أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشيار بنافي - مسرحية ((محاكمات أبناء أبراهام))... 4/11















المزيد.....

مسرحية ((محاكمات أبناء أبراهام))... 4/11


هشيار بنافي

الحوار المتمدن-العدد: 2340 - 2008 / 7 / 12 - 05:54
المحور: الادب والفن
    


المشهد الثاني.. 2/9
خالقة الكون:
ـ ارفعا رأسيكما.. لماذا تسجدان؟ إنني الوالدة.. و لست سيدة، ولا مسيودة... لا معبودة، و لا عابدة.. من أنتما و من أي صنف من اللبائن المنقرضة تكونان.. عرّفونا باسميكما، إن كانت لكم أسماء، أم ترى إنكم أشباح.. قدّمتم من العصور المظلمة؟! .. بهيئتيكما، و سحنتي وجهيكما، و جلبابيكما، و قذارتكما، و ارتجاف جسميكما، و نتانة رائحتكما، أكاد اجزم إنكما متا، قبل قرون.. أو كان المفروض كذلك.. أجيباني يرحمكم ملكوت السماء!!، يا متهمان.
المتهم (( أسامة )): (( يرفع رأسه، كأنه سكران!، ينبهر من الأضواء، يفرك عينيه، غير مصدقا، شيْ في نفسه الأمارة بالسوء دائما و أبدا الذي يفكر سلبيا!، و الايجابيات لديه حرام.. حرام..حرام.و بعد أن يعود إلى ( رشده ) يقول:
- اشهد أن لا اله إلا الله، ...................... استغفر الله و اتوب إليه.. لا حول و لا قوة إلا بالله.
الربة: (( يطغي الضوء الوردي على العرش )).
ـ اختصر رجاء، و كفاك تلذذا، ببراءة ساحتك، من التهم الموجة إليك. تقول (لا حول و لا قوة....) و لكن أين كانت القوة التي ودعتها في مخك؟. و أين الطاقة التي أهديتها لك؟. إنكم تلعبون بالألفاظ، و تلوكون عنق الكلمات، و الجمل، و المعاني، لكي تروّجوا لبضاعتكم المنتهية المفعول. لقد بدأت تكذب من أول الكلام!، أليس كذلك؟؟؟. و لكن ليكون في علمكما أنت الراكع يا أسامة، و صديقك الساجد بعد، بأنكما لا تستطيعان تمرير أكاذيبكم عليّ مطلقا، لذا اطلب منكما، احترام وقتنا، و احلفا أولا بأنكما سوف لا تقولان غير الصدق.. الصدق.. الصدق.. و إلا............. (( أسامة مقاطعا )):
- اللهم قنا عذاب القبر و النار.... و أدخلنا جنتك، مع الأولياء و الأبرار....فأنت الغفور الرحيم الستار.... فثبت أقدامي على الصراط المستقيم... و نجني السقوط في الهاوية، لكي ادخل النعيم ... إنني عبد فقير حقير ملوم..... فارأف بضعفي، و ضعة شأني ، يا الهي القدير العليم.. يا من تقول: كن فيكن.
الربة:
- أرجو، أن لا تقاطعني مرة أخرى، و احترم نفسك و لا تضع من قدرها. لا اقبل تذللك، و تمسكنك، و أنت المتهم بجرائم شنيعة كبرى، فلو ثبتت عليك لأنزلنك المنزلة الصغرى، اذكر اسمك، و سنك، و مسلكك، و مسكنك.. بعد القسم!، يا هذا!!!.
أسامة: ((مستفسرا)).
- بماذا اقسم؟؟؟؟؟!!!!!.
(( يرتبك محامي الدفاع)) و يقول، بعد طلبه، و حصوله على الإذن بالكلام:
ـ استغفر الربة ذا الجلالة و الإكرام... يبدوا أن موكلي ، لم يستوعب ما وضّحت له، و بياني إياه، تفاصيل واجباته تجاه المحكمة، لذا.. اطلب من محكمتكم المقدسّة، أن تعطوني فرصة أخرى للاختلاء به، و زميله.. و لكم الأمر.، و شكرا.
(( يلبي طلب المحامي... و يتحدث على انفراد، مع موكليه... دون سماع صوته، أو ماذا يقول لهما، من قبل الآخرين!، و الجمهور ))
(( نور العرش يتسلط على القاضيات، واحدة تلوا الأخرى.. دلالة الاستشارة منهن في أمر، على ما يبدوا!))
................................................... .
................................................... .
(( بعد التحدث معهما، و في إثناء ذلك يرشد الحفيد موكليه، طريقة الجلوس على الكرسيين المعدين لهما، أيضا!... و يعود إلى مكانه، و تنتهي فترة الاستراحة القصيرة)).
أسامة:
اقسم بربتنا المباركة، و بكتابها المفتوح لنا دائما و أبدا، الذي هو،مسطّر بتجلياتها في خلقها و خليقتها، على أن أقول الحقيقة كل الحقيقة، التي لا استطيع تواريها عن روحها المبارك أبدا..... و روح القدس على ما أقوله شهيد.
اسمي... أسامة بن سها بنت زهرة بنت مها.
سني... ستة و ستون سنة، إن لم أنساها.
مسلكي... سأعود أتعلم مهنة اقتات منها.
مسكني... سرداب تحت كهف، تحت أقدام تمثال بوذا، ليس ببعيد عن كهوف تورابورا.
