أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميسون البياتي - آيات سلمان رشدي الشيطانية















المزيد.....



آيات سلمان رشدي الشيطانية


ميسون البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 2348 - 2008 / 7 / 20 - 08:17
المحور: الادب والفن
    


طائرة تقلع من مطار لندن متجهة الى بومبي , تقوم مجموعة إرهابية بخطفها , المجموعة مكونة من 3 رجال وإمرأة , يحصل عراك داخل الطائرة يؤدي الى تفجيرها على إرتفاع عالي جدا , تتناثر الأشلاء ومن بينها يلتقى رجلان ما زالا على قيد الحياة وهما في طريق السقوط . هما الهنديان : المغترب علاء الدين جمجة , والممثل جبرييل فريشتا , يصرخ واحدهما على الآخر ويهذيان طول الطريق الى الأرض . تقابلهما وهما في الطريق , راكبة على بساط ريح , إمرأة إسمها رخا مرجنت , كلمة رخا كلمة هندية معناها ( الحد الفاصل ) هذه المرأة ستظهر في أماكن عديدة من الرواية تلوح من بعيد وتذهب , لاتأخذ أحدا معها ولا تترك أحد بحاله . دلالة على حالة التداخل بين الحدين النقيضين اللذين لا يوجد بينهما حد فاصل .
من هو جبرييل فريشتا ؟
إسمه الحقيقي إسماعيل نجم الدين , ولد لعائلة هندية مسلمة في بومبي , أمه نعيمة نجم الدين كانت تناديه ( فريشتا ) وهي كلمة هندية تعني الملاك , لأنه كان جميلا جدا , كما حكت له الكثير من الحكايات عن الإسلام وحياة الرسول (ص) , حين صار عمره 13 عام دهست سيارة أمه فماتت في الحال وتركته مع والده الذي مات وعمر إسماعيل 20 سنة عندها كفله صديق والده ( ببا صاحب ) وأسكنه في بيته .
يوم عيد ميلاده 21 قدم له ببا صاحب هدية غيرت مجرى حياته , فقد عرفه على منتج درامي لإنتاج الأفلام والمسلسلات التلفزيونية الدينية , عمل معه أربع سنوات كومبارسا , ثم وافق أن يقوم ببطولة مسلسل عن الفيل المقدس لا يظهر فيها شكله لذلك جلبوا له رأسا به خرطوم , لكن العمل نجح نجاحا كاسحا بسبب أتباع هذه الديانة الذين حبذوا العمل . ثم مثل دور القرد المقدس فألبسوه قناع قرد ووصلوا له ذيلا , ونجح المسلسل نجاحا باهرا . هنا صار إسماعيل نجما لذلك قرر المنتج إشراكه في مسلسل الآيات الشيطانية , وبسبب وسامته الزائدة أعطاه دور الملاك جبريل , وبسبب النجاح الهائل للمسلسل عند المسلمين الهنود لذلك صاروا ينادون إسماعيل بإسم ( جبرييل ) , فأضاف إسماعيل الى هذا الأسم صفة التحبب التي كانت تطلقها عليه أمه فصار إسم شهرته ( جبرييل فريشتا ) أي ( الملاك جبرييل ) الذي هو عنوان هذا الفصل من الكتاب .
أثناء تصوير أحد المشاهد إنهار إسماعيل بسبب وضعه الصحي المتردي فحمل الى المستشفى , بسبب المرض القاتل حصل عنده إختلال في الضغط جعل حتى أجفان عينيه تنزفان دما وفي تلك اللحظات التي شعر فيها بالعجز والحاجة الى الحياة ويدعو الله من كل قلبه , لكنه يزداد نزفا , عندها يئس من رحمة الله وفقد إيمانه .
توقف العمل في بومبي , فكل الناس كانت متجهة الى المستشفى للإطمئنان على صحة فريشتا أو توصيل الزهور إليه , حتى رئيسة الوزراء ألغت بعضا من إجتماعاتها وذهبت لزيارته .
أخيرا بدأ يتعافى فقد توقف النزيف وبدأت الأمور تعود الى طبيعتها , حين خرج من المستشفى , ركب سيارته الفارهة التي سارت به سبع ساعات ثم دخل مطعما من أرقى درجة يقدم الأكل المحرم , وهكذا ملأ صحنه من طعام لحم الخنزير ( الهام والبورك والبيكن ) وبدأ يبلع لقما كبيرة بسرعة , ثم وهو مستغرق في كفره هذا , يلتفت ليشاهد خلفه إمرأة بولونية تدعى ( أليلويا كوهين ) أي ( تبارك كوهين ) كانت هي وأسرتها من الهاربين من مجازر النازيين في بولونيا وهي تعرف عن قرب مقدار الشر الموجود فيهم , كما أنها متسلقة جبال صعدت إيفرست وقمم الألب والأولمب عدة مرات وتعتقد أن كل الأرواح الشريرة ( النازيون والعفاريت والشياطين ) كلهم يسكنون في بقعة ما من هذه الجبال . أخيرا قرر والدها تغيير الطابع اليهودي في أسمائهم فصار إسمها ( عليا كون ) . غادرت بومبي الى لندن بعد أيام من اللقاء , وكان فريشتا قادما لزيارتها في لندن حين إنفجرت به الطائرة .
من هو صلاح الدين جمجة ؟
كلمة جمجة كلمة هندية معناها المغرفة التي تستعمل لغرف المرق أو الشوربة , ولها معنى آخر هو المحاكي أو المقلد , وهذا هو المقصود لأن علاء الدين يعمل في دبلجة الأفلام وتقديم بعض البرامج , إسمه الحقيقي صلاح الدين جمجوالا , أمه نسرين جمجوالا وأبوه جنكيز جمجوالا , أهله من الهنود المتأثرين بالتقاليد الأوربية للحياة , أنشأه والده نشاة صارمة علمته الإعتماد على نفسه , حين كان في العاشرة من عمره عاد ذات يوم من المدرسة ليعثر على محفظة نقود تحتوي آلاف الليرات والروبلات والدولارات والجنيهات الإسترليني , وكانت تلك مفاجأة عمره , حالما أمسكها بيده أخذها منه والده وإحتفظ بها حتى يأس من إستعادتها منه , ماتت أمه نسرين فتزوج والده من إمراة ثانية إسمها نسرين أيضا ومع اليتم وقسوة المعاملة كثرت المشاكل مع والده .
ذات يوم حمله والده الى لندن وأعطاه المحفظة التي كان قد عثر عليها بكل ما فيها من مال وقال له : الآن أنت المسؤول عن الإنفاق علينا , لكن الأب بدأ يصرف ببذخ حتى إستنفذ النقود كلها , عندها قال لولده : أتركك الآن وعليك أن تشق طريقك في الحياة . تعب صلاح الدين الى أن كون نفسه وتزوج من باميلا جمجوالا وهو الآن في طريقه الى بومباي لتسجيل برنامج تلفزيوني حين إنفجرت الطائرة .
ديانته غير واضحة في الرواية غير أني أظنها إحدى ديانات الهند الكثيرة التي تؤمن بالتناسخ وهذا هو سر الكم الهائل من الحيوانات التي سيراها علاء الدين أثناء هذيانه , فمن طبيعة العقيدة التناسخية الظن أن الإنسان الصالح بعد موته تذهب روحه الى إنسان أرقى أو طائر فينيق أسطوري مثلا , في حين الإنسان الطالح تذهب روحه الى جسم قرد أو بهيمة .

