أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بولس رمزي - مشروع الدوله الدينيه بين النظريه والتطبيق















المزيد.....

مشروع الدوله الدينيه بين النظريه والتطبيق


بولس رمزي

الحوار المتمدن-العدد: 2327 - 2008 / 6 / 29 - 10:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


للمتابع للحركه السياسيه في مصر والمنطقه العربيه نجد انها في انحدار الي الهاويه ما لم نستفيق من غفلتنا سوف نسقط في بحيره دماء لن ينجو منها احد فلن تكون هناك فئه غالبه أو فئه مغلوبه فلن تستطيع فئه أو تيار أو طائفه دينيه مهما بلغت قوتها من العتاد والرجال في أن تحسم المعركه لصالحها علي اضعف الفئات المتناحره أي ان اي تناحر وتقاتل طائفي لن يستطيع ان يحقق علي ارض الواقع اي حسم لهذا القتال لصالحه وحتما سيكون المنهزم في اي قتال داخلي هو الانسانيه بمعناها الاشمل والاعم وما سوف يخلفه من آثار سلبيه علي المجتمع بأثره من تخلف اكثر مما نحن فيه من تخلف وفقرا اكثر مما نحن فيه من فقر وما تعانيه الشعوب العربيه وبصفه خاصه مصر من الارتفاع الرهيب في اسعار جميع السلع والخدمات وانخفاض خطير في الدخل الحقيقي للفرد وهنا اقصد بالدخل الحقيقي للفرد هو "نصيب الفرد في السلع والخدمات في السنه الاخيره مقارنة بالسنوات السابقه" سنوف يبين لنا ذلك الانحدار الخطير في مستوي معيشة الفرد في مصر

كثيرا ما نسمع ونشاهد تباكي اصحاب مشروع الدوله الدينيه علي ما وصلت اليه المنطقه العربيه من انحدار رهيب وكيف انهم يروجون للشعوب العربيه بان السبب في الرئيسي مصيبتهم الكبري ومعاناتهم هو ان حكام المنطقه يتبعون خطي الشيطان ولا يطبقون شرع الله وان حل مشاكلهم المزمنه يكمن في مشروع الدوله الدينيه فبالدوله الدينيه سوف تعيش شعوب المنطقه في عز ورفاهيه وسوف ننتصر علي كل دول العالم الكافره وسوف نهزم اعتي قوي عسكريه في العالم وسوف نحكم العالم اجمع

وللاسف فان الغالبيه العظمي من شعوب المنطقه تشارك اصحاب مشروع الدوله الدينيه الرأي وقد أسهمنا جميعا حكاما ومحكومين عامه ومثقفين علي حد السواء في اعطاء الفرصه لاصحاب مشروع الدوله الدينيه ومن امثلة ذلك:

اولا- اتاحة مساحه اعلاميه لايستهان بها في جميع وسائل الاعلام الرسميه وشبه الرسميه في نشر افكارهم بين البسطاء من الشعوب العربيه دون ان تكون هناك فرصه مماثله لاصحاب التوجهات الليبراليه في الرد علي ادعاءات هؤلاء

ثانيا - غض طرف القائمين علي الحكم في مصر عن تجاوزات اصحاب هذا المشروع التي لايمكن لنا ان نضعها تحت مسمي تجاوزات بل هي جرائم خطيره للغايه تتمثل في التحريض واباحة دماء واعراض ومقدسات واموال غير المسلمين ولاننسي الكتاب الذي اصدره الشيخ محمد عماره في هذا الخصوص وما جاء به من تحريض مباشر علي قتل ونهب ممتلكات اقباط مصر وعدم محاسبته علي ماجاء بكتابه هذا والاخطر من ذلك التمويل الذي حصل عليه من مؤسسة الازهر الذي تتمثل ميزانيته في اموال الضرائب التي يدفع غير المسلمين اربعون في المائه من قيمتها فضلا عن عدم محاسبة هؤلاء الذين ينفذون مخططاتهم الارهابيه وتعطيل القانون امام هذه الممارسات الارهابيه واللجوء الي جلسات الصلح العرفيه وماحدث في دير ابو فانا خير دليل علي هذه الممارسات علي هدي كتاب الشيخ محمد عماره والمحاولات المستميته التي تقوم بها الحكومه المصريه في الضغط علي الاقباط بشكلا مفضوحا للغايه لارغامهم علي قبول هذا الصلح دون محاسبة المعتدين وتعطيل القانون ونري في تصريحات محافظ المنيا والتهديدات الامنيه في نزع ملكية الدير لاراضيه ما هي الا مساومه مفادها "خدوا الارض بس اصطلحوا دون ان يقدم الجناه الي محاكمات" اضافة الي المحاولات المستميته في جميع وسائل الاعلام المصريه التي تحاول ان جاهده بان بتغير وقائع الاحداث من استحلال الحرمات المقدسه للاقباط وانتهاكها وتجاوز جميع الخطوط الحمراء وخطف رجال الدين وتعذيبهم ومحاولة ارغامهم في اهانة مقدساتهم استنطاقهم الشهادتين الي مجرد نزاع علي قطعة ارض صحراويه

