نكبة حزيران الكروية : مَن المسؤول؟

طارق الحارس

الحوار المتمدن-العدد: 2325 - 2008 / 6 / 27 - 00:22
المحور: عالم الرياضة
    

هذه هي المرة الأولى التي أجد نفسي عاجزا فيها عن وصف حالة رياضية فالذهول الذي أصابني بعد أن أعلنت صافرة الحكم الاماراتي علي حمد نهاية مباراة منتخبنا الوطني أمام قطر والتي كانت تعني خروجنا من تصفيات كأس العالم للعام 2010 لازال يسيطر على جميع جوارحي الى حد يمنعني من كتابة أية جملة حول ما حصل على ملعب دبي .
يبدو أن الخطأ الذي وقعت به هو أنني لم أكن قد هيأت نفسي للخسارة في هذه المباراة مع أنني كتبت مقالتين بعد الفوزين على استراليا والصين ذكرت فيهما أن مستوى المنتخب الفني غير مطمئن في ظل التكتيك الذي يلعب به مدرب المنتخب عدنان حمد ، فضلا عن عدم قناعتي أصلا بالقدرة التدريبية للمدرب عدنان حمد ، إذ ذكرت ومنذ تسميته مدربا للمنتخب الوطني من طرف الاتحاد العراقي لكرة القدم أنه لا يصلح لهذه المهمة الكبيرة .
السؤال الذي طرحته على نفسي للخروج من الذهول هو : مَن يتحمل مسؤولية خروجنا من هذه التصفيات ؟
الجواب يأتي مباشرة : الجميع يتحمل المسؤولية ، أعني الاتحاد العراقي لكرة القدم ، والمدرب عدنان حمد ، وبعض اللاعبين .
سنحاول هنا أن نحدد المسؤولية فحينما نقول أن الاتحاد العراقي يتحمل المسؤولية فلأنه تخبط كثيرا في تسمية المدرب الذي يقود المنتخب بعد نهاية بطولة آسيا ، إذ أنه فرط بالمدرب البرازيلي فييرا نتيجة حصوله على وعود مادية من المدرب أولسن . وعود تخص مصادر تمويل رواتبه ومساعده ، فضلا عن معسكرات خارجية وعد أولسن بتكفلها من قبل شركات سترعى المنتخب ، لكنه ، أي الاتحاد ، سرعان ما نسف كل هذا وذاك لسببين أولهما اكتشافه أن وعود أولسن المادية كانت وهمية فلا شركات داعمة لرواتبه ، ولا معسكرات خارجية ترعى من قبل هذه الشركات ، أما ثانيهما فأنه ، أي الاتحاد ، انصاع ، حسب بياناته لرغبة بعض ، أو أغلب لاعبي المنتخب الوطني التي تمثلت في عدم قناعتهم فنيا بالمدرب أولسن ، بل زادوا على ذلك في أن رغبتهم تتمثل في أن يشرف على تدريب المنتخب المدرب عدنان حمد بحجة علاقته القريبة بالعديد من لاعبي المنتخب الوطني وهذه هي المرة الأولى في تاريخ المنتخب الوطني التي يختار فيها اللاعبون المدرب الذي يقودهم وهي الحالة التي تؤكد سيطرة بعض لاعبي المنتخب الوطني على قرارات الاتحاد .
نحن نعتقد أن اختيار حمد لتدريب المنتخب الوطني من طرف الاتحاد العراقي هو السبب الرئيس في خروجنا من تصفيات كأس العالم وقد ذكرنا ذلك بعد تسمية الاتحاد لعدنان حمد مباشرة في مقالة نشرت في جريدة المدى تحت العنوان التالي : العودة الى الوراء ، أكدنا فيها أن مهمة تدريب المنتخب الوطني العراقي ، لاسيما بعد حصوله على لقب بطل آسيا تعد مهمة أكبر من قدرة حمد التدريبية مستندين في ذلك على نتائجه السيئة مع المنتخب الوطني في مناسبات سابقة .
أما عن مسؤولية عدنان حمد فهي كبيرة أيضا ، فنحن نعرف أن فرصة عدنان حمد بالعودة الى تدريب المنتخب الوطني العراقي قد احترقت نهائيا بعد فشله الذريع في بطولة خليجي 17 ، ومن ثم فشله الذريع في قيادة المنتخب في تصفيات كأس العالم للعام 2006 بعد الخسارة المذلة في المباراة المصيرية للمنتخب أمام أوزبكستان والتي جرت على ملعبنا ( المفترض ) في عمان ، لكن يبدو أن علاقته الوطيدة مع رئيس الاتحاد حسين سعيد وبعض أعضاء الاتحاد وعدد من اللاعبين المؤثرين ( أصحاب الدولارات ) قد أعادت له هذه الفرصة التي لا يستحقها فنيا دون وجه حق .
لقد حصل حمد على الفرصة الذهبية ، لكنه لم ينجح فيها والسبب في ذلك هو عدم كفاءته التدريبية ، إذ أن المنتخب تحت قيادته في هذه التصفيات خسر في ثلاثة مباريات وفاز في مباراتين كان من بينهما الفوز على منتخب الصين أضعف فرق المجموعة وحتى في هاتين المباراتين فقد ظهر منتخبنا فنيا في أسوأ حال .
أما في المباراة المصيرية أمام قطر فقد بدأ ضعف قدرته التدريبية واضحا خلال سير المباراة ، إذ أنه لم يحسن التعامل فنيا مع الفرصتين اللتين كانتا في متناول يديه ( التعادل والفوز ) ، ولم يحسن التعامل فنيا مع التبديلات خلال سير المباراة ، لاسيما بعد أن سجل منتخب قطر هدفه الوحيد ، بل أن الارتباك كان السمة البارزة على محياه خلال دقائق المباراة .
اللاعبون أيضا يتحملون جزءا من المسؤولية ، إذ أننا شاهدنا ( قصي ) آخر ، و( نور ) آخر ، و( نشأت ) آخر ، و( هوار ) آخر ، وحيدر آخر لا يشبهون الأسماء التي شاهدنا في بطولة آسيا ، أما يونس محمود فقصته قصة أخرى لا تشبه قصة أي لاعب من لاعبي المنتخب .
جميعهم يتحملون مسؤولية نكبة حزيران التي وقعت على رأس الكرة العراقية وعلى رأس الشعب العراقي الذي كان ينتظر منهم اسعاده في ظل الظروف الحزينة التي يعيشها ، لكنهم خذلوه ، خذولنا جميعا .

#طارق_الحارس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل