أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضمد كاظم وسمي - العنف المتوازن .. ام التقاء الارادات














المزيد.....

العنف المتوازن .. ام التقاء الارادات


ضمد كاظم وسمي

الحوار المتمدن-العدد: 2353 - 2008 / 7 / 25 - 06:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


درجت الانسانية على السير في طريق الكفاح من اجل الحرية والعدل .. بغية التوفر على الحقوق المشروعة للشعوب . وهي حقوق الانسان المقرة دولياً – وهي اذ تفعل ذلك فانها تتوسل أحد طريقي الكفاح : فالطريق الاول وهو ماعرف بسياسة العنف او الكفاح المسلح ، وقد فضلت حركات التحرر الوطني هذا الطريق من اجل استحصال حقوق شعوبها وتحريرها من ربقة المحتل او للتخلص من الحكام المستبدين .. وتعد ثورة الامام الحسين (( ع)) معلماً هادياً في هذا السبيل بعد ما غلق الامويون كل منافذ الاصلاح الا منفذ الثورة المعبد بدماء الشهداء الابرار .. اذ ان منفذا كهذا لايتسنى لاية قوة مهما تعاظمت ان تلجمه او تواريه .. وهي سبيل تنتج شرعنتها من مظلومية السالكين لها .. ونشدانهم حقوقهم السليبة .. والتصدي للعمل العنفي بغية استرداد ما اغتصب منها .. ولاصحاب هذا النهج اجندتهم ومثلهم وأطروحاتهم التي يستنيرون بها . حيث يرون : (( ان اسلوب الكفاح السلمي يعني الاقرار بسلطة المستبد او المحتل والخنوع له )) .. لعل في مقولة الامــــام الثائر زيد بن علي (( ماخشي قوم حر السيوف الا ذلوا )) .. افضل ما يمثل نهج الثائرين بالقوة المسلحة ضد الطغيان والاحتلال الاجنبي .. كما انهم يستنيرون بمقولة اخــرى لامام الجهــاد السلمي (( غاندي)) حيث يقول : (( انني قد الجأ الى العنف الف مرة اذا كان البديل اخصاء عرق بشري بأكمله )) .. لكننا يجب ان نستدرك .. لكي تكون المقاومة المسلحة مشروعة لابد من تحقق عدة شروط منها :
1- وجود الاحتلال الاجنبي ، او استشراء الاستبداد وبشكل بين .
2- تصدر المقاومة وكفاحها المسلح من قبل قيادة تمتاز بصفات الكارزما ذات اطروحات رشيدة وواضحة الاهداف وشريفة الوسائل .
3- توفر العدة والعدد والطاقات اللازمة للنهوض بمهمة المقاومة المسلحة ، ولنا في سيرة الرسول الاعظم محمد (ص) خير مثال .. اذ انه لم يدعو الى العنف عندما كان في مكة بسبب قلة الناصر وضيق ذات اليد .
4- ان تكون اهداف المقاومة واضحة : طرد المحتل او تقويض الاستبداد .. ولاتتعرض للبنى التحتية للوطن ولاتؤذي المواطنين ولا تعطل الخدمات العامة ولاتربك الاقتصاد الوطني .. والا خرجت من مفهوم المقاومة لتصنف ضمن الارهاب والذي يقوم على اساس (( تقديس مبدأ العنف وصياغة آيديولوجيا وعقلية وأخلاقية تعتبر العنف اسلوباً ثورياً – ووحيداً – شاملاً ، والقتل وتدمير الذات والوطن فعلاً بطولياً ! )) .. ذلك ان الارهاب لايملك الا ان يدمر الذات والاخر أي لايبقي ولايذر الا الفناء والاضطهاد .. يقول جواهر لال نهرو : (( ان الارهاب يولد الاضطهاد )) .
5- ان تكون المقاومة المسلحة على استعداد تام للحوار كلما كان الحل السياسي يوفر فرص اكبر لتحقيق اهداف الشعب ويجنبه المكاره .. لا بل عليها استدراج الآخر الى حلبة الحوار والانتصار عليه او معه سياسياً حتى لو تطلب الآمر المزيد من التنازلات التي قد تختزل المسافات باتجاه الهدف 00 ويعد صلح الحديبية الشهير في هذا الميدان اكبر دليل على حنكة القائد المقاوم الرسول ((ص)) الذي اعطى من التنازلات ما ابرم الكثير من اصحابه .. الا ان الامر انتهى بنصر عزيز جعل الاخر يتخبط خبط عشواء في ليلة ظلماء .. واخيرا استسلم مذعنا من غير عنف .
اما اصحاب طريق اللاعنف او الثورة السلمية .. فهم لايرون في طريق الكفاح السلمي اقرارا بسلطة المستبد او المحتل والخضوع له .. لان المقاومة السلمية تعني تعبئة الشعب وتثقيفه للاحاطة بحقوقه المشروعة والقيام بالوسائل الكفاحية السلمية لاستحصالها : كالعصيان المدني والتظاهرات والاضرابات ، واقامة الندوات والمهرجانات والكتابة بالصحف ومناشدة المنظمات الدولية الرسمية وغير الرسمية .. الخ .. وقد ذهب اصحاب اللاعنف الى ان الكثير من الشعوب تحرر من الاحتلال او من الاستبداد عن طريق المقاومة السلمية .. ولعل في تجربة الهند بقيادة غاندي وتحررها من الاحتلال الانكليزي خير مثال للمقاومة السلمية الفاعلة .. وللحراك الشعبي السلمي الفاعل والمؤثر نتائجه الايجابية كما في النموذج الايراني وثورته الشعبية التي قادها الخميني .. والذي انتهى بالنصر الباهر للشعب الايراني حيث (( كانت الجماهير الايرانية تستقبل بنادق الجيش ودباباته بهتافات الاعتزاز بالخوة بين الشعب والعسكر )) .
اما الانتفاضة الفلسطينية (( انتفاضة الاقصى )) .. فتعد واحدة من نماذج المقاومة السلمية التي تسلحت بالحجارة وصيحات الفتيان وزغاريد الفتيات يؤطرها التزام شعبي عارم .. حتى هزت اسرائيل وارغمتها على نهج سبيل الحل السلمي .
ان اصحاب المقاومة السلمية في الوقت الذي يتبرأون من الارهاب فهم يدينون الاحتلال ويجهدون انفسهم لتحرير البلاد منه .. كما انهم لايقرون استخدام القوة المفرطة من قبل السلطة ويرفضون سياستها القائمة على اساس المحاصصة والاقصاء والتهميش والعقاب الجماعي الذي يغذي العنف وينعش الارهاب ويديم الاحتلال .
لم يكن اسلوب العنف المتوازن القائم على نظرية الرعب المتبادل يوماً طريقاً سالكة لحل المشكلات الانسانية .. ولو فرض كونه سبيلاً للحل فان له من التبعات مايكرس دورات الصراع وجولات الحرب في التاريخ .. لانه يغذي مشاعر الكراهية والتوجس من الاخر .. وتعمل الية المشاعر عملها .. (( فالحقد يولد الحقد ، والكراهية تغذي مثيلها ، والدم يفجر الدم )) .. في حلبة الصراع متراصة الحلقات تتجيش جميع الاطراف بذات المشاعر البغيضة في الوقت الذي تتفرعن فيه سياسة الالغاء والتغييب للاخر وبكل الوسائل وفي مقدمتها الوسائل العنفية .. لكسر ارادة الاخر ، حيث يتنمر الارهاب سواء كان ارهاباً من المحتل ام من السلطة ام من الجماعات التكفيرية او العصابات التي تجد فيه بيئة خصبة لتحقيق مآربها الدنيئة .
بينما يفضي اسلوب اللاعنف الى التوازن وحل المعضلات بالحوار والتسامح وقبول الاخر وفق مبدأ المشاركة والتقاء الارادات .. وجعل الكعكة حصة للجميع ، في الوقت الذي تحافظ المقاومة السلمية فيه على الذات وعلى الاخر .. وكل ماتريده من الاخر هو ايقاظ ضميره .



#ضمد_كاظم_وسمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملوك الشمع
- مقاربة شحوب الكهرباء
- صيرورة الفكر .. وتفكيك الانسان
- طيف الاصيل
- امريكا .. ولغة الرمال
- الوجودية .. واشكالية الماهية
- مقاربة الدين والعلم
- رواتب الموظفين
- فشل السياسة الخارجية للنظام العربي
- المكافأة
- نقد العقل السياسي العربي / النظام العربي : بين الدولة الامني ...
- لغة الحضارة
- الاسئلة الصادمة
- وجل الاحلام
- ازمة المثقف .. الاصولية المؤدلجة .. الخانق السياسي .. الذات ...
- عالم المرأة
- الاختلاف بين التنميط العولمي والاقصاء القومي
- العولمة النيوليبرالية
- الحداثة .. واشكالية الخصوصية
- اورهان باموك : ظل الذكريات وتكامل الحضارات


المزيد.....




- وصف بوتين بـ-الديكتاتور-.. بايدن يدافع عن سماحه لأوكرانيا با ...
- السعودية ومصر تعلنان ثبوت رؤية هلال ذي الحجة.. و16 يونيو أول ...
- وزيرة الداخلية الألمانية تحذر من إدانة جزافية للمسلمين
- بعد جريمة مانهايم – نقاش حاد بشأن الترحيل إلى أفغانستان وسور ...
- إنقاذ 516 مهاجرًا من عرض البحر قرب جزر الكناري
- نتنياهو: إسرائيل في معركة صعبة..
- بايدن يتجاهل مرة أخرى دور الاتحاد السوفيتي في هزيمة ألمانيا ...
- تقرير للجيش الإسرائيلي بخصوص تبادل إطلاق النار مع -حزب الله- ...
- روسيا تعزز دعمها العسكري لدول إفريقية.. ضربة لنفوذ الغرب
- خبراء يفسرون أسباب تكتم واشنطن على تفاصيل الصفقة بين حماس وإ ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضمد كاظم وسمي - العنف المتوازن .. ام التقاء الارادات