم وسيخصى فحول الشعر العربي عند حلول الذكرى السنوية لسقوط القدس.
وأذاعت وكالات الأنباء أن سنابك خيل الداخل قُمعت, وأطيح بسيف الدولة الحمداني وفُقد عنترة بن شداد في عاصفة هوجاء, لكن مالي ولهذا, فلتدعس أضلاف الجلاد قليس الأشرم في اليمن السعيد جدا, أو تبني صرحا مخفيا في مصباح علاء الدين, فانا منشغل بالتنقيب منذ غدي الماضي أو أمسي القادم عن قصائد عذرية لشاعر لم يولد بعد.
علت الجعجعة وأضاء وميض زائف ليلتي الظلماء وانبثق زعيق الموت المرعب مدويا تحت وسادتي فكانت ضوضاء هائلة كالزلزال, لا ليست كالزلزال إذ أن الزلزال تخاذل وهرب بأول طائرة نحو بلاد الغال.
وحالا أي بعد دهر أو دهرين أصاب الخرس إذاعتنا ثم ..أذيع بيانا من أركان الجيش الوطني يقسم براس سمو الجلاد أن شخير سيادته قد أجهض كيد الأعداء, والحق يقال أن قيلولة سيدنا الجلاد صمدت ولله الحمد.

د.عدنان الدراجي
[email protected]



#عدنان_الدراجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوية
- جسد مجنون
- قصة صولة العواء
- قصة اغتصاب ظل
- صعلكة
- سياحة
- الوطن البكر
- نزوة شجرة
- قصة أنفاس الفجر
- قصة رائحة بلدي
- نبتة الخلود


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان الدراجي - قيلولة النصر