أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حامد الحمداني - فرصة تاريخية حقيقية فلا تضيعوها















المزيد.....

فرصة تاريخية حقيقية فلا تضيعوها


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2295 - 2008 / 5 / 28 - 10:47
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


بعد التهميش والانكماش الذي أصاب القوى العلمانية بشتى فصائلها طيلة الأعوام الخمسة الماضية التي تلت إسقاط نظام الدكتاتور صدام حسين ، واستئثار قوى الإسلام السياسي بشقيه الشيعي والسني بالسلطة، والإمساك بكل مرافق الدولة التي أقام أركانها الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر على أنقاض نظام البعث المنهار بكل مؤسساته المدنية والعسكرية والأمنية، وسيطرتها على المجتمع العراقي بقوة ميليشياتها المسلحة من جهة، وباستخدام الدين والمرجعية وسيلة للكسب السياسي في صفوف المجتمع العراقي الذي عانى من التخلف والتهميش والعزل عن العالم طيلة العقود الأربعة التي امتدت منذ انقلاب 8 شباط 1963 ، وحتى سقوط النظام الصدامي في 9 نيسان 2003 على أيدي القوات الأمريكية والبريطانية التي ادعى قائدها جورج بوش أن غزوه للعراق يستهدف تحرير الشعب العراقي من نير الدكتاتورية الصدامية، وإقامة نظام ديمقراطي في البلاد ، لكن الذي جرى كان على العكس من ذلك تماماً ، حيث انقلب التحرير إلى احتلال، وانقلبت الديمقراطية الموعودة إلى طغيان أحزاب الإسلام السياسي الطائفي الذين بوأهم الاحتلال زمام السلطة، وفسح لهم المجال واسعاً للإمساك بكل مرافق الدولة من القمة وحتى القاعدة، وبات الشعب العراقي رهينة الأجندة الرجعية الدينية المتخلفة، ورهينة الصراع الطائفي الدامي، والقتل على الاسم والهوية بكل بشاعة لم يكن الشعب يتخيل حدوثها من قبل. وبات التهجير السكاني يجري على أيدي العصابات المتلبسة بعباءة الدين من كلا الطائفتين الشيعية والسنية حتى جاوزت الأرقام الأربعة ملايين مهاجر، نصفهم غادر العراق إلى سوريا والأردن ومصر ودول اللجوء الأوربية لمن استطاع إليها سبيلا، والنصف الثاني ما زال يعيش في الخيام في حالة يرثى لها حيث لا تتوفر ابسط مقومات الحياة اللائقة بالإنسان، وحيث الجوع والمرض ينهش بالأطفال قبل الكبار، وحيث يبحث المهجرون بين أكوام القمامة عن فضلات طعام يسدون به رمقهم ورمق أطفالهم في بلد من أغنى بلدان العالم ، حيث نقلت القنوات التلفزيونية حول العالم مشاهد لهؤلاء المواطنين المنكوبين وهم يبحثون في تلك القمامة.
لقد تعرت حقيقة هذه السلطة ذات الرداء الديني أمام جماهير الشعب العراقي، وبدأت أذهانهم تتفتح على الحقيقة المرة لهذه القوى التي استأثرت بالسلطة، وسيطرت على البرلمان، وسائر أجهزة الدولة التي اصبحت حكراً لها ، وأيقن الشعب العراقي عمق الخديعة التي مورست عليه باسم الطائفة تارة وباسم العرقية تارة أخرى وباسم المظلومية التي باتت كقميص عثمان متمسكين بها لكي يستمروا بالإمساك بالسلطة ، وبالتالي الإمساك برقاب الشعب المنهوك الذي كان يحلم بالتخلص من نظام الطغيان البعثي وسيده الجلاد صدام حسين، ليقع فريسة جلادين اشد قسوة وسادية، حيث التعذيب الوحشي والقتل وإلقاء الجثث في المزابل طعاماً للكلاب .
وتشير الاستطلاعات التي أجريت في البصرة والديوانية والعمارة على شرائح المجتمع ذي الأغلبية الشيعية إلى أن 95 % من المواطنين قد أعلنوا عن رأيهم بصراحة مطالبين بفصل الدين عن الدولة، وإقامة نظام حكم ديمقراطي علماني حقيقي في البلاد، ولا شك أن هذا الاستطلاع لو جرى تعميمه في سائر محافظات القطر لأظهر بكل جلاء أن الشعب قد ضاق ذرعاً بقوى الإسلام السياسي، وتدخله الفض في كل تفاصيل الحياة صغيرها وكبيرها ، وفرضْ نمط متخلف على المجتمع، وقد كان نصيب المرأة التي تمثل أكثر من نصف المجتمع العراقي الظلم الأكبر، والطغيان الأبشع، وعاد بها القهقرى عشرات السنين إلى الوراء، وبات عليها أن تناضل من جديد، ومن نقطة الصفر ضد هذه الهيمنة الرجعية المطلقة لقوى الإسلام السياسي الطائفي .
أن العراق مقبل على إجراء انتخابات محلية في المحافظات، وسوف تليها بعد سنة الانتخابات النيابية، ولا شك أن أمام القوى الديمقراطية العلمانية بكل أجنحتها فرصة تاريخية حقيقية ثمينة لا يمكن أن تعوض، وما عليها إلا أن تبدأ، وبأسرع ما يمكن، تجميع صفوف كل الديمقراطيين واليساريين والعلمانيين والليبراليين في جبهة عريضة تتخذ لها قواسم مشتركة نستهدف القيام بنشاط واسع في صفوف الجماهير العراقية فوراً، وقبل فوات الأوان استعداداً للانتخابات القادمة، المحلية منها والنيابية، بغية إحداث نقلة نوعية في تركيبة السلطة الحالية تستهدف انعطافاً جذرياً نحو بناء عراق ديمقراطي تعددي، عراق تتساوى فيه الفرص أمام الجميع دون تمييز في القومية أو الدين او الطائفة .
إن الحل الحقيقي للمعضلة العراقية هي بيد الشعب العراقي وطليعته القوى العلمانية التي ينبغي أن تأخذ دورها بأسرع ما يمكن، وتفويت الفرصة على قوى الظلام والفاشية الدينية للإمساك بالسلطة وبكافة مرافق الدولة والاستئثار بالثروة الوطنية التي اصبحت نهباً لعصابات ميليشيات أحزاب الإسلام السياسي، والتي هي اليوم تتنازع فيما بينها وبقوة السلاح على السلطة والثروة، وبذلك أفسدت الدين والسياسة معاً.
إن الصراع الذي جرى ويجري في العراق اليوم ليس صراعاً طائفياً أو قومياً ، فالشعب العراقي بكل أطيافه شيعة وسنة ، مسلمين ومسيحيين وصابئة وأيزيدية ، عرباً وكرداً وكلدوآشوريين لم يكونوا قد دخلوا يوماً في صراع بينهم ، بل على العكس من ذلك كان التآخي القومي والمذهبي والديني هو السائد في المجتمع العراقي .
إن الأزمة العراقية الراهنة، والصراع الدائر في البلاد بكل تأكيد ليس سوى صراع تقوده قوى سياسية دينية طائفية وقومية هدفها الأول والأخير السيطرة على السلطة والثروة ، فمن يمتلك السلطة يستطيع التصرف بالثروة في ظل نظام استبدادي لا دور للشعب في تقرير مصيره ، وتأمين حقوقه وحرياته ، وحقه في توزيع عادل للثروة ، وتحقيق مستوى حياة تليق به ، وتلك هي مسؤولية القوى العلمانية الديمقراطية فهي القادرة وحدها على تحقيق آمال شعبنا في العيش في ظل الحرية والديمقراطية والعيش الرغيد.
إن هذه القوى مدعوة اليوم، وبإلحاح، أن لا تضيّع الفرصة المتاحة أمامها اليوم، والشعب يمتلك كل الاستعداد للشد على أيديهم إذا ما أخذوا زمام المبادأة، وقادوا النضال الجماهيري من أجل تحقيق غد أفضل للمواطن العراقي المحروم .




