أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عمار ديوب - في نقد مشروع تأسيس رؤية سياسية فلسطينية















المزيد.....

في نقد مشروع تأسيس رؤية سياسية فلسطينية


عمار ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 2334 - 2008 / 7 / 6 - 10:53
المحور: القضية الفلسطينية
    


جاء إعلان مشروع رؤية سياسية فلسطينية، المنشور على صفحات جريدة النهار وغيرها والمواقع الالكترونية.بعد توضح حجم التردي الذي آلت إليه أوضاع السلطة الفلسطينية وانقسامها وبدء الدعوات الخافتة لحلّها. وكذلك بعد تصاعد النزعات الصهيونية نحو يهودية الدولة الإسرائيلية والذي يحتمل ترانسفير جديد لعرب ال48.وعلى خلفية التجديد الدائم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لدعمها المطلق للدولة الصهيونية الطائفية.وبالتالي،تلمّس المثقفون الفلسطينيون لضرورة هذه الرؤية هو أمر يستجيب لهذا التعقيد المشار إليه ، وإن كان لا يحيط به، وهو ما سنحاول توضيح بعض أوجهه في هذا المقال.
إن الإعلان بوضعيته الراهنة يعزل الهم الفلسطيني عن الهم العربي ويصوّر إسرائيل وكأنها مشكلة الفلسطينيين وليست مشكلة العرب.وهذا يعني عدم رؤية الواقع المشكّل، وهو أن إسرائيل دولة استيطانية عنصرية طائفية كجزء من المشروع الامبريالي العالمي وبالضد من المشروع النهضوي العربي.
وبالتالي من الخطأ الكبير عزل هذه الرؤية عن الجانب العربي كمتضرر وكصاحب قضية باعتبار إسرائيل ضد قيام دولة الأمة العربية وليست ضد فلسطين كما باتت تعرف، لا كما كان وضعها قبل اتفاقيات سايكس بيكو ووعد بلفور وما جرى بعدها.
الرؤية كذلك ،وبدلاً من اتخاذ موقف ضد ما سميّ بالوطنيات العربية ،أي الأقطار التي أصبحت في المآل الأخير سلطات مستبدة، تجدد واقع التبعية والتخلف ولا تقطع معه.تدعو إلى تشكيل الوطنية الفلسطينية.وتتجاهل مجدداً أن هذه الوطنيات بدون أفق عربي لن تكون إلّا أنظمة استبدادية.ولم تشذّ السلطة الفلسطينية،حين شُكّلت عن تلك الأنظمة .فهي جاءت على جثة انتفاضة ال87 –كما كل الأنظمة العربية-واستثمرت كل نضالات الشعب الفلسطيني ،وتتويجاً لتطورات داخل منظمة التحرير الفلسطينية، تكللت بهيمنة شرائح مافيوية عليها، تقاربت مصالحها مع النظام العربي الرسمي من ناحية.ومع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية من ناحية أخرى.وهذا ما أدى إلى اتفاقيات أوسلو وما جرى بعدها. وبالتالي تثمين النضالات الفلسطينية شيء ،والكلام عن منجزات للسلطة الفلسطينية أو لمجمل الفصائل –التي تقاتل وتستبسل من أجل سلطة أبو مازن أو حماس- شيء أخر.ونضيف ،بأن اعتبار إسرائيل وفق المشروع الأمريكي دولة"إمبريالية صغرى"لم يعد يسمح بالكلام عن رؤية سياسية فلسطينية تعيد إنتاج الحركة الوطنية الفلسطينية بعيداً عن المشروع النهضوي العربي.وكل تجاهل لهذه الفكرة/الحقيقة هو عمل لا يعدو أن يحرك المياه الآسنة في بحيرة لا تغذية لها ولا منافذ منها!.
ما لفت انتباهي كذلك في هذا المشروع، تغييب الموقف من الإسلام السياسي والأصوليات الدينية، ولا سيما حركة حماس. وعدم تقديم نقد لها.وكأن هذه الأصوليات التي هيمنت على المقاومة، أثراً بعد عين، أو أنها غير ذي شأن.رغم أنها لا تزال فاعلة وتطرح نفسها كمقاومة للمشروع الصهيوني الأمريكي على امتداد الوطن العربي.ومركز الخطورة أنها وهي تدّعي التصدي لهذه المشاريع تشكل بوابة حرب أهلية داخلية باعتبارها مالكة لمشروع طائفي بالدرجة الأولى وضد بقية الشعب.وبالتالي،تأكيدنا على ضرورة المقاومة بمختلف أشكالها ووفق إستراتيجية الدولة الواحدة يجب أن يترافق مع نقد جذري للمقاومات الطائفية؛التي لا تكتفي بمقارعة العدو والسيطرة على هذه المقارعة بل تريد بناء دولتها الإسلامية.وهنا المشكلة الكبرى.وبالتالي لا يمكن لأية رؤية سياسية فلسطينية أم عربية تجاهل خطورة أبعاد مشاريع الإسلام السياسي على اختلاف أشكاله (المقاومة والجهادية والطائفية التوافقية) والتي تشكل في صيرورتها إعاقة كارثية لمشاريع النهوض العربي .
أورد النص كلاماً كثيراً عن وحدة الشعب الفلسطيني وضرورة تجديد الحركة الوطنية،وغير ذلك.والتجربة العربية مع هذه المصطلحات ومع الأحزاب التي تبنتها والتي هيمنت على حركة التحرر العربية. تؤكد أن هذه المفاهيم جزء من المنظومة الإيديولوجية للدولة القطرية التي هي أنظمة برجوازية تابعة تخدم المشروع الامبريالي لا مصلحة الشعب العربي.وبالتالي لم تستطع هذه الرؤية تجاوز روحية هذه المفاهيم والحركة الوطنية السابقة والدعوة إلى مفاهيم وأسس ومعايير مختلفة تنطلق من مصالح الطبقات المتضررة من الحركة الوطنية الفلسطينية المشكّلة تاريخياً ولا من الحركة السياسية المتأسلمة.ولذلك نرى ،أن ما وجد من حراك سياسي وبواسطة نفس هذه المفاهيم والمصطلحات كان كارثة على المستوى الفلسطيني وعلى المستوى العربي.حيث أفضت إلى أنظمة شمولية في كل الوطن العربي ، قادت العراق إلى الاحتلال وتقود بقية الدول العربية إلى مشكلات طائفية ومذهبية وعرقية داخلية.وبالتالي لا بد من نقلة نوعية في هذه الرؤية نحو مشروع يساري فلسطيني عربي بعيداً عن أوهام الوحدة الوطنية الصوانية أو وحدة الشعب المقدسة؟!
رغم جذرية الإعلان في الدعوة نحو دولة واحدة ديمقراطية وعلمانية على كامل التراب الفلسطيني وتفكيك الدولة الصهيونية وحل مشكلة المستوطنين اليهود بطريقة ديمقراطية ومواطنية بعد تأمين حق العودة وحل المشكلات الناجمة عن الاحتلال الصهيوني.إلا أن الإعلان عاد ،وأكد على وجود خيارات أخرى.والسؤال ما هي الخيارات الأخرى المعلنة في الساحة الفلسطينية.أليست خيارات السلطة ومشاريع الدولتين.؟!ثم ألا تكفينا هذه الخيارات التي امتدت منذ السبعينات ولم تكن إلا أوهاماً شعبية ونضالات عز نظيرها وحققت مصالح الشرائح المافيوية للشعب الفلسطيني.وبالتالي يحق لنا السؤال :هل أصحاب الرؤية يضعون قدماً هنا -عند السلطة الفلسطينية- وقدماً هناك -ضد هذه السلطة-.
وباعتبار النص لا يدعو لهذه الثنائية ويغلب الدولة الواحدة، فإنه لا مبرر لتسويغ وتشريع الخيارات الاسلوية أو خيار الدولتين أو أشباهها.ومن واجب مثقفي الإعلان الابتعاد عن مقولات التعددية الساذجة والمساواة بين جميع الخيارات والدفاع عن رؤية واحدة شاملة لهذه القضية المعقدة،خشية التشويش على هذه الورقة الهامة وعدم تحويلها إلى مشروع يطويه النسيان لاحقا ًوبذات الورقة من أجل أن يصبح مشروعاً ريادياً. ويستدعي من المثقفين العرب البدء بطرح مشاريع النهوض العربي ورؤيتهم لحل القضية الفلسطينية وكل قضايا العرب؛ التي تكاد تكون غائبة أو بحالة تغييب شبه كاملة إلا ما يعزز المشاريع القطرية في زمن العولمة؟!.
النقد المقدم لمشروع الرؤية، يستهدف تعزيزه نحو تجاوز المكرر، كي لا يصبح مسخرة.والولوج نحو رؤية فلسطينية وعربية، تشكل مرتكزاً جديداً نحو حركة تحرر عربية بقيادة يسارية ماركسية.



