أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وائل نوارة - أقوى رجل في المحروسة














المزيد.....

أقوى رجل في المحروسة


وائل نوارة

الحوار المتمدن-العدد: 2325 - 2008 / 6 / 27 - 00:22
المحور: كتابات ساخرة
    


ما هي مظاهر القوة؟ هي أن تستطيع أن تفرض إرادتك رغماً عن الجميع، فنحن لا نتحدث هنا عن القوة البدنية أو فنون الملاكمة أو الكونج فو أو كمال الأجسام، ولكننا نرصد القدرة الخارقة لشخص واحد استطاع أن يفرض سلطته المطلقة وأرادته المنفردة على جميع شنبات وطرح وحفاضات أهالي المحروسة لأسباب لا يعلمها أحد.

أقوى رجل في المحروسة ليس هو الرئيس الرسمي للدولة، وليس مهدي عاكف رئيس الدولة الموازية، وليس رئيس الوزراء أو رئيس المخابرات أو وزير الحربية أو حتى وزير الداخلية أو رئيس جهاز مباحث أمن الدولة. أقوى رجل في مصر هو القيصر. سلطاته فوق سلطات الحكومة ومجلس الشعب ومجلس الشورى ومجلس الوزراء. كل هذه المجالس تخضع لمشيئته وتعمل في خدمته، تفصل قوانين غسيل الأموال وقوانين "منع الاحتكار" على مقاسه وحسب مزاجه الخاص. ورغم أن تلك القوانين لا تلزمه ولا تسري عليه، ولم تطبق عليه، ولن تطبق عليه، بل تطبق فقط على عينة انتقائية من صبيانه ومنافسيه، ومع ذلك، فقد رفض أن تقع رقبته تحت حد القانون رغم أنه يعلم أن رقبته مصفحة بقوته ولن تضار منه.

ورغماً عن الحكومة، ووزير التجارة، الذي غاب حسرات عن الجلسة، أقر المجلس القانون حسب مزاج القيصر وطبقاً لمشيئته. وخرجت الصحف تحمل صوره وهو يقف كالفوهرر يستعرض رعاياه من أعضاء المجلس، يكاد يخرج لسانه لسبعين مليون مصري لا يحبونه، ليقول لهم هذا اللسان، موتوا بغيظكم، قاعد على قلبكم، طظ فيكم كلكم، لأنني أنا الذي أصنع قوانينكم وأتحكم في مصيركم!

كيف أصبح شخص "يتهمه الرأي العام بالاحتكار"، هو المسئول عن صياغة قانون "منع" الاحتكار في "البرلمان"؟ وأي برلمان يكون هذا؟ كيف أصبح من يتهمه الرأي العام بالاستيلاء على أحد أهم أصول الدولة بسعر بخس وبأسلوب يفتقر للشفافية، هو المسئول عن الصياغة النهائية، لقوانين غسيل الأموال؟ ألم يتراء لأولي الأمر أن هذا قد يدخل في باب تضارب المصالح لا قدر الله؟ أي قوة وجبروت، بل أي عبث سيريالي خيالي، يجعل مثل هذه اللامنطقيات العبثية حقائق واقعية؟

هو منطق القوة التي هي فوق العدل. منطق السلطة التي هي فوق الشعب. منطق الفساد الذي استشرى حتى أصبحت الكتابة عنه تصيب المعارضين بالخجل.

ولكن، كيف أصبح هذا الرجل أقوى رجل في مصر؟ هل يمول "الحزب" ويصرف عليه من جيبه الخاص مائة ألف جنيه كل طلعة شمس؟ هل يسدد رواتب شهرية لعدة آلاف من رؤساء اللجان القاعدية بما يمكنه من وضعهم في جيبه الصغير، جيب الفكة، وبالتالي يسيطر على نتيجة أية انتخابات قادمة على أي مستوى؟ هل يجامل القريب والبعيد بالهدايا والعطايا والمجوهرات والقصور؟

هل يتسع جيبه لكل هذه المصاريف المتلتلة؟ ومن أين أتى هذا الاتساع؟ هل أتى من عبقرية متجردة واختراعات متجددة، أم من احتكارات متفردة واستحواذات متعددة؟ كيف سمح له شيوخ البلد وعمدتها بتلك الاحتكارات التي مكنته من أن يتحكم فيهم ويصبح أكثر قوة منهم؟ هل لأنهم يحتاجون مثله كواجهة أمامية وقناة سيفونية لهم؟

وما العمل الآن إذا كانت قوته قد تنامت لتعلو فوق قوتهم، وأصبحت إرادته أقوى من إرادتهم؟ هل يستطيعون الصدام معه؟ بالتأكيد هناك الكثير من الملفات وأوراق اللعب في جعبته، فهو ليس بساذج أو عبيط. لقد ظنوا أن طموحاته مادية بحتة، ولكنهم لم ينتبهوا إلى أنه يريد كل شيء، يريد السلطة المطلقة، والثروة المتنامية، يريد العز والنفوذ، الصيت والغني، ومن هنا اكتسب لقب "القيصر".

وفي ظل هذه الفوضى وهذا الغموض السياسي الذي نعيشه، قد لا نستطيع أن نمنع مثله من أن يعتلي الكراسي، أو أن يصبح الرأس السياسي، للنظام الأساسي، ولكن، من باب المواءمة، ألا يتعين عليه أن يكتفي من الكنز بالأربعين مليار، ويعتزل الكار، ويبيع الأحكار، ويتفرغ لجمع الأنصار، استعدادا لمعركة الاختيار؟


هذه هي أسئلتي المفروسة، لأقوى رجل في المحروسة.




******************
وائل نوارة





#وائل_نوارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتكار المقلوب Reverse Cartel
- عيش مضفر بعِزَّة
- في الذكرى الستين لإقامة إسرائيل: ما بعد الواقعية Post-Realis ...
- طقوس الحب والألم ... تجليات الحياة والعدم
- الجمهورية الثالثة: توجهات دستورية لعقد اجتماعي جديد
- السلطة الخامسة
- حرية العقيدة ودولة -الجماعة-
- من مذكرات صائد الغيلان
- البحث عن الصبي: صور من ألبوم الأسرة - 1
- شر الفكر
- الوطني يحتكر الوطنية
- صحافة عيش السرايا
- الدولة الموازية (1)
- ضد الدولة الإله 3: رسالة إلى فخامة الرئيس الموازي
- الدولة الموازية
- الدولة الموازية (2) : إعادة الاعتبار لدولة القانون
- بردية: رسالة من الأم
- ضد الدولة الإله 2: إعلان حرب على الهوية المصرية
- الإصلاح من وجهة نظر عبد الناصر
- ضد الدولة الإله


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وائل نوارة - أقوى رجل في المحروسة