#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ستون عاماً على الكارثة التي حلت بالشعب الفلسطيني/ القسم الثا ...
- ستون عاماً على الكارثة التي حلت بالشعب الفلسطيني
- حسن نصر الله يحاول اغتيال الديمقراطية في لبنان
- عام على استشهاد المناضل الشيوعي البارز مثنى محمد عبد اللطيف
- آفاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عهد العولمة
- حرب الخليج الثالثة : الكارثة التي حلت بالعراق
- حرب الخليج الثالثة الحلقة 17
- حرب الخليج الثالثة الحلقة 16
- حرب الخليج الثالثة الحلقة 15
- حرب الخليج الثالثة الحلقة 14
- تحية للحزب الشيوعي العراقي في عيد ميلاده الرابع والسبعين
- أحزاب الإسلام السياسي الشيعية تخوض حرباً دموية من أجل السلطة ...
- السيد حسن نصرالله ومدفع الدوريين لقصف تكريت
- حرب الخليج الثالثة الحلقة 13
- حرب الخليج الثالثة الحلقة 12
- أزمة الكتاب في العالم العربي
- حرب الخليج الثالثة الحلقة 11
- حرب الخليج الثالثة الحلقة العاشرة
- حرب الخليج الثالثة الحلقة التاسعة
- حرب الخليج الثالثة الحلقة الثامنة


المزيد.....




- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...
- جامعة كولومبيا تعلق المحاضرات والشرطة تعتقل متظاهرين في ييل ...
- كيف اتفق صقور اليسار واليمين الأميركي على رفض دعم إسرائيل؟


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حامد الحمداني - فرصة تاريخية حقيقية فلا تضيعوها