أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - بيت في الأثير - الفضاء الأول















المزيد.....

بيت في الأثير - الفضاء الأول


غريب عسقلاني

الحوار المتمدن-العدد: 2307 - 2008 / 6 / 9 - 07:38
المحور: الادب والفن
    



الفضاء الأول - عتبة الدخول إلى المقام

*****
الإهداء
إلى نورسة بيضاء
يعذبها الشوق إلى طائرها الذي يسكن منارة عسقلان
"غريـب"

***
ستدراك
ذات فجر، بينما كنت بين الغفوة والحلم، هبط النورس على نافذتي، قبلني على جبيني, زرع الحكاية في صدري وطار..
قبل هبوب النوة عاد النورس، قبلني على جبيني, فتش في صدري وطار..
هل يعرف النورس، إنني ما زلتُ أحفظ الحكاية عن ظهر قلب..
****

الفضاء الأول - عتبة الدخول إلى المقام

1 - البحث عن ذاكرة

جئت أبحث عن نصف عمري، الذي غادر الأجندات، بعد لعنة
قصف غادرة، أخذت وليفة أيامي بالجلطة، قتلت في عين الدماغ وعاء الذاكرة.
ووليفتي أخذتها رجفة,خرجت في صرخة..سقطت في الغيبوبة..سكنت الموت بعض وقت, ثم نهضت على فزع عارية بين أغراب يتقنعون بالابتسام:
- من أخذني إلى النوم.. من جرّدني !؟
عبرت إلى صدري، صارت دمعة.. امرأة من شمع ما زالت ذاهلة في المدى..هتف الطبيب مهنئاً.. وشوشني بطرف عين:
- الحمد لله صباحاً ومساءً, لم يأخذ القصف غير الذاكرة..
نصل سيف شطرني، فتناثرت مع الشظايا، صار بعضي غبارا تحمله شياطين البارود، وبعضي غاص تحت ركام الردم، وبعضي يصرخ:
- هل يعود عمري الذي كان يسكنها؟
- ربما, ولكن بعد حين..
هل يعود الغدر عمَّا فعل، ولو بعد حين؟!
فوليفتي عاشقة من نوع فريد، تبدع في العشق, تجعل اللحظة عمراً يتجدد, يتمدد كالبهاء، تجعل الوجد مقاما, تجعل التيه حياة في الجنون.
جئت أطلب مصر ملاذاً, أحملها في عين خاصرتي، أعرض مظلمتي على أطباء العقول، أطلب الرحمة، تفزعني امرأة يسكنها الذهول, تحمل في عينيها إشارات الذهول, تُعلق رعدة القصف على وجهها ابتسامة, سرعان ما تأخذها الدهشة إلى بدايات البكاء..يختلط لديها الضحك وإرهاص العويل.. يرتسم على وجهها برعم حلم, قبل أن يومض تذهب إلى النوم.. وأنا بين الدهشة والحضور أفتش عن أجندات سقطت في جب الغياب، بانتظار القطار الذاهب ولا وصول..
هل تعود من بطن الغياب؟
هل تعود إلى عاداتها.. تنبض فيها الشهوات بأشواق صبية..
****
كنت في الغفوة أبحث عن غزالة.حضرت عروساً تتبختر.. نامت على صدري، وشوشتني مثل طفل نام على وسادة القلب قالت:
- تأتيك امرأة تبحث عن وليف ضيعته في الطرقات..
- هي أنتِ؟
- هلا سمعت يوماً عن روح القرين.
-وأنتِ؟!
- ربما كانت أنا، ربما صرت هي..
وأتيتِ على خط الهواء، امرأة غزالة, أطلت عليّ من نافذة صدري تبحث عن طفل الحكاية, تسأل:
- ماذا تفعل يا رجل؟
- أبحث عن حكايتي في جب العدم.
- متعب أنت يا نورس عسقلان..هل خذلتك العافية..؟
امرأة صوتها يفتح أبواب الدفاتر..
- هل تأخذيني إلى ما أريد؟
- أنا امرأة تقطع الغربة مع عبق الأجندات القديمة، أهرب من حالي إلى زوايا الحكايات الساكنة في بيت هناك.. ربما قصفوه مع ما قصفوا, ولكن ذاكرتي مازالت في المكان.
****
نهضت صاحبتي من النوم وقد فارقها السُهوم.. ضوء عينيها توهج.. ضحكت حتى السعال..قالت:
- مع من تتحدث؟
- ...
عادت إلى النوم ترقد الدهشة بين شفتيها، ورأيت في الدهشة امرأة تمسح وجه النائمة.. تبحر في بحر من ألم..
هما امرأتان في حال امرأة.
والحكاية امرأة تتوسد ذراع بحر بعيد، تنشد أغنيات قلبها المزروع في رحم زنبقة تسكن هامة سافية رمل من ذهب على شاطئ غزة, تنتظر عودة النورس الذي يسكن منارة عسقلان..
هي في الحكاية تنتظرني وتراقصني على حبل الهواء عند رصيف منتصف الليل، وتبادلني على مسرح الأسبوع الحكايات على وجه الحاسوب في رجفة ضوء..
------
------
2 - كيان الصوت

