أقوى من الموت وأعلى من اعواد المشانق

وسام محمد شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 2202 - 2008 / 2 / 25 - 10:01
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

لم تكن مقولة الشهيد الشيوعي فهد هذه إهزوجة رجل في طريقه للإعدام بقدر ماكانت سلوك جسده رفاق الحزب الشيوعي العراقي في مسيرتهم الناصعة البياض ،حيث كانت هذه العبارة بداية القصة المؤلمة والرحلة الشاقة للشيوعيين العراقيين مع المشانق اللتي بدأت منذ اربعينات القرن المنصرم مكونة جبل من التضحيات والقصص التي تغفوا على عتبات المعتقلات وفي غياهب السجون ناسجة بذلك أروع الصور النضالية من أجل وطن حروشعب سعيد أنه سِفّرالشيوعيين الذي كتبوه تحت سياط الجلادين وتعذيبهم ، تستمد هذه عبارة قوتها من خلال العلاقة العكسية بين المبدأ والحياة وبين الموت على بيارق الرفض وبين العيش في صرائف الإذلال لتكن الحقيقة أكبر من الموت والغاية اعلى وأصلب من أعواد وخشبات المشانق انها الفكرة التي ولجت صدور الكثيريين واليوم يقف ذلك الجبل في ذكراه التي تزداد ألقاً وتمرداً على الموت لتستمرمسيرته الى اللانهاية أنه يوم الشهيد الشيوعي الذي لاأراه سوى قطعة من الشمس تشرق على بلادي ومجداً موغلاً يرنو الى ترنيمته الرابعة والسبعون بكل شموخ كأن الزمان يصر على أن موتهم هو ولادة وإن ولادتهم ماضية الى ماستمضي اليه لترددها الأفواه ( حزبك فهد ما مات عايش باقٍ للأبد ) رغم المقاصل وأحواض التيزاب وقطع الرؤس والقتل بالديناميت ومثرامات البعث الفاشي لم يستطع أي طاغي ان يعلن النهاية لتنتصب كلمة (أقوى ) يوماً بعد يوم ودولة بعد أخرى كالنخيل في ارض الرافدين ولتمتد جذورها الى عروق الوطن اللذي أتخم بالمقابر الجماعية التي كان للشيوعي فيها حصة الأسد وقد لا أكون مبالغاً في أن أول مقبرة جماعية في العراق كانت تضم رفاة شيوعي اختار الموت على أن لا يبوح بأسرار عشقه لقضيته ومبدأه ، لهم المجد وللجلاوزة الخسة ولهم الفخر وللفاشست الذل ولهم الذكر الطيب والبقاء السرمدي وللطغاة العار ، عار الهزيمة امام الدماء الزكية ، انها أرواحهم المفعمة بالحياة اللتي أسقطت اعتى الديكتاتوريات في هذا القرن انه نضالكم الشريف اللذي جعل الشمس تشرق من جديد انها أصواتكم التي صرخت على جدران المعتقلات وزلزلتها انها دمعاتكم التي صدئت منها الزنازين حتى أمست ركاماً . المجد لمجدكم والخلود لذكراكم في يومكم الأغر .

#وسام_محمد_شاكر (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل