أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشيار بنافي - مسرحية ((محاكمات أبناء أبراهام))... 6/11















المزيد.....

مسرحية ((محاكمات أبناء أبراهام))... 6/11


هشيار بنافي

الحوار المتمدن-العدد: 2348 - 2008 / 7 / 20 - 08:15
المحور: الادب والفن
    


المشهد الثاني.. 4/9
[ تفتح الستارة، على نفس المشهد السابق، مع زيادة كرسي عرش الله، داخل قفص الاتهام!!!.
هيئة الدفاع عن الله متآلفة من: (ادم) و (أبراهام) إضافة إلى الذين كانوا على مصاطب الضيوف سابقا، و هم كل من.. (الجد)، (إخوانه)، (الأب)، (الأعمام)، (الابن)، (الإخوان) و (الحفيد) أيضا. المدعية العامة لهذه الجلسة هي (زنوبة، زين)، حيث بينا في المشهد الأول على انها تمتلك عدة أسماء و منها المذكورين أعلاه.
الله سوف يتكلم بصوت غليظ و رخيم لرجل عجوز، و لا يظهر إلا كضوء داخل القفص. ]
ربة العالمين:
- خلافا للعادة المتبعة في محاكم (بني ادم!!!)، لا نسألك يا متهم عن بياناتك الشخصية، و القسم، و لكن أقوالك ستدونها الانترنيت، فالاحتفاظ بأدنى نسبة من مصداقيتك، خير من مكر جديد، لا تنطلي على عقول اليوم، فنحن نعيش الألفية السادسة من ولادتك!، و الإنسان كما ترى في يوم الحشر و الحساب، ليدخل بعدها مع الحيوان و النبات و الطيور و بقية الكائنات للفردوس.....عداك!.
الله:
- أنا الله الأحد، لم ألد و لم أولد، و لم يكن لي كفوا احد، اسكن في مخيلة الإنسان، بصفات خلقها هو، لأكون كما أنا الآن.
المدعية العامة: [بعد طلب الإذن بالكلام، من الربة.]
- ادعاء الإلوهية... تهمة تقر بها إذن؟!.
- أنا الفكر الذي تريد الخير و النظام لمجموعة بشرية، و جماعة الرعيان! من تلك المجموع تعرفني على حقيقتي، و البقية رعية، ليس من واجباتها أن تفهم، عليها العبادة و العمل و العيش فقط بالأمل!!، لابني صرحي و صروح مُثُلِهم و رموزهم و ناموسهم و كتبهم و تلمودهم و تفسيرهم و لاهوتهم و سيرهم و تاريخهم و حضارتهم و حِكَمهم و أحاديثهم و تراثهم و قِيمِهم و شرفهم و كرامتهم و عزتهم و خلودهم ...،.....،.....،.....،.....، بمفاهيمهم المختلفة حسب الزمان و المكان و البيئة و الطقس و التضاريس، التي لا تسوى عندي مجتمعة شروى نقير.
المدعية العامة:
- أأنت اللاهي، أم باحث أو خبير؟. و لكونك تعرف العاقبة و المصير، فلماذا تكون العقوبة قاسية بنارك في السعير؟. ألا ترى هذا تلذذا و سادية و إجرام، و ذنب كبير؟!.
الله :
- و هو كذلك، و ابصم لك بالعشرة، و لكن الأجداد (العظام) من النخبة!، كانوا أجلافا غلاظ، يسلقون ضحاياهم كبيوض نيئة، ليسلخوا بعدها جلودهم وهم على الصلبان، و الرعية كانت تشاهد كل ذلك مسرورة منشية!، شافية غليلها من بنات و أبناء جلدها، لأنها كانت تعيش في الظلمات منسية، هكذا بغباء تام و همجية، تفوق أشرس المفترسين وحشية . لذلك يا سيدتي وصفوني بأوصافهم التي كانت أحسنها، قذرة و دنيئة.
هكذا أرادوني أن أكون عليه، خَلقَتهم الطبيعة ((الربة))، فوصفوني على شاكلتهم بغّيا. الحاكم بأمري كان مفتريا، يريد قدوة ظالمة جبارة طاغية، لا تسأل عن شؤونها بتاتا، لكي يزني و يبيد، و يتلذذ بكد و عرق و دماء العبيد، في أحضان زوجاتهم و بناتهم الحسان!!، لذا خلقت لاهيا، يا سيدة!................
المدعية العامة: [ مقاطعة كلامه]
- لسنا بسيدات و سادة، بقرار من ربة العرش الوقور، لكي نحرر العبيد.. الموالي ((الشعوب)) من ظلمك، و كافة أشكال العبودية.
أنك تؤثر، إذا فأنت موجود، ولا زلت تحدّ من نمو القوى العقلية..........................؟
الربة:
- أنا التي أسال، يا زين!.
ما دور (أبراهام) في صفاتك الأسطورية؟!
الله:
- فَكّرَ أبراهام هذا ( يؤشر عليه)، بدلا من جميع البشر!، لذا أمسوا في مداري كالنحل و العنكبوت و الحمار و البقرة، مبادئهم مثل غرائز تلك الحيوانات، لا تتطور أبدا.. أبدا.. أبدا، فمنذ أن نطق الخليل باسمي و حددني، يعبدونني كما كنت حينذاك محصورا في تلك العقلية!.