هذا الفصل هو هذيان يدور في ذهن جبرييل فريشتا أثاء السقوط متذكرا به حلقة من حلقات مسلسل الآيات الشيطانية الذي كان قد أداه سابقا . في الفصل كلام عن الإسلام في بداية الدعوة . لكن الأسماء كلها متغيرة . إسم النبي الكريم صار ماهوند , مكة المكرمة في فترة قبل الفتح وأول ظهور الإسلام لذلك كان إسمها جاهلية , أبو سفيان صار إسمه أبو سنبل .
هذا الفصل صورة طبق الأصل عن فلم الرسالة لذلك لن أسرده عليكم , غير أني سأركز على ثلاث نقاط تحدثت عنها الرواية بإسهاب لا تعرف مدى دقته التاريخية , وهل هو حقيقة أم من دواعي الصياغة الفنية للرواية .
_ النقطة الأولى هي العلاقة القوية التي كانت تربط النبي وعائلته بأبو سنبل وزوجته هند والصداقة المتينة بينهما . كان الرسول يشتغل في تجارة زوجته خديجة , بينما هند كانت مسؤولة عن إدارة معابد اللات والعزى ومناة , وتكسب من مال الحجيج الى هذه المعابد الشيء الكثير , لذلك حين نزل الوحي وبدأت النبوة , ذهبت هند الى النبي في بيته وقالت له : (( إذا أنت عندك الله .... أنا عندي اللات )) . بمعنى أنها تطالبه بعدم محاربة آلهتها حتى لا تخسر مكانتها الإجتماعية ومكاسبها المالية .
_ النقطة الثانية هي حكاية قتل حمزة عم النبي لأخي هند الذي لم تحدد الرواية إسمه .
الرواية تقول إن الجاهلية كان من عادتهم الإحتفال بعيد إيراهيم ثلاثة أيام في كل عام , وهي ذكرى أيام جلب إبراهيم لهاجر وإسماعيل الى مكة حتى تفجرت عين زمزم . في اليوم الثالث من هذا العيد كانت الجاهلية عن بكرة أبيها تلبس الأقنعة وتخرج محتفلة , أخو هند كان يرتدي قناعا , بمعنى أنه لم يكن مهيأ لقتال أو مستعدا له , لكن حمزة حمل سيفه ولاحقه الى أن قتله , ولا تدري ساعتها كم كان من الصعب إيصال الخبر الى هند . بعد هذه الحادثة صار رجال أبو سنبل يلاحقون المسلمين ويأذونهم , وأثناء الليل ينتظرونهم حتى ينامون , ومن خلال النوافذ يلقون داخل بيوتهم شعلا من نار تحرقهم وهم نيام , أدى ذلك عند إشتداده الى هجرة المسلمين من مكة الى المدينة .
_ النقطة الثالثة هي قضية الآيات الشيطانية , فبينما كان الرسول يلقي الآية القرآنية , وبسبب الطبيعة الملائكية للشيطان نفسه التي تسمح له بالتحرك في كل مكان فقد غير وحي الآية فجاءت : واللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى تلك هي الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى , غير أن النبي حين ذهب الى الغار أتاه جبريل وأبلغه أنه لم يوح له بالآية بهذا الشكل , وهكذا خرج الرسول من فوره الى مكان الإجتماع وصحح الآية بالنص (( واللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى تلك أسماء سميتموها انتم وآبائكم )) . و ينتهي الفصل بهجرة المسلمين الى المدينة .

إلوين دي وين في عقل صلاح الدين جمجة هي مدينة الإنبعاث من جديد أو الخلود أو إعادة الخلق ... مثلما هي فكرتنا عن مدينة دلمون التي وجد فيها كلكامش عشبة الخلود التي أكلتها منه الحية حين نام .
حين يصل الرجلان جمجة وفريشتا الى الأرض فإنهما يسقطان في مياه القنال الإنكليزي في منطقة ما تدعى إلوين دي وين . يسبحان حتى الشاطيء بصعوبة وحين يستلقيان على الرمل تتقدم منهما سيدة عمرها 88 سنة إسمها روزا دايموند تدعوهما لدخول قصرها الوحيد في كل المنطقة . و من ملابس زوجها المتوفي يلبس فريشتا بدلة ويحاول الراحة , لكن جمجة يحصل على بيجاما مخططة أبيض وأحمر حين يحاول إرتدائها تتمزق فينزل الى الطابق الأرضي لإخبار السيدة . في هذه الأثناء 57 رجل من خفر السواحل يمشطون الساحل مع 3 كلاب للبحث عن الرجل الذي ظنوه طالب لجوء تسلل الى أراضيهم عن طريق البحر , حين تفتح لهم السيدة الباب يقوم 9 منهم بإعتقال جمجة وأخذه الى التوقيف . وفي الطريق يشبعونه ضربا حين يقول لهم أنه بريطاني لكنه لا يحمل هوية . فأخذوا كل بياناته للتحقق .
فريشتا يبقى مع السيدة العجوز حتى يوم عيد ميلادها 89 يشتري لها الكيك والشمبانيا ويراقصها حتى الصباح , عند الصباح تصاب بالحمى , قال الطبيب أنها أصيبت بالتيفوس , تموت خلال ساعات قليلة .
من الخزانة يرتدي فريشتا معطفا ويخرج من البيت , يركب القطار عائدا الى صديقته عليا كون , وطول الطريق هناك بساط ريح يمشي بجانب القطار راكبة عليه رخا مرجنت ( الحد الفاصل ) .
يمتليء جسم جمجة بالبقع الزرقاء جراء الضرب من قبل الشرطة الى أن تأتي نتيجة التحقق بعد عدة ساعات أنه فعلا مواطن بريطاني فتأخذه سيارة الشرطة الى المركز الصحي الملحق بمركز التوقيف وهناك يعاني لعدة أيام من تعب شديد وهلوسات , يحاول الإتصال بزوجته هاتفيا , لكنها سمعت خبر سقوط الطائرة من الأخبار , وهي الآن بصحبة أقرب أصدقائه إسمه جمشيد , مرتاحة لأنها تخلصت من زوج حاولت تطليقه بسبب عقمه , ولم تفلح . ويغلق الخط .

