أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاديا سعد - مقال.. ليس بالمقال














المزيد.....

مقال.. ليس بالمقال


فاديا سعد

الحوار المتمدن-العدد: 2311 - 2008 / 6 / 13 - 11:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في عيونه أخبار وفي ركن منه رسائل وعلى ما تكتب تعليقات وردود أفعال. من أحشائه يخرج معجبون وحاسدون وعلى لسانه تسيل بذاءات ومهاترات. من شفتيه تنساب شهوات معلنة ومخفية وجمل تعبأ بالمكبوت والمفضوح.. فكيف لا أتعلق به! أليس هو نسخة عن المجتمع؟
متى أردت معاقبتهم: المنافقين والدبلوماسيين المزيفين، أقوم بكبسة زر، وأطير من مكان لآخر. من مجتمع لمجتمع جديد. من شريحة ثقافية وسياسية ودينية وفنية لشرائح أخرى.. من عالم عجيب إلى عوالم أعجب، فكيف لا يكون أحد أهم رفاقي: أليس هذا هو المجتمع؟
أزرار أحرفه تتحمل حالاتي النفسية مجتمعة، وتخرج من أعماقي القمح والزؤان. الحنو والرقة.الغضب والشدة وحتى بعض أحقادي وسيالات جنوني. السخيف منها والجيد. السطحي والعميق وأستعيض به عن الجرائد الوطنية التي رفضت أن تكون نسخة عن المجتمع، فيتحقق جزء من ديمقراطية مفقودة في العالم الواقعي.
في هذا المجتمع - مجتمع الأنترنت- تجد لنفسك موقعاً إن لم يكن هنا فهناك، وإن ضاقت الأحوال تصنع موقعاً شخصياً، وكل ما ينشر وبأية نوعية سيكون له أشباهه، وستطبق المقولة: الطيور على أشكالها تقع، بحذافيرها.. أو ليس هذا هو المجتمع؟ أو ليس هذا ما يجب عليه أن يكون المجتمع الديمقراطي في العالم الواقعي؟
كل يوم تعيش حيوات عدة، فتتناسخ وتتوالد، تصير محترماً في مكان ومهاناً في آخر. محبوباً في بقعة ومكروهاًً في أخرى. شخصاً طبيعياً بين أناس وغريب الأطوار بين آخرين، لكن............. أليس هذا ما يحصل معنا جميعاً في المجتمع الواقعي وبذلك يتقارب المجتمعين معاً؟
في العالم الواقعي تتعلم دروساً والعالم الافتراضي يعلمك دروسا. العالم الواقعي يضيف لخبرتك خبرة والعالم الافتراضي مثله وقد تتعلم فيه ما لم تعلمك إياه الأحزاب والمؤسسات الثقافية! في العالم الواقعي يتحدثون عن الانفتاح وفي الافتراضي يتجسد الانفتاح، وبهذا يتجاوز العالم الافتراضي عالمنا الواقعي، فهنا لا تعرف لوناً واحداً أو مذهباً معيّناً للفكر.. إنه بحق حزب من طراز جديد لمجتمع كامل ينقصه عالمنا الواقعي.
من بين جميع الدروس واحد له طعم مختلف: ما تفعله سراً افعله جهاراً!! ويبدو الدرس أقسى إذا ما كنت مهتماً بالشأن العام، فكونك محاصراً براً وبحراً وجواً أعلن عن أسرارك لأنك ستكون في مرمى عدة جهات تستحلي تلك السرار، لتنشرها على حبال غسيل المحلية والعربية والعالمية، ولذلك إن كانت لديك نوازع مثلية فكن شجاعاً وأعلنها على الملأ قبل أن تقع رسائلك في يد القبضة الحديدية، وإذا ذاك لن تنفع جمل من نوع: من منكم بلا نوازع نفسية مختلفة عن الآخرين فليرمني بحجر!
إن كانت لديك علاقة غير نظامية: فستهدد من قبل الشبيبة الأمنية: من فم المجتمع أحلا يا كحلا، وهذه الجملة عربون تهديد واضح المقاصد: فالمجتمع أكبر قصاص وأفظع قانون، والجميع سيصير شريفاً على حساب سمعتك، ألم يقال: حين تقع النعجة تكثر السكاكين؟ وكل ذلك عربون تهديد ، مقابل أن تترك الشأن العام وشأنه.
الانترنت يعلمك أن تقرأ أمراً واحداً بوجوه عدة، فتطلع على السياسة بطريقة الحشاشين: "قال حشاش لرفيقه: سمعت أن أمريكا اتهمت طالبان بالتفجيرات الأخيرة، فيرد عليه رفيقه: جيد أنهم لم يتهموا المدرسة كلها"

إنه يتجاوز القوميين والماركسيين والليبراليين و الدينيين وتعرف أن الثورة لن تقوم غداً، ما إن تقفز إلى موقع آخر تماماً كما تقفز من دوائر الأحزاب إلى دوائر الوظائف الحكومية إلى المقاهي إلى الحدائق العامة وبذلك تنفض الوهم عن كاهليك وتعترف أمام نفسك والجميع أن الافتراضي والواقعي متقاربين إلى حد التلاشي قريباً بينهما.




#فاديا_سعد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يتخلى الوقار.. عن زيفه
- من قال أنها غير.. مكررة؟
- ............. مبالاة
- وطن أم.. في الخيال وطن؟!
- أطرف انتخابات في العالم
- في إشكالات قراءة النص
- احتراق شمعة
- التواضع مطلوب.. الوحدة العربية؟!
- عيد الأم.. الصورة المزيفة
- خفة المقال.. وثقل الانتخابات
- منحتموه جائزة؟.. أنا أيضاً
- بعد رحيلك
- عندما يكون.. اختياراً
- الرمي.. بالاتهامات
- هاتها.. من يد الحكومة السورية


المزيد.....




- -نفتقدك-.. كيتي بيري تغيب عن زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- في كوريا الشمالية.. من يُسمح له بالدخول إلى المنتجع الضخم ال ...
- ليلة تحييها ليدي غاغا وإلتون جون.. وتوقعات اليوم الأخير لحفل ...
- هل توجد مؤشرات حقيقية تدفع نتانياهو للتوجه نحو إقرار هدنة في ...
- -عراك بين إسرائيلي وإيراني- في أستراليا.. ما هي حقيقة الفيدي ...
- -شهيدات لقمة العيش-.. مصر تودع 18 فتاة قضين في حادث مأساوي
- خلفيات التوجه الأمريكي نحو إقرار وقف لإطلاق النار بغزة
- رواندا والكونغو الديموقراطية توقعان اتفاق سلام في واشنطن
- التداعيات المحتملة لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورو ...
- تحذيرات من موجة حر قياسية تضرب جزء من أوروبا ومخاوف من حرائق ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاديا سعد - مقال.. ليس بالمقال