أبراهام، كان يحترم إنسانيته و فكره وحريته، لذا تمرد على قيم أسلافه، و هكذا دواليك....... إلى الحفيد، الذي أنقذ قومه من شفى حفرة من نار حامية.
الآن...و بدل تلك الحفرة توجد ألوف المطبات، و التي تتضاعف يوميا، و ما زال رهطه، يعقمون جراحهم ببول الناقة، و ينظفون أسنانهم بمثقاب دبر ادم!!. عذرا يا والد البشر. [يقول لآدم].
العبودية ظلت في دماءهم سارية، و القوة الجبارة التي تديمها و ترعاها، لست أنا فاطرها، بل قِيمَهم البالية، و شرفهم الكسيح، و أخلاقهم القروسطوية، و عاداتهم البليدة المتزمّتة.
العقل لا يتطور أبدا إلا إذا فَكر، و بعكسه يضمرّ، و لا يبقى منه إلا الجزء المركزي، لكي يدور عندها، في مدارات و متاهات المُثل و القيم البائدة (( أساطير الأولين)).
لو كان أبراهام يفكر بعقلية أسلافه، لمات موت بعير، كما يموتون الآن.
الذبابة تنجذب نحو حتفها، بغريزة حب الحياة، فتموت بالسم الزعاف. و تحرِق الحشرة أجنحتها بسخونة ضوء المصباح. إنهم كذلك الآن، و بكل أسف ينتظرون عقلا يأتي بالخير من السماء!!، و كأن الأرض أجدبت، بعد أن فسروا كلمة ((دنيا)) التي هي باللغة الكُردوفارسية (( الكون ))، على انها تعني ( الدناءة!!! ).
الإنسان الجبان الذي يخاف الحياة!، يرى الجمال بمنظاره المظلل المقلوب، و كأنها أحمال و أثقال. شرفه هو عبئه الأعظم!، و عيناه تحرسان نساء بيته ليل نهار، من جهة... لينثر بعدها دعارته الأخلاقية المكبوتة، على الصفحات الرخيصة للانترنيت، و يصل إلى قمة اللذة برؤية فتحاتهن و مجساتها و زغبها و رطوبة سواحلها، فتجعل منه كائنا مشطورا من الوسط، يعيش يوما لي أنا الله، بمنتهى التسليم و الوداعة و التذلل، و يوما في الدرك الأسفل بكل تلذذ!!. مريض .. مريض.. مريض.. مجنون مصاب بالشيزوفرينيا.
لقد حاولوا وصفي و لا يزالون بالأهبل!!، عن غير قصد لأنهم... مجانين..
لم اقل أو ادّعي يوما، بان الحياة توقفت على صخور جبال: الجودي، سيناء، الحجاز و..... و إن كتابي هو خاتمة الكتب، بل قلت بموجب عقل الحفيد، إن زمان الرسل قد ولى لغير رجعة، و إنهم بلغوا سن الرشد فليفكروا بدلا عني، فهم مني و أنا منهم.
ربة العالمين:
- لماذا تدعي الإلوهية؟!.
الله:
- يا ربة العالمين، كانت الفكر و العقل، مخزنين لعتاد الدفاع عن النفس لدى الإنسان، كما هم السم عند الثعبان، و القرون لدى بعض الحيوان، جناحان بهما يستطيع الطيران و كالبلابل ينجو بروحه، لكي يغرد بعدها فوق الأغصان.
حب الماضي جرده من كل شيء، ليبقى حبيس الجدران، لذا يفرّغ عقده على اقرب المقربات إليه، و هي (امرأته) و الصبية التي جاءت مصادفة من صلبه المريض، لتستقر بعدها في غياهب دهاليز شرفه المنحرف، بقيود من بكارتها!!.
إن الشخص الذي لا يثق بنفسه و فكره و عقله، و لا يبحث عني كما فعل أبراهام، لا اعتبره كائنا سويا، و ليس له مكانا على هذه الأرض، فليتقمص بدن (سلف صالح)، ليعيش في الأحلام.
الإرهاب تأتي من تعفن مبادئهم، و قذارة معتقداتهم، و بذاءة ألفاظهم، و سطحية معلوماتهم، و سوء أدبهم، و تطرف أنانيتهم، و شمولية أعرافهم، و قلة شرفهم، و نجاسة مأكلهم، و غلو دينهم، و غرور نفسياتهم، و عنصرية أفكارهم، و سذاجة عقولهم، و تفاهة كتبهم، و رداءة أخلاقهم، و كثرة أكاذيبهم و أحاديثهم، و تنوع تفاسيرهم، و انعدام ديمقراطيتهم، و النقص في شخصياتهم،.....،.....،.....،.....،..إنهم مرضى يحتاجون إلى علاج.
نعم قد جعلوني فاشيا ساديا دكتاتورا ظالما جبارا قهارا ماكرا!!!....................
لكي يستطيع خلفاءهم و سلاطينهم و ملوكهم و رؤساءهم و أمراءهم و شيوخهم و رجال دينهم و شرطتهم و ثقافتهم و حرس شرفهم!،..... من تقليدي دون أي حرج، فأولئك الأولياء للأمور يحكمون باسمي و يتصفون ب(صفاتي) التي تندى لها جبيني.
كيف اجبر شخصا على الإيمان بي شاء أو أبى، إن أوطأ الوالدين لا تفعلها مع بناتها و أبناءها، فكيف و أنا في سموي سأفعلها!، إذا كانوا يحاربون من اجلي، فما هي صلاحيات عزرائيل!، يا ترى؟؟؟؟؟!!!!!! ................................................... يتبع....

Berlin،16.07.2008



#هشيار_بنافي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية ((محاكمات أبناء أبراهام))... 5/11
- مسرحية ((محاكمات أبناء أبراهام))... 4/11
- مسرحية ((محاكمات أبناء أبراهام))... 3/11
- مسرحية ((محاكمات أبناء أبراهام))... 2/11
- مسرحية ((محاكمات أبناء أبراهام))... 1/11
- ما لم تقله وفاء سلطان... الجزء 9 (( الأخير )).......
- ما لم تقله وفاء سلطان ........8........
- ما لم تقله وفاء سلطان .......7.......
- ما لم تقله وفاء سلطان......6......
- ما لم تقله وفاء سلطان.....5.....
- ما لم تقله وفاء سلطان....4....
- ما لم تقله وفاء سلطان...3...
- ما لم تقله وفاء سلطان .. 2..
- ما لم تقله وفاء سلطان..1..
- الشهيد رحو أمسى مع الخالدين
- يجب أن لا نحتفل بعيد المرأة!
- المجتمعات الإرهابية!
- ازدواجية الشخصية المجتمعية أسبابها، وسبل مداواتها.
- ماذا سيكتب التاريخ عنكم، يا مصاصي الدماء البشرية؟
- بلاد الشمس و غزوة الأنفال الأولى


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشيار بنافي - مسرحية ((محاكمات أبناء أبراهام))... 6/11