اقر بكافة الجرائم الكبرى و الصغرى المدونة في لائحة اتهامي، و اعترف باني افاك أثيم، مكرت مكرا، لكوني احسب الله أكبر الماكرين!!!!. أرهبت خلق الله و ذبحت بيدي خير الأطفال و الشبيبة و الشيوخ، و بسيفي المسلول، لكوني أتصور الله، مجرما مثلي..!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.
(( يبكي بحرقة و ألم، و ينتحب بصوت مسموع متهدج، مكسور الخاطر، ذليلا مستغفرا، طالبا العون و الرحمة و المدد، من إلهة صمد.. تلد دوما و أبدا!!، ملايين الأحياء و الأشياء و المعاني و المسميات و المعلومات. و إنها ولدت من نفسها و ستولد، و لها ما في الدنيا من أعظم الأشياء إلى أحقرها، بغير امتلاك فقط بالانتساب.. لا تحتاج إلى براهين وجودها بكتب سماوية نزلت على الأجيال الأموات، فجميع ما بين دفتيها مجتمعة، نسخها مرات و مرات و مرات، و من ادعى بخلودها، يهين الربة و يكفر بها، و مصمما إنها خرساء بكماء عمياء و كأنها جماد!!، و أمية لم تستطع من تأليف كتاب إلا بانقضاء عقود.
هراء ما كنا نؤمن به و كنا من الضالين المرتدين.. بهيميون.. ساديون.. منحرفون... بغاة!!!.
لا نصل إلى كنهة ربتنا، لأننا جزء مجهري من كل كبير جدا.. و هو إياها، ليست بسيدة و لا تقبل منا العبادة أبدا، لأنها عظيمة و اشد ما تكرهه هو التكبر و التعجرف و الاستعلاء، و ليست بقطة تسرها تعذيب ضحاياها قبل قتلها, و لا بلاهية بمصنوعاتها كيفما أرادت لتقول كن فيكونون.. خرافة كبيرة و دجل مستطير، طيرت بها عقولنا و شوهت بها حياتنا و ملئت بها نفوسنا بالثار و الانتقام و الأحقاد..
بالمحبة ستنجيننا هول صدمات و كبوات و إخفاقات الحياة. الموت من أجمل المعاني إن كانت بعده خلود، و البرهان هم الشهداء و القديسين و الطاهرين، من الأحياء و الأموات. دافعوا و سيدافعون عن الأرض و العرض و الفكر والدين، ضد جحافلنا الهمجية الغزاة.
لتغفر جلالتك لي و لأصحابي و آبائي و أجدادي و نبيّ، عن زلاتهم.. و أنت لا تعرفين إلا الحب و الحياة الكريمة المستقرة الخالدة، بعيدا عن الحروب و الاقتتال و الإرهاب.. لا تحتاجين الجهاد في سبيلك أبدا، إلا عند المجانين أمثالي و أتباع ديني المنقرض المأفون.. أتوب إليك يا ربتي و لا أعود إلى مسلكي القديم، في إرهاب مخلوقاتك أبدا.. أبدا.. أبدا، بعد اليوم. (( و يبكي مجددا)).
المحامي (( الحفيد )):
- يا ربتنا العظيمة، الخالدة، العالمة، الأديبة، الفنانة و الفهيمة.
بعد اعتراف موكلي، و ما سوف تأمرين بها و تقضين فيها... بعد كشف المستور و انجلاء الحقيقة الناصعة البياض، لا أرى بدا إلا من توضيحها أكثر للجمهور و القارئات و القراء. لكي ابرأ صفحتي منها على الأقل، ويكون كلامي كدفاع عن مبادئ آمنت بها يوما!، لقلة مداركي، و عدم تطوري!، و تواضع معيشتي، في الصحاري مع الأفاعي و العقارب و الجرذان، و لكوني كنت جاهلا حينذاك، أميا، ضالا أثيم..!!......................
أجرمت بحق مخلوقاتك في تلك القرون المظلمة الغابرة ، و لكنك تعلمين بغايتي منها، يا والدة.
فبالرغم من عفوك عني... عندما رأيت و سمعت ما تجري في العصر الثالث بعد ولادة عمي، شعرت بالإحباط و الاكتئاب و الاغتراب.. و لاحت ماضيّ تمر أمام ناظري، و كأني أعيشه اليوم!!!!.
شلت يدي و أيادي هذين المجرمين، ما كنت ادري بان الهدف المقدس عندي، سيحولونها إلى إرهاب و انتحار و التكفير بك و بي و بإخواني و أبي و أعمامي و جدي و أشقاءه و أبيهم والدنا أجمعين.
بالرغم من عفوك عني، لا زلت أرى الدماء التي تسيل.. و الحرمات التي تنفل و تحلل.. و الأراضي التي ضلت محتلّة منتهكة، منذ القرون الوسطى و حتى الآن!!.. إنني المسؤول عنها يا ربة العالمين..... . (( صمت و خشوع و ترقب لجواب و أوامر القاضية المقدسة العظيمة)).
..................................................... .
.................................................... .
.................................................... .
................................................... . ... يتبع..............



#هشيار_بنافي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية ((محاكمات أبناء أبراهام))... 3/11
- مسرحية ((محاكمات أبناء أبراهام))... 2/11
- مسرحية ((محاكمات أبناء أبراهام))... 1/11
- ما لم تقله وفاء سلطان... الجزء 9 (( الأخير )).......
- ما لم تقله وفاء سلطان ........8........
- ما لم تقله وفاء سلطان .......7.......
- ما لم تقله وفاء سلطان......6......
- ما لم تقله وفاء سلطان.....5.....
- ما لم تقله وفاء سلطان....4....
- ما لم تقله وفاء سلطان...3...
- ما لم تقله وفاء سلطان .. 2..
- ما لم تقله وفاء سلطان..1..
- الشهيد رحو أمسى مع الخالدين
- يجب أن لا نحتفل بعيد المرأة!
- المجتمعات الإرهابية!
- ازدواجية الشخصية المجتمعية أسبابها، وسبل مداواتها.
- ماذا سيكتب التاريخ عنكم، يا مصاصي الدماء البشرية؟
- بلاد الشمس و غزوة الأنفال الأولى
- إلى السادة: الحكام العرب .. أين أختي؟
- أخلاق (أمم) في تأليه و تحقير القادة


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشيار بنافي - مسرحية ((محاكمات أبناء أبراهام))... 4/11