أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالص عزمي - لماذا لم أكتب الرواية ؟!














المزيد.....

لماذا لم أكتب الرواية ؟!


خالص عزمي

الحوار المتمدن-العدد: 2321 - 2008 / 6 / 23 - 06:14
المحور: الادب والفن
    



دعونا نقف امام احدى الروايات ذات السمعة العالمية ولنأخذ مثلا (قصة الأم ) لمكسيم جوركــــــــي ؛ ونتملاها بامعان ودقة ؛ سنجدها تحتوي على اجناس ادبية متعددة الابداع ؛ ركيزتها القصة التي لو اردت ان تلخص جوهرها فانك لن تخرج عن ايجازها بحكاية لها بداية وصراع درامي ؛ ثم نهاية ؛ ولو تفحصت جوانبها الفنية فستلتقي وجها لوجه مع الخيال الشعري ؛ والصورة القلمية لشخصياتها ودورهم الاساس في دنياها ؛ ووصف المواقع الجغرافية او التاريخية التي سارت في سبلها ؛ اضافة الى الحوار بمختلف انماطه ؛ والغوص في اعماق النفس الانسانية واستخراج عوامل الشموخ او الانحدار فيها .
ان هذه وغيرها كثير تشكل أدوات الروائي عند لملمته لا طرافها وصبها في بوتقة عمله الأدبي .
ولو اردت ان تفكك اية رواية على ذاك المستوى الرفيع ؛ فستجد تلك الانماط والاجناس متناسقة في نسيجها بشكل لاتعجز عن تلمس ملامحه ؛ وتعقب اثاره
وحيث ان هناك مواهبا لدى بعض الادباء تتوزع على اجناس مختلفة ؛ كالشعر والقصة والمسرحية والصور القلمية والتراث الشعبي والوصف الأخاذ للمواقع الجغرافية والتاريخية ؛ فتكون المحصلة ؛ خزينا مكثفا لمجموعة من الجذور الاساسية للبناء الروائي
وعلى هذا فقد عملت طيلة مسيرتي الادبية على توزيع كل تلك الاجزاء المتشابكة من الوان الابداع على تفرعات لاحدود لها من تلك الصيغ ؛ فلو اخذت صوري القلمية الكثرلاشخاص توزعوا على خرائط زمنية ومكانية مختلفة ثم جمعتها الى بعضها البعض بحسب نمط أ واعمال الشخصيات التي كتبت عنها ؛ لاستطعت بكل يسر ان تنشأ منها عملا روائيا يتحدث عن هذا الشخص او ذاك من خلال منهجية التماسك بينها و ضمن اطار واحد وبيئة متجانسة . كما ان نماذج من نتاجي ك ( أدب القضاة ) ؛ او
( يحكى أن ) ؛ او ( نوابغ الفكر ) ؛او( حقوق المرأة )؛ بل وحتى قصائد ذات موضوع متقارب مثل مآسي ( شارع المتنبي ؛ المكتبة الوطنية ؛ المتحف العراقي ) ... الخ ؛ هي بحد ذاتها أسس متينة او عناصر جوهرية لاعمال روائية .

في احيان كثيرة ؛ تشكل القصة القصيرة رواية بتكويناتها وعمق صياغتها وهدفها ف( القتلة )وهي قصة قصيرة لهمنجوي ؛ تضارع في حبكتها وصراعها الدرامي وتحليل شخصياتها وخاتمتها ؛ كثيرا من رواياته ألأخرى ؛ وتأسيسا على هذا فيحق لنا ان نتسآءل ؛ كم من قصة قصيرة كانت رواية بتماسكها وسلاسة اسلوبها وحبكتها وخيالها الشعري المحلق ؛ وكم من رواية لو ازحت عن كاهلها الترهل العبثي ؛ والثرثرة المطولة المصطنعة ؛ لنحولت الى قصة قصيرة جديرة بالامتاع والابداع . ان هذا الميزان ينطبق على تلك الاعمال الادبية التي حولت الى الشاشة كأفلام ؛ فلم يستطع الكثيرون من ان يميزوا فيما اذا كانت اصولها روايات ام قصصا قصيرة ؟!!
لكل هذا اجدني قد مارست العمل الروائي غير المباشرعن طريق عناصره الأساس ؛ حينما كتبت في كل تلك الاجناس المتنوعة التي تعتمدها الرواية الحقيقية كأسانيد فنية ترتكز عليها ؛ ايمانا مني بالقاعدة التـي
اشرت اليها اكثر من مرة ؛ وهي اننا لايمكن ان نطالب بالحرية العامة ؛ ونمنع بذات الوقت الاديب من اختيارما يراه مناسبا من الاجناس الادبية المختلفة التي يراها هي الاصلح للتعبير عن مكنوناته و بالصيغة التي يجدها جديرة بايصال مفاهيمه الى المتلقي دونما اية قيود او حواجز .
ـــــــــــــــــــــــــــ
مجلة الروائي 21/6/2008



#خالص_عزمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من مقدمات كتبي 6
- قصة قصيرة الغرفة رقم 6
- انشاد حائر
- تجربتي في النقد المسرحي
- ربيعيتان
- هل سقطت بغداد ؟ أم أسقط العباد في الفوضى
- تراث المسرح العربي ( لمناسبة يوم المسرح العالمي )
- نماذج من اعترافات لاتحتاج الى تعليق
- أربعة أسئلة وثلاث أجابات
- المرأة ومسايرة روح العصر
- نزيهة سليم كما عرفتها
- فضاء وانطلاق
- يوم أعتقلنا في النادي الاولمبي
- محو الامية في التربية الديمقراطية
- أدب القضاة ( 22 ) حازم سعيد
- التربية المسرحية في العراق
- لكي لاتضيع ثروة الالحان
- أدب القضاة ( 21 )
- موجز لما نشرت عام 2007( 4 ) الخاتمة
- اليوبيل الذهبي لجمعية الفنانين التشكيليين العراقيين


المزيد.....




- اعلان 2 الأحد ح164.. المؤسس عثمان الحلقة 164 مترجمة على قصة ...
- المجزرة المروّعة في النصيرات.. هل هي ترجمة لوعيد غالانت بالت ...
- -قد تنقذ مسيرته بعد صفعة الأوسكار-.. -مفاجأة- في فيلم ويل سم ...
- -فورين بوليسي-: الناتو يدرس إمكانية استحداث منصب -الممثل الخ ...
- والد الشاب صاحب واقعة الصفع من عمرو دياب: إحنا ناس صعايده وه ...
- النتيجة هُنا.. رابط الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 ...
- عمرو مصطفى يثير تفاعلا بعبارة على صورته..هل قصد عمرو دياب بع ...
- مصر.. نجيب ساويرس يعلق على فيديو عمرو دياب المثير للجدل (فيد ...
- صدور ديوان كمن يتمرّن على الموت لعفراء بيزوك دار جدار
- ممثل حماس في لبنان: لا نتعامل مع الرواية الإسرائيلية بشأن اس ...


المزيد.....

- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالص عزمي - لماذا لم أكتب الرواية ؟!