بوش يبدأ جولة أوروبية اليوم في المانيا برلين ثكنة عسكرية في مواجهة الاحتجاجات

السفير

الحوار المتمدن-العدد: 138 - 2002 / 5 / 22 - 08:57
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

جانب من تظاهرة برلين أمس ترفع لافتة تقرأ: ((لا نريد حروبك يا سيدي الرئيس)) (أ ف ب

((محور الشر يمر في البنتاغون))، ((يانكي، عد الى ديارك))، ((لا دم مقابل النفط))، شعارات تستقبل الرئيس الاميركي جورج بوش اليوم في المانيا التي تشهد تظاهرات هي الاكبر ضد رئيس دولة منذ توحيد العاصمة الالمانية برلين.
ومع وصول الرئيس الاميركي ستتحول برلين الى ما يشبه ((ثكنة عسكرية)) تغص بأكثر من عشرة آلاف شرطي وقوات خاصة لمكافحة الارهاب، بالاضافة الى قوة الحماية الخاصة المرافقة لبوش لتأمين سلامته، ومن المقرر ان يغلق وسط المدينة في وجه المتظاهرين طيلة مدة الزيارة.
وقد بدأت التظاهرات قبل زيارة بوش بأيام ، وقدرت أعداد المشاركين في تظاهرة أمس في برلين بعشرين ألفا، لبوا دعوة أكثر من مئتي جمعية ومنظمة، المانية وأجنبية، ناشطة في اطار البيئة والدفاع عن حقوق الانسان والاحتجاج على العولمة، بالاضافة الى الشيوعيين وبعض مناصري حزب الخضر.
وكانت الشرطة الالمانية قد القت القبض في الساعات الأولى لبداية التظاهرات على ثلاثة مواطنين ينتمون الى منظمات مناهضة للعولمة بسبب محاولتهم رفع لافتات على مراكز رسمية ومعالم سياحية، معادية لزيارة الرئيس بوش.
وتطلق الجمعيات والمنظمات المعارضة للرئيس الأميركي على نفسها تسمية ((محور الخير))، في مواجهة ((محور الشر)) الذي اطلقه الرئيس الاميركي. وأشارت اللافتات والملصقات في التظاهرات الى دور السياسة الأميركية في ((تلويث البيئة ونشر الحرب في انحاء العالم))، كما طالبت بعض الشعارات بحل القواعد العسكرية الاميركية المنتشرة في انحاء العالم والغاء عقوبة الاعدام. وشارك في التظاهرات مواطنون وفدوا بالباصات والقطارات من بقية المقاطعات الالمانية والدول الأوروبية المجاورة.
وشارك الشيوعيون بكثافة في التظاهرات ورفعوا شعارات نددت بسياسة جورج بوش وقالت رئيسة حزب الديموقراطية الاشتراكية (الشيوعي) غابي زيمر في تصريح لها أن الرئيس بوش ((عاجز ولا يملك أجوبة واضحة على تحديات العالم، وهو يعمل ضد مصالح الناس ومصالح المواطنين الأميركيين)).
من جهتها، قالت رئيسة حزب الخضر كلاوديا روت أن الحزب يتظاهر كي يقول للأميركيين بوضوح: ((لا نريد مغامرة عسكرية في العراق))، أضافت أن هذا هو أيضا موقف بعض المواطنين الأميركيين.
وقد هدد المستشار الالماني غرهارد شرودر بالرد بعنف على أي محاولة لتعكير الأمن أو إثارة الشغب بينما دعا وزير الخارجية الالمانية يوشكا فيشر الى التحلي بمظاهر الاحتجاج الديموقراطي ((التي يحميها الدستور الالماني)).
وقال فيشر انه يتفهم مشاعر الناس واحتجاجهم على انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق ((كيوتو)) وانه لا ينتقد التظاهرات المسالمة لكن ما من مواطن الماني، له مصلحة أو يرغب، بنقل صورة بشعة ومعادية للأميركيين، عبر نعت الرئيس الأميركي بأنه ((ينشر الحرب في العالم)).
ويحمل بوش الخلافات الاميركية الأوروبية الى الجولة التي تقوده الى روسيا وفرنسا وايطاليا حيث سيحضر قمة الدول الأعضاء في حلف شمال الاطلسي.
وقد برزت هذه الخلافات في تصريح المتحدث باسم البيت الابيض آري فلايشر اذ قال ان ((الرئيس يتوجه الى اوروبا بروحية ان لدى الأميركيين ما يتشاركون فيه مع الاوروبيين أكثر بكثير مما يختلفون عليه)).
وتكثر المواضيع التي يختلف عليها الجانبان ليس أولها العلاقات التجارية المتوترة بسبب الضرائب التي فرضتها واشنطن على وارداتها من الصلب، مرورا بمأخذ واشنطن على الدول الأوروبية بعدم إنفاق ما يكفي في المجال الأمني، الموضوع الأبرز الذي طرح أثناء اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف شمالي الأطلسي مؤخرا، وصولا الى اختلاف وجهات النظر في مسألة العراق، إذ يعارض الاتحاد الاوروبي الضربة العسكرية ويتهم واشنطن بالتفرد في هذا المجال.
في هذا السياق، يتوقع مساعدو بوش ان يلقى استقبالا أكثر ترحابا في روسيا منه في اوروبا، وأشار أحدهم الى ان الرئيسين بوش وبوتين أصبحا يناديان بعضهما باسميهما الأوليين في إشارة الى ((الحميمية)) التي تجمعهما.
وقد توعدت الشرطة الروسية ((بالتصرف بشدة لمنع التظاهرات التي قد تقوم بها المجموعات المتطرفة التي لا يروقها التقارب الروسي الاميركي ولا العمليات الاميركية في مختلف النقاط المشتعلة في العالم)).
(((السفير))، رويترز، أب، دب أ، أف ب)

©2002 جريدة السفير

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل