السياسة في مباراة العراق وقطر

طارق الحارس

الحوار المتمدن-العدد: 2318 - 2008 / 6 / 20 - 08:17
المحور: عالم الرياضة
    

قبل مباراة منتخبنا الوطني بكرة القدم التي جرت في الدوحة أمام المنتخب القطري ضمن تصفيات كأس العالم للمجموعة الآسيوية الخامسة حشدت قطر جميع وسائلها الاعلامية ضد العراق عموما ، والمنتخب العراقي خصوصا ، إذ نشرت الصحف القطرية العديد من المقالات التي تتحدث بسوء عن العراق الجديد وحكومته ، وعن السيادة ( الناقصة ) ، والانتخابات ( المزورة ) ، و( الاحتلال ) الأمريكي ، وأشادت كثيرا بالمقاومة العراقية ( الشريفة جدا ) .
أما عن فوز المنتخب العراقي بلقب بطل آسيا فقد حاولت هذه الصحف ومن خلال بعض المرتزقة الذين يعملون فيها التقليل من قيمة هذا الانجاز، فضلا عن الحملة التلفازية التي شنتها برامجهم الرياضية ضد لاعبي منتخبنا الوطني .
لم ينته الأمر الى هذا الحد الذي خرج عن الروح الرياضية وعلاقة ( الاخوة ) التي تجمعنا مع القطريين ، بل أن الحكومة القطرية قررت منح عطلة رسمية في اليوم الذي تقام فيه المباراة لجميع العاملين في الدوائر الحكومية وغير الحكومية من أجل تحشيد الجماهير لمساندة المنتخب القطري في مباراته أمام منتخبنا . المفارقة الغريبة تكمن في أن هذه الحكومة لم تمنح عطلة رسمية في مباراتيه أمام الصين واستراليا .
انتهت المباراة بفوز المنتخب القطري على منتخبنا بهدفين مقابل لاشيء . لم يكن سبب الخسارة الحملة الاعلامية التي شنها الاعلام القطري ، إذ أن العراقيين لم يكونوا بانتظار أي موقف ايجابي من ( الأشقاء ) القطريين فمواقفهم معروفة منذ سقوط النظام البائد حالهم كحال جميع ( الأشقاء ) في ( أمتنا ) العربية ، بل أن السبب يكمن في أن منتخبنا ظهر في هذه المباراة بمستوى غير مقنع ويرجع ذلك الى الخطة العقيمة التي لعب بها مدرب المنتخب عدنان حمد هذه المباراة .
خسرنا هذه المباراة وبعدها خسرنا أمام استراليا ، لكن أسود الرافدين انتفضوا ليفوزوا في المباراتين التاليتين على استراليا والصين ليصلوا الى المركز الثاني بفارق الأهداف عن المنتخب القطري الذي تعرض الى خسارة قاسية أمام المنتخب الاسترالي على أرضه وبين جمهوره .
المركز الثاني في المجموعة يعني نيل البطاقة الثانية عنها ، لكن أمر الحصول عليها بشكل نهائي ستحدده المباراة الأخيرة في هذه المجموعة التي شاءت الصدف أن يكون منافسنا عليها المنتخب القطري .
تشاء الصدف أن تتكرر قصة كلكتا ، تلك القصة التي لن ينساها أهل العراق فقد مزق فيها مرتزقة قطر علم العراق بعد أن فاز منتخب العراق على منتخبهم ، منتخب العراق الذي تمتد جذور عراقية لاعبيه الى سبعة آلاف سنة .
بدأ القطريون مرة أخرى وقبل المباراة المصيرية التي ستجمعنا بهم في مدينة دبي حملة اعلامية سياسية قبل أن تكون رياضية كشفوا من خلالها حقدهم الدفين على العراق وشعبه فقد كتب أحد المرتزقة هناك مقالة وصف فيها العراقيين بالأعداء ، إذ شبه المباراة بمعركة مع الأعداء مستشهدا بمقولة طارق بن زياد الشهيرة : أيها الناس أين المفر ؟ البحر من روائكم والعدو أمامكم .
ليس هذا المرتزق هو الوحيد الذي تهجم على العراق ومنتخبه الوطني فقد بدأت الصحافة القطرية ، والبرامج التلفازية بشن حملة مسعورة ضد أعضاء المنتخب العراقي ، لاسيما منهم الذين يلعبون في الدوري القطري محاولة من خلال ذلك التأثير على نفسية هؤلاء اللاعبين في قضية عقودهم مع الأندية القطرية .
وليس هذا حسب ، بل أن الاتحاد القطري لم يهدأ باله حينما سمى الاتحاد الدولي لكرة الحكم الكويتي سعد كميل لادارة هذه المباراة المصيرية ، لذا سارع عبر اخطبوطه محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لتغيير هذا الحكم المشهود له بالكفاءة والنزاهة فقد تفاجأ الجميع باعتذار سعد كميل عن ادارة هذه المباراة بداعي الاصابة وبسرعة الربق تمت تسمية الحكم الاماراتي علي حمد لادارة المباراة ، ذلك الحكم الذي يشير تاريخه الى مواقف سود مع منتخبنا اضطرت الاتحاد العراقي لكرة القدم الاعتراض على تسميته حكما لمنتخبنا في مباراة سابقة ، لكن يبدو أن الخجل من الضيافة الاماراتية لمنتخبنا حالت هذه المرة دون الاعتراض عليه .
نحن هنا لا نشكك بقدرات هذا الحكم أو نزاهته ، لكننا نضع استفهاما كبيرا على تسميته حكما لمباراتنا المصيرية هذه ، إذ كان بامكان الاتحاد الدولي تسمية أي حكم من اليابان أو من كوريا الجنوبية كي يبعد الجميع من التفكير بمؤامرة يقودها بن همام ضد منتخبنا الوطني .
على أية حال نحن على ثقة كاملة أن اسود الرافدين سيحققون نصرا كبيرا في هذه المباراة وسيتفوقون على جميع الظروف الصعبة بما فيها الحملات الاعلامية المسعورة ، والمؤامرات النتنة لأن هدفهم ليس الفوز في مباراة بكرة القدم ، وانما اسعاد الشعب العراقي وهو الهدف الذي لا يفهمه سيبستيان سوريا الأورغواني ، ولا ياسر حسين المصري، ولا سيزار فابيو الأورغواني ، ولا كانو الأفريقي ولا غيرهم من لاعبي منتخب قطر للمجنسين .

#طارق_الحارس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات