أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كاظم حبيب - صيدنايا بين وَله الشعراء بها وبين قسوة الدكتاتورية عليها!















المزيد.....

صيدنايا بين وَله الشعراء بها وبين قسوة الدكتاتورية عليها!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 2337 - 2008 / 7 / 9 - 10:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


قرأت قبل أشهر ديوان شعر جديد أهدته لي صاحبته الشاعرة السورية السيدة مريم نجمة. وهي من بلدة صيدنايا التي يقولون عنها أنها عنيدة , كما تشير الشاعرة إلى ذلك. ديوان شعر مليء بالحب والحياة وعشق الطبيعة الصيدناياوية , عشق الحرية والديمقراطية والحق والوطن , وكراهية شديدة للاستبداد والقهر والسجن والمنفى ووجع الجلاد الذي يعتصر الإنسان وينهي حياته. قصائد نثرية وشعر حر كتب بلغة شفافة وبسيطة لسيدة أحبت وطنها وبلدتها الجميلة وعائلتها وشعبها الطيب ومجدت نضالهم في سبيل سعادة الإنسان. تتحدث الشاعرة في أكثر من قصيدة عن صيدنايا , فهي صيدنايا التي لا تنتهي , ولصيدنايا الصباح .. باقة زهر ونثر .. وهدية. وعن صيدنايا : بلدتي .. حصان ابيض. وجاء ضمن قصيدة للشاعرة تحت عنوان: "إنني ابنة ذاك التراب .. كتبت في كل اللغات رسالة إلى الوطن" , ما يلي:
أحتمي بوحدتي ... وسجني,
هو حصني.
هذا الجبل .. هو جسدي
والتحدي.
ثم نقول
الوحدة .. كتابي
وجليسي .. وصديقي
قصيدتي .. ولوحتي
ونشيد صمتي.
كتبت في كل اللغات
لغة الدم, والدمع , والألم , والحب,
والفرح قليلاً قليلا.
كتبت بلغة الشوك والزجاج والرصاص والبارود والنار
بالورد , والمطر
ولغة الحبر الأسود والأخضر
والأحمر.
كانت السيدة مريم زوجة السيد جريس الهامس , وهو محامي سوري كان أحد معتقلي الرأي الكثيرين جداً في سوريا , قد أجبرت على الهجرة مع زوجها إلى هولندا بعد مغادرته السجن لتعيش في الغربة وعينيها مبللة أبداً بحب الوطن وصيدنايا , ولكنها رغم ذلك لم تجف دموعها ولم تتعب عيناها عن النظر إليها عبر الذكريات والأخبار القادمة , كما لم تمل الكتابة عنها , ولا زوجها كف عن إصدار الكتب التي تتحدث عن الوطن المستباح بدكتاتورية البعث السوري وبشار الأسد وبالانتهازيين الصامتين عن الاستبداد والمشاركين في اقتناص فتات موائد الدكتاتورية.
ظلت أشعار السيدة في الذاكرة فترة طويلة , ثم فوجئت بما يحدث في هذه المدينة الجميلة التي وصفتها لنا الشاعرة أجمل وصف وجعلتنا نحّن إليها ونسعى لمشاهدتها وزيارة أهلها الطيبين .. فوجئت في أن في هذه المدينة الجميلة بقعة سوداء حزينة باكية , كالكثير من البقع السوداء في سوريا والدول العربية , سجن كبير يضم خلف جدرانه العالية وقضبانه الحديدية سجناء الفكر والرأي والعقيدة , وفيها أيضاً سجانون , فيها ضحايا وجلادون قساة وعتاة.
في هذا السجن تعيش جمهرة كبيرة من سجناء الرأي والعقيدة , فيها سجناء بهوية إسلامية , وفيها كُرد بلا هوية اغتصبت منهم هويتهم القومية أو بهوية سورية اغتصبت قوميتهم منهم بقوة الحديد والنار.
