أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي كريم - قضية ثلاثية الأبعاد















المزيد.....

قضية ثلاثية الأبعاد


علي كريم

الحوار المتمدن-العدد: 2312 - 2008 / 6 / 14 - 08:07
المحور: الادب والفن
    


الزمان
..ممتد بعمق تأريخ العراق

المكان..
غرفه ذات جدران مطليه بألوان داكنه ... والطقوس الدينيه حاضره فيها بقوة...
موسيقى ذات طابع ديني وأصوات تأتي من الأفق كأنها تعويذات ...
........ .......... ......... ............ ........... ..........
(القاضي) مخاطبآ المتهم

كررت ألف مره
بأننا زائفون.........زائفة ايامنا وزائف كلامنا
وان ثقب بابنا
ليس له مفتاح
وانه
ماحبلت شمس به ولا زنت رياح
وان طريقنا طريق الظلم والطغيان
وألف ..ألف مره
قلت لمن تدعي بأنهم مظلومين .
بأنه لن يكون
وعدآ لنا في الصباح
واننا ......زائفون
واننا.......ضائعون
واننا لا ارض ,لا شمس لنا
وأننا ....حالمون

المتهم (وكأنه يترافع عن نفسه)
ياكلكم......
ياغيبة ... حاضرين
ياأحياءآ ...ميتين
ياظلمة ...مظلومين
ياأنتم المارون كل لحضه ببيتي المنكفئ الاضواء
والحاملون ليلي الثقيل في صمتكم المرائي

انا هنا ..... اموت من سنين
ازحف من سنين
خيطآ من الدماء بين الجرح والسكين

القاضي
اصمت ايها المجنون
وتذكر
انك في حضرة (العدل)


(المتهم)
ياايها العدل المعلق في رقاب المائتين
ياأنت
ياملاءة سوداء في الاقبيه العتيقه
اصرخ بهم..قد كذبوا
فليس بين الزيف والحقيقه
الا دم جف على الاسفلت من سنين
جف فلن يذكره الجرح ولن تعرفه السكين
اصرخ بهم ..غدآ اذا مر بنا الصبح
ستلتقي السكين والجرح
وبقعة الدم التي تحملها احذية العابرين
خطيئة اخرى بلا خاطئين
اصرخ بهم..
غدآ اذا ما أستيقظت زنزانة السجين
اذا التقى المسجون والسجان
يسقط في عينيهما وجهان
الله
والشيطان

(القاضي)
باسم الرب سنقاضيك
بأسم الشعب سنحاسبك
بأسم القانون سنحاكم هذا الوجه المتجهم كالارض البور,
الخائب كاللعنه
سنسمر في باب القاعة كفيك
وسنحفر في عينيك الجنه

(المتهم)
ماأكبر ظلمك في القاتل بأسمك ياشعبي
فلأجلي بعث الوعد المدفون ولأجلي سيكون الكل بلا ذنب
فأنا وحدي المقتول بقتل ابي
والذنب وحيد مثلي

(القاضي)
مااسمك.....؟

(المتهم)
لم اعرف لي اسمآ....لا اذكر ما اسمي
فلقد ماتت امي
وانا لم يكن لي اسم
ولأني لم احمل اسمآ......لم اعرف من كانت لي أمآ

(القاضي)
أقتلت اباك ...سيدنا حاكم البلاد

(المتهم)
قتلت ابي.....
قتلت ابي ..... قتلت ابي
اعطوني اسمآ
سموني محمودآ او احمد مسعودآ او اسعد
سموني اسمآ يدنيني من الصلب
فدم المجرم عرس الرب
دم المجرم عرس الرب
عرس الرب....عرس الرب ...الرب.....الرب

(القاضي) (متحدثآ الى الادعاء العام)
ماذا قلتم وبماذا تفتون؟

فاليعدم ...يعدم ...يعدم....فاليعدم
بأسم الرب....سيعدم
بأسم الشعب....سيعدم
بأسم القانون

(المتهم) ( وكأنه لا يبالي )

القاعة ذات القاعه
بكراسيها
وبصوت مناديها
بعيون كلاب الصيد المغرورة في لحم اضاحيها
نفس الياقات البيضاء ونفس الاحذيه اللماعه
والزمن المتخثر في الساعه
مازال كما هو........

(القاضي)
كفى...كفى ....كفى

(المتهم)
واللوحة مازالت ذات اللوحه منذ العهد التركي
(( العدل أساس ألملك ))
ماذا.....؟
(( العدل اساس الملك ))
كذب ....كذب...كذب...كذب
ألملك أساس ألعدل
أن تملك سكينآ تملك حقك في قتلي

(ألشاهد)
ياربنا افردتنا في البعد فرأينا الكل ,وأضعنا سرك في الاجزاء
صرنا حقك في القاتل مذ صرنا حقك في المقتول
ياربنا
ساعة أن ولد هذا الشاب في لحظة رغبه
قتلت امه!!!!
فتيبس ثدياها
جفت شفتاه على ثدييها
سأل عنها فيهم
وتسآل عن وجه أبيه ليعرف قاتل أمه
الكل صرخ في وجهه..
مااسمك...مااسمك...؟ من لا أسم له لا أم له
من لا اسم له نكرته ابوته......
يارب...لقد اسقطه حقدهم في الغربه
هجرته مسافتهم..سحبوا ارضهم من بين خطاه.
فكان انت,وكنت القاتل والمقتول به

(المتهم)
لن يصلبوا الحق وان قد صلبوا مسيحنا
فدربنا ليس زقاقآ اسودآ
ولا دمآ على زقاق اسود
فالحق ليس شارعآ يلتف كالحبل على المدينه
ولا يدآ ضنينه
الحق هذا السفر الوضاء عبر الزيف والاحلام والسكينه

(المتهم) (وكأنه يخاطب الفقراء الذين ماتو جوعآ او الثوار الذين قتلوا ظلمآ)
ناموا ايها الشجعان
فلم تزل أعينكم ملأى بما تحمل من نعاس
تحمل من مآذن ولهى ومن اجراس
تحمل من درب الى الله بلا سجن ولا حراس
ناموا ايها الفرسان
ماارحب السماء بين غمضتي جفنين
ماأبخس الجنه اذ نبتاعها بالدين

(القاضي)
كفى ايها العين
أتعبتنا...أرهقتنا...قتلتنا

(ألمدعي العام)

لا عذر لهذا الشاب
سدت اذناه فلم يسمع اجراسك يارب
عميت عيناه فلم يبصرك وراء الصلبان
وكان...وكان...وكان
لاعذر لهذا الشاب
فلقد شفناه...ورأينا خنجره الغائر في قلب ابيه
وسمعنا دم ذلك المظلوم ينعب مثل البوم
يارب قتل الاب اكبر من كل خطاياه!!!!!!!!!!!!
يارب لاترحمه فتصير الرحمه دربآ للقاتل والمجرم
ماذا يبقى من ارضك ان ثار الابناء على الاباء
ماذا يبقى من امسك ان صار الحاضر نفيآ للامس
ان صار الطهر شبيهآ بالرجس
وبماذا تطعم نارك يوم الدينونه
يارب ان كنت ستعفو فلماذا اوجدت الذنب

(المتهم)

ولأني لم احمل اسما
لم اعرف لي اما
صيرت حليب الثدي اليابس سما
مت به يوما
عشت به يوما
وكبرت سؤالآ..ما اسمي..؟
من كان ابي. . ؟
من كانت امي. . ؟
ياناس هبوني اسما
اسمآ يحملني وعدآ .. رعدآ .. غيما
سموني اسمآ
اسمآ يدنيني من الرب
اسمآ يدنيني من الصلب
فأنا ياناس بلا اسم
سكين اوغل في قلب ابي
وطرقت الابواب ...بابآ ...بابآ....ورشوت البوابا
استجديت امرأة...طفلآ...شيخآ وشبابا
ماردوا...لا باب ينفك ولا شباك ينسد
ان جاء مساء
امسيت رصيفآ في الشارع
تسحقني اقدامهم
ابيض بها حينآ ...أحيانآ اسود
ان جاء صباح ...اصبحت قمامة زبل لا تعد ...
ورغيفآ نتنآ في كفي طفل جائع
وبكيت هنا وبكيت هناك
تسكعت هنا...وتسكعت هناك
ابحث عن نفسي في عنوان ضائع
مرت الآف الاسماء
لوحات
الوانآ
اضواء
اسماء تخنقها ياقات بيضاء ...
اسماء تعرق تحت معاطف سوداء
اسماء بيوت
اسماء شوارع لا يحصيها عدد
مرت ..لم يسألني احد
من ابكاك...؟ من ابكاك ... ؟ من اين اتيت واي حليب بلل فاك .. ؟
...لا احد
فقمامة زبل لا تعد ..
ورصيف الشارع لا احد
...
كنت أتمزق بين أثنين ...
عيني تبحث عن عين ابي
وعلى الدرب صراخ امرآة يستنجد بي
أٌقتله...أقتله...أقتله
وأنا غائر في الحيرة حتى الذنب