من هو الإمام ؟
رجل بلحية وعمامة يصل منفيا الى لندن يقيم في شقة ورق حيطانها أخضر باهت وعليها بقع تقول إنه كانت على تلك الحيطان صور أزيلت بقدوم الإمام ( عدو الصور ) لكنه يحتفظ بمجموعة من البوست كاردات عن مدينته التي تدعى ( دش ) . أما في غرفة نومه وفي الجهة المقابلة لوجهه فعلقت صورة المرأة القوية التي يكرهها ( عدوته ) التي إسمها ( وهل هناك غيرها ؟؟ عائشة ) حيث يتآمران على بعضهما سواء هنا في منفاه , أو هناك في مدينته دش .
شبابيكه مقفلة وستائره مسدلة طول اليوم , وحين ينوي المشي في شوارع كنغستون قليلا يخرج معه ثمانية شباب يرتدون نظارات شمسية لحمايته مما جعله في حاله ( تفكير بسادوم المجبر على إنتظارها : منزويا وبلا شائبة ونقي ) .
الآذان والأعين محيطة به و ليست كلها صديقه , وهناك آلات التجسس والتصنت والتصوير , بارانويا , والمنفى شرط أساسي للبقاء .
سمع من صديقه المقرب , الأمريكي المعتنق الجديد للإسلام والمطرب السابق الذي صار يعرف بإسم بلال إكس , أن مسؤولا كبيرا من ( السافاك : منظمة التعذيب التابعة لشاه إيران ) قادم لمتابعته .
إبنه خالد يجلب له كوب الماء , فالإمام يشرب الماء بكثرة .. كوب كل خمس دقائق ليحفظ نفسه نظيفا فالماء ينقي من النجاسة وكل الشباب حوله يهتمون بدراسته العلمية عن الماء الذي ينقي عقائد الإمام ومعتقداته , ويظن نفسه أفضل من عدوته التي تشرب النبيذ الأحمر .. لا بل تشرب الدم , وهي لا تملك أي أمل بمغفرة الله لذنوبها . الإمام يتذكر أيضا وبحنق شديد الأغا خان أنه يشرب الشمبانيا رغم كونه زعيما إسلاميا .
أغلق الإمام عينيه وقال لجبريل : دعنا نذهب
رد جبريل : (( لماذا تصر على وجودي ؟؟ يجب أن تعرف أن زمان الملائكة مضى .. دعني أذهب )) . لكن الإمام جذبه بقوة وهو يقول (( يجب أن تأخذني الى القدس )) .
الإمام الذي نمت لحيته طويلة جدا خلال دقائق , كان يصرخ في كل إتجاه : (( القدس .. أين الطريق إليها ؟؟ )) .
( القدس كلمة مرنة قد تكون مجرد فكرة أكثر من كونها مدينة , ثم أين تقع قدس الإمام ) ؟
جبريل ومعه الإمام صاعدا على ظهره وكأنه بساط ريح وصلا الى القصر الإمبراطوري وعند البوابة صرخ الإمام (( أخرجوا لي .. وسأريكم )) .
لاحظ جبريل أن الشوارع تعج بالناس , وتم إسقاط تمثال اللات .. سقطت اللات ملكة الظلام ودخل الإمام القصر معلنا أنه قام بثورة . (( ليس ضد الطغيان وحده , ولكن ضد التاريخ أيضا وضد الشر والشيطان , التاريخ إنحراف عن الحق , والمعرفة غرور , لأن قيمة العلم إكتملت في اليوم الذي أرسل الله فيه نبيه )) .
الأمام كان يرسل كلماته الى صديقه الأمريكي بلال إكس ليعلنها على الناس بصوته العذب , وكان بلال يهتف (( الموت لطغيان الإمبراطورة عائشة , وخططها , وأمريكا وزمانها , نحن نريد الخلود , في سرمدية الله , وروائه الدائم بالماء وليس بنبيذ عائشة المتدفق , أحرقوا الكتب ومزقوا الورق وإحفظوا الكلام كما نقله الملاك جبريل الى النبي , مشروحا من قبل إمامكم )) . حطموا الساعات إذ لا أهمية للوقت , ودمروا كل شيء , لأن الله لن يرضى عن الحياة إلا اذا عاد شكلها مثلما كان من قبل . ثم بدأت الناس تموت بالجملة .
من هي عائشة ؟
ميرزا سعيد أختار , وزوجته ميشال لم يرزقا بأطفال رغم ثرائهما . ولذلك فهما يرحبان في قصرهما بيتيمة صغيرة تدعى عائشة لتعيش بين الفلاحين والخدم , حين صار عمر البنت سبع سنوات بدأت العمل في محل يصنع الدمى وكانت تذهب لتوصيل إنتاجها الى المحل تقريبا كل شهر مرة , كانت جميلة وشبان كثيرون توددوا إليها لكنها صدتهم جميعا , فبسبب الحرمان واليتم , كانت تتصور نفسها إنسانة من طراز خاص وتبحث عن رجل به نوع من القدسية أو الملائكية .
أكثر الشبان محبة لها هو عصمان المهرج الذي بسببها غير ديانته ( الجاتناباتنا ) وإعتنق الإسلام . حين تسأله عن السبب يجيبها : لكي أشرب الماء مثلكم . فتقول له إن الإسلام أكثر من مجرد شرب للماء بدلا عن النبيذ . لكنها وكمسلمة ملتزمة تقول لعصمان أن ديانة الجاتناباتنا لم تزل في قلبه وأنه قد يعود إليها في أي لحظة ولهذا فهي لا تريده . في هذا المقطع نكتشف أن الإمام حين إتهمها بشرب النبيذ لم يكن ذلك إلا إدعاءا ضمن حرب التهم المتبادلة بينهما .
عندما صار عمرها 19 سنة ذهبت الى المدينة لتوصيل الدمى الى المشغل وعند عودتها شعرت بالتعب فنامت تحت الشجرة المقدسة في القرية لمدة يومين وحين صحت إدعت أنها شاهدت الملاك جبريل في نومها ومنذ تلك اللحظة فهي بمجرد أن تغمض عينها تكون قادرة على مشاهدته وهو يجيبها عن كل ما تسأل عنه من أسئلة .
ميشال زوجة ميرزا سعيد أختار ووالدتها السيدة قريشي تستدعيان عائشة التي صار إسمها في القرية ( الكاهنة عائشة ) في محاولة للبحث عن علاج لميشال بسبب عدم حملها , لكن عائشة تبلغهم أن جبريل أخبرها أن ميشال مصابة بسرطان الثدي , عندها يشتم الميرزا سعيد عائشة ويتهمها بالكذب والدجل ويضربها ويكسر أحد أسنانها . لكن زوجته وأمها تأخذان السيارة الى المدينة وتجريان فحصا دقيقا .. يتأكد منه ان ميشال مصابة حقيقة بسرطان الثدي . تغيب عائشة 17 يوم وحين تعود تأمر سكان القرية بالذهاب الى مكة سيرا على الأقدام , سألوها وكيف سنعبر المحيط الهندي وبحر العرب ؟ قالت إن جبريل سيشق الماء تحت أرجلكم فتعبرون . بدأ فقراء القرية بجمع الأكل والتفكير بطريقة لحمل الأطفال وكبار السن .. فقد كانت تلك الرحلة الى مكة , رحلة إنتحارية .
ميشال وأمها تقرران الذهاب الى مكة مع الذاهبين . حين يتوسل الميرزا سعيد بزوجته أن تأخذ السيارة المرسيدس أو ثلاجة الكولا تقول له : لا .. سأذهب كما سيذهب بقية الناس لأن عائشة وعدتني أن يتم شفائي بالكامل أثناء تأدية هذه الحجة . وتذهب مع عائشة رغم تذمر زوجها الشديد .

في هذا الفصل يلف علاء الدين جمجة نفسه ببطانية حيث يستعملها مثل عباءة , ويذهب لملاقاة جمشيد صديقه الحميم .. وحاليا عشيق زوجته باميلا . يطرق الباب فيفتح له رجل هندي الباب ..إسمه سفيان .. زوجة سفيان إسمها هند . ولديهما إبنتان ميشال وأناهيتا . جمشيد يسكن مع هذه العائلة في نفس البناية .
يتم إخباره أن جمشيد في الخارج وأنه يستطيع إنتظاره , وتغرف له هند صحنا من يخنة الدجاج , يأكل ويتمدد ليرتاح , فيقدم لنا المؤلف فصلا يضمنه رؤيته عن مدينة الشر التي تتحرك أمام أعيننا يوميا من خلال العلاقات التي تربط الناس وفيها كل الشرور : الغربة , وضياع الطاعة , ونسيان اللغة الأم , وتبدل دين المهاجرين , والكذب , والزيف , والعلاقات غير المشروعة , وعبادة الدولار . كل ذلك من خلال سلسلة من الأحلام والكوابيس والهذيانات .

ويقصد المؤلف من هذا الفصل هو إرتداد أهل مكة عن الإسلام بعد فتح مكة .
لا أعرف مقدار المصداقية التاريخية لهذا الفصل , وهل الحكايات الواردة فيه موثقة تاريخيا أم أنها لمجرد صياغة الحبكة الدرامية للرواية , غير أن هذا الفصل إضافة الى فصل عائشة هو ما أجج المشاعر ضد الرواية .
النبي الكريم وبعد فتح مكة عانى من أذى قريش بنفس المقدار الذي عاناه قبل فتحها , بعد فتح مكة يقرر النبي أن مشركي مكة الذين دخلوا الإسلام عنوة عند الفتح , محتاجين الى فترة إنتقالية يتخلون فيها عن عاداتهم الوثنية , وينتظمون في المجتمع كمسلمين . يسلم القيادة الى القادة والضباط ويأخذ زوجاته الإثنتي عشرة , ويغادرالى واحات يثرب الى أن تنتهي الفترة الإنتقالية . ويوصي بإغلاق ( بيوت ذات الرايات الحمر ) بالتدريج , لكن أبو سنبل وكان الآن واحدا من قادة المدينة يعطي الأمر بعدم التسرع في ذلك مخافة ثورة الناس وتمردهم .
هند زوجته , كان لها عشيق شاعر إسمه في الرواية ( بعل ) كان قد هجا الرسول بأمر من هند في وقت سابق , ما أن تفتح مكة حتى يبحث عنه الجند فيضطر الى الإختباء في دار من دور الرايات الحمر , ويتم صبغ جلده فلا يعود يتعرف عليه أحد . وأثناء إقامته في الدار يصيبه الملل ويحاول التعرف على أخبار المدينة في الخارج فلا يجد وسيلة غير التصنت على أحاديث الرجال وهم يترددون على هذه الدار .
ابراهيم الجزار مثلا كان يقول إن الناس تشتري منه اللحم الحلال من باب الدكان الرئيس , لكنهم من الباب الخلفي كانوا يقدمون إليه لشراء لحم الخنزير . وهو متذمر من عمله فعلا , لأن ذبح خنزير أسود كبير غالي الثمن ( بدون صوت أو ضوضاء تجلب له المشاكل مع الشرطة ) أمر عسير .
أما العطار موسى فكان يقول إن العادات القديمة من الصعب تغييرها , وهو يصلي في العلن الى الله لكنه خفية يصلي لمناة وأحيانا الى اللات , لأنك لا تقدر على نبذ الآلهة الإناث . لا يوجد نصر كامل , و..... بدأ الأذى يوجه الى النبي .
في هذه الفترة نمت علاقة ( بعل ) بكل من صاحبة الدار وفتاة تعمل فيها عمرها 15 سنة , ومن أحاديث الزبائن , يتسمع هؤلاء الثلاثة الى حكايات يجلبها القادمون عن ضجرهم من الدين الجديد ومحاولة تمردهم عليه وعن النبي وزوجاته وعددهن 12 , فدارت في ذهنهم فكرة جهنمية للإساءة الى النبي الكريم .
صاحبة الدار لديها 12 فتاة يعملن معها .. تم منحهن أسماء زوجات النبي , وتم تزويجهن من بعل . وقد أعجبت النساء بذلك ( التشبه ) , الى درجة أنهن نسين أسماءهن الحقيقية .
ذات يوم صدفة وداخل الدار يلتقي بعل بصديقه القديم سلمان الفارسي . كان سلمان مستاءا أنه بعد فتح مكة حصل الكثيرون على وظائف مهمة إلا هو .. لذلك صار وهو يجلس بين يدي النبي لكتابة الوحي فإنه يغير في كتابة بعض الكلمات , لا يكتبها كلها أو يحرف فيها , إذا قال الرسول : اليهود , يكتبها : النصارى . لكن النبي شعر بذلك وأنب سلمان الفارسي , ولذلك فسلمان مغادر الى بلاد فارس في القافلة المنطلقة غدا , لأنه لم يعد يطيق البقاء هنا .
طبعا لاتوجد أي مصداقية تاريخية لهذه الحكاية , فإذا كانت كل المصادر التاريخية تجمع على أن معاوية بن أبي سفيان كان واحدا من كتبه الوحي , فإنه لا يوجد مصدر واحد يورد أن سلمان الفارسي كان واحدا من كتبة الوحي . وهذا ليس الخطأ الوحيد في هذا الفصل , لكن الرواية تخطيء في نسب أم المؤمنين السيدة رملة بنت أبي سفيان ( أم حبيبة ) بالقول أن هند هي والدتها , والحقيقة هي أن هند هي أم معاوية أخي رملة فقط , بينما والدة رملة هي صفية بنت أبي العاص , عمة عثمان بن عفان .
أخيرا تنتهي الفترة الإنتقالية التي حددها النبي للمشركين كي يتعلموا عادات الإيمان , فيأتي الجند لقفل بيوت ذوات الرايات الحمر , تتذمر النساء أن هذا هو مصدر رزقهن الوحيد , عندها يقتادهن الجند الى السجن .
الشاعر بعل واقف في الخارج وزوجاته الإثنتا عشرة في داخل السجن , كل يوم يكتب قصيدة تشبيب بواحدة من زوجاته ويسميها بالإسم الجديد الذي تعلمت إستعماله , وليس بإسمها الصحيح أو الحقيقي .. وبعد أن يقرأ قصيدته في جمع من الناس قرب السجن , يذهب لتعليق القصيدة على جدار السجن .
وهكذا فبعد 12 يوم ستعلق على جدار السجن 12 قصيدة تتغزل ب 12 إمرأة من المسجونات , أسمائهن تشبه أسماء أمهات المؤمنين الكريمات وفي ذلك أيما إساءة لهن ولرسول الله ولعامة المسلمين في نفس الوقت , لكنها كانت خطة شيطانية نفذت بلؤم بارع .
يأتي الجند ويلقون القبض على بعل ويعرض الى محكمة يحكم عليه فيها بالموت رجما , لكن الرسول الكريم يأمر بمقابلته للنظر مجددا في أمره وبعد المقابلة يؤكد عليه حكم الموت .
هند الجميلة التي كانت قد وصلت الستين من عمرها دون أن تشيخ , والتي كان الكثير من أهل مكة يعتقدون أنها تمارس عملا سحريا للمحافظة على جمالها . كانت قد إنزوت بعد ذلك مدة عامين في أعلى دارها مع كتبها القديمة لتمارس سحرا من نوع آخر , تعتقد أنه سيصيب النبي بسوء .
في اليوم الذي مات فيه الرسول الكريم كان خدمها قد دعوا كل كبار قريش الى وليمة في بيتها .. لكن أحدا لم يذهب الى تلك الوليمة لأن النبي كان قد مات .

هذا الفصل يشبه فصل مدينة منظورة لايمكن رؤيتها , يحمله المؤلف كل رؤيته للشرور التي تعم المدينة , مدينة لندن , أما عزرائيل فهو ليس أكثر من جهاز ترومبيت ( بوق ) ذهبي اللون يحمله فريشتا في جيب البالطو الذي يرتديه , ما أن يبدأ النفخ فيه , حتى تشتعل المدينة كلها بمن فيها .

بحر العرب هو جزء من المحيط الهندي عرضه 2400 كيلو متر وعمقه 4,5 كيلو متر ويفصل سواحل الهند عن سواحل الجزيرة العربية . تؤمل عائشة الحجيج الذين معها أن هذه المسافة سينشق عنها الماء لعبورهم مشيا على الأقدام الى مكة .
الميرزا سعيد أختار يركب سيارته المرسيدس حاملا معه ثلاجة الكولا , لاحقا موكب الحج على الأقدام الذي دعت له عائشه , يشاهد عائشة وصديقها عصمان المهرج ومعهما السيدة قريشي حماته , وإبنتها ميشال زوجة الميرزا , التي صارت رمادية اللون بسبب المرض والتعب وتراب الطريق , يذهب اليهما عارضا عليهما توصيلهما بالسيارة الى ساحل بحرالعرب , لكن ميشال تنهر زوجها الميرزا , وكذلك تفعل والدتها السيدة قريشي وتقولان له إرجع الى سيارتك وقناني الكولا واتركنا بسلام .
كان الركب يسير عدة ساعات عند الصباح وأخرى عند العصر , ويتوقف كل الوقت المتبقي للراحة بسبب الحر , لذلك يضطر الميرزا الى ترك سيارته في أحد مواقف السيارات ليتمكن من البقاء قريبا من زوجته التي رفضت كل محاولاته بعودتها عن هذا الحج أو ركوب سيارته لتحظى براحة أكثر , مما جعل الميرزا في حالة هياج شديد محملا عائشة كل المصائب التي تصيبه هو وعائلته . تموت إحدى النساء الحاجات ويتم دفنها على جنب الطريق , فيما يتبرم زوجها مما جرى لزوجته المحبوبة , فيركب مع الميرزا في سيارته .
بعد خمسة أسابيع من بداية هذه الرحلة بدأ الطعام ينفذ , وشح الماء , وتعب الكبار , وإزدادت إحتمالات موت الكثير منهم , إضافة الى أن السلطات القائمة على المدن التي يمر عليها الموكب كانت تعترضهم تحسبا للمشاكل , وكان الرتل يسمع صرخات من الناس على طول الطريق (( حمقى , متسللون , مسلمون )) .
أصرت عائشة على أن يؤدي الموكب الصلاة خمس مرات في اليوم وأعلنت أيام الجمع للصوم , بعد أسبوع مات أربعة : رجلان وإمرأة وطفلة , أخذ الميرزا سعيد وصديقه وعصمان المهرج جثثهم لدفنها .
في الأسبوع الثامن ماعاد الميرزا وزوجته يكلمان بعضهما خصوصا بعد أن صارت ميشال مساعدة لعائشة , توسل بها أن يأخذها الى أرقى مستشفى في العالم لعلاج سرطانها لكنها لم تقنع . والد ميشال سألها لماذا تذهب الى الحج ماشية اذا كانت تستطيع ركوب الطائرة ؟ أجابته بعناد أيضا , بأن المؤمنين وحدهم هم القادرون على ذلك .
عند الأسبوع التاسع شاع خبر رحلة الحج هذه في كل المنطقة لذلك وفود إعلامية بدأت تأتي يوميا لتصوير الموكب , وصور عائشة صارت تغطي كل صحف العالم تحتها عبارة (( الحاجة عائشة )) .
قبل ليلة من الوصول الى بحر العرب صاح الميرزا : (( توقفوا .. غدا سنموت جميعنا )) .
زوجته ميشال صاحت بصوت عالي : (( من الأفضل أن نموت شهداء لا جبناء , هل يوجد جبناء هنا ؟ )) .
أعطتهم السلطات المحلية مكانا للتجمع فيه , وفجأة أمطرت السماء مطرا ثقيلا جدا جعل الماء يرتفع الى خصور الواقفين . سحب عصمان عائشة وميشال وأرغمهما على ركوب سيارة الميرزا سعيد وسط صياحهما وشتائمهما . ثم إنطلقت السيارة الى اعلى تل لتفادي الماء . وكان الفيضان الذي حصل قد دفن 15 الف شخص أحياء .. عندها قالت عائشة بما يشبه النبؤة : (( بسبب سوء نياتهم فإن في موتهم حكمة )) .
بسبب الماء الذي تجمع في الطريق إضطر الميرزا الى ترك سيارته والمشي على قدميه بين الحجيج الذين كان عددهم قد تلاشى بسبب ما حصل . دخلوا جامعا لأداء الصلاة وبعد نهايتها سمعوا صراخ طفل عند الباب , كان طفلا غير شرعي عمره إسبوعان . صاح إمام الجامع (( هذا طفل الشر , إنه طفل الشيطان )) . وعلقت عائشة (( ستتم محاسبتنا عن كل شيء )) . ولم تنتظر الجموع إشارة دعوة , لأنها قامت برجم الطفل حتى الموت . نشأت عند ذلك حالة إعتراض شديد من قبل بعض الحجيج الذين لم يشاركوا في الرجم . ميشال أصبحت بيضاء اللون من شدة المرض وظهرت عليها علامات الموت , فتحلق حولها الحجيج وأخذوا يرقصون .
عندها قام الميرزا بالإتفاق مع عائشة على نقلها مع زوجته المريضة بالطائرة وتستطيع إصطحاب ثمانية او تسعة من الحجيج تختارهم هي , ذلك أنها لو أوصلت هذه الجموع الى بحر العرب ولم تحدث معجزة شق البحر .. فإن هذه الجموع بأكملها ستنقلب عليها . وقد وعدته بالتفكير في الأمر .
كان الميرزا يعلم أنها لو وافقت على طلبه فإنها ستتدمر الى الأبد , حين يشعر القرويون بخداعها وتهورها . صباح اليوم التالي أبلغت عائشة القرويين عن عرض الميرزا وقالت إنها لا تستطيع إختيار عدد محدود منهم .. فأما يذهبون جميعا , أو لا يذهب أحد .
سارت الجموع لتصل الى ساحل البحر , فصرخ الميرزا : والآن يا عائشة ؟؟ هذا هو البحر , أين هو ملاكك الآن ؟ .
ردت عليه : جبريل يقول البحر يشبه أرواحنا , عندما تفتح روحك فأنت تتحرك بإتجاه الحكمة , اذا فتحنا قلوبنا , سنستطيع عبور البحر .
عائشة ومن معها أصروا على نزول الماء وواصلوا السباحة على أمل أن ينشق البحر أمامهم في أي لحظة واستمروا بالسباحة حتى بدأوا بالغرق , تنتبه شرطة خفر السواحل الى ذلك فيتمكنون من إنقاذ بعضهم أما جميع الباقين فينزلون الى الأعماق .
يتم إنقاذ الميرزا سعيد من الغرق لأنه كان قد تبع زوجته لإخراجها من الماء في آخر لحظة , ثم يأخذ الغرقى الى مستشفى , وهناك يجرى معهم تحقيق عن سبب نزولهم الى الماء بهذا الشكل ؟
واحد من الناجين .. أقسم أنه رأى مياه البحر في الأعماق وقد بدأت تنشق , لكن الشرطة تستشاط , قالوا له : عندما ستطفوا بعض الجثث الى الساحل سنأخذك لنرميها بوجهك .
يبقى الميرزا سعيد أختار في المستشفى عدة أيام , ثم يموت من صدمته وحزنه على زوجته .

تصل رسالة من نسرين الثانية جمجوالا زوجة الأب الى صلاح الدين جمجة تخبره أن والده مريض للغاية ويريد مقابلته , يعد العدة للعودة من لندن الى بومبي بالطائرة , وأثناء الرحلة يتحدث مع المنتج الهندي سيسوديا الجالس جنبه عن الإله الهندي ( لكشمي ) إله الثروة والمال وكان سيسوديا يعمل هذه الفترة مع فريشتا .
جمجة سمع منه عن أخبار جبرييل فريشتا , بأن فلمه (عبور بحر العرب ) لم ينجح , الممثلة التي أدت دور عائشة لم تكن مؤهلة . كما أن أداء فريشتا لدور الملاك جبريل صار ينتقد بشدة لأن مستوى تمثيله لم يعد مثل السابق . أما فلمه الآخر ( ماهوند ) فلأسباب دينية , سبب له مشاكل خطيرة .
جمجة كان متألما لأنه لم يتذكر لحظة طيبة عاشها مع والده المحتضر الآن . وحين دخل المنزل لاحظ أن ليست هناك تغييرات تذكر قد وقعت على المكان . والسرطان كان ينخر عظام والده . سأله والده ذات صباح أن يحلق له لحيته لأن زوجته لا تعرف إستعمال ماكنة الحلاقة على وجهه . وعند المساء كان صلاح الدين يدعو الجميع الى النوم ويسهر هو بجانب والده . الموت حقيقة كبرى فاجعة , الأب صار لا يستسيغ حتى الأكلات التي يحبها , وطلب مشاهدة الناس فزاره الأهل والرفاق القدامى , ثم زاره الطبيب . عند المساء قال الأب أن لا مشكلة له مع الموت لكنه يخاف من الألم الذي يسببه السرطان . بعد ساعة بدأ عنده الإسهال , ثم أخذ يتقيأ , حمله إبنه الى المرسيدس ونقله الى المستشفى في الطريق سأله : هل أفتح النافذة ؟ قال الأب : لا . وكانت تلك آخر كلماته .
حين عاد صلاح الدين من المقبرة قال : حملت رأس أبي على يدي وأنزلته القبر ليستريح .
لا أدري من كتب (( نتأكد إن العالم موجود حقيقة , عندما نغادره )) .
صار صلاح الدين غنيا بعد تسلم تركة والده , فريشتا عاد من لندن الى بومبي , علاقته مع عليا كون ليست على ما يرام لكنها موجودة في بومبي للتماثل الى الشفاء من ألم في ساقها ولا يدري جمجة هل يتصل بهما أم لا ؟ لكنه كان موقنا أن شيئا ما سيحدث . وقد حدث بعد أيام ,
وجدوا المنتج السينمائي سيسوديا ممددا وفتحة تخترق قلبه في شقة جبرييل فريشتا , أما الأنسة عليا كون التي من المؤكد أن لها علاقة بتلك الجريمة فقد كانت قد سقطت من أعلى برج العمارة لتموت . وصباح اليوم التالي صدرت الصحف تحمل عناوين تقول (( فريشتا المشكوك بأمره , فر هاربا )) .
في اليوم التالي فريشتا وكان مرتديا بجامة بيضاء وبحالة مزرية , ذهب لزيارة جمجة , ثم وهو يكلمه عما حدث , حمل مصباحا سحريا موضوعا في الغرفة للزينة بيده , عندها طرقت الشرطة الباب , فرك فريشتا المصباح وأخرج مسدسا من جيبه = المسدس هو ( المصباح السحري للقرن العشرين ) , ثم قال : أخبرتك منذ زمن طويل بأني لا أعتقد أن المرض سيتركني وهو يعاودني دوما وأنا لم أعد أحتمل .
وضع فريشتا المسدس في فمه وأطلق طلقة قتلته على الفور دون ان يتمكن جمجة من فعل أي شيء .
واصل جمجة الحياة معتقدا بالحظ الطيب ... رغم كل مساويء الدنيا .
( إنتهت الرواية ) .
ختاما لهذا العرض أود إضافة بعض الملاحظات التي ستعين القاريء الكريم في التمعن بمعنى الرواية , وسأقدم هذه الملاحظات على شكل أسئلة وأجوبة .
السؤال : هل الآيات الشيطانية موجودة ؟
الجواب : نعم موجودة , جاءت في البداية , واللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى تلك هي الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى . لكن الرسول الكريم سارع الى تصحيحها (( واللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى تلك أسماء سميتموها انتم وآبائكم )) .
المستشرقة المنصفة كارين أرمسترونج وهي راهبة بريطانية كاثوليكية درست الأدب الحديث في جامعة أكسفورد أفردت فصلا كبيرا من كتابها الراقي ( محمد نبي هذا الزمان ) لمناقشة الآيات الشيطانية بإمكان القاريء الكريم العودة إليه . كما يوجد مصدر آخر يفرد فصلا كاملا لمناقشة الآيات الشيطانية هو كتاب الدكتور المصري خليل عبد الكريم ( فترة التكوين في حياة الصادق الأمين ) , عرضت هذين العنوانين لسهولة الوصول إليهما لأن كلا الكتابين طبعا خلال العشر سنوات الماضية . ولزيادة التحقق يرجى العودة الى سجل المراجع في نهاية الكتابين للوصول الى مواقع في أمهات الكتب تتحدث عن هذا الموضوع .
السؤال : ما الذي أرادت الرواية قوله بالضبط ؟
الجواب : أرادت القول إن كل شيء نسبي في هذه الحياة ولا يوجد حد مطلق أو فاصل بين المعاني لأن كل شيء في تداخل خصوصا في موضوعي الخير والشر .

السؤال : لماذا إستخدمت الرواية الإسلام واجهة لعرض أفكارها مع أن الخير والشر منتشر في كل مكان وتناقشه كل الأديان ؟
الجواب : لن أبحث للرواية عن تبرير , فمعلوم كم هي مشاعر المسلمين ملتزمة بعقيدتهم , وكان سلمان رشدي يستطيع مناقشة كل أفكاره هذه بعيدا عن مواضيع يعدها أهلها من المحرم الخوض فيها لكني أظنه كان يريد توظيف هذه الهجمة الإسلامية على روايته لتحقيق المزيد من الشهرة , في حين مجمل أعماله , لا يرقى مستواها الى جزء من أهمية روائيين غيره على مستوى العالم , دستويفسكي , ماركيز , أرويل , جولدينج , أو نجيب محفوظ , لا يوجد حتى وجه مقارنة .
لكن لو عدنا الى كوركينيان في كتابه المهم ( موسوعة نظرية الأدب ) ترجمة الأستاذ الدكتور جميل نصيف , الطبعة الأولى , دار الشؤون الثقافية في بغداد , 1986 . يؤكد (( أن الأدب مرآة عاكسة للمجتمع الذي ينتجه والمجتمع الذي يستهلكه )) . متى أنتجت أو نشرت الرواية آيات شيطانية ؟ عام 1988 , بمعنى أنها كانت تكتب في فترة منتصف الثمانينات من القرن الماضي . ولو عدنا بالذاكرة الى الوراء الى منتصف الثمانينات , فسنجد أن الإسلام بشقيه السني والشيعي , كان قد أصبح بؤرة إستقطاب لأنظار العالم بما يقوم به من دور خطير على الساحة الدولية والعالمية .
أرجو العودة الى موضوعي المنشور على هذا الموقع تحت عنوان ( كيف تحولت أفغانستان الى حاضنة إرهاب ) لمعرفة الدور الخطير الذي لعبه الأمريكان على حدود الإتحاد السوفيتي بواسطة تحريك المجاهدين الأفغان , وأخطر مرحلة لعمل هؤلاء المجاهدين كانت منتصف الثمانيات حين دفعت لهم الولايات المتحدة 4 مليار دولار , وزودتهم بصواريخ ستينغر وهي صواريخ خفيفة زنة الواحد 15 كيلو غرام فقط محمول على الكتف , يحمله ويطلقه شخص واحد , يستخدم الصاروخ الأشعة تحت الحمراء في ملاحقة هدفة الذي يظل يلاحقه الى أن يصيبه .
حرب مرعبة الصور والمعاني , تحت شعار ( الجهاد الإسلامي ضد الكفار ) الذي هو برمته ليس أكثر من صفحة ساخنة ومشتعلة من الحرب الباردة الأمريكية على الإتحاد السوفيتي .
هل تذكرون بيشاور وقندهار وكابول وحيرات ومزاري شريف وما جرى فيها من أحداث وموت ؟ عكست عن المسلم بغض النظر عن كونه مسلما لربه , أم لغيره , صورة كانت موضع تأمل من قبل العقل الإنساني العالمي ؟
فإذا خرجنا من أفغانستان ودخلنا ايران , وقارننا وضع طهران كباريس الشرق أيام الشاه بما آلت إليه بعد خمس سنوات أو ستة من رحيل الشاه ومجيء الثورة التي حرمت وحاربت كل شيء وغيبت الكثير من الإيرانيين بالموت أو الهجرة أو الإنكفاء والإنزواء .
أضف الى كل هذا إشتعال كارثة الحرب العراقية الإيرانية وما جرته من ويلات على العراقيين والإيرانيين سواء بسواء . ورفع إيران شعار تصدير التشيع تحت مسمى ( تصدير الثورة الإسلامية الإيرانية ) والقضية برمتها ليست أكثر تصدير النفوذ الأمريكي بشكل محكم الى الشرق الأوسط وأفريقيا حيث الدين يستطيع قفز حواجز لا تتمكن السياسة الأمريكية من القفز عليها بسهولة . وهذه الصورة أيضا عكست عن المسلم بغض النظر عن كونه مسلما لربه , أم لغيره , صورة كانت موضع تأمل من قبل العقل الإنساني العالمي .
ستقولون : وما علاقة كل هذا بالرواية ؟ أقول إن هذا كله مذكور في الرواية ولكن بصورة رمزية , نعود الى فصل عائشة من الرواية .
عائشة لم تكن أكثر من تنظيمات أو دول تقود ناسها الى التهلكة تحت شعارات رنانة مثلتها الرواية بالذهاب الى الحج , عائشة قد تكون أي من تنظيمات الأفغان أو غيرهم التي تنفذ أجندة سياسية تحت عناوين جهادية دينية .
كما أن شخصية الأمام في الرواية تعطي مفاتيح بما لا يقبل الشك أن المقصودة هي إيران بهذا الجانب من الرواية , وربما آية الله خميني أهدر دم سلمان رشدي لأنه فسر شخصية الإمام على أنها ترمز له هو شخصيا .
في فصل ( ماهوند ) وحين كان ينزل الوحي على النبي حصلت ذات مرة أن أوحي له بآيات ساقها الشيطان وكان يظنها من الرحمن .
فكيف بالإمام في فصل ( عائشة ) وهو لم ينزل عليه الوحي بل ( تخيله ) ؟؟ فكرة قادها ( إكراها ) لتوصله الى القدس !!؟ , كيف ظن نفسه واقفا على خط الصواب المطلق لكي يحارب به كل من عداه ؟؟؟
وكيف بعائشة وهي لم ينزل عليها الوحي بل حلمت بما ظنت أنه هو الوحي ؟ أن تسوق البشر الى حتوفها عبرغايات لن يمكن التحقق من صدقيتها أو عدالتها المطلقة ؟؟؟؟
السؤال : وماذا عن فصل العودة الى الجاهلية ؟
الجواب : صحيح أن هذا الفصل يتحدث عن أنواع من الشرور ألحقها المشركون بنبي الرحمة , لكنه فصل حشو , ومعلومات زائدة عن حاجة الرواية . يقول أرسطو في كتابه فن الشعر , ترجمة عبد الرحمن بدوي , بيروت , دار الثقافة , 1973 (( الشعر أكثر شاعرية من التاريخ )) . فإذا جاز لنا أن نسحب هذه المقولة على مختلف أنواع الأدب , سنتمكن من القول إن الأدب أكثر شاعرية من الحياة , بمعنى اننا لو قدمنا تقريرا يوميا عن الحياة فيجب أن ندرج في ذلك التقرير حيثيات كل الوقائع التي تخص ذلك اليوم , في حين لو أردنا كتابة مادة أدبية عن نفس ذلك اليوم , ينبغي علينا التطرق الى الموضوع المحدد في ذلك اليوم وإهمال كل ما عداه . ولهذا لو عدنا الى ذلك الفصل من الرواية وحذفناه وسنجد أنه لن يؤثر على سير الرواية او معناها , لذلك فإنه يعد حشوا , ومن أهم العوامل التي تضعف قيمة العمل الأدبي ( أي عمل ) كما يصنفها أرسطو : الحشو السردي , وعنصر الصدفة , وإختيار نقطة البداية غير الموفقة .
طيب .. أضاف سلمان رشدي ذلك الفصل الى الرواية وهو مثبت فيها الآن , وصار من حقنا مناقشة صدقية المعلومات التي وردت فيه . اذا كنا ومنذ الوهلة الأولى قد إكتشفنا أن سلمان الفارسي ليس من كتاب الوحي لتلفق حول شخصيته قضية تحريف القرآن كما ذكرت الرواية , واذا كانت أم المؤمنين رملة بنت أبي سفيان ليست بنت هند كما زعمت الرواية فما هي حكاية سورة الشعراء , وهل الشاعر بعل شخصية حقيقية أم أنه وقصته من بنات أفكار المؤلف ؟
أما عن سورة الشعراء ومجتمع مكة في الفترة المعنية , فأحيل القاريء الكريم الى كتاب ( تاريخ الشعر العربي ) , عبد الله سلوم السامرائي , مطبعة بيروت .
هذا الكتاب علمي ودقيق ومحايد وبه أسانيد , يحدثنا بشكل تفصيلي عن تحريم الشعر في تلك الفترة . طبعا المجتمع المكي مجتمع منظم ولم تكن الحياة تسير فيه بشكل إعتباطي , بل كان الرسول ( ص ) ينيط المسؤوليات الى الصحابة لإدارة دولة الإسلام .
حين تحرمت كتابة الشعر , أوليت رئاسة لجنة متابعة ما يقال من شعر , وتنفيذ عمليات إعدام الشعراء الهجائين والمشببين , الى أبي بكر الصديق ( رض ) , حين كان يصدر أمرأ بإعدام شاعر ما , فيذهب الجند أو الحرس لإقتياده الى محكمة او قتله حيث هو إن لم يتمكنوا من إقتياده . وكان من عادة العرب في الجاهلية وبعد الإسلام أن من يدخل الكعبة المشرفة فهو آمن بغض النظر عن أي عمل كان قد إرتكبه . لذلك كان الجند يعودون دون تنفيذ ما أمروا به قائلين بأن فلانا دخل الكعبة . ولكن لأن الأحكام كانت صارمة فإن أبا بكرالصديق رضوان الله عليه , كان يجيبهم : أقتلوه ولو تعلق بأستار الكعبة .
شاهد كلامي من سرد هذه الواقعة , هو تصوير قسوة المسلم ... فكيف بقسوة الكافر !!؟؟
مجتمع ما قبل الإسلام قرون من الإعتقاد بالعقائد الجاهلية , وعلاقات متشابكة من التجارة والمصالح والمصاهرات والعلاقات الإجتماعية . حين جاء الإسلام وحطم الصنم خرب معها كل ما إلتف حول الصنم من مصلحة أو علاقة , الناس لم ترفض الإسلام لأنها ترفض تبديل عقيدتها , أو لأنها لم ترتض الإسلام دينا , أو لأنها ما كانت تحب محمدها الأمين , لكنها ترفض الإسلام لأنها ترفض تضييع مصالحها المالية والتجارية والإجتماعية , ولذلك فالذين ضاعت أو تضيعت مصالحهم , صاروا من أعدى أعداء الإسلام ونكلوا بالإسلام والمسلمين بأشد ما يستطيعون , الشعر في ذلك الزمان , كان وزارة إعلام العرب , فأطلقوا سهامها على الإسلام والمسلمين . تبسيط ساذج حين نقول إن الإسلام حرم الشعر لأن النبي إتهم أنه شاعر , أو لأن حب الناس للشعر جعلهم لا يتفاعلون مع سور وآيات القرآن الكريم , الإسلام والمسلمين حرموا الشعر في ذلك الزمان لأنه تم التنكيل بهم بواسطته .
الشق الأخير من السؤال عن شخصية بعل وقصته . شخصية الشاعر بعل , شخصية حقيقية أما كيف كتب الشعر ولمن كتب الشعر وما هي حكايته , فأحيل القاريء الكريم الى كتاب


يقول تعالى في محكم كتابه العزيز : بسم الله الرحمن الرحيم
(( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )) .
ثم يقول :
(( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون _ إن كنتم مؤمنين )) صدق الله العظيم

(( من هم الشعراء الذين يتبعهم الغاوون )) , تأليف الدكتور غازي عبد الرحمن القصيبي , دار الساقي , لندن , الطبعة الثالثة , 2006 / الفصل الثالث عشر / حكاية الشاعر بعل .



#ميسون_البياتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متاعب مهنة مذيعة تلفزيونية
- وليم وردزورث . عزلة القمة بين الغيوم
- بريماكوف بلياتشو من مسرح البولشوي
- الخصوصية الحضارية في عصر العولمة
- التناص الأمريكي في إسقاط شاه ايران وصدام العراق
- برهان المفتي والموت الفجائي
- تباٍّ للمستحيل
- أخلاقيات النشر على الأنترنيت
- المطر الأسود
- رفع علم الإنسانية
- أنا كملكة على العراق
- الدكتورة ميسون البياتي : أطالب بإعادة إسمي المسروق
- أثر العصبة على الدولة عند إبن خلدون
- إنشطار يوغسلافيا سبع دول في عشر سنوات
- مهزلة العلم في زمن الديمقراطية
- ايران في العراق
- حكايتي مع بدرخان السندي
- كيف تحولت أفغانستان الى حاضنة إرهاب ؟
- لماذا يكذب الرؤساء الأمريكيون ؟
- تعلولة بغدادية


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميسون البياتي - آيات سلمان رشدي الشيطانية