#عمار_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في نقد نقد الدولة الديمقراطية العلمانية
- ندوة فكرية حوارية حوّل كتاب سلامة كيلة -الماركسية والقومية ف ...
- النظام الطائفي الهش يفتقد الهيمنة الطائفية
- التحولات الليبرالية وارتفاع أسعار المازوت والغاز
- نكبة فلسطين نكبة عربية
- عرض كتاب مستقبل الحرية
- الاستقلال الذي يُشتهي ولا يأتي
- التدخل الأمريكي والاستعصاء العربي
- الفقر الموحّد والأنظمة المتعدّدة
- القمة العربية عربة على طريق
- الطائفية في الكويت ،هل من حل
- واقع الكتاب العربي جزء من أزمة الواقع العربي
- في آفاق المسألة الفلسطينية
- ضرورة النقد ضرورة العقل
- في نقد المعارضة السورية: ضرورة الانسحاب لا التجميد
- لسنا أصحاب ضمير أو عقل
- ماذا يفعل بوش في المنطقة
- حوار مع الأستاذ مازن كم الماز- من أجل استنهاض جديد لقوميات ا ...
- بعض أزمات سوريا في العام 2007 وبداية 2008
- بعض من أخطاء إعلان دمشق


المزيد.....




- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...
- DW تتحقق - هل خفّف بايدن العقوبات المفروضة على إيران؟
- دعوة الجامعات الألمانية للتدقيق في المشاريع مع الصين بعد مز ...
- الدفاع الروسية تعلن ضرب 3 مطارات عسكرية أوكرانية والقضاء على ...
- -700 متر قماش-.. العراق يدخل موسوعة -غينيس- بأكبر دشداشة في ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي يصادق على خطط المراحل القادمة من حرب ...
- زاخاروفا: روسيا لن تساوم على أراضيها الجديدة
- اكتشاف ظاهرة -ثورية- يمكن أن تحل لغزا عمره 80 عاما
- بري عقب لقائه سيجورنيه: متمسكون بتطبيق القرار 1701 وبانتظار ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عمار ديوب - في نقد مشروع تأسيس رؤية سياسية فلسطينية