(المتهم)
ياوجه امي المنفي بلا كسرة خبز او قطرة ماء
لم عدت... اما ادركت
بانك مت ككل الاشياء
وصدئت ككل الاشياء
فلماذا عدت الي..!
لا شئ لدي...الا جبني
وبكائي المشدود الى اذني
فلماذا عدت ...ياوجه امي المنفي
انزع وجهك من وجهي
اقلع كفك من كفي
يكفي.ان ان اسقط في عينيك وجهآ اخر منفيآ
في عري الصحراء

(الشاهد) (في حالة مناجاة مع الرب وكأنه يعاتبه )
يارب ...الارض مسافات يارب ...الارض مسافات
ولكل مسافه ,ابعاد قد تبدأ من هذي العين
ولا تبدأ من تلك العين
يارب فمن بعد عنك ... لم يرك ومن قرب منك لم يرك
والقائل..اني انا الرب لم يرك
ربنا هلا غفرت لنا ذنوبنا
فدروب المحراث سواء
تجرح في ذهابها
تجرح في ايابها
والجرحان رجاء
ياربنا
في الحب وفي البغض
اقبلنا شاهد عدل ... لم يبصر شيئآ ... لم يسمع شيئآ
لم يدرك الا بعدك بين الاشياء
يصير رجاء في قلب
يصير فناء في قلب
والخالد مثل الموت هو انت

(المتهم)
أنا انسان مسحوق
ان خفت تسترت بجوعي عن خوفي
ان جعت اقتت بجوعي
ومددت ذراعي لجياع خلفي وكبرت على ضعفي
واذا جفت شفتي يبست كظهيرة صيف
اوسعت لعا جرحآ في كفي وكبرت على ضعفي
ومشيت دروب الناس لملمت خطاهم
لملمت رؤاهم
مايسقط منهم في رقم او حرف
فعلمت بان السراق هو الوجه الاخر للحراس
وعلمت باني بين الناس وجهان لهذا العبد وذاك النخاس
وعلمت باني في الجبل الشامخ حدبة كهف
فكبرت على ضعفي
لا هنت
ولا شنت
ولا كنت
الا الموت الناطر في حد السيف
والمقت المترصد في الجوع وفي الخوف
فأعتقني يازمن النزف
انزل ابليسك عن كتفي
سأدك جبالهم
سأهد كهوفهم
وسأوقظ في موتهم حتفي

(القاضي)
ستشنق في مفارق الطرق
ستحرق في مفارق الطرق
ولن تكون شارة لقريه
او مرتجى لمدينه
على مفارق الطرق ستصبح مسربآ للريح والرمال والغسق
لن تكون سوى غذاءآ للصقر الجائع
لاشئ سوى جمجمة تصفر فيها الريح
........
ياأيها الناس ايتها المآذن الولهى وياأجراس
من يوقد النار له .... ؟ من ...؟
من يغرز المسمار في كفيه ... ؟من ... ؟
من يجمع الحجار كي نرجمه ... ؟ من ... ؟

(المتهم) (وهو يذهب به لمنصة الاعدام)
أكره ان اشنق في مفارق الطرق
أكره ان احرق في مفارق الطرق
ياأيها الناس
ياوجهي الاخر في الانسان
ياوجهي الآخر في المسمار والنيران
الى متى
تصير لي في مرة سنبلة ومرة تصير كل حبال المشنقه

(كورس) بعد اعدام المتهم

شاهدنا شيئآ لم نفهمه . . .وراءينا حقآ لم ندركه !!!!!!
وجه امرآة محفورآ في جبل قرب المفرق
ورأينا في عينيها نبعي ماء
قمرآ ... ونجومآ ... وسماء
ورأينا الجسد العاري .رغم الصقر الجائع
والريح الملعونه والليل الداجي رغم المسمار
ورغم النار يتحول أرضآ خضراء
وسمعنا صوتآ لم يأت من أرضك يارب
لم يأت من تلك النار الموعودة ... يارب
لم يأت من جنتك المرصودة ... يارب
صوت أمرآة قال..
ابني لم يشنق .... ابني لم يمت

من مات اذآ قرب المفرق ...يارب
من مات اذن قرب المفرق ... ؟
والمرآة
تلك المرآة من كانت ... يارب



#علي_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بنت الفرات
- اميره مضطهده
- صديق شكسبير
- هم علموني
- محجبه....ولكن
- هاله شو...وصابرين الجنابي
- المنطقه الحمراء
- نهر دجله يسأل .و. شاب عراقي يجيب
- صور ألمرجعيه ....على ألكتب ألمدرسيه
- عيد ميلاد الطائفيه
- عيد ميلاد ( الطائفيه ) 00000
- من هي المدينه العراقيه التي
- ضحيه من نوع اخر
- نعم هم اصدقاء بدر
- براءة أختراع000(ألصك بالبلاستر)0
- من الذي جعل 000000000


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي كريم - قضية ثلاثية الأبعاد