عانى السجناء كثيراً من المعاملة السيئة التي يمارسها السجانون الأشرار وأجهزة الأمن السياسي السورية ضدهم , السجانون الذين ينتمون بالفكر والممارسة والسياسة لحزب البعث .. هم أعضاء فيه وهم جلادون في آن واحد , هم أوفياء لتراث ذلك البعث الذي جلد الناس كل الناس , بل جلد حتى جمهرة من البعثيين , إنهم كغيرهم من أبناء هذا الوطن يعانون اليوم الأمرين في السجون السورية ومنهم الزميل الأستاذ الدكتور الأكاديمي عارف دليلة على سبيل المثال لا الحصر. احتج السجناء , أضربوا ,, اعتصموا .. وخشية توجيه النيران ضدهم , وقد توجهت فعلاً تلك النيران إلى صدورهم ومن الخلف فمات منهم من مات وجرح من جرح , أخذوا رهائن من السجانين وضباطهم لكي لا يتعرضوا للتعذيب والقتل , ولكي تتفاوض معهم الحكومة وتعالج مشكلاتهم السجنية وتكف عن التعذيب اليومي الذي يتعرضون له. لم يبق للصبر مجال فانتفضوا .. ولم يبق للموت خوف في القلب مكان .. فانتفضوا ... الموت المفاجئ والبطيء كان يلاحقهم بأساليب شتى , وكان لا بد من مواجهة الحكومة بهذه الانتفاضة لإيصال صوت السجناء , كل سجناء سوريا , إلى الرأي العام العالمي , إلى منظمات حقوق الإنسان العربية والإقليمية والدولية , إلى الجامعة العربية والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي , إلى الإنسان في كل مكان لكي يتحركوا جميعاً للمطالبة بتأمين الحقوق المشروعة والمغتصبة للسجناء من جانب الدولة والحكومة في سوريا.
رغم علمنا بأن المحاكمات كلها صورية في سوريا وليس هناك من قضاء مستقل , فأن من واجب من صدر بحقه حكم أن يعامل كإنسان مهما كانت وجهة نظره ومهما كان رأيه السياسي ومهما كانت مواقفه العملية. لقد حكم عليه بالسجن , وعليه أن يتمتع بحقوقه كإنسان لا غير , وهو ما لم يحصل في سوريا على امتداد تاريخها ولم يحصل في أي بلد عربي حتى الآن , فكلها سجون وحشية وفيها سجانة متوحشون. ولا أنسى ولن أنسى , رغم تكراري لذكره , الرأي القبيح الذي طرحه نائب رئيس الجمهورية السابق والمسؤول لفترة طويلة عن الملف اللبناني عبد الحليم خدام , الذي اصطف مع المعارضة أخيراً دون أن يعتذر لضحايا النظام الذي كان أحد قادته ومفكريه وراسمي سياساته ومسؤوليه , حين طلبت منه المنظمة العربية لحقوق الإنسان بضرورة إطلاق سراح السجناء السوريين الذين قضوا أكثر من ربع قرن في السجون السورية وهم مرضى وبعضهم على فراش الموت .. قال هذا السياسي البعثي السوري : ليسعد هؤلاء , فقد دخل اسمهم في التاريخ , بسبب وجودهم ربع قرن بالسجون السورية!
على الرأي العام العربي والإقليمي والدولي أن يتحرك و أن يرفع صوت الاحتجاج على السلطات السورية , أن يطالبها بتحقيق مطالب السجناء السياسيين وبقية السجناء وخاصة في ما يخص:
تحسين التغذية , وتأمين الزيارات الأسبوعية من جانب العائلات , وتوفير الكتب والمجلات والصحف اليومية والراديو والتلفزيون , وتأمين وسائل ترفيه أخرى , إضافة إلى الكف عن التحقيق والتعذيب وإهانة الكرامة وإثارة السجناء ضد بعضهم البعض الآخر , وتوفير المعالجة الطبية والدواء والنظافة وتحسين بقية ظروف العيش في السجن.
