أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - الفيدرالية والكيانات الحزبية














المزيد.....

الفيدرالية والكيانات الحزبية


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2328 - 2008 / 6 / 30 - 10:26
المحور: المجتمع المدني
    


إن المسعى الأساس للأنظمة السياسية تحقيق العدالة الاجتماعية عن طريق توزيع الثروة بشكل عادل ومنصف وإشراك المكونات الاجتماعية في صناعة القرار السياسي، لكن هذا التمثيل قد لايضمنه النظام الديمقراطي بشكل كاف خاصة في الدول التي تفتقد للتقاليد الديمقراطية.
إن مبدأ الأكثرية والأقلية في النظام الديمقراطي لايكفل تماماً حقوق الأقليات القومية خاصة في الدول التي تعاني من مشاكل عرقية وفئوية مستديمة مما تطلب تطوير النظام الديمقراطي ليكون أكثر عدالة في ضمان التمثيل النسبي للأقليات وتقاسم السلطة السياسية والشراكة الحقيقية في صناعة القرار الوطني من خلال تبني الآلية الفيدرالية لتكون بمثابة النواة الجامعة لكافة المكونات الاجتماعية.
الفيدرالية نظام داخلي لمؤسسة مستقلة القرار تخضع لتشريعات الإدارة العامة التي يوطرها الدستور الوطني، وتحتاج لآلية مؤسسية فعالة وكفوءة ذات مؤهلات إدارية وتخصصية لأنها تمثل حكومة محلية مقابل حكومة وطنية.
لكن ضعف البنى المؤسسية للدولة يقابله هزالة في التشكيلات السياسية المقتصرة على تمثيل مكون اجتماعي واحد (عرقي أو فئوي) لتحقيق مصالح فئوية ضيقة دون أن تعر أهمية لمصالح بقية الفئات الاجتماعية مما يكرس ذهنية الهيمنة والاستحواذ لتحقيق الفائدة لصالح مكون عرقي أو فئوي وعلى حساب الآخرين.
إن تطبيقات الآلية الفيدرالية في الدول المتخلفة لم تسهم في فك الاشتباك وخفض حدة التوتر بين المكونات الاجتماعية، وإنما على العكس زادت حدة التوتر وتقاطعت الرؤى والأفكار بسبب تنامي أنانية النخب السياسية التي تمثل كيانات حزبية (مافيات عائلية) تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة تحت يافطة تمثيلها لمصالح المكون الاجتماعي العرقي أو الفئوي.
كما أن وتيرة الصراع لم تقتصر على المكونات الاجتماعية المتباينة وحسب، بل برزت بين الكيانات الحزبية (تحديداً بين المافيات العائلية) داخل المكون الاجتماعي الواحد لجني المكاسب المالية وتقاسم الغنائم الذي اقترن بالعنف والقهر والمذابح والتهجير القسري للسكان في مناطق النفوذ الحزبي.
يقول ((جيفرسون))"لم يكن عندي أدنى شك أنهم غير مؤهلين بما يكفي لتحمل أعباء حكم ذاتي، فأستخدامهم للعنف واقترافهم للمذابح وانتهاك حقوق الإنسان كرس الحكم الاستبدادي".
إن ذهنية الهيمنة والاستحواذ المسيطرة على قيادات الكيانات الحزبية (المافيات العائلية) الممثلة للمكونات الاجتماعية القومية والفئوية لايمكنها بناء دولة عصرية تحقق العدالة الاجتماعية، فالصلاحيات التي منحت لهم عبر الفيدرالية أُستغلت لإبرام عقود غير شرعية مع الشركات العالمية لاستثمار الثروة الطبيعية دون أي اعتبار للمصالح الوطنية، إنها عقوداً لسماسرة يبحثون عن أرباح تحقق مصالحهم الشخصية وعلى حساب مصالح المجتمع.
إن منح صلاحيات واسعة في النظام الفيدرالي للحكومات المحلية الممثلة في الكيانات الحزبية (المافيات العائلية) دون وجود ضوابط وإشراف مالي يفسح المجال للثراء غير المشروع للعائلات المطعونة بولائها الوطني تاريخياً، ويزيد من معدلات الفقر والجوع للفئات الاجتماعية.
يعتقد ((مايكل بارنتي))"إن الهدف الحقيقي لتكالب السياسيين على الفيدرالية وإنشاء حكومات محلية يعود لسعيهم الحثيث لإبرام عقود غير شرعية مع الشركات العالمية لاستثمار الموارد الطبيعية لقاء حصولهم نسب من الأرباح، فضلاً عن منح الشركات الاعفاءات الضريبية والمعونات المالية لقاء عمولات وعلى حساب مجتمعات الولايات ذاتها".
إن وجود مافيات عائلية تهيمن على الحكومات المحلية في الولايات الفيدرالية يعد بمثابة شرعنة للفساد والإفساد المالي والإداري والمزيد من الإفقار للمجتمع. كما أن عدم وجود مؤسسات سياسية وضوابط رقابية على أداء الحكومات المحلية خاصة في إبرام العقود مع الشركات العالمية لاستغلال الثروات الطبيعية يضعف من السيادة الوطنية ويفرط بحقوق المجتمع ويسمح بتراكم الثروة غير الشرعية بيد عائلات إقطاعية تسعى للهيمنة والاستئثار بالسلطة وعلى حساب بقية المكونات الاجتماعية الأخرى.
الموقع الشخصي للكاتب: http://www.watersexpert.se/



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيروقراطية الدولة
- ماهية البيروقراطية
- ماهية الدستور وإشكاليات التطبيق
- كتابة الدستور
- المفاهيم الدستورية
- آليات عمل السلطة التشريعية
- السلطة التشريعية (الصلاحية والممارسة)
- الأليات الشرعية لانتخاب السلطة التشريعية
- معايير نجاح النظام الديمقراطي
- تأسيس منظمات للمجتمع المدني إحدى مستلزمات بناء النظام الديمق ...
- مساحة الحرية أحدى مستلزمات بناء النظام الديمقراطي
- مستلزمات بناء النظام الديمقراطي
- ماهية الديمقراطية
- ماهية السلوك الغريزي والاجتماعي
- تأثير البيئة الاجتماعية في السلوك والممارسة
- عوامل الصراع الاجتماعي
- دور الصفوات في الصراع الاجتماعي
- آليات الحراك الاجتماعي
- المطالب الاجتماعية والأهداف السياسية
- تداعيات انهيار النظام الاجتماعي


المزيد.....




- سفينة مساعدات إماراتية في طريقها إلى غزة بحرا لأول مرة بعد م ...
- القسام:القصف الهمجي الاسرائيلي تسبب بمقتل الأسرى الذين بأيدي ...
- الولايات المتحدة.. اعتقال 100 شخص في إحدى جامعات بوسطن خلال ...
- حماس تحذر من أي بديل عن الأمم المتحدة للإشراف على عمل الأونر ...
- مسؤول إماراتي لـCNN: سفينة مساعدات للدولة في طريقها إلى غزة ...
- -لا حيلة ولا قوة لنا-: اللاجئون السوريون في الأردن ولبنان و- ...
- يديعوت أحرونوت: بن غفير طلب قتل بعض المعتقلين بمجمع الشفاء
- أرادوا إدخال مساعدات.. اعتقال حاخامات ونشطاء على الحدود مع غ ...
- -ارتكب أفعالا تنطوي على خيانة وطنه-..داخلية السعودية تعلن إع ...
- -حماس- تبدى موقفها من التقرير الاممي حول -الأونروا-وتحذر


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - الفيدرالية والكيانات الحزبية