ثالثا – الابقاء علي تشريعات دستوريه عنصريه " الماده الثانيه من الدستور المصري"
والتي تقسم المجتمع المصري الي مواطنين درجه اولي ومواطنين درجه الثانيه

في العرض السابق اردت في ان اوضح لقرائي الاعزاء بان الدوله بجميع اجهزتها ضالعه بشكل مباشر في التوجه الديني للدولهوهنا علينا ان نتساءل من خلال النقاط التاليه علي سبيل المثال وليس الحصر:

أولا - ماهو شكل الحكم الاسلامي الذي يراه اصحاب هذه التوجهات الدينيه هل هو اسلام الظواهري وبن لادن واسماعيل هنيه؟ ام هو اسلام حسن نصر الله وحسن فضل الله ومقتدي الصدر؟ اذا حكم الاسلام الشيعي المنطقه سيكون هو الاسلام الذي يحقق طموحات شعوب المنطقه؟ ام ان يكون اسلام الطائفه العلويه هو الذي سوف يوفر رغيف الخبز لشعوب المنطقه؟ هل اسلام مهدي عاكف صاحب نظرية"طظ في مصر واللي في مصر" هو الذي سوف يعيد للشعب المصري كرامته التي اهدرت؟ هل اسلام الحزب الوطني الذي يطلق علي نفسه الحزب المعتدل الاوحد في مصرويدعي المساوه بين الجميع ولم يرشح هذا الحزب للانتخابات النيابيه مرشح قبطي واحد ولم يعين رئيس تحرير قبطي واحد لاي جريده قوميه والعديد والعديد من الدلائل التي تثبت ان هذا الحزب الغير وطني هو اكثر تطرفا من منظمة القاعده المتطرفه سوف يلبي احتياجات جميع المصريين دون تمييز بسبب العرق او اللون او الدين او الجنس؟

ثانيا – هل يعتقد اصحاب التوجه الديني انه لوقامت طائفه دينيه بحكم الدوله وفقا لمفاهيمها ومعتقداتها وايدلوجيتها الدينيه سوف يرضخ لهذا اصحاب الايدلوجيات الدينيه الاخري بالرغم من اختلاف المفاهيم الايدلوجيه بين الطوائف الدينيه بجميع اشكالها ولم اذهب بعيدا ان هناك اختلافات جوهريه حول المفهوم الديني داخل الدين الواحد واكبر دليل علي ذلك ما يحدث من اقتتال بين اتباع الطائفه السنيه والطائفه الشيعيه في كل من لبنان والعراق والاخطر من ذلك ما يحدث من اختلاف حول مفهوم الحكم داخل الطائفه الدينيه الواحده فنحن نري الاخوان المسلمين السنه يرون في حكومة الحزب الوطني السنه ايضا بانهم لايطبقون شرع الله التطبيق صحيح الدين وانهم وحدهم يحملون شعار "لاسلام هو الحل" بالرغم من ان حكومة الحزب الوطني هي الاخري تحمل شعار "الاسلام دين الدوله" ولا فرق بين الشعارين ولكن كل منهم يتهم الاخر بانه منحرف عن صحيح الدين ولا نعرف ايهم علي صواب ولا ننسي عندما اختلفتا منظمتان اسلاميتان تنتميان لطائفه اسلاميه واحده وهي الطائفه السنيه وكيف كان هناك قتالا شرسا بين منظمتا فتح وحماس وكيف شاهدنا علي جميع الفضائيات كيف يقتل المسلم السني المسلم السني الاخر وكل طرفا منهم يدعي بانه هو صاحب صحيح الدين والاخر منحرفا عن صحيح الدين ويستوجب قتله وانهاء حياته