كما يفترض أن يطالب الرأي العام العربي والإقليمي والعالمي بمحاسبة كل المسئولين عن تلك العوامل التي تسببت في ما حصل داخل السجن ومحاسبة ومعاقبة كل الذين سعوا إلى توتير الأجواء وإشاعة الفوضى والخراب داخل السجن , وكذلك معاقبة المسئولين عن إصدار قرارات الرمي بالرصاص الحي وعن القتلى الذين سقطوا في معركة غير متكافئة داخل السجن وأن يعالجوا أزمة الرهائن بطرق سلمية وإنسانية.
إن سوريا تئن تحت وطأة سياط الجلادين العتاة .. إن سوريا والبشر فيها يستصرخون ضمائر الناس لتقف إلى جانبهم وتدافع عن مصالح ضد الحكم الاستبدادي المشين في هذا البلد المعطاء والجميل الذي ما يزال لم يحل مشكلة جولانه المحتل منذ أكثر منذ عقود ولكنه قادر ومستمر على تعذيب الناس وقتلهم في سوريا.
8/7/2008 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقاشات فكرية وسياسية مع السيد الدكتور فاضل ألجلبي حول أحداث ...
- نقاشات فكرية وسياسية مع السيد الدكتور فاضل ألجلبي حول أحداث ...
- نقاشات فكرية وسياسية مع السيد الدكتور فاضل ألجلبي حول أحداث ...
- إيران والعراق والاتفاقية العراقية-الأمريكية 3
- حول محنة الصابئة المندائية في العراق
- إيران والعراق والاتفاقية العراقية-الأمريكية 2
- إيران والعراق والاتفاقية العراقية-الأمريكية1
- قراءة في الجزء -النظري- من كتاب -نحو ثقافة تأصيلية- -البيان ...
- حول الاتفاقية العراقية - الأمريكية المقترحة
- بهاء الدين نوري, المناضل الصلب , لا يستحق هذه الجفوة!
- مقدمة كتاب الفاشية التابعة في العراق
- هل يتعظ التيار الصدري ومليشياته بدروس السنوات المنصرمة؟
- هل تستجيب بنود الاتفاقية المقترحة مع الولايات المتحدة الأمري ...
- هل تستجيب بنود الاتفاقية المقترحة مع الولايات المتحدة الأمري ...
- هل تستجيب بنود الاتفاقية المقترحة مع الولايات المتحدة الأمري ...
- هل يحق لنا أن نسمح بمثل هذا الوضع المالي المزري لفنانات وفنا ...
- حكومة الوحدة الوطنية ... التغيير والترسيخ
- اتجاهات ومواقف فكرية وسياسية للصادق المهدي على هامش الجمعية ...
- نتائج احتفالية الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس المنظمة العربي ...
- المشكلات الداخلية لا تحل إلا بالحوار السياسي الديمقراطي !


المزيد.....




- منهم آل الشيخ والفوزان.. بيان موقّع حول حكم أداء الحج لمن لم ...
- عربيا.. من أي الدول تقدّم أكثر طالبي الهجرة إلى أمريكا بـ202 ...
- كيف قلبت الحراكات الطلابية موازين سياسات الدول عبر التاريخ؟ ...
- رفح ... لماذا ينزعج الجميع من تقارير اجتياح المدينة الحدودية ...
- تضرر ناقلة نفط إثر هجوم شنّه الحوثيون عليها في البحر الأحمر ...
- -حزب الله- اللبناني يعلن مقتل أحد عناصره
- معمر أمريكي يبوح بأسرار العمر الطويل
- مقتل مدني بقصف إسرائيلي على بلدة جنوبي لبنان (فيديو+صور)
- صحيفة ألمانية تكشف سبب فشل مفاوضات السلام بين روسيا وأوكراني ...
- ما عجز عنه البشر فعله الذكاء الاصطناعي.. العثور على قبر أفلا ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كاظم حبيب - صيدنايا بين وَله الشعراء بها وبين قسوة الدكتاتورية عليها!