أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادر قريط - المؤامرة والضحك على الذقون














المزيد.....

المؤامرة والضحك على الذقون


نادر قريط

الحوار المتمدن-العدد: 2308 - 2008 / 6 / 10 - 02:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكذب والتضليل والدعاية، ليس من إختراع الحاضر، فشواهده تصل إلى رمسيس الثاني الذي ترك نصبا هائلا يمجد إنتصاره على الحثيين في موقعة قادش الشهيرة( قرن13 ق.م)، ولولا عثور المؤرخين على مصادر أخرى تؤكد فشله وإضطراره لتوقيع معاهدة صلح ( نجم عنها زواج البلاط المصري من إحدى الأميرات الحثيات ) لولا ذلك لانطلت علينا اللعبة، فكل من يتعامل مع الماضي، يدرك الصعوبات الجمة لمطابقة مدوّنات التاريخ، مع ما ترك من نصب وآثار ودلالات حسية، فالتضليل صفة ملازمة لحضارة الإنسان، ولا يقتصر على توني بلير( الذي إستعان بأطروحة دكتوراة قديمة ، لتأكيد أسلحة الدمار الشامل العراقية، ولا ببعض العلاكين، بل تصلنا بجوهر النشاط الإعلامي، والدعائي بما فيه من إرتزاق ثقافي، ودعارة كتابية.)
بُعيد إعدام الرئيس صدام حسين، دبجت رسالة مفتوحة للسيد حسن نصرالله، سجلت فيها إنطباعاتي عن هذا الحدث، وإعتبرته عملا جهنميا، حيكت خيوطه بمهارة (لايتقنها صانعو السجاد الإيراني)، فأمريكا غسلت يدها من القضية كما فعل بيلاطس، وحملّت وزرها للشيعة( الذين ظهروا بغباء يرقصون حول جثة القتيل، وكأنهم ينتقمون لسقيفة بني ساعدة )كلنا يتذكر حينها أن تنفيذ الحكم في عيد الأضحى، كان العقدة الدرامية(1)، لتأبيد هذه اللحظة في الذاكرة الجمعية العربية( السنية خصوصا )؟واليوم وبعد مرور الزمن أزعم بأن الحادثة كانت أيضا تنفيسا عن روح مختبئة وراء ركام الميثولوجيا وطقوس القرابين ( الأضحى والفصح معا ) ولو قيّض لإسرائيل أن تظفر بالسيد نصرالله نفسه لأتت به مكبل اليدين ؟؟ وإقتادته إلى منصة الإعدام يوم العاشر من محرم؟؟ ( يا للصدفة فهذا اليوم مناسبة يهودية أيضا!!) ولن يفوتها أن تحضر مفتيا سنيا يصرخ ( يا لثارات صدام ) ليصبح هذا الحدث( الإفتراضي ) جزء من تاريخ الإنتقام السني الشيعي؟؟ ( شخصيا لا أتمنى أن أعيش يوما كهذا ، بسبب لوثة يسارية قديمة، وتعاطف مع حركة محرومي جبل عامل) ومن يدري، فالأمور تبدأ بأحلام صغيرة (إسرائيل ذاتها كانت حلما قبل وعد بلفور، وإسرائيل التوراتية لم تكن موجودة إلا في المعنى الديني فقط: فلا إله بدون أرض، لذا توجب على يهوى أن يحتل موطنا(2) حتى الثقافة (الإنجيلية) الأمريكية تعكس فكرة أرض الميعاد، وهي أساس ( الأمركيان دريم)

قد يقول البعض إنها نظرية مؤامرة ؟ لا أبدا، فنظرية المؤامرة هي مؤامرة بذاتها، وعنصر قوتها يقوم على فرضيات غير قابلة للنفي أو الإثبات، فلا غرابة أن يؤمن بها كثيرمن العقلانيين والبراغماتين وأصحاب الرأي. ما يشاع من أقاويل عن قوى ظلامية تمسك خيوط لعبة الأمم. هو كلام واه وما يُحكى عن قدرات أسطورية للوبيات يهودية وقدرتها على التحكم بمصائر العالمين، ووول ستريت والبنتاغون والبيت الأبيض هو كلام مزيّف، صحيح أن السياسة يديرها أشخاص نافذون، والطبقة المسيطرة هي التي تتقلد مواقع السلطة والقرار .. لكن الرأسمالية ليست مؤامرة صنعها اليهود، إنما تحوّل تاريخي للمجتمعات، قام على أنقاض الإقطاع، والرأسمالية ليست جمعية، إنما صراع بين الطبقات وداخل الطبقات وبين النخب المسيطرة، حتى أن الدكتاتور نفسه، هو غطاء لقدر مضغوط.
والحقيقة أن الذين غمزوا، أو همسوا بضلوع المخابرات ( سي أي إي ) بأحداث 11 سبتمبر، أو بمعرفة جورج بوش المسبقة لحادث إسقاط الأبراج، يتجاهلون أن إستراتيجية الحرب الأمريكية على العراق كانت قرارا مسبقا ( إتخذته إدارة كلينتون) وكانت تبحث عن ذريعة، لكنها لم تكن بحاجة لإسقاط أبراج منهاتن، إذ تكفي ضرطة واحدة من صدام(3)، لتصبح دليلا على إمتلاكه أسلحة كيميائية وبيولوجية فالرأسمالية تحكمها قوانين ودينامية ذاتية، وليس لوبيات قابعة في دهاليز العالم السري. والحرب على العراق جاءت متناغمة مع تلك القوانين الداخلية لرأس المال، التي أجبرت أمريكا على إستخدام قوتها المتعجرفة، كي تضمن توزيعا جديدا للأسواق والموارد الأولية. إذن لا وجود لمؤامرة حقيقية، بل هناك تضليل وكذب تفرضه آلية وصيرورة الحدث التاريخي والآن وبعد مضي ست سنوات على الحرب الأمريكية ( الحقيقية) على العدو الإسلامي( الوهمي) أجد أن الرأسمالية تتجه جديا لإفراغ حمولة أزماتها في الشرق الأوسط، مرة ثانية، وكل مايشاع عن مباحثات سورية أسرائيلية ( أو تناغم إيراني أمريكي في العراق، أو لبنان ) هو تضليل وتلاعب بوقت المباراة. إذ لامنفذ حقيقي للرأسمالية بدون إعادة توزيع ( السوق والثروة والموارد) ويبدو أن أشتعال أسعار الوقود والغذاء، وتهافت الدولار وسوق العقار ومؤشرات البورصة تنتظر ضرطة إيرانية ما، كي تطلق العنان للصواريخ البعيدة المدى. فالرأسمالية ورثت إحتكار الكنيسة للجسد المسيحي وتوزيع القربان المقدس ( أو حجبه ) بإعتباره وعدا للخلاص والأبدية، لكنها قامت بإستبدال مضمون تلك الفكرة وتوزيع جسد الطبيعة ونهبها( أو حجبها ) كطريق وحيد إلى جنة الرفاهية والإستهلاك والنمو الإقتصادي

هوامش
1 إمعانا في إذلال الشعب الصربي فقد تم تسليم ملوتشوفيتش إلى لاهاي ، في ذكرى معركة أمسفلد بين العثمانيين والصرب، والذي تحتفل به صربيا كعيد قومي

2 إقتباس من العالم التوراتي Delizsch

3 أشير إلى أن (ضرطة)، وردت في الموروث العربي وكررها الطبري، أثناء خوضه في مسألة: وعلُم أدم الأسماء، وحسب الروايات التي ساقها، أثبت أنه( أدم) تعلم كل الأسماء بما فيها هذه المفردة، فكلنا لآدم، وآدم من تراب




#نادر_قريط (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثرثرة حول الأديان
- في التاسع من نيسان
- غزة وشجرة البلوط
- فرانس وترجمة القرآن
- غرانيق البحث القرآني
- آراء في نشأة الكتاب المقدس
- تاريخ بدون تاريخ
- غونتر لولينغ- واكتشاف محمد
- الرضاعة من المهد إلى اللحد
- آراء وإنطباعات حول نشأة المسيحية والإسلام ؟
- لغز الإسلام المبكر 2
- الخديعة ( نشأة المسيحية )2
- الخديعة ( نشأة المسيحية )
- التقويم الميلادي مرة ثانية
- لغز الإسلام المبكر
- قناة السفنكيرة
- أكذوبة التقويم الميلادي
- حوار أديان أم شخير نيام
- مؤتمر ( الزفت ) في زيورخ
- رثاء وطن - بمناسبة الذكرى الرابعة لسقوط الأقنعة


المزيد.....




- حقن العشرات بإبر غامضة خلال حفل موسيقي في فرنسا.. إليكم ما ق ...
- الدولة والتوقيت؟.. أول رحلة خارجية لوزير دفاع إيران بعد ضربا ...
- مذيع CNN يوجه انتقادات لاذعة لترامب وهجومه على تغطية الضربات ...
- بعد ثلاث سنوات على تشريعه... تايلاند تُعيد تجريم القنب وتربك ...
- عطلة نهاية أسبوع دامية بألمانيا: 15 حالة وفاة بالغرق في أسوأ ...
- اللجنة التحضيرية للجبهة الوطنية الشعبية الأردنية: متضامنون م ...
- مقتل 21 فلسطينيا على الأقل في غزة و3 آخرين برصاص الجيش الإسر ...
- محللون إسرائيليون: هذا ما يجعل جنودنا صيدا سهلا في غزة
- شائعات جديدة عن -آيفون 17-
- زهران ممداني أول مسلم يترشح لمنصب عمدة نيويورك


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادر قريط - المؤامرة والضحك على الذقون