ثالثا – هل اصحاب توجه الدوله الدينيه يرون في اسلام طالبان هو النموذج السني الطالباني في افغانستان وهل الحكم الديني في افغانسان حقق للشعب الافغاني الرفاهيه والتقدم ؟ ام ان الدوله الافغانيه تحولت من دوله لها مؤسساتها الي دولة القبائل والهمجيه؟ ولاننسي الجمهوريه الاسلاميه الايرانيه التي استولت الدوله الايرانيه وكيف في ظل حكم هذه الدوله الغنيه بانتاج النفط تقوم بتوزيع بنزين السيارات بحصص شهريه لكل فرد لايمكنه تجاوزها كيف تحول الانسان الايراني الحر في عهد الشاه السابق من انسان ينافس المواطن الاوروبي في الرفاهيه الي انسان لايملك قوت يومه ولايستطيع ان يعترض والا حبل المشنقه جاهز لكل من يفتح فمه معترضا علي ما يتعرض له من معاناه وكذلك نري فلسطيني قطاع غزه كانوا اوفر حظا ورفاهيه من فلسطيني الضفه الغربيه ونري الان الحال الذي وصل اليه فلسطينيوا قطاع غزه من بؤس وفقر في ظل حكم منظمة حماس لهم

بعد ان عرضنا بعض الامثله الحيه فاننا يمكننا ان نوضح الدوله الدينيه بين النظريه والتطبيق فيما يلي:

اولا – عندما يسمع ويشاهد المواطن البسيط تباشير الساده اصحاب نظرية الدوله الدينيه لمشروعهم وكيف سينزل عليهم من السماء المن والسلوي في ظل دولتهم الدينيه المنشوده والتي لم ولن تحقق لاي مواطن علي ظهر الارض من اقصاها الي اقصاها علي مر التاريخ هذه الرفاهيه المنشوده

ثانيا – استخدام الايدلوجيات الدينيه والمذهبيه لتحقيق اهداف سياسيه للوصول الي كرسي الحكم سوف يؤدي بالضروره الي اقتتال ودمار وتخلف وفقر وجوع كما رأينا تصارع اصحاب الانتماءات الدينيه في العراق التي تعد اغني بلدان المنطقه وما ادي اليه هذا الصراع الديني من تحول الشعب العراقي الي افقر شعوب المنطقه بعد ان كان خير العراق يغطي كل شعوب المنطقه

اخيرا
بالرغم من اننا جمبعا عاصرنا هذه الاحداث الا واننا لازلنا نري من يحملون شعار "الاسلام هو الحل" زمازالت الدوله تحمل شعار "الاسلام دين الدوله ومبادئ الشريعه
الاسلاميه المصدر الرئيسي للتشريع" الم يحن الوقت في ان يكون الدين لله فقط داخل دور العباده وتحكم الدوله بدستور وقانون مدني يرضي به الجميع ويقبلونه ؟ علينا ان يكون شعارنا "الدوله المدنيه هي الحل"...



#بولس_رمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رئيس مجلس الشعب المصري -مبيعرفش-
- غزوة دير ابو فانا ودفن الرؤوس في الرمال
- سقط قناع الحزب الالهي وظهر الوجه الحقيقي
- حزب الله انتصر يارجاله !!!
- الدوله الدينيه ومخاطر تفتيت دول الشرق الاوسط
- الصفقات السوريه الاسرائيليه الي اين؟؟؟
- العرب ضائعون
- قمة الضياع العربي
- هذا هو نموذج الدوله الوهابيه السعوديه
- الوهابيه السعوديه ونموذج الدوله الاسلاميه
- ضياع حقوق الاقباط في حلسات الصلح العرقي
- حوار مع بروفوسيره وهابيه
- الاسلام دين الدوله!! والشريعه الاسلاميه المصدر الرئيسي للتشر ...
- العقائد الدينيه اصبحت اوراقا سياسيه
- فخامة الرئيس مبارك هل المسيحيه دين كفر؟
- الجميع ارتدوا عباءة الدين
- الحريات الدينيه – الحكومه المصريه – ألأقباط
- قانون الصحافه المصري يحمي من؟
- العرب والديموقراطيه
- الاسلام دين ودوله


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بولس رمزي - مشروع الدوله الدينيه بين النظريه والتطبيق