أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسام محمد شاكر - هكذا كانت شمس 14 تموز الخالدة















المزيد.....

هكذا كانت شمس 14 تموز الخالدة


وسام محمد شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 2349 - 2008 / 7 / 21 - 10:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن فجر 14 تموز فجراً عادياً يبزغ على العراق ، بل كان نقطة تحول وفرصة تاريخية من النادر حدوثها في تاريخ دول العالم الثالث ، فالثورة لم تكن حفنة من الشباب المتهور يبغي التغيير لغاية التغيير فقط كما يصفه الناقمين على الثورة، بل هي اللحظة الحاسمة التي إختار بها الزعيم وزملائه القيام بالثورة بعد أن أصبح البلد تحت وطأة المعاهدات المشبوهة والتحالفات المجحفة فقرروا ان يزيلوا الحكم الملكي الذي لم يستطع ان يقدم الحلول للمشاكل السياسية والإقتصادية التي عصفت بالمجتمع العراقي فكان خيار الثورة هو البلسم وشعارها الفقير ، نعم فقد كانت ثورة 14 تموز مشروع بلسمي لتحويل العراقي من البؤس الى الرفاهية ومن الإظطهاد الى الحرية ومن التخلف الى العلم ، ورغم قصر فترتها الزمنية استطاعت الثورة ان تحقق ما لم يستطع تحقيقه من حكم العراق عقود من الزمن ، فهي اي الثورة ظاهرة صحية وسط بيئة دولية شمولية لم تستطع هذه البيئة ان تجد لها جسور مع التغيير في العراق لذا كانت القطيعة ونفخ الضباب من ابرز سياسات بعض الدول اتجاه الثورة ( مصر ، سوريا ) نموذجاً عربياً (بريطانيا والولايات المتحدة ) نموذجاً عالمياً ، واليوم وبعد خمسون عاماً على ثورة 14 تموز الخالدة وهي تعيش غمرة إحتفالها باليوبيل الذهبي تبقى بعض الملامح والسمات راسخة في ذهن المواطن العراقي والتي من ابرزها :-

صدق الشعارات
تمتاز ثورة 14 تموز بصدق شعاراتها والتي سارت عليها فيما بعد وأحالتها الى حقيقة ملموسة وواقع فــقد أكد الزعيم في أكثر من مناسبة انهم اي الضـــباط الأحرار ( فوق الميول والإتجاهات ) فمن يستطيع اليوم ان يأتي بدليل تاريخي إن الزعيم كان من الجهة السياسية هذه أو تلك أو من هذا التيار او ذاك ، إن من فجر الثورة هم ضباط عراقيين ارادوا العزة والكرامة لهذا البلد وشعبه المظلوم وقد أوفت الثورة بأغلب شعارتها (لنا في كل شهر ثورة ) واحالتها الى مجمعات سكنية وثورة تنموية في جميع القطاعات الصناعية والزراعية والتجارية .

نزاهة الثورة
جاءت الثورة صبيحة 14تموز 1958 وذهبت يوم 8شباط الأسود 1963 ولم يسجل بين هذين التاريخين اي عملية فساد إداري وإختلاس او إثراء غير مشروع فقد جاء قائدها فقير وذهب فقير فلم يترك قصوراً او مزارع او اسهم بأسماء وهمية في شركات عالمية وقد رحل الشهيد عبد الكريم قاسم وفي جيبه بعض الفلسان وهو رئيس جمهورية العراق المتخمة بالنفط والأموال يذهب الرجل ولم يخلف رصيد له في اي مصرف عراقي او اجنبي ليكون رصيده حب الناس المترسخ في ضمائر و وجدان العراقيين ليصبح نموذجاً للعفة والشرف والنزاهة ويصبح فيما بعد مثلاً تتناقله الألسن وشخصاً يحتذى به .

ثورة الفقير
يعتبر الفقير هو رأسمال ثورة 14 تموز الحقيقي فلم تبخل الثورة في جهودها من أجل تعويض الطبقة المسحوقة ورفع الحيف عنه والتي تمثل النسبة الأكبر من الشعب العراقي ، فقد عملت الثورة على توزيع الأراضي السكنية وتحويل مساحات الأراضي الجرداء في بغداد والمحافظات الى أحياء سكنية شعبية استطاعت ان تضم الملايين من البسطاء وتسد حاجتهم للسكن هذا من جانب المدينة اما من جانب الريف فقد كان قانون الإصلاح الزراعي هو التتويج الفعلي لصبر الفلاحين على عذابات السنين وقسوة الإقطاع ليصبح من حق كل من يمتلك القدرة على الزراعة ان يختار الأرض التي لم تستغل ويزرعها .

عفى الله عن ما سلف
أعتبر الكثير من السياسيين والباحثين هذه العبارة سبب مهم في تقوية شوكة المتأمرين على ثورة 14تموز وأعتبروها نقطة ضعف في سياسة الزعيم رغم ماتحمل من مضمون انساني كبير يكشف عن النوايا الخيرة والصادقة للثورة إتجاه جميع العراقيين من خلال النظر للجميع على اساس المواطنة وبروح أبوية خالية من مظاهر الإنتقام والتنكيل ومعادلة الكيل بمكيالين فقد كان التسامح عنواناً لخط الثورة من خلال اشاعة مبدأ الرحمة فوق القانون وإذ ما دل هذا الأسلوب عن شيء فهو يدل عراقية الثورة الخالصة كون العراقي بطبعه متسامح وميالاً للألفة وحب الخير والناس .

تواضع الثورة
لم يكن من ديدن قادة 14 تموز المبالغة في تطبيق قواعد الأتكيت السياسي وركوب موجة ( الكشخة المترفة ) على حساب هموم الشعب ومشاكله فقد كان الزعيم على سبيل المثال يفترش مكتبه وينام في صورة غاية في التواضع ، فلم يكن له ديوان إستراحة فخم والعشرات من الخدم بل كان كل ما موجود مكتب صغير وبعض المقاعد البسيطة وهاتف ارضي وفراش يسمى عسكرياً بالـ ( يطغ ) كان يستلقي عليه الزعيم وبزة الخاكي التي جاء بها وذهب مرحوماً بها ايضاً وقد تلمس هذا التواضع اكثر من خلال الروايات الكثيرة التي يسردها الناس ومنها قصة ( السفرطاس ) فقد ذكر حسن العلوي في كتابه عبد الكريم قاسم رؤيا بعد العشرين قصة تروي كيف كان يأتي يومياً سائق الزعيم ليأخذ السفرطاس من بيت الزعيم وهذا السفرطاس يمثل غداء رئيس جمهورية العراق كأي وجبة غداء لعامل أو حرفي أو فلاح.

وطنية الثورة
تبرز وطنية ثورة 14تموز وأنحيازها التام اتجاه مصلحة البلد وعدم التفريط بحقوقه وتعريض خيراته للإستنزاف تحت شعارات قومية وإقليمية ضيقة وفارغة في نفس الوقت تجلت في عدة مواقف منها موقف رفض الإنضمام الى الجمهورية المتحدة ، بعد ان أدرك الزعيم ان مصلحة العراق لاتتطلب الدخول في المشروع القومي خصوصاً وإن بلد مثل العراق يشهد بداية مراحل التنمية ويعاني من مظاهر البطالة والفقر ، ورغم ذلك أعتبرالبعض هذه إنفرادية في السلطة وهي في الواقع كانت رؤيا سياسية تصب بصالح البلد وقد كشف القادم بصحة وجهة نظر الزعيم بهذا الموقف الذي يحسب له وليس عليه كما أراد ان يؤدلجه البعض ممن اراد ان يضع ثورة 14تموز في قالب الشعوبية في حين كانت الحقيقة هي ثورة وطنية خالصة .

لقد برهن الزمن في ما بعد على إن ثورة الضباط الأحرار عام 1958 هي من أكثر الثورات إستقلالاً ، فكان في تلك الفترة كل الحركات والأحزاب تعمل في الشمس وكانت جميع الصحف تتمتع بمساحة كبيرة من الحرية قل نظيرها قبل وبعد الثورة فهي اي الجمهورية لم تكن فئوية ولا طائفية ولاعشائرية ضيقة كما فعلها البعض وحول العراق بيد عشيرة بربرية متعطشة للسلطة والدم في آنٍ واحد وتحول البلد أداة بيد مزاج شخصية مريضة عاثت بالعراق الخراب والدمار، فإذا كانت تهمة الإنفرادية مازالت تلاحق شخص عبد الكريم قاسم فلاضير ولاتعتبر منقصة من تاريخ الرجل الناصع لكونها( إنفرادية وطنية ) لم يشهد العراق لها مثيل مقارنة مع حكام العراق اللاحقين ، المجد لثورة 14 تموز الخالدة والخلود لذكرى زعيمها الشهيد عبد الكريم قاسم في ذكراها الخمسين .






#وسام_محمد_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشكلة النشيد الوطني والعلم العراقي
- الأحزاب العلمانية في العراق وطبق الذهب
- رؤيا للسبعين
- ظاهرة الصحوات بين الضرورة الوقتية والديمومة العسكرية
- رجل المرور ... دليل في استمرار الحياة
- عندما يكذب السياسي ....هل سيتكلم صندوق الإقتراع
- ثقافة الدعاية في صياغة العقل الجمعي
- إنتهت اللعبة ... عشية الذكرى الخامسة لسقوط الصنم
- عندما تطأ التماسيح شارع الرشيد
- الإعمار وإعادة الإعمار
- ظاهرة قطع الرؤوس .. نتاج الحكم البعثي في العراق
- أقوى من الموت وأعلى من اعواد المشانق
- بصمات الزعيم عبد الكريم قاسم في العراق
- ( حفرة ) المواطن النفطية !!!
- البعد الإصلاحي للثورة الحسينية
- بائع ( الحلويات ) صورة خطيرة لواقع الطفولة العراقية
- بين 2007 و2008 امنية تتجدد كل عام
- هل سيكون عام 2008 حرباً على الفساد في العراق ؟؟
- في ذكرى اليوم العالمي لحقوق الإنسان


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسام محمد شاكر - هكذا كانت شمس 14 تموز الخالدة