أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - المعاهدة الأمريكية المقترحة ومحنة العراقيين














المزيد.....

المعاهدة الأمريكية المقترحة ومحنة العراقيين


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2320 - 2008 / 6 / 22 - 08:29
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يجتاز العراق اليوم أخطر مرحلة في تاريخه الحديث، ويترتب على العراقيين أن يدركوا طبيعة هذه المرحلة، وطبيعة المخاطر المحدقة بمستقبل العراق ، فقد بات العراق وشعبه رهينة لدى الإدارة الأمريكية وجيوش الاحتلال.، وبات وضعه ينطبق عليه قول المتنبي في قصيدته حيث يقول: .
ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى****عدواً له ما من صداقته بدُ
هذا هو حالنا الذي أوصلتنا إليه اليوم الولايات المتحدة بعد أن دمرت كل شئ، فهي لم تسقط نظام صدام فحسب ، بل أسقطت العراق بكل مؤسساته ، وحلت جيشه ودمرت جانباً كبيراً من سلاحه، وأتاحت للسراق سرقة الجانب الآخر، وتركت العراق ضعيفاً بين الوحوش المحيطة به، إيران والسعودية وسوريا وتركيا والكويت والأردن وإسرائيل، لكي يقول حكام أمريكا للعراقيين أنكم مهددون من قبل جيرانكم، وأن وجود قواتنا في العراق أمر ضروري لحمايته، وهكذا كما يبدو أن التاريخ يعيد نفسه، ولكن على شكل مهزلة، فحكام أمريكا يفعلون اليوم ما فعل المستعمرون البريطانيون في العراق خلال الحرب العالمية الأولى عندما احتلوا العراق، وقالوا لقد جئنا لكم محررين، ولكنهم حكموا العراق من وراء الستار بعد أن نصّبوا حكومة موالية لهم، لا حول لها ولا قوة سوى الطاعة.
ولقد طرحتُ في أحدى مقالاتي دعوة لأمريكا، إذا ما كانت جادة حقاً وصدقاً في حرصها على مستقبل العراق، أن تسحب قواتها من البلاد خلال 6 أشهر، وتسليم العراق إلى قوات تابعة للأمم المتحدة لفترة زمنية محددة يجري خلالها تشكيل حكومة تنكوقراط مشهود لأعضائها بالكفاءة والأمانة والإخلاص للعراق وحده، تعيد تنظيم الجيش والأجهزة الأمنية وتنظيفها من سائر العناصر التابعة للميليشيات الحزبية دون استثناء ، وتسليح الجيش بالأسلحة الثقيلة والطائرات الحربية بما يتيح له استعادة الأمن والسلام في البلاد، وحماية حدود العراق، والتصدي لأي عدوان على سيادته واستقلاله، وعندما يقف العراق على قدميه من جديد سيكون على استعداد لعقد الاتفاقيات المختلفة مع أمريكا وسائر الدول الأخرى على قدم المساواة على أساس المنافع المتبادلة والمصالح المشتركة شرط احترام سيادة واستقلال العراق، لا على أساس غالب ومغلوب ، أو قوي وضعيف.
أن من يقرأ معاهدة عام 1922 التي فرضها رئيس الوزراء العراقي آنذاك [نوري السعيد] بالقوة بضغط من المحتلين البريطانيين على العراق لا يرى في المعاهدة الجديدة المقترحة مع أمريكا، بما سربته الصحافة الغربية من بنودها ، سوى نسخة طبق الأصل لتلك المعاهدة المشؤومة .
ومن حق المواطنين العراقيين أن يسألوا الإدارة الأمريكية التي تدعي حرصها على سيادة واستقلال العراق ، وإقامة النظام الديمقراطي الذي يعيد الحقوق والحريات العامة للشعب بعد تلك العقود الكالحة السواد لحكم عصابة البعث وطاغية العصر صدام حسين:
* لماذا أقدمت الإدارة الأمريكية على حل الجيش العراقي وقواته الأمنية والاستعاضة بجيش وقوات أمنية عشعشت فيها ميليشيات الأحزاب الطائفيه والعرقية المتعددة الولاءات، حتى باتت الإدارة الأمريكية تخشى تسليح الجيش بما يضمن له القوة والمنعة لصيانة حدود البلاد وصيانة الأمن الداخلي ، وحقوق وحريات الشعب ؟

* لماذا لم يسلح العراق بما يحتاجه من الأسلحة كي يضمن قدرته على صيانة حدوده وحماية استقلاله؟

* لماذا لا يتملك لحد الآن، وبعد مرور 5 سنوات على الاحتلال، طائرة حربية واحدة يحمي بها الوطن؟

* أين صارت طائراته ودباباته ومدفعيته وصواريخه ؟

* لماذا بقي العراق تحت طائلة البند السابع لغاية اليوم بعد مرور 5 سنوات على سقوط نظام صدام، واحتلال العراق من قبل جيوش الولايات المتحدة ؟

* هل ما زال العراق اليوم يهدد الأمن والسلام في المنطقة، وهو العاجز عن حماية نفسه، والتصدي للتدخل الفض في شؤونه الداخلية من قبل جيرانه الطامعين بثرواته؟
لقد بات العراق اليوم في مأزق حرج جراء السياسة الأمريكية ، فلا هو قادر على حماية وضعه الداخلي ، ولا هو قادرٌ على التصدي للتهديدات الخارجية المتربصة به بحيث أصبح خروج القوات الأمريكية من العراق يعرض فعلا أمنه الداخلي والخارجي لخطر كبير، وفي مقدمة الأخطار المحدقة به هو الخطر الإيراني ، وخطر عودة نظام البعث إلى الحكم من جديد، وبذلك تحل بالبلاد كارثة أشد وأقسى.
لقد أوصلتنا الإدارة الأمريكية إلى هذه الحالة المفجعة، فإما القبول بالوجود العسكري الأمريكي في العراق، وأما لينتظر الشعب المغلوب على أمره والمسلوب الإرادة المصير المحتوم .
إن على الحكومة العراقية الحالية أن تتحمل المسؤولية الوطنية تجاه شعبها وأن تعرض عليه بكل شفافية بنود المعاهدة المفروضة من قبل الإدارة الأمريكية ليكون على بينة من أمره، وعلى المخاطر المحدقة بمستقبله، وستجد في الشعب خير عون لها على الصمود أمام أطماع المحتلين، وبعكسه ستتحمل الحكومة والبرلمان والأحزاب السياسية المشاركة في الحكم وزر أي معاهدة تسلب سيادة واستقلال البلاد، فلن يغفر الشعب العراقي لمن يسعى لبيع الوطن مهما كانت التبريرات، ومهما طال الزمن.



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب الخليج الثالثة والكارثة التي حلت بالعراق / الحلقة 20
- حرب الخليج الثالثة الحلقة 19
- صدور كتاب حرب الخليج الثالثة والكارثة التي حلت بالعراق
- السبيل لإنقاذ العراق من وضعه الكارثي
- حذار : الإدارة الأمريكية تنوي إبقاء احتلالها للعراق لأمد طوي ...
- فرصة تاريخية حقيقية فلا تضيعوها
- ستون عاماً على الكارثة التي حلت بالشعب الفلسطيني/ القسم الثا ...
- ستون عاماً على الكارثة التي حلت بالشعب الفلسطيني
- حسن نصر الله يحاول اغتيال الديمقراطية في لبنان
- عام على استشهاد المناضل الشيوعي البارز مثنى محمد عبد اللطيف
- آفاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عهد العولمة
- حرب الخليج الثالثة : الكارثة التي حلت بالعراق
- حرب الخليج الثالثة الحلقة 17
- حرب الخليج الثالثة الحلقة 16
- حرب الخليج الثالثة الحلقة 15
- حرب الخليج الثالثة الحلقة 14
- تحية للحزب الشيوعي العراقي في عيد ميلاده الرابع والسبعين
- أحزاب الإسلام السياسي الشيعية تخوض حرباً دموية من أجل السلطة ...
- السيد حسن نصرالله ومدفع الدوريين لقصف تكريت
- حرب الخليج الثالثة الحلقة 13


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - المعاهدة الأمريكية المقترحة ومحنة العراقيين