كيف يختزل الصوت كيان صاحبه ويتشكل بصفات الآدميين, هل تعودتِ القبض على جسد الصوت، وتعرفتِ على سحره؟ لا يدرك ذلك إلا من تسكن في صدره مساحات فضاء لا ينتهي بحدود المدركات.
- ما حكاية صوتي؟
- أنتِ أمسكتِ بحبل الحكاية!!
إنها أنتِ، عندما يحملكِ التجلي، عندما يضربكِ الحزن وخسران الرهان، إنه عذابكِ عندما تمتطين حصان الفرح رغماً عنكِ. إنه الدمعة تتأرجح في مقلتيكِ..إنه أيضاً عذابي عندما أدرك سر الوقت الذي تعيشين, وأرى دمعة روحكِ تسري في لحمكِ تذرف أشواق الحياة..صوتكِ سركِ الذي لا يعرفه سواي، عندما يلهث في خط الهواء.. تحضرين أمامي هو أنتِ، أم أنتِ هو، لا أعبر منطقة السؤال, أهربُ إلى العيش معكِ أتذوق رحيق العشرة مع امرأة هي لي صوتاً.. لا بأس, لي منها بعض شيء، وهي المستحيلة على الآخرين، صوتكِ يكفيني حتى الامتلاء، أما الآخرين ما لهم فيكِ سوى وهم السراب.
فأنا الفائز بأجمل هداياكِ..صوتك الذي هو أنتِ.
هل أدركتِ سر الصوت الذي يحمل صاحبه على حبل الهواء؟ إنه مرشد الروح الذي لا يعرف سرها غير الله، إنه الشيء الذي يعبر ذبذبات في الهواء.. يتبدد في أفق الأثير، صوتكِ يا امرأة جواز سفر..
أجلس الآن على رصيف محطة منتصف الليل, انتظر أن نطير روحان إلى بيت هناك.. والسؤال الآن مني للأميرة:
- كيف يعيش الصوت شهوات الأثير؟
"إضحكي من جنوني..
رنة صوتك تجعلني أطير".
--------
--------

3 - أجمل حالات الهروب

هل رأيتِ الليلة كيف مارسنا الهروب؟
أهرب منيّ إليكِ، وتهربين منكِ إليَّ.
نهرب ننشد بعض راحة.. كيف يرتاح المتعبين من مشاوير المحطات وعذاب الأرصفة.
أسأل عن حالكِ، تقطعين عليّ الطريق إلى وجعكِ:
- لا تخف عليّ أنا بخير.. كيف أنتَ.
صوتكِ يحمله الوجع إلى مدار الشوق.. أتجمل فوق عذابي أصعد:
- رجفة برد أصابتني وأنا أدرب صوتي للقاء.
تضحك المرأة على أطراف دمعة، تمسك بي تحضنني, صوتها يغلفه الابتسام..
صمت الهواء على انتظار الآتي من المواعيد, والمواعيد مع امرأة من صوت عند محطة راحة، هي ما نحياه حياة في الحياة، ندخل طقس غير ما تعارف الناس عليه، يصبح طقسنا بيتا يختزل التواريخ.. نهرب من المواعيد نلتقي، نتعذب, صوتكِ يأتي من بعيد :
- إنه أجمل ألوان العذاب.
امرأة في صوت، تسبح في الهواء.. كلما حاولت أن ألمسها أحضنها تنفلت مني بعيداً.. عبثُ أحاول.. كيف أقبض على امرأة من صوت، تموت على الأرض وتحيا في الهواء؟!.
نام الهواء, أخذ النوم من عيني.. ليس لي غير فضاء صوت أستعيد منه نبض الكلمات.. يومض النبض شرر، أقبض عليه في كفي, أفتح كفي.. لا شيئ غير خطوط في جلد الكف تنام..من يقرأ الخط في كفي..من يقرأ حظي..من يعثر عليكِ تسكنين الحلم، تخلدين إلى النوم في هجعة انتظار المواعيد القادمة؟ هي أسئلة تأخذني الليلة إلى السؤال:
أين أنتِ منّي، وأنا أين منكِ, والمدى بيننا حبل هواء يحيا ويموت، بين نبض الشوق وشهقة الموت تفاصيل تدهشنا كل لقاء؟..
بعد أن يمضى اللقاء ندخل في الحيرة من جديد.
ما الذي بيننا؟ لقاء هو أم هروب؟ أم لقاء في حال الهروب ؟
ما الذي نهرب منه والماضي خسارة، والحاضر موت وجليد؟
هل ما بيننا وهم أم عبث؟
فجأة حضرتِ امرأة من لحم ودم، لا يؤرقها الندم، عصفورة تشدو بصوت من حرير:
- هل نسيت يا نورسي الأصيل؟
"إننا نحيا حياة في الحياة، نقترف أجمل حالات الهروب الذي يأخذنا من التيه إلى شرفتنا هناك"
إنني الليلة قد عشقتُ الذهاب إلى طقس الهروب.
هل دخلتِ الطقس مثلي أم هربتِ..؟
------------
-----------

4 - امرأة واحدة لي

أنا لا أطمع بغير واحدة من بين النساء الساكنات فيكِ. تأخذني من جوعي إلى طعم الشبع، تطرد عني ظمأي، تطفئ فيَّ جفاف الريق، تبذرني شهوات الارتواء...
هي لي. والنساء الساكنات فيكِ، كلهن غنيات وجميلات لرجال غيري واهمون, تضربهم تقاسيم النساء، تشعل فيهم نزوات الفحول الزائفة، فيخرجون من سباق الرحلة خاسرون. يقبضون على الريح، لا يدركون أن النساء الساكنات فيكِ، أقرب من حبل الوريد للمحبين فقط، أبعد من مجرات السماء على من ينصبون شباك المصيدة.
أما أنا: أنتِ لي صوت وروح، رنة ضوء الفجر، وعباءة ليل، ونجوم راغبات. وامرأتي التي أنتِ فراشة ترشف القطر من كأس زنبقة، تعشق الفجر, هي كالحقيقة تنشر الضوء ولا تحترق. والحقيقة أنتِ/ رجفة على سن القلم، ترسم كلمات في سطور، تأخذ مجراها على البياض، تصبح امرأة تبحث عن حياة فوق ما يحدث في الحياة، تصبح أشواقا مجللة بالبهاء. ترقص في فضاء الروح أميرة لا تدخل قصور الأمراء.. تعرف دربها إلى بيت صغير في الأثير.. تجلس في شرفتها تهزأ من كائنات الأرض، تأخذها الدهشة من بشر يتجملون بالأكاذيب وأردية الزيف، لا يدركون رغبات الروح.. كل ما يفعلون أنهم يتقيأون الحياة.. إنهم في رحلة وهم لا يدركون، يبدءون من الموت، وإلى الموت أحياءً ينتهون..
وهي في شرفتها والحقيقة توأمان.
هي لي من بين النساء..
"امرأة من نبض صوت
ومن رجفة ضوء.."
لا تساوم قلبها..عقلها حاضر، لا تخطئ ألاعيب الرجال، وأنا لا أجيد من اللعب غير الحلم، استحضره زماناً ومكاناً وامرأة فراشة تأتيني في موعد شوق، تنشر في دروبي باقة من نبض وجد وتطير.. في الحلم أركب أجنحتي، أسبق لهفتي إلى شرفة المواعيد ربما أسبقها، ربما تسبقني، فالمحطة بيتنا الذي يسكن في الأثير, عندما أصحو تغادرني كل النساء اللواتي عرفت, واحدة لا تغادر الحلم، وتبقى..



#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل الزاجل الأسير إلى السماح عبد الله
- بحيرة الأميرة البيضاء - 7 - الأخيرة
- بحيرة الأيرة البيضاء - 6 -
- بحيرة الأميرة البيضاء - 5 -
- بحيرة الأميرة البيضاء - 4 -
- بحيرة الأميرة البيضاء - 3 -
- بحيرة الأميرة البيضاء
- بحيرة الأميرة البيضاء - 1 -
- مقامات غزية - 7 -
- مقامات غزية - 6 -
- مقامات غزية - 5 -
- في مقام غزة - 4 -
- مقامات غزية - 4 -
- في مقام غزة - 3 -
- مقامات غزية - 3 -
- كائنات ليل سرمدي - مقاربات نقدية
- غريب عسقلاني - قصص قصيرجداً - 2 -
- حكاية بنت اسمها عبلة
- في مقام العقل - قصص قصيرة جداً
- في مقام غزة - قصص قصيرة جدا - 1 -


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - بيت في الأثير